تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، مصادقة جنرال عسكري كبير بالجيش، على نقل مجموعة من الصلاحيات القانونية في الضفة الغربية المحتلة إلى مسؤول مدني، في خطوة أثارت اتهامات بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى تعزيز سيطرتها المدنية على المنطقة، في إطار خطة "ضم ناعم" يعرقل إقامة دولة فلسطينية.


وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤول المدني الجديد وهو هيليل روط، وزير في وزارة الدفاع، ويتمتع بصلاحيات واسعة في الضفة الغربية، موضحةً أنه "صديق مقرب" من وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وتمنح هذه الخطوة، سيطرة كبيرة على الشؤون المدنية في الضفة الغربية، وهو أمر يتعارض مع قرار المحكمة العليا في إسرائيل، والتي تعتبر سيطرة تل أبيب على الضفة الغربية "احتلالاً عسكرياً مؤقتاً يشرف عليه قادة بالحيش، وليس ضماً مدنياً دائماً يديره موظفون حكوميون إسرائيليون".

ورجحت الصحيفة أن يسمح المسؤول الجديد، وذلك تحت إشراف سموتريتش، بتسريع توسيع وتطوير مستوطنات الضفة الغربية بشكل كبير لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في الضم الكامل للأراضي.
ووصف الناشط المناهض للاستيطان، يهودا شاؤول، الخطوة بأنها "ضم قانوني"، مضيفاً أنه تحت إدارة سموتريش "توسع الحكم المدني الإسرائيلي في الضفة الغربية".
وتتولى الإدارة المدنية، التي تخضع لمنسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية التابع لوزارة الدفاع، مسؤولية إدارة الشؤون المدنية للإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة C من الضفة الغربية، الخاضعة للسيادة الإسرائيلية الأمنية والمدنية الكاملة، ويرأسها ضابط عسكري وهو حالياً البريجادير جنرال هشام إبراهيم، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

وتتولى الإدارة المدنية، مسؤولية القضايا المدنية المهمة مثل الموافقة على البناء والتخطيط، والبنية التحتية، والتنمية، والعديد من الأمور المدنية الأخرى.

وبما أن إدارة الشؤون المدنية في الضفة الغربية كانت لفترة طويلة تحت سلطة الإدارة المدنية والجيش، فإن هذا يعني أن حزب “الصهيونية الدينية” والذي يترأسه سموتريتش المؤيد للمستوطنات "لم يتمكن من تأكيد السيطرة السياسية على إنشاء المستوطنات وتطويرها وتوسيعها"، بحسب الصحيفة.

ولكن في 29 مايو، وقّع رئيس القيادة المركزية المنتهية ولايته في الجيش الإسرائيلي، اللواء يهودا فوكس، أمراً يسمح لرئيس الإدارة المدنية بتفويض مجالات سلطته إلى منصب نائب رئيس الإدارة المدنية الذي تم إنشاؤه حديثاً.

وفي اليوم نفسه، وقّع رئيس الإدارة المدنية هشام إبراهيم، أمراً بتعيين هيليل روط، وهو أحد المقربين من سموتريتش، نائباً لرئيس الإدارة المدنية.

وتشمل الصلاحيات المفوضة لروط، السلطة على معاملات العقارات، والممتلكات الحكومية، وترتيبات الأراضي والمياه، والقوانين المتعلقة بالغابات والسياحة، وتخطيط المدن والقرى والبناء، وبعض عمليات تسجيل الأراضي، وإدارة المجالس الإقليمية، وغيرها.
يأتي هذا بعدما قال وزير المالية الإسرائيلي، إن الحكومة الإسرائيلية تشارك في جهود سرية لتغيير طريقة حكم المنطقة بشكل نهائي، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها دون اتهامها بضمها رسمياً، وفقاً لتسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز". 
وقال سموتريتش في مناسبة خاصة، في وقت سابق من يونيو الجاري، إن الهدف يتمثل في منع أن تصبح الضفة الغربية جزءاً من دولة فلسطينية، مضيفاً للمستوطنين: "أقول لكم، الأمر مثير بشكل هائل. هذه التغييرات ستغير الحمض النووي لأي نظام".

وعلى الرغم من أن معارضة سموتريتش للتنازل عن السيطرة على الضفة الغربية لا تُعد سراً، يتمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية في أن يظل وضع الضفة الغربية قابلاً للتفاوض بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت "نيويورك تايمز" إن الخطاب الذي أدلى به سموتريتش في 9 يونيو الجاري، أمام تجمع بالضفة الغربية قد يصعب الحفاظ على هذا الوضع، إذ تحدث عن برنامج مصمم بعناية لنقل إدارة الضفة الغربية من الجيش إلى موظفين مدنيين يعملون لدى سموتريتش عبر وزرة الدفاع.
بالفعل، تم تقديم أجزاء من الخطة بشكل تدريجي على مدى الأشهر الـ18 الماضية، ونُقلت بعض السلطات إلى مدنيين، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقال سموتريتش في التسجيل الصوتي: "لقد أنشأنا نظاماً مدنياً منفصلاً"، مضيفاً أن الحكومة سمحت لوزارة الدفاع بالاستمرار في المشاركة في عملية الإدارة؛ لتجنب التدقيق الدولي، بحيث يبدو أن الجيش هو الحاكم الرئيسي في الضفة الغربية. 
وتابع: "سيكون من الأسهل قبول ذلك في السياقين الدولي والقانوني، حتى لا يقولوا إننا نعمل على ضم (الضفة الغربية) هنا".
يذكر أنه يعيش نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة التي يسكنها أيضا 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعترف بها إسرائيل لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صحيفة تايمز أوف إسرائيل جنرال الصلاحيات القانونية الضفة الغربية المحتلة فی الضفة الغربیة الإدارة المدنیة

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية.. مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر بانفجار في جنين

قال الجيش الإسرائيلي في بيان، الخميس، إن ضابطا إسرائيليا قتل وأصيب آخر بجروح خطيرة خلال مداهمة لقوات الجيش في الضفة الغربية.

وجاء في البيان المقتضب أن "النقيب ألون ساكجيو (22 عاما) سقط خلال عملية في منطقة جنين" دون تقديم مزيد من التفاصيل حول ظروف مقتله.

وأشار الجيش إلى إصابة جندي آخر بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى.

وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس "اقتحام قوات إسرائيلية للمدينة (جنين) من منطقة السهل" المحاذية للخط الأخضر. 

وبحسب الشهود "تم تفجير جيب عسكري أثناء مرور مركبات للجيش في منطقة السهل عبر عبوة ناسفة محلية الصنع كانت مزروعة هناك".

وأكد الجيش لفرانس برس انسحابه من جنين دون تقديم مزيد من التفاصيل عن العملية العسكرية.

وأكد شهود عيان سماع أصوات اشتباكات متقطعة طوال الليل في المدينة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات إسرائيلية داهمت صيدلية قرب مستشفى جنين الحكومي على أطراف مخيم جنين للاجئين واعتقلت عدة أشخاص من داخلها واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وقال أحد السكان إن الجرافات الإسرائيلية دمرت بنى تحتية داخل المخيم وفي مدينة جنين.

وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 28 شخصا تسعة منهم من جنين.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي الاعتقالات أو يقدم المزيد من التفاصيل حول المداهمة.

وتعد جنين معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة وينفذ الجيش الإسرائيلي بشكل دوري عمليات اقتحام تستهدف المدينة والمخيم المحاذي لها.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر.

وقتل 553 فلسطينيا على الأقل في الضفة بأيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ اندلاع حرب غزة، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

واندلعت الحرب إثر شن حماس هجوما داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وترد إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 37718 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.

مقالات مشابهة

  • تسريبات سموتريتش.. مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • الرئاسة الفلسطينية: مساعي حكومة الاحتلال لمنع إقامة دولة فلسطينية ستفشل
  • بالفيديو .. إسرائيل تهدد الدول التي تعترف بفلسطين ببناء مستوطنات باسمها في الضفة الغربية
  • سموتريتش يسعى لاستغلال أحداث الحرب لضم الضفة وتدمير السلطة الفلسطينية
  • إسرائيل تضمّ الضفة: غياب الفعل الفلسطيني
  • ترامب وبايدن يتهربان من الإجابة عن موافقتهما على إقامة دولة فلسطينية
  • إسرائيل توسع الاستيطان بالضفة وتعاقب السلطة الفلسطينية
  • الاحتلال يسحب صلاحيات السلطة الفلسطينية من مناطق بالضفة ويقيد حركة مسؤوليها
  • الضفة الغربية.. مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر بانفجار في جنين
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو لديه موقف جديد بشأن الدولة الفلسطينية