نظّم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني، ممثلًا في دائرة المكتبات محاضرة ثقافية بمكتبة جامع السلطان قابوس بنزوى استهدفت مجموعة من طالبات مدارس الولاية تناولت أهمية القراءة ودورها في تنمية الشخصية، وتم التطرق إلى أهمية القراءة كأحد أنجع الوسائل لغرس الأفكار والقيم، وتغيير الرؤى والميول والارتقاء بالإنسان وفكره، وتبني شخصيته وتكسبه المهارات والقدرات التي تعينه على خوض غمار الحياة بكل ثقة واقتدار.

قدّمت المحاضرة نصراء بنت محمد الصوافية مشرفة مصادر تعلم بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، بمشاركة أربعين طالبة وهدفت إلى ترسيخ مفهوم وعادة القراءة، وأهميتها في الحياة، والتعرف على الاستراتيجيات والطرق التي تمكن القارئ من غرسها في سلوكه، ودور القراءة في إيجاد وتنمية الشخصية الإبداعية، وتطبيق عدد من الاستراتيجيات القرائية الناجحة والتعرف على عدد من التجارب والشخصيات القارئة، وتطبيق الأنشطة والتمارين المحفزة للقراءة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

م ق ج خطوة على الطريق

عندما يُهَدِّدُ أحدُ أفرادِ جيلِ السِّنابِ وآيباد وتيك توك ومنصة X وأشباهِها بأنَّه إذا لم يُعطَ مقالاتٍ قصيرةً جدًّا (م ق ج)، فإنَّه سوف يُقاطِعُ الكُتُبَ والمقالاتِ الطَّويلةَ نهائيًّا، فإنَّه بذلك يُعبِّرُ عن احتجاجِهِ لعدمِ تلبيةِ رغباتِهِ المشروعةِ في الحصولِ على المعلومةِ بسرعةٍ.

لا نفضِّلُ القراءةَ العابرةَ والقصيرةَ على القراءةِ المعمقةِ، بل نعدُّها أفضلَ من التوقفِ عن القراءةِ تمامًا. السمةُ البارزةُ لهذا الجيلِ هي الاستعجالُ في الحصولِ على المعلومةِ بأقلِّ عددٍ ممكنٍ من الكلماتِ، وهذا ما دفعَ منصةَ X الشهيرةَ في بداياتِ إطلاقِها إلى تحديدِ عددِ حروفِ تغريداتِها بـ140 حرفًا، قبلَ زيادتِها لاحقًا.

ربما أدَّتْ كثرةُ الخِياراتِ المتاحةِ لهذا الجيلِ إلى تقليصِ الوقتِ الذي يمكنهمُ التركيزُ فيهِ على موضوعٍ واحدٍ إلى دقائقَ قليلةٍ جدًّا إن لم تكنْ ثوان، وذلك ما دفعَ بعضَهم لتشبيهِ ذاكرتِهم بذاكرةِ السَّمكِ لقصرِها.
بينما كان شبابُ الأجيالِ السابقةِ قد لا يجدونَ أماكنَ لقضاءِ أوقاتِهم في الترفيهِ، يُعاني جيلُ اليومِ من وفرةِ الخياراتِ، وهو ما جعلَ القراءةَ تحتلُّ مرتبةً متأخرةً في قائمةِ اهتماماتِهم.

يأتي هذا النمطُ من الكتابةِ تماشيًا مع رغباتِ وميولِ الجيلِ الذي يُفضِّلُ الاختصارَ والسرعةَ، ومحاولةً لإعادتِهم إلى ساحةِ القراءةِ والكُتُبِ. لا يمكنُ أن يُعَدَّ التوجُّه نحو الاختصارِ في الكتابةِ خضوعًا لرغباتِ الشارعِ، بل هو محاولةٌ لجذبِ القرَّاءِ نحو القراءةِ المعمقةِ وأُمهاتِ الكُتُبِ في مختلفِ المجالاتِ، بدلًا من انسياقِهم نحو مغرياتِ الأدواتِ الترفيهيةِ التي تُحيطُ بهم وتقللُ من وقتِ بناءِ خلفيتِهم الثقافيةِ والفكريةِ، وهو ما يُسهمُ في زيادةِ حالةِ التسطيحِ في مجتمعاتِنا.

هذا التوجُّهُ في الكتابةِ هو خيارٌ متاحٌ عبر جرعات خفيفة لمن لا يرغبُ أو لا يستطيعُ تحمُّلَ قراءةِ الكُتُبِ أو المقالاتِ الطويلةِ، على أملِ أن يُشجِّعَهم- على المدى البعيدِ- على العودةِ إليها.

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • خطورة التكفير .. محاضرة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا
  • كيفية ضبط إعدادات آيفون لمنع آبل من جمع بياناتك الشخصية
  • «النقل» تؤكد أهمية الممرات اللوجستية التي يجري تنفيذها لربط مناطق الإنتاج بالمواني
  • قصيدة "الومضة" و"فن الكف" في لقاءات قصور الثقافة بالأقصر
  • فعاليات متنوعة لترسيخ القيم وتنمية الوعي بحلايب وشلاتين.. صور
  • وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية / أسماء وتفاصيل
  • م ق ج خطوة على الطريق
  • إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي والفني
  • فعاليات ونشاطات متميزة لكلية العمارة والتصميم في عمان الأهلية
  • "دور التكنولوجيا في تنمية المواهب".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم