"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"

الوعي أساس الانضباط المهني والشرعي والعمل الصحيح والإنجاز المطلوب

التنظيمات الدينية تحمل لواء الإصلاح وتقدم النموذج والقدوة العملية الشفافة في تنظيم وادارة العملية الانتخابية، والوصول إلى أفضل وأنسب العناصر لإدارة مواقع العمل المختلفة بها، وتدرب وتعد نفسها للمشاركة في إدارة وإصلاح مجتمعاتها ودولها وأمتها الإسلامية.



مقدمة علمية شرعية هامة

1- تتميز العملية الانتخابية في الوقت الحالي، وفي الخارج، بالحرية والشفافية والتحرر من أي ضغوط أمنية، ومن ثم إلغاء ما يسمى بالقيود الأمنية المتشددة غير المبررة على المعلومات الأساسية اللازمة لصلاحية وشرعية وجودة العملية الانتخابية.

2- تمر الجماعة بمرحلة هامة وخطيرة جدا أصابتها بالتصدع والانشقاق والضعف والجمود والتهميش، وأصابت أفرادها بالكثير من الإحباط منذ الانقلاب عام 2013م وحتى الآن 2024م، مما يتطلب الوعي الشديد والجدية الكاملة من جميع الأفراد لتحمل مسؤولياتهم في إنقاذ وتطوير جماعتهم والمحافظة على رسالتهم ودعوتهم، والوفاء ببيعتهم مع الله تعالى على نصر دينه. هذه المرحلة الخاصة تتطلب قيادات نوعية جديدة من طبقة القادة المفكرين وليس التنفيذيين فقط؛ القادة المفكرين أصحاب العلم والفكر والقدرة على الإنتاج المعرفي الجديد المبتكر وتشكيل رؤية استراتيجية للمشهد وما يجب ويمكن القيام به، وليس طبقة القادة التنفيذيين.

3- الانتخابات تعني انتخاب أنسب العناصر المناسبة في هذه اللحظة التاريخية لأداء المهام المحددة للمناصب التي يتم الترشيح عليها.

4- من استحقاقات وواجبات المشاركة، تمام توافر المعلومات والضمانات الأساسية والبيئة الانتخابية، ولا عذر عند الله تعالى لمن لم تكتمل له المعرفة والوعي الكامل بالعناصر الأساسية للعملية الانتخابية، والمشاركة مع غياب الوعي التي تؤدي إلى الوقوع في خطر عدم الوفاء بالأمانة والمساءلة الإلهية الشديدة يوم القيامة.

5- من أهم الضوابط الشرعية المنظمة للعملية الانتخابية:

أ. "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" (الأحزاب: 70).

ب. "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم" (الأنفال 27-28).

ت. "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" (رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع).

ث. "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" (رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني).

ولذلك لما سأل أبو ذر رضي الله عنه، وهو من هو في الصلاح والزهد والعلم والخُلق، الرسول عليه السلام لماذا لا يستعمله (أي يوليه وظيفة عامة)، قال له: "يا أباذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (رواه مسلم)

فلكل منصب مهام وكل مهام تحتاج الى استحقاقات علمية وشخصية وخبراتية ومهاراتية وانجازات سابقة تؤكد أهلية الشخص للمنصب. إذا هناك شرطان لتولية الوظيفة: الأهلية لها، والوفاء بمتطلباتها كما ينبغي.

فالوظائف والمناصب العامة أمانات مسؤولة، فإن سُلّمت لمن هم ليسوا بأهل لها فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى استشراء الضعف والركود في المؤسسة، والفساد في المجتمع بأسره بحسب خطورة المنصب.

ضمانات الاختيار الصحيح والوفاء بحق الله تعالى وأمانته في رسالته ودعوته

1- توافر اللائحة الأساسية للجماعة، وتوفيرها لكل فرد، ويفضل شرحها ومناقشتها مع كل الأعضاء.

2- تشكيل لجنة محايدة من الكفاءات العلمية المتنوعة (شرعيا- إدارة استراتيجية- قانون) لإدارة العملية الانتخابية من خارج القيادات الحالية.

3- عدم انتخاب من تكررت قيادته لنفس المنصب لدورتين سابقتين، خاصة مع حالة الركود التي وصلت إليها الجماعة، لفتح المجال لعقول وأفكار شبابية جديدة، أي دماء جديدة تسرى في جسد الجماعة..

4- تقديم كل مسؤول حالي تقرير أداء وإنجاز خلال فترة مسؤوليته، بما أنجز وما لم ينجز وأسباب ذلك، ويفضل مناقشته مع جميع الأعضاء أصحاب الحق في الانتخاب في وحدته الانتخابية.

5- شرح مفصل مكتوب لطريقة الانتخاب المزمع عقدها ونظام إجراءاتها بدقة وتفصيل.

6- تحديد المهام الوظيفية لكل منصب سيتم الانتخاب له.

7- تحديد الكفايات العلمية والشخصية والمهارية والخبراتية اللازمة لكل منصب على حدة.

8- معرفة الأعضاء بعضهم البعض بشكل علمي وشرعي يؤهلهم للاختيار الصحيح، من خلال:

أ. البيانات الشخصية.

ب. المؤهلات العلمية.

ت. الإنتاج العلمي (بحوث وكتب).

ج. سابقة العمل بالمؤسسة.

ح. الإنجازات التي حققها أو شارك في تحقيقها.

9- الوعي الاستراتيجي بأبعاد المرحلة التي تمر بها الجماعة وأهم التحديات والتطلعات، وفي مقدمتها:

أ. تحرير المعتقلات والمعتقلين

ب. توحيد وحشد الجماعة نحو أهدافها.

ت. إعادة الضبط التربوي.

ث. أهمية العمل على تشغيل الموارد المعطلة للجماعة (حصر وتحديد الموارد المتنوعة للجماعة والتي تزيد على العشرين موردا معنويا وماديا قابلة للتوظيف والتحول إلى قدرات فعلية).

ج. إعادة تشغيل الجماعة واستعادة صورتها الذهنية ومكانتها الطبيعية في المجتمع والدولة والعالم.

ح. إعادة رسم علاقة الإخوان مع دول المهجر والتعامل مع أفرادها كنخب علمية ودعاة ومصلحين وأصحاب مشروع تحرر يستحقون الاحترام والتقدير والتعامل الكريم المناسب.

10- الانتخاب ليس على الأسماء فقط، بل يجب أن يتم على البرنامج؛ حيث يقدم كل فرد لديه الرغبة والقدرة على تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الجماعة؛ رؤيته للمرحلة المقبلة وبرنامجه الانتخابي وماذا سيفعل.

محاذير وأخطاء يجب الوقاية منها

1- الترويج الاستباقي للانتخابات بتلميع البعض من خلال عمل بعض المحاضرات أو اللقاءات الجماعية أو العامة، أو الخطب المتنوعة التي يتم التركيز فيها على تلميع البعض وإبرازهم دون غيرهم، مما يؤثر على سلامة وصحة وشفافية ومصداقية وشرعية الانتخابات ويقوضها من أساسها، ويحرمها من القول السديد الذي حدده القرآن الكريم شرطا للنجاح.

2- التربيطات الاستباقية التي تتم بأشكال مختلفة، مثل تركيز بعض القادة على طرح آرائهم في المرحلة والحاجة لاختيار الأشخاص الذين يتميزون بكذا وكذا، وبدء طرح بعض الأسماء، خاصة عندما يتكرر ذلك من بعض القيادات، ويعد شكلا من أشكال فرض الوصاية على الأفراد التي نهى القرآن الكريم عنها خلال نفس الفترة، مما يؤثر على سلامة وشفافية ومصداقية وشرعية الانتخابات ويقوضها من أساسها ويحرمها من القول السديد الذي حدده القرآن الكريم شرطا للنجاح.

3- الإعلان عن اعتذار بعض الأسماء نيابة عنهم وقبول اعتذارهم، مما يؤثر على سلامة وصحة وشفافية ومصداقية وشرعية الانتخابات ويقوضها من أساسها، ويحرمها من القول السديد الذي حدده القرآن الكريم شرطا للنجاح.

4- منح الفرصة لبعض الأفراد بعينهم بجولات لزيارة اللقاءات دون غيرهم، مما يعني الإخلال بمبدأ عدم تكافؤ الفرص، مما يؤثر على سلامة وصحة وشفافية ومصداقية وشرعية الانتخابات ويقوضها من أساسها، ويحرمها من القول السديد الذي حدده القرآن الكريم شرطا للنجاح.

5- تعمد تغييب التعريف بالإجراءات ومراحل العملية الانتخابية وتقديم مبررات متنوعة، من أهمها الاعتبارات الأمنية وضيق الوقت وكثرة الأعباء.. إلخ، مما يؤثر على سلامة وصحة وشفافية ومصداقية وشرعية الانتخابات ويقوضها من أساسها، ويحرمها من القول السديد الذي حدده القرآن الكريم شرطا للنجاح.

6- الترويج يوم الانتخابات بوسائل مباشرة وغير مباشرة.

7- ضمانا لعدم الخروج عن الموضوع وتمييع الأمور وتشتيت الأفكار والاهتمام، الأصل أن الجميع يحسن الظن بالجميع، وهذا أمر قلبي يطلع عليه الله عز وجل وحده ولا يجوز لبشر أن يتهم أحدا في نيته، وأمر الانتخابات أمر عام يهم الجماعة والأمة، والأصل فيه التحديد الشامل الدقيق الضامن لصحة العملية الانتخابية، والذي يستدعي سعة الخيال والبحث في الأخطاء التي يمكن أن تقع والعمل على الوقاية منها سدا للمخاطر التي تهدد الجماعة.

المهام الوظيفية الأساسية وأهم الاستحقاقات


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التنظيمات الإصلاح الانتخابات الإخوان الإخوان الإصلاح انتخابات تنظيمات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة الانتخابیة لمن لا

إقرأ أيضاً:

محافظة الحديدة تُحيي ذكرى رحيل العلامة بدر الدين الحوثي

الوحدة نيوز/ نظمت بمحافظة الحديدة، اليوم، فعالية خطابية في الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين أمير الدين الحوثي للعام 1445ھ.

وفي الفعالية، استعرض وكيل أول المحافظة، أحمد مهدي البشري، جانبًا من مناقب وصفات العلامة بدرالدين الحوثي ومكانته في إحياء العلوم الشرعية وتوضيح المفاهيم الدينية والتصدي للأفكار الضالة وتصحيح الانحرافات من خلال مؤلفاته العديدة والدروس والمحاضرات الدينية.

وأوضح أن العلامة بدرالدين الحوثي اتسم بمدى حرصه واهتمامه على جمع كلمة الأمة والتوعية من مخاطر الشتات والضياع والضعف والهوان، مبينا أن الفقيد ساهم في تنوير وتربية الأجيال على قيم ومبادئ الدين الإسلامي بالاستناد إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.

وأكد البشري، أن العلامة بدرالدين الحوثي كان منارة للعلم والصحوة العلمية الحقيقة وحمل على عاتقه نصرة الإسلام، كما شكل بعلمه المنطلق الأول للمشروع القرآني الذي قدمه من بعده نجله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.

وفي الفعالية، التي حضرها وكيلا المحافظة محمد حليصي وعلي كباري أكد مدير مكتب الارشاد بالمحافظة عبدالرحمن الورفي، أن العلامة بدرالدين الحوثي يعتبر أحد أعلام الأمة الذين حرصوا على تنويرها بمحاربة الأفكار الدخيلة على المجتمع والثقافات المغلوطة ومناهضة المشاريع التكفيرية.

واعتبر إحياء هذه الذكرى محطة تربوية مهمة لاستحضار الدروس التي قدمها العلامة الحوثي كمدرسة إيمانية متكاملة مليئة بالحياة والعلم والعطاء والكرم والوعي بالتحديات وجميع ما تحتاجه المرحلة.

فيما تناول الناشط الثقافي أحمد الحجاجي، أخلاق العالم السيد بدرالدين الحوثي وجهاده الفكري ومنهجه في تفسير القرآن الكريم ومؤلفاته في الرد على الفكر الوهابي وما تميز به في الدروس والمحاضرات وإيصال الحقائق وتفنيد الثقافات المغلوطة التي شوهت المناهج الدينية.

حضر الفعالية مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين علي صومل، ونائبا رئيسي جامعة دار العلوم الشرعية علي عضابي وجامعة القرآن الكريم سليمان الفقيه ومدير مديرية الميناء عبدالله الهادي وأمين محلي مديرية الميناء حسن هادي رسمي وحشد من القيادات والعلماء والشخصيات الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • ثورة 30 يونيو أسقطت قناع الجماعة وأوقفت تمدد الإرهاب بالمنطقة
  • «30 يونيو» ملحمة وطنية أطاحت بالفاشية الدينية (الوطن السياسي)
  • التجمع: الحزب من أوائل المناضلين ضد الإخوان.. و30 يونيو أنقذت الدولة
  • برلمانية: 30 يونيو نجحت في توحيد القوى السياسية والحزبية تحت راية واحدة
  • استمرار تقصير وتخفيف مدة خطبتي وصلاة الجمعة في الحرمين
  • نقيب الفلاحين: 30 يونيو أنقذت الدولة من الأفكار الهدامة لجماعة الإخوان الإرهابية
  • في الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو.. دور الأحزاب السياسية في الإطاحة بنظام الجماعة الإرهابية
  • محافظة الحديدة تُحيي ذكرى رحيل العلامة الرباني السيد بدر الدين الحوثي
  • محافظة الحديدة تُحيي ذكرى رحيل العلامة بدر الدين الحوثي
  • أول تعليق رسمي من اليكتي على تحديد موعد انتخابات كردستان