كيف يؤثر الحر الشديد على صحة الجنين والأم؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
يُشكّل الانحباس الحراري العالمي الناجم عن تغيّر المناخ أحد أكبر التهديدات على الصحة العامة التي واجهتها البشرية على الإطلاق. ويرتبط ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بتدهور الصحة خصوصًا لدى الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال.
وتوصّل العلماء إلى أنّ التعرّض للحرارة يزيد من خطر الولادة المبكرة وولادة جنين ميت.
وللتعرّض للحرارة أثناء الحمل تأثير طويل الأمد على صحة الجنين، إضافة إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية في المستقبل.
تداعيات طويلة الأمد للتعرض للحرارة قبل الولادة
في هذا الإطار، كشفت دراسة نُشرت في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا للحرارة المفرطة قبل ولادتهم عانوا من تداعيات مقلقة مدى الحياة.
تداعيات صحية
وجدت الدراسة ارتباطًا وثيقًا بين التعرّض للحرارة المرتفعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والربو والالتهاب الرئوي لدى الأطفال.
وأشارت التقديرات إلى أنّ مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال تزيد بنسبة 85% لكل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية خلال فترة الحمل.
وبينما ارتفع خطر سوء التغذية لدى الأطفال في إفريقيا مع زيادة التعرّض للحرارة أثناء الحمل، تبيّن أنّ هناك صلة بين الحرارة المرتفعة وزيادة خطر الإصابة بالسمنة في الولايات المتحدة.
كما أظهرت العديد من الدراسات وجود روابط بين الحرارة المرتفعة والأمراض العقلية، بما في ذلك زيادة خطر اضطرابات الأكل والفصام.
وتؤدي درجات الحرارة إلى تغيير الحمض النووي للجنين بشكل مباشر. ومن المحتمل أن يحدث هذا من خلال التغيّرات في التوقيع اللاجيني، وهي آلية تطوّرية تسمح لنا بالتكيف بسرعة مع بيئتنا عن طريق تشغيل الجينات وإيقافها.
ووجدت الدراسة أنّ هذه التداعيات ترتبط ايضًا بانخفاض متوسط العمر المتوقع، حيث تبيّن أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا للحرارة المتزايدة أثناء وجودهم في رحم أمهاتهم يموتون في سن أصغر.
وتبيّن أنّ الأجنة الإناث هي الأكثر ضعفًا للإصابة بهذه التداعيات.
تداعيات اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد
كما وجدت الدراسة ارتباطًا وثيقًا بين درجات الحرارة المرتفعة والأداء التعليمي الأسوأ، وانخفاض الدخل في وقت لاحق من الحياة.
على سبيل المثال، انخفض الدخل السنوي عند سن الثلاثين في الولايات المتحدة، بمقدار 56 دولارًا أميركيًا عن كل يوم إضافي مع درجات حرارة أعلى من 32 درجة مئوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حمل الأم.
قناة العربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرارة المرتفعة ض للحرارة
إقرأ أيضاً:
البرد يجمد الدم في شرايين أطفال غزة
#سواليف
مع حلول ساعات المساء، تُشغل الأمهات الغزيات في #خيام #النازحين في احتضان أطفالهم، في محاولات يائسة لإكسابهم قليلا من #الدفء في ظل تدني درجات #الحرارة في هذه الوقت من العام.
تحولت خيام النازحين لما يشبه الثلاجة فلا عوازل من الباطون أو الحجارة تقي من درجات الحرارة المنخفضة، فيتسرب #الهواء_البارد من ثنايا الخيام ليضرب بقسوة جلود #الأطفال والصغار التي تتضاعف معاناتهم بسبب نوبات التشنج التي تلازمهم طوال الليل.
رياح رطبة #شديدة_البرودة
ترتص عشرات الآلاف الخيام في الجهة الغربية من القطاع، والتي صنفها جيش الاحتلال ضمن “المناطق الإنسانية”.
وتضم منطقة الساحل عشرات المخيمات الملاصقة لشاطئ البحر، ما يجعل الهواء رطبا شديد البرودة، فيضرب بقسوة أقمشة الخيام ليتسبب بمرور الوقت بتمزقها واهترائها بشكل يسمح بتسرب الهواء البارد إلى داخلها دون أي كوابح أو عوازل تخفف سرعته.
مقالات ذات صلة سوريا.. تغيير أسماء بعض المراكز الصحية واستبدال اسم “الأسد” و”البعث” فيها 2024/12/25وضاعفت سلطات الاحتلال من هذه المعاناة، في ظل عدم سماحها بإدخال خيام جديدة أو “كرفانات” يمكن أن تكون حلا بديلا، ولو على نحو مؤقت في ظل تدني درجات الحرارة.
أطفال قتلهم البرد
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن البرد القارس تسبب بوفاة 3 أطفال نتيجة انعدام وسائل التدفئة.
كان آخر هؤلاء الضحايا الطفلة الرضيعة عائشة صبح، والتي لم يتجاوز عمرها العشرين يوما، فارقت الحياة بعد أن تجمد الدم في عروقها بسبب تدني درجات الحرارة في الخيام، كانت والدتها قد عجزت عن توفير ملابس شتوية لها تقيها برد الشتاء.
وتقضي معظم الأمهات ساعات الليل الطويل في تدفئة أطفالهم، تقول أم رامي وهي سيدة نازحة في مخيم بمدينة “خانيونس” جنوب القطاع “أقضي ساعات طويلة، وأنا أحاول تدفئة أقدام أطفالي رامي، وسعد اللذين لم يتجاوزا الثلاث سنوات”.
وقالت إنها تضطر للسهر حتى ساعات منتصف الليل “وأنا احتضنهم وأمسك بأقدامهم بين يدي حتى لا يستيقظوا من البرد”.
أما السيدة أم صالح، التي وضعت مولودها الأول قبل أشهر، فمعاناتها تتضاعف بسبب شح الأسواق في غزة من ملابس المواليد الشتوية، تقول ” اضطررت لتفصيل ملابس جديدة من البطانيات، “ولكنها ثقيلة بالنسبة لمواليد لا يتحملون وزنها، فتجده في حالة بكاء دائم، دون أن أتمكن من مساعدته”.
وكشف تقرير لمنظمة “اليونيسيف” أن غالبية أطفال غزة لا يجدون ملابس شتوية، فيضطرون لارتداء ملابس صيفية لا تتناسب مع درجات الحرارة المنخفضة، وقد أثر ذلك في مناعتهم التي تدهورت بشكل سلبي، فأصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي دون توفر دواء لهم.
من جهته، حذّر أمين عام “الرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية”، محمد الطراونة، من “معاناة شديدة سيواجهها النازحون في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء”.
وأوضح الطراونة أن “الاكتظاظ في أماكن الإيواء يزيد احتمالات انتشار العدوى، خصوصاً #أمراض الجهاز التنفسي التي تنتقل بسهولة في ظل هذه الظروف، مما يفاقم من تدهور صحة النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن والحوامل، نظراً لضعف المناعة الناتج عن نقص المياه والغذاء”.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 445 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.