جاد فرج فرار.. فرنسى من أصل سورى، يدرس العلوم السياسية فى جامعة مونتريال، مهتم بالتاريخ والأحداث الدولية والجغرافيا السياسية.. يكتب عن كيفية تعامل دولة الملالى مع المتغيرات الجيوسياسية فى العالم، بما يساعدها على البقاء طويلًا.
أعطت المظاهرات- التى انطلقت فى إيران فى سبتمبر ٢٠٢٢ بعد وفاة مهسا أمينى فى السجن والتى قام بها مجموعة من الشباب المتأثرين بالقوة الناعمة الغربية العلمانية والمعاصرة - تصورًا بتغيير محتمل للنظام السياسى الإيرانى القائم منذ عام ١٩٧٩ وذلك من خلال مجموعة من الإصلاحات لتخفيف حدة الأوامر الدينية لسلطة الملالى.


بدايات ملحمة التحرر من القبضة الغربية القوية
كانت إيران حتى الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩ التى أعقبها وصول آية الله الخمينى إلى السلطة هى الذراع اليمنى الأولى للولايات المتحدة المناهضة للشيوعية فى الشرق الأوسط: فى البداية كان الموقع الجغرافى الاستراتيجى لإيران مسألة حيوىة لواشنطن لتخويف منافستها السوفيتية سابقا وبعد ذلك تم وضع جزء كبير من احتياطيات النفط الإيرانى أى ما يقرب من ربع احتياطيات العالم تحت سيطرة الغرب.. لندن بشكل أكثر تحديدًا!
لكن الطموحات السيادية البترولية للشاه محمد رضا بهلوى والمماثلة لتلك التى كان يطمح إليها بها مصدق عام ١٩٧٠ وكذلك لجوؤه إلى سياسة متعددة الاتجاهات من خلال التقارب مع موسكو فى عام ١٩٦٨ شجع الغرب على ترك الثورة الإسلامية تأخذ مجراها من خلال استبعاد أى تدخل مشابه لتدخل عام ١٩٥٣ ولو على حساب التاج الإمبراطورى الإيرانى، فى فترة رأت فيها الولايات المتحدة فى الإسلاموية حليفًا محتملًا من أجل القضاء على المنافس السوفيتى افتتانا بسمات الأصولية الإسلامية لآية الله الخمينى التى سمح لها لاحقًا بالاستيلاء على السلطة فى إيران.
عبثًا سار الخومينى مسارًا للسيادة البترولية يشبه تقريبًا مسار سلفه وخصمه على حساب مصالح الغرب مع استخدام براجماتى للدين الإسلامى. والقضية الفلسطينية كل ذلك من خلال استخدام القوة الناعمة ليس فقط لقيادة عالم إسلامى يتألف من حوالى مليار فرد تهدف طهران إلى السيطرة عليه ولكن أيضًا للتحالف مع التحالفات المناهضة للغرب أمريكا اللاتينية أو بعض دول البريكس مثل جنوب أفريقيا.
النفط ودور أساسى
تم اكتشاف أول آبار البترول فى إيران فى بداية القرن العشرين وهى وسيطة أساسية تستخدم فى تصنيع العديد من السلع الاستهلاكية النهائية وتمتلك إيران أكثر من ٢٠٪ من احتياطيات العالم: أن السيطرة على هذه الكمية الكبيرة من الموارد الأحفورية من شأنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمى وهو ما يفسر ذلك الهوس العقلانى للسيطرة عليه.
على عكس دول الخليج، فإن إيران ترفض أى استيلاء من قبل الغرب على مواردها النفطية وكذلك نظام البترودولار الذى يهدف إلى تسويق نفطها بالدولار الأمريكى وهى العملة النقدية للولايات المتحدة التى تسمح لها بالتأثير بشكل أفضل أو بالتحكم فى سعر الذهب الأسود وفقا لمصالحها الخاصة.
من خلال الحصة الكبيرة من احتياطيات الذهب الأسود التى تمتلكها إيران فإن رغبة الجمهورية الإسلامية فى التحرر من أى استيلاء غربى على ثروتها وكذلك رفضها لنظام البترودولارمن شأنه أن يضر بحسابات الولايات المتحدة.
البديل الذى يمثله بشكل خاص للقوى الناشئة وبالتالى منافسى واشنطن مثل الإمبراطورية الوسطى: فى الواقع أن تسويق أى احتياطى نفطى على نطاق كوكبى سيسمح للولايات المتحدة بالتأثير على اقتصاد منافسها الصينى القوى والتى تشكل إيران بالنسبة له نسمة من نسمات الهواء النقى المتاحة من حيث المعروض من الذهب الأسود المباع بغير الدولار الأمريكى.
ولذلك ترى واشنطن ضرورة إحباط طموحات طهران التحررية من خلال دعم الفصائل المعارضة لنظام الملالى وكذلك من خلال العقوبات الاقتصادية المعززة التى تستهدفها هى وحلفائها.
استراتيجيات الحماية الذاتية التى تستخدمها طهران
خوفًا من انقلاب يشبه ذلك الذى أطاح بحكومة مصدق ١٩٥٣ اختارت طهران استراتيجية لإحياء الإمبراطورية إذا جاز التعبير من أجل غايات الحماية الذاتية ضد واشنطن «التهديد المحتمل».
إيران واحدة من الدول الـ١٥ التى لا يزال إنفاقها العسكرى هو الأكبر دون الأخذ فى الاعتبار برنامج تطوير الأسلحة النووية الذى كان الشاه قد علقه فى نهاية الستينيات.
كما أن نظام الملالى شأنه شأن تركيا يعتمد على استغلال الإسلام.. كما ترى طهران فى إسرائيل كبش فداء مفيدًا لا ترغب بالتالى فى القضاء عليه تمامًا ولكن ترغب فى التأثير عليه نفسيا كما يبدو أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتى ثمارها ففى جنوب أفريقيا على سبيل المثال أظهر حفيد نيلسون مانديلا مؤخرًا نفسه إعجابه بالالتزامات الثورية لآية الله الخمينى وخلفائه، كما يُنظر إلى إيران فى لبنان والعراق ودول جنوب شرق آسيا على أنها المدافع الأكبر الأخير عن القضية الفلسطينية.


وسعيًا إلى السيادة فإن إيران لها يد فى التدخلات الأجنبية فى المناطق استراتيجية على هذا الكوكب مثل مضيق باب المندب وهو نقطة عبور للسفن التجارية التى تربط أوروبا بآسيا. أى شخص له وجوده على شواطئ هذا المضيق فقد دخل بلاط العظماء وبالتالى له الهيمنة والسيادة وهو ما يفسر وجود القواعد العسكرية الأمريكية والصينية والهندية والفرنسية والإيطالية فى جيبوتى.. ولكن جيبوتى لا ترغب فى إثارة غضب حلفائها الغربيين اذا ما رحبت بالوجود الإيرانى على أراضيها وبالتالى تراهن طهران على اليمن المجاور وبشكل أكثر تحديدًا على غرب البلاد لتكون بابًا مفتوحًا على المضيق ويخضع لسيطرة الحوثيين الشيعة التى تدعمها القوة الإيرانية.
غموض العلاقات الغربية- الإيرانية
إن الروابط المعاصرة بين إيران والغرب والتى تتميز بتوازن القوى يمكن تحديدها بنقاط يمكن للغرب أن يستمدها من استراتيجيات طهران الاستفزازية: إيران الشيعية والمملكة العربية السعودية السنية تتنافسان على قيادة المناطق الإسلامية والإقليمية ولأنهما قوتان جغرافيتان متقاربتان فكلاهما ينظر إلى الآخر على أنه خطر محتمل. فصعود الواحدة تعنى سقوط الأخرى: انتشار إيران النووى ووجود أيادٍ لها فى اليمن يشجع الدول الخليجية على توقيع عقود مشتريات أسلحة مع الولايات المتحدة وفرنسا تقدر بأكثر من ٥ مليارات دولار.
إن المدة القصيرة لاتفاقيات فيينا لعام ٢٠١٥ بسبب الانسحاب الأمريكى تلك الاتفاقية التى تنص على تقييد برنامج طهران النووى مقابل رفع جزئى للعقوبات تمامًا تعكس الإطار المفيد طويل الأجل للوضع الحالى الذى يرغب الجميع فى الاستفادة منه.
أما أوروبا فهى تعمل على موازنة علاقاتها مع طهران فى إطار سياسة متعددة الاتجاهات للتحرر من الهيمنة الأمريكية والروسية أيضًا من حيث إمدادات الغاز والتى تتزايد منذ بداية الحرب فى أوكرانيا.
التهدئة الإيرانية السعودية الأخيرة
دفعت القوة الإيرانية الكبيرة الرياض مؤخرًا إلى قبول التعامل بإيجابية مع المصالح الأمنية لإيران التى هددت سابقا بضرب دول الخليج فى حال توصلهم إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن تحليق صواريخها عبر مجالها الجوى حيث ترغب تل ابيب فى استخدام كل ذلك من أجل تدمير المنشآت النووية الموجودة على الأراضى الإيرانية.. الصين التى كانت تعتمد فى ذلك الوقت على سلطة الملالى وترفض العملة البترودولارية هى القوة الأولى التى شجعت هذه العملية فى ربيع عام ٢٠٢٣ خاصة أنها بمثابة الشريك الاقتصادى الأول لدول الخليج منذ عام ٢٠٢٠.
وهكذا، فإن الانتشار النووى الإيرانى وكذلك الأرباح المختلفة التى تجنيها القوى الغربية مع الوضع فى الاعتبار الثمار التى يحملها استخدام الإسلام السياسى من جانب الملالى لخدمة هيمنة الإمبراطورية الفارسية الجديدة على العالم الاسلامى وعدم الانحياز دون التخلى عن السياسات السيادية البترولية التى لجأت إليها إيران مما يجعلها المصدر الرئيسى لتزويد الطاقة الصينية بالهيدروكربونات وبعد أن شجع الاتفاق الأخير بين الرياض وطهران على جعل القوة الإيرانية فى وضع لا يتزعزع على المدى البعيد كل ذلك يشير إلى أن أوهام الكيانات المعارضة للسلطات الإيرانية من الصعب أن تؤتى ثمارها فى أى وقت قريب.
 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وفاة مهسا أميني القوة الناعمة من خلال ذلک من

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب

 

روشته في كتاب ضخم كتبها سادة العقل في العالم.. وحكمة مشاع مثل الهواء والجمال والنظر إلى السماء

لو كان رجل الدولة سياسيًا تدرب على الصمت فإن الاقتصادي هو الخبير الذى يعرف لماذا لم يحدث اليوم ما تنبأ به أمس؟

ولو كان الرجل المغرور هو مثل ديك يظن أن الشمس لن تشرق إلا إذا سمعت صياحه فإن الدبلوماسي هو شخص يستطيع أن يحدثك بالساعات عن «البطاطا» الساخنة حتى تبرد.

ولو كان الحب هو المرض الوحيد الذى لا نتمنى الشفاء منه فإن الهموم هى السلعة الوحيدة التى يزيد فيها العرض عن الطلب.

ولو كانت التجاعيد هى توقيع الزمن على الوجوه ليثبت وجوده فإن خاتم الزواج هو أغلى خاتم فى الدنيا لأنه يكلف صاحبه أقساطا شهرية طوال حياته.

ولو كان التثاؤب هو الفرصة الوحيدة للزوج كى يفتح فمه فى حضور زوجته فإن الحياة هى رحلة يفسد الآباء علينا نصفها ويفسد الأبناء النصف الثانى.

لا أحد منا لا يحب مثل هذه العبارات الرشيقة الساخرة التى تلخص الحياة فى «برشامة».

إنها مثل قطيع من النجوم نجمعه من رغوة السحاب.. من احتكاك رؤوسنا بالشمس.. من حبات عرق الفلاسفة والصعاليك.. إن اللقمة والنكتة هما غذاء صحى يطيل العمر.

هذه خلاصة «روشتة» من سبعمائة صفحة حصلت عليها صدفة منذ سنوات من مطار «بيروت» وأنا عائد إلى «القاهرة».

روشتة في كتاب ضخم كتبها سادة العقل مثل «تولستوى» و«أفلاطون» و«شكسبير» و«هيمنجواى» و«أرسطو» و«سارتر» و«نجيب محفوظ» وجمعها «منير عبود».

وضعت الكتاب إلى جانب فراشى ليهدئ مما جرى فى يومى قبل نومى ولا مانع لدى أن أمنحك بعضا منه لو شئت التخلص من الحبوب المنومة.

أنا هنا مجرد ناقل عطر. حامل زهور. ساعى بريد يأتى إليك بثروة من الحكمة خفيفة الظل التى ليس من حق أحد احتكارها أو مصادرتها أو بيعها فى السوق السوداء.

إنها حكمة مشاع مثل الهواء والجمال والنظر إلى السماء.

ولنبدأ بالجمال الذى يلخصه «يوسف إدريس» بأنه توقيع الله على مخلوقاته.

لنكمل بلا توقف: الأزهار هى أفكار تنبتها الأرض. القبلة توقيع مزور على عقد اتفاق. الرجل الشهم هو الذى يحمى المرأة الضعيفة من كل الرجال إلا هو. الزوجة: الباب الأول فى ميزانية البيت.. الحب العذرى: بندقية لا يعرف حاملها أنها مليئة بالرصاص. الحب الخالد: حب المرء لنفسه.. الإنسان: الزوجة المخلصة هي التى ترفأ جورب زوجها كلما اشترت لنفسها ثوبا جديدا.

الرأسمالي: رجل يملك من المال أكثر مما تستطيع زوجته إنفاقه. المهادنة: استسلام بالتقسيط. السياسة: تجارة دون رأسمال.. الزواج: عقد العمل الوحيد الذى يبيح للمرأة استخدام الرجل أربعة وعشرين ساعة فى اليوم. الصمت: أرخص أركان الحكمة، الخبرة: حلول الأمس لمشاكل اليوم. 

الجيش: مجموعة رجال مهمتهم إصلاح الأخطاء التى يرتكبها الدبلوماسيون..ولو كنت تتصور أن الفلاسفة أشخاص يجرى في عروقهم الأسمنت فأنت لست على صواب. إن التجهم الشديد التى يسيطر عليهم سرعان ما ينقلب إلى سخرية أشد.

الفيلسوف الوجودى الفرنسى «سارتر» يشبه الحياة ببصلة تنتزع قشورها طبقة بعد أخرى وهو ما يجعلنا نبكى أحيانا.

و«برنارد شو» الكاتب الإنجليزى الحاد يعتقد أن الطفولة هى فترة من العمر يعيش فيها الإنسان على حساب غيره. ويصف الشخص الذى توفى أو المرحوم بأنه إنسان عاش طوال حياته وهو يعتقد أن الدنيا لا تمشى ولا تصلح بدونه. ويعرف الأمانة بأنها خوفك من أن تضبط متلبسا بالخيانة.

أما الممثل الأمريكى الراحل «جون واين» فيصف الدنيا بأنها كالماء المالح كلما شربت منه ازددت عطشا. ويصف الخطوبة بأنها عملية استطلاع قبل الحرب البرية. أما الأحمق فى رأيه فهو الشخص الوحيد الذى يحرمك من الوحدة دون أن يمتعك بالصحبة.

وفى المكتبة العربية كتاب شهير عنوانه «قالوا» كتبه «أنيس منصور» فى عبارات سريعة رشيقة كان بعضها شوكا مر به على جلد النساء لكنه لم يجرحه لذلك كانت المرأة الزبون الأول للكتاب فهى تريد أن تقرأ عن سطوتها بكل اللغات.

والحقيقة أن المرأة هى الأكثر قراءة للأدب.. الرجل على حد وصف مخلوق غير شعرى. الرجل يابس ومالح وغليظ. ما إن يتخرج فى الجامعة حتى يفك الارتباط بينه وبين الأدب.. فلا يقرأ إلا جريدته اليومية، ولا يهتم إلا بجدول أسعار البورصة، الرجل يأكل القصيدة بأسنانه فى حين أن المرأة تتكحل بها وتعلقها كحلق من الزمرد فى أذنيها.

وليس هناك كاتب على وجه الأرض لم يضع خطا تحت كلمة مأثورة وربما أخذها من مكانها وحبسها فى درج مكتبه ولا تصدق «أرنست هيمنجواي» حين قال: «إن الكلمات المأثورة توابيت لا يجب البقاء فيها» أو «هى مثل أكياس الماء الساخن وأدوية الروماتيزم ومشروب البابونج لا يتعاطاه إلا الذين يعيشون فى بيوت رطبة».

ولكن صدق «أحمد بهاء الدين» الذى قال ذات مرة: «إن الكلمات المأثورة تخترق الهدف لتجعلك دائخا بعض الوقت قبل أن تواصل مسيرة الحياة الرتيبة».

وتحتل علاقة الرجل بالمرأة الكمية الكبيرة من هذه الطلقات الموجهة. فعندما يغير الرجل رأيه كثيرا كما تفعل المرأة فالغالبًا أنه متزوج منها. وعلى المرأة أن ترتدى من الثياب ما يكفى لجعل الرجل دافئا. ولا سبيل للرجل كى ينتصر على المرأة إلا الفرار منها. ولا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا فإذا جاء الزوج طلبت منه كل شيء، والرجل رجل فى بعض الأوقات والمرأة امرأة فى كل الأوقات.

وفى الأمور العظيمة يتظاهر الرجال كما يحلو لهم وفى الأمور التافهة يبدون على حقيقتهم. والرجل الحاذق يقول للمرأة إنه يفهمها والرجل الغبى يحاول أن يثبت ذلك، وأغلب الظن أن عشاق المرأة الغبية دائما أذكياء، فلا تنسى أن «آرثر ميللر» تزوج «مارلين مونرو» بعد ربع ساعة من لقائهما الأول.

ولو كان الرجل يريد من المرأة أن تفهمه فإنها تريد منه أن يحبها، أما أكثر ما يؤلم المرأة أن تضغط على لسانها، والجمال للمرأة كالمال للرجل كلاهما قوة، الجمال سلطة مثل الثروة وجماعات الضغط، لذلك فإن همس المرأة الساحرة أعلى من صوت الضمير، ولو كانت المرأة أسطورة يصدقها الرجل فإن الرجل أسطورة تتخيلها المرأة.

ولولا النهر ودموع النساء لحاصرنا الجفاف وقتلنا العطش، والمرأة والحب هما سبب استمرار لكون، إن ذلك جعل الكاتبة الفرنسية المتمردة «فرانسوا ساجان» تؤكد أن مشاكل الرجل أكثر من مشاكل المرأة وأولها مشكلة كيفية معاملة المرأة.

وهناك علاقة متينة بين المرأة والسياسة، علاقة حقيقية فيها مكر ودهاء والذهاب بالرجل إلى النهر دون أن يشرب منه نقطة مياه، فهل كان «نابليون» يدرك ذلك عندما قال: إن الدولة تموت من سوء الهضم، ولاحظ «ـوماس مور» أن لرجل الحكومة أنوفًا طويلة ولكنه أضاف: أنهم لا يرون أبعد منها، أما المهاتما «غاندى» فيؤمن بأن الأمة لا تنهض دون أن تكتوى بنيران الألم، وقبل أن يغادر «جيرالد فورد» البيت الأبيض قال: «صاحب السلطة يصدق التملق بسهولة وينسى النفاق بسرعة».

وأجمل ما قيل فى السياسة: إنها فن منع الناس من التدخل فيما يعنيهم، ولكن المثل الأمريكى الذى تسمعه من سائق التاكسى يقول: إن السياسة هى فن الفوز بالمال من الأغنياء والتأييد من الفقراء بحجة حماية أحدهم من الآخر.

أما «شارل ديجول» فيقول: «لأن رجل السياسة لا يعتقد فينا يقول فإنه يتعجب كثيرا عندما يصدقه الناس». وهو ما جعل الملك «فاروق» يقول: إن السياسة هى المهنة الوحيدة التى لا تحتاج إلى إعداد.

كل المطلوب من السياسى أن يكون مراوغا. عندما يقول «نعم» فإنه يعنى «ربما» وعندما يقول «ربما» فهو يعنى «لا» وعندما يقول «لا» فهو ليس سياسيا.

 

مقالات مشابهة

  • إيران تحذر ترامب من "حرب شاملة" في هذه الحالة
  • إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
  • أبطال آسيا النخبة.. الشرطة العراقي إلى إيران لملاقاة استقلال طهران
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب