ما بعد الاضطراب "شملٌ"
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
وداد الاسطنبولي
ننتقلُ من مرحلة إلى مرحلة وهذه طبيعة الحياة التي تعدُّ نفسها لتتهيَّأ للتغيير، فينبثق من أنفاسها الرُّكود والجمود والروتين، مع الاحتفاظ بالمركّبِ الجيّد الذي يختلط بالعنصر الجديد، ليُستخلَصَ منهما معدن جديد آخر، وتستنشق أكسجينًا فتنشرح أوصالها بعوامل أخرى؛ لينتج أيضًا خليطٌ آخر جيِّد، ومُؤكد أنَّ هناك أسرارًا أخرى في هذا التغيير مُستترة لا يعلمها سوى الله.
والخُلاصة من كل هذا التغيير والتحوُّل في المُركّبِ الجديد المنتظر الذي سوف يكون أكسجينَ الحياة لإنتاج مثمر، هي هذه القائمة الجديدة "شَمْل"، والتي تحاول الآن أن تفتح آفاقهَا للجميع وتفتح ذراعيها للتنوير، تُكمل مسيرة من سبق للأعمال والإنجاز مع التقدير للجهود السابقة من قِبَل القوائم المتوالية، واعتزاز بدلالة هذا الاسم "شَمْل" ليكون رمزًا مُقدَّرًا ومُثَمَّنا في الأعمال المستقبلية القادمة. ولا تخلو هذه المرحلة من الصِّعاب لأنها تدرس ما كان وما سيكون بنضال قوي للتخطيط والدَّعم؛ فهي لا تعيد بناءً، وإنما تُكمل الخطَى بدون تكرار لكي تتخطى بسلام.
هُناك تغيُّرات كثيرة تُرفَضُ بادئ ذي بدء، ومِن ثم تُقبل بعد أن تظهر الصورة بشكل سليم من خلال الهدف المُسلَّم به؛ لأنها أصبحت قيمًا جديدة ونهجًا نمشي عليه دون إزاحة قيمته، وهذا هو التفكير الإيجابي الذي سيستفيدُ منه الجميع.
يُراودني سؤال: لماذا نتمسَّك بأماكننا وأفكارنا؟! ولا نفتح مجالًا آخر لرؤى أخرى؟ فكل شيء آيل للزوال، ولا يبقى إلا الأثر الطيب. فقوائم التجديد تُبنى على ما سبق، وهي تُدرك أهمية الإبداع والتجديد عِوضًا عن التقليدية لتكون ذات أثرٍ إيجابي على البيئة والأشخاص المحيطين بها، ونحن بحاجة إلى هذا الإنتاج والعمل الجديد ورضا الجميع؛ فلهذا سُنَّت القوانين والتعديلات والترشيحات، لخلق شَمْل يَجْمع الشَّمْل!
وللعِلم فإنَّ قائمة "شَمْل" التي يترأسَّها الدكتور سعيد مبارك تعدُّ القائمة الوحيدة التي تقدَّمت لإدارة فرع الجمعية في ظفار، للانتخاب دون مُنافس، وسيتم لم الشَّمل في رحاب النور ليعُم الجميع.
بداية صعبة؛ فالمُسمَّى بحد ذاته أمرٌ ليس بالهيِّن، لكن نهايته بعَوْن الله مثمرة، إذا خَرجنا عن تطبُّع الأنانية؛ فلابد أن يحتضنَ الإيثار المَسَار، ولن يكون هناك غموض يُسبِّب الاختلاف لأن البداية ستكون واضحة تحت ضوء ما سبق وما يلتحم من خبرات قادمة.
شَمْلُ المثقفين يحتاج إلى دقة ووضوح وثقة بين الأعضاء، وما يرتبط بهم من مجالس وصَالونات وأندية ثقافية، لا نُريد سيناريو مُتكررًا ولا الرجوع لأول السَّطر، وإنما نُريد أساسًا يُبنى على مذهبٍ وفكر وفكرة صحيحة، ولأنَّ الشَّمْل تنمية للوطن بشكل عام والمواطن بشكل خاص.. لتكون "شَمْل" إكسيرَ الأدب.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)
هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.
إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.
كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!
كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.
وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:
"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.
تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر ]
*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب