عارٌ يُلطِّخ جبين الإنسانية.. غزة بلا مساعدات.. وشبح المجاعة ينهش الأمعاء الخاوية
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
◄ 25 ألف مريض وجريح بجاحة للعلاج في الخارج
◄ نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود يهدد حياة مليوني إنسان
◄ غزة بلا مساعدات منذ 50 يومًا بعد احتلال إسرائيل معبر رفح
◄ القتال الضاري يفاقم معاناة السكان ويُجبرهم على النزوح الدائم
الرؤية- غرفة الأخبار
تتوالى الأيام ولا يزال العدوان الإسرائيلي يمارس حرب التجويع والإبادة على شعب غزة، إذ مرت 50 يومًا منذ التوقف التام لإدخال المساعدات إثر احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري المتاخم للحدود المصرية، وإعلان القاهرة رفضها وإدانتها لاحتلال المعبر، علاوة على تعمُّد الاحتلال منع دخول المساعدات عبر أي منفذ آخر، لتتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتتعمق المجاعة التي تطل برأسها كشبحٍ يُداهم سكان القطاع.
غزة بلا مساعدات وبلا مأكل وبلا أدوية، يعيش شعبها في العراء، تحت نيران القصف البربري، يتضورون جوعًا مع استمرار الحصار الإسرائيلي. وقد أظهر تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن خطر المجاعة لا يزال قائمًا بشدة في أنحاء قطاع غزة طالما استمر القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأفاد التقرير أن أكثر من 495 ألف شخص، أو أكثر من خُمس سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية هي الأخطر من انعدام الأمن الغذائي
بدوره؛ صرح المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة؛ إن المساعدات لم تدخل إلى قطاع غزة منذ نحو 50 يوما، وأضاف إن الاحتلال يمارس التجويع لتحقيق مكاسب سياسية.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس الثلاثاء إن المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب العمليات الإسرائيلية المستمر وسيطرة إسرائيل وإغلاقها جميع المعابر واستهدافها القطاع الصحي في غزة.
وذكرت الوزارة في بيان أن هناك نقصًا حادًا، لا سيما في الأدوية اللازمة لعلاج حالات الطوارئ والتخدير والعناية المركزة والعمليات، في حين لا يتسنى لمرضى السرطان السفر للمستشفيات.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 25 ألف مريض وجريح في القطاع بحاجة للعلاج بالخارج، لكنهم لم يتمكنوا من السفر بسبب العدوان الإسرائيلي. وأضافت الوزارة: "25 ألف مريض وجريح بحاجة للعلاج بالخارج خلال العدوان ولم يتمكنوا من ذلك، بنسبة تصل إلى 80.5 بالمئة من إجمالي الحالات". وأوضحت الوزارة أن عدد المرضى والجرحى الذين تمكنوا من السفر للعلاج بالخارج "بلغ نحو 4895 فقط، بنسبة بلغت نحو 19.5 بالمئة من إجمالي أعداد المرضى والجرحى".
ومنذ أوائل مايو، يتركز القتال في مدينة رفح، الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث نزح نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد فرارهم من مناطق أخرى.
وقال سكان إن قتالًا عنيفًا وقع في المناطق الغربية من رفح؛ حيث توسّع الدبابات توغلها في الأيام القليلة الماضية وتقصف منازل عديدة في المنطقة.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربًا مُدمِّرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
وبادلت الفصائل 105 من المحتجزين الإسرائيليين وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر 2023.
وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيرا من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه لا يلبي شروطها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كسوة الشتاء.. الإمارات ترسل مساعدات إلى فلسطين
تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية لدعم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك في إطار عملية «الفارس الشهم 3»، من خلال استكمال الاستعدادات لإرسال شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متمثلة في كسوة الشتاء.
يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتحتوي المساعدات كسوة الشتاء على الملابس الشتوية الرجالية والنسائية وملابس الأطفال والخيم وأغطية مضادة الماء؛ حيث ساهم في تأمينها كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
تهدف الحملة إلى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأوضاع في قطاع غزة، ورفع المعاناة عن الفئات المتضررة، وذلك لمواجهة البرد القارس خلال فصل الشتاء