الروائية أميمة الزغبي: «ميراث الخوف» تهدف لترسيخ قيم التعاون والحب
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت الروائية والقاصة أميمة الزغبى عن تفاصيل روايتها «ميراث الخوف» المؤهلة للفوز بجائزة طه حسين للرواية المنشورة 2024، التي أعلن عنها نادي القصة ضمن القائمة الطويلة منذ أيام.
أتمنى الفوز بجائزة تحمل اسم العظيم طه حسينوقالت «الزغبى»، فى تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»، إنها شاركت فى الجائزة ولا تتوقع الفوز، ولكنها تتمنى ان تفوز روايتها بجائزة تحمل اسم عظيم مثل "طه حسين".
وأضافت الروائية أن الرواية المشاركة استغرقت أكثر من عامين فى كتاباتها، حيث مرت بمرحلة مخطوط الشخصيات ورسم الشخصيات بدقه من حساب الأعمال والعوامل النفسية التى تمر بها الشخصية.
ترسيخ قيم التعاون والحبوأكدت أن رواية "ميراث الخوف" تهدف الى ترسيخ قيم والتعاون والحب ، حيث يفتقد هذا الجيل الى القيم، الذى تسبب الانفتاح على العالم وتقليد الغرب الأعمى في أنهم يفقدون هويتهم.
الواقعية الممزوجة بالفانتازياوأوضحت "الزغبى"، أنها تميل فى كتاباتها بشكل عام إلى الكتابات الواقعية الممزوجة بالفانتازيا ، ولا تفضل الكتابة للواقع نقلا للواقع؛ لأن الفانتازيا تعطى للعمل طعما مميزا.
وأشارت الروائية والقاصة إلى ان رواية "ميراث الخوف" تتناول ترسيخ قيم حب الجار للجار تحديدًا، حيث نفتقد فى الأحياء الراقية مثل حى سبورتنج لا نجد مثل هذة العلاقات، حيث نسمع صراخ يخرج من شقة ما، ولاأحد يبالى دون ان يحاول أحد ان ينجده، ولان الجار كان اقرب للشخص من الأهل، لذلك تدور أحداث الرواية حول طفل صغير يتعرض والديه لحادث سير، ويفقدهما، ويعيش مع جده وجدته لسبب ما عند الجد الذى يكون من اصل غير مصرى ولكنه أصبح مصرى صميم بتصرفاته وأفعاله.
وأضافت: "هذا الجد رسخ بداخل الولد القيم الجميله لحب الجار ولكن بحدود دون تدخل فى شئون الغير، حيث أحاط بسكان العمارة 24 أسرة تحتضن هذا الولد، كل اسره منهم لها فصل فى الروايه، و كل أسرة تتعامل مع يوسف كأنه واحد منهم".
"ميراث الخوف" اجتماعية بامتيازوتابعت: " الرواية اجتماعية بامتياز والهدف الأساسى ترسيخ قيم التعاون وحب الجار وليس هناك ما يسمى بالخوف من الموت؛ لأن هناك شخصية فى الرواية قالت: إنه يخشى أن يتزوج ويُنجب ويترك والده وحيدًا يعيش نفس الوحدة ويعانى منها".
وأردفت: "تأصيلا لقيم التعاون والمعاملة بود وحب والعلاقة بالجار والتأصيل القومى للانتماء الوطنى، ضمن أحداث روايتى، فهناك أحداث تتداخل فى الرواية مررنا بها منذ ثورة 30 يونيو حتى تولى الرئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى والمشاعر والهتافات التى كانت تمر فى شارع بورسعيد ومشاركة يوسف ( أحد أبطال الرواية) وجاره الدكتور أحمد ونجاح الرئيس السيسى وأغنية حسين الجسمى قوم نادى على الصعيدى ".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نادي القصة طه حسين الانتماء الوطني قیم التعاون ترسیخ قیم
إقرأ أيضاً:
الخوف من الذئب.. المصير الأمريكي (2)
فكرة سقوط أمريكا عن عرش العالم ليست جديد، لكنها تأتي هذه المرة مصحوبة بأعراض واقعية وعملية تكشف الشروخ والمخاطر، وتجعل الحديث التحذيري من السقوط ممكنا ومقلقا، وليس في مدار الأمنيات بعيدة المدى.
التحذيرات والنبوءات القديمة ارتبطت بأحداث تم وصفها بأنها مؤقتة وعارضة، وترتبط بمخاوف نفسية عميقة منذ نشأة أمريكا، جعلت من فرضية انهيارها "مرضا نفسيا جماعيا" لا تكف الطبقة الوسطى القلقة عن الثرثرة بشأنه مع كل أزمة ولو صغيرة تتعرض لها بلادهم.
وقد كتب المفكر المعروف صموئيل هنتنجتون مقالا شهيرا في مجلة الشؤون الخارجية نهاية الثمانينات، استنكر فيه تلك الأحاسيس وتلك المخاوف التي لا تستند إلى الواقع، موضحا أن موضوع "تراجع أمريكا" تحول إلى إشكالية ثابتة في الثقافة والسياسة الأمريكية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي على الأقل، وبالتحديد يوم 4 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957 عندما استيقظ العالم على خبر إطلاق الاتحاد السوفييتي لأول قمر اصطناعي في مدار الأرض (سبوتنيك1)، ثم توالت عدة موجات رئيسية كثر فيها الحديث عن نفس الموضوع، أشهرها ردود الفعل الداخلية على المعاناة الأمريكية في حرب فيتنام؛ ثم أزمة النفط على خلفية حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل، وكلما تصاعدت لغة التهديدات المتبادلة في الحرب الباردة مع السوفييت.
وأضاف محللون كثيرون مناسبات تالية لنظرية هنتجنتون عن "الموجات"، منها صعود اليابان، وأزمة كارتر الصحية وفشله في محاولة إنقاذ الرهائن الأمريكيين في طهران بعد الثورة الإسلامية، ثم هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، والأزمة المالية عام 2008 وحالة الركود الكبير التي استمرت بعدها، ثم فيروس كورونا وتبعات الخوف والإغلاق، حتى جاء التنين الصيني ليعيد الحديث بقوة داخل المجتمع الأمريكي وخارجه عن احتمالية وضع حد لسيطرة أمريكا على العالم..
لكن المتفائلين الواثقين من "عظمة أمريكا" ظلوا عبر تلك الأزمات وحتى الآن يرددون حججهم لمواجهة المخاوف، ويؤكدون أن التراجع المؤقت للولايات المتحدة في بعض المواقف لا يعني الانهيار النهائي؛ بقدر ما يعني إعادة تنظيم وتجديد لضمان التفوق وتعظيم القدرة على حماية المصالح الأمريكية في أنحاء الأرض
لكن المتفائلين الواثقين من "عظمة أمريكا" ظلوا عبر تلك الأزمات وحتى الآن يرددون حججهم لمواجهة المخاوف، ويؤكدون أن التراجع المؤقت للولايات المتحدة في بعض المواقف لا يعني الانهيار النهائي؛ بقدر ما يعني إعادة تنظيم وتجديد لضمان التفوق وتعظيم القدرة على حماية المصالح الأمريكية في أنحاء الأرض..
في مقابل سدنة التفاؤل الأمريكي حذر محللون آخرون من أخطاء فادحة ارتكبتها الإدارة الرأسمالية، مدفوعة بمزيج من الجشع والغباء، وكتب أحدهم ساخرا من رفض مناقشة فكرة التراجع: عليهم أن يقرأوا قصة الراعي والذئب في حكايات إيسوب، فعدم حدوث التراجع النهائي نتيجة أخطاء وأزمات سابقة لا يعني أن هذا الاحتمال ممكن الحدوث، فربما كان الإنذار بانقضاض الذئب على الغنم خاطئا في الموجة الأولى أو الثانية أو الثالثة، لكن الاستمرار في عدم تصديق إمكانية الانهيار ستصل بنا إلى الارتكان وعدم التحرك عندما ينقض الذئب بالفعل على الغنم، بينما نتغاقل نحن عن ذلك تحت زعم اننا بخير
هكذا استمر السجال خلال العقود الثلاثة الماضية بين المحذرين والمطمئنين، ونُشرت الآراء المتباينة عن الانهيار الأمريكي في مئات المقالات وعشرات الكتب والدراسات التي تتناول مظاهر وأشكال السقوط الأمريكي، بعضها تحدث عن زوال دراماتيكي يشبه غرق تيتانيك المفاجئ والصادم، وتلك كانت الدراسات التي أغوتها المقارنة التاريخية مع سقوط الإمبراطورية الرومانية القديمة، ودراسات أخرى تحدثت عن تفكك للولايات وانهيار صيغة الاتحاد الفيدرالي، ودراسات أكثر واقعية تحدثت عن تراجع بطيء ونسبي في مجال التأثير الجيوسياسي والعسكري؛ مع تفاقم أزمات مالية وتجارية تؤثر بشكل خطير على المكانة الاقتصادية لأمريكا في الداخل وفي التعاملات الخارجية..
في الداخل تتسارع مظاهر الغضب والاحتجاج ضد الفقر وخلل توزيع الثروة، وتدني خدمات الرعاية الصحية، وحوادث العنصرية المتغلغلة في بنية الإدارة والمجتمع، كما تظهر مشكلات التنافر السكاني وأزمات المهاجرين وعسر عملية الاندماج الاجتماعي، وما يتبعه من أزمات ثقافية وأخلاقية ودينية تعكس ثقافات انتقلت من حالة التباين والتنوع إلى حالة التعارض والصراع. ويرى كثير من المحللين والمتابعين أن درجة الصراع الأخلاقي والثقافي وصلت ذروتها في تظاهرات دعم غزة وفضح الدور الأمريكي الداعم لجريمة الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين..
هذا بإيجاز سريع ما يخيف ويزعج في الداخل، أما في الخارج فتتجلى مشكلات أمريكا في مجال حرية التجارة الدولية، وتعارض قراراتها وسياساتها مع أسس مركزية في النهج الرأسمالي ومبدأ الأسواق المفتوحة، فلم يعد المبدأ الرأسمالي الشهير "دعه يعمل.. دعه يمر" مقبولا في دولة تسعى للاحتكار والإغلاق وفرض الرسوم المعطلة لحركة التجارة؛ بغية تحصيل إتاوات أسهل من المضي في تحقيق الأرباح من المنافسة المفتوحة. ولذلك فإن أزمة الرسوم الجمركية التي فرضتها أمريكا ليست أزمة وقتية، لكنها أزمة طريق، وسياسة مضادة للنهج الرأسمالي، لها ما بعدها من تأثيرات على العملة الأمريكية وعلى المكانة التجارية والاقتصادية.
مئات المقالات وعشرات الكتب والدراسات التي تتناول مظاهر وأشكال السقوط الأمريكي، بعضها تحدث عن زوال دراماتيكي يشبه غرق تيتانيك المفاجئ والصادم، وتلك كانت الدراسات التي أغوتها المقارنة التاريخية مع سقوط الإمبراطورية الرومانية القديمة، ودراسات أخرى تحدثت عن تفكك للولايات وانهيار صيغة الاتحاد الفيدرالي، ودراسات أكثر واقعية تحدثت عن تراجع بطيء ونسبي في مجال التأثير الجيوسياسي والعسكري؛ مع تفاقم أزمات مالية وتجارية تؤثر بشكل خطير على المكانة الاقتصادية لأمريكا في الداخل وفي التعاملات الخارجية
كما أن الصراع الدولي في مجال التكنولوجيا يضيف على هذه الأزمة أبعادا ومخاطر أكثر ضررا، ولعلنا نتابع تواتر مشاكل الإدارة الأمريكية مع شركات التكنولوجيا خاصة في الصين وكوريا واليابان ايضا، والقرارات المقيدة التي ارتبطت بشركات مثل "هواوي"، وتطبيقات مثل "تيك توك"، ومحركات ذكاء اصطناعي مثل "ديب سيك"، وأثر ذلك على خسائر البورصات الأمريكية، بالإضافة على ارتباك الإدارة الأمريكية في معالجة التعارض بين قضايا معاصرة ملحة، مثل علاقة التصنيع بمخاطر البيئة، والتخبط بين قرارات إبعاد بعض الصناعات لمناطق خارج الحدود مثل ماليزيا والهند وشرق آسيا، وأماكن أرخص في العمالة وأكثر تساهلا مع الشروط البيئية، وبين الرغبة في الهيمنة المطلقة على الأسواق الدولية وتعظيم الربح بأقل استفادة للمنافسين والشركاء أيضا.
ولعل أزمة إغلاق مصانع الصلب في بنسلفانيا أشهر مؤشر على الارتباك الأمريكي في معالجة أزمة التصنيع بين الداخل والخارج، في الوقت الذي تتعاظم فيه مكانة الصين كقوة تجارية وصناعية قادرة على تحدي مكانة الولايات المتحدة..
إذا راجعنا التقديرات الكلاسيكية العتيقة التي تتناول الحالة الإمبراطورية لأمريكا، يمكن تلخيصها في أربع ركائز اساسية وبعض العوامل الفرعية المساعدة، أما الركائز الأساسية التي سنعرض لها ببعض التفصيل في المقالات فهي:
1- مجتمع داخلي منتج متماسك يتسم بالكفاية والإشباع ويعمل كماكينة عمل اقتصادية، مقابل حياة رغدة منضبطة على دستور يقدس الحريات الفردية وعدالة القوانين.
2- قوة اقتصادية هائلة تضمن التمويل والسيطرة والتفوق في المنافسة والسيطرة على الأسواق الدولية.
3- قوة عسكرية رادعة ومهددة، تفرض مظاهر الحكم على أنحاء الأرض بالتعاون مع شركاء عسكريين سواء كانوا أعضاء في "ناتو" أو تابعين من خارجه؛ يقدمون الخدمات اللوجستية ويستضيفون القواعد ويصوتون كأدوات حشد في قاعات الأمم المتحدة عن اللزوم، ويقدمون أحيانا جنودا للقتال إذا استدعى الأمر.
4- أخيرا، قوة ناعمة تمارس الهيمنة الثقافية والسلوكية على العالم من خلال السينما والموسيقى والأفكار.
لم أهتم بترتيب الركائز حسب أهميتها، لأنها من وجهة نظري ضفيرة عضوية بلا ترتيب، تعمل بتكامل وتجانس ويصعب فصل إحداها عن الأخرى أو وضع ترتيب ثابت لها، لكنني اخترت أن أبدا في المقالات التالية بمناقشة الوضع الاقتصادي والأزمة التجارية التي أشعلها ترامب بقرار الرسوم الجمركية، وما يرتبط بالقرار من أزمات عميقة أدت إليه ونتائج مسيئة تترتب على صدوره، وبعد ذلك أتطرق إلى أزمات المجتمع الأمريكي ومشاكل المعيشة في الداخل، ثم نناقش البعد الثقافي وانقلاب القوة الناعمة، وأخيرا اختم بوضعية وتحديات القوة العسكرية والسياسية التي وصلت إليها الحالة الأمريكية بعد 70 عاما تقريبا من الهيمنة العسكرية، نصفها تقريبا استمر كهيمنة أحادية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينات القرن الماضي..
وفي المقال المقبل نواصل..
[email protected]