مقتل المؤسس وتجنيد شريكه.. حرب غزة تعصف بـفايرفلاي الإسرائيلية
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
لم يقتصر الدمار الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني فقط في حرب غزة الحالية، بل طال الجانب المدني الإسرائيلي الذي يدعي جيش الاحتلال محاولة حمايته، وربما كان هذا الضرر واضحًا في قطاع الشركات التقنية التي تسبب في خسارتها ملايين الدولارات إما بسبب الضرر الواقع على المباني التابعة لها أو بسبب التخبط وعدم الاستقرار الأمني الذي انعكس بشكل كبير على عملياتها، ومن أبرز الشركات التي لمست هذا الضرر شركة "فايرفلاي" (FireFly).
تتخذ "فايرفلاي" موقعا رائدا في قطاع إدارة الموارد السحابية، إذ تعد من أولى الشركات العاملة في هذا القطاع والتي تمكنت من دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها بشكل كبير، وهي شركة إسرائيلية شارك مؤسسوها في الحرب الحالية على غزة ضمن قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال، وبسبب هذه المشاركة تعطلت جهود الشركة في النمو والحصول على استثمارات بالملايين عقب وفاة أحد المؤسسين.
فيم تعمل "فايرفلاي"؟تصف الشركة نفسها بأنها "منصة إدارة الخدمات السحابية المتعددة" موضحة عبر رسم بياني بسيط دورها في المزج بين جميع الخدمات السحابية التي تحتاجها الشركة التقنية في واجهة واحدة معززة بالذكاء الاصطناعي، وعند الغوص قليلا في دور الشركة والوظائف التي تقدمها، يتضح أنها تقدم أداة إدارة للخدمات السحابية من أجل مساعدة مديري المشاريع ومهندسي إدارة المنصات في متابعة كافة المنصات السحابية التي تستخدمها الشركة والتحكم بها من خلال لوحة واحدة مما يسهل وضع أسس برمجية والتعامل مع التحديات المختلفة بشكل أسرع من السابق، ومؤخرًا تمكنت الشركة من دمج الذكاء الاصطناعي في منصتها لتقدم نصائح ومعلومات مهمة للمستخدمين.
ما تزال "فايرفلاي" وليدة الأمس، إذ تأسست الشركة في عام 2021 ومرت بالعديد من التحديات التي منعتها من النمو حتى أطلقت منصتها الأحدث في عام 2023 لتبدأ رحلتها الحقيقية، ورغم حداثة عهد الشركة، فإنها استطاعت جذب عدة عملاء بارزين مثل "زووم إنفو" (Zoom info) و"سيسكو" (Cisco) و"سيميلار ويب" (SimilarWeb) فضلًا عن عدة عملاء آخرين من شركات فورتشن 500.
تأسست "فايرفلاي" على يد عيدو نيمان الذي شغل منصب المدير التنفيذي و عيران بيبي الذي أصبح رئيس قسم المشتريات وأخيرًا سيفي جينيس الذي شغل منصب مدير التقنية التنفيذي، وخلال السنوات الثلاثة الماضية، ازداد عدد العاملين في الشركة ليصل إلى 50 موظفًا موزعين بين الولايات المتحدة الأميركية في مكتبها بكاليفورنيا ومكتب آخر في إسرائيل مع كون النسبة الأكبر في مكتب الأراضي المحتلة فضلًا عن الخوادم والفرق الأساسية للشركة، إذ يشغل مكتب كاليفورنيا دورًا متعلقًا بالاستحواذ على العملاء وخدمتهم بعيدًا عن الخدمات الأساسية للشركة.
شغل سيفي جينيس منصبا حساسا ضمن مجلس إدارة الشركة، إذ كان مسؤولا عن تطوير التقنيات والبرمجيات المستخدمة في الخدمات المختلفة داخل الشركة، التي تمثل جوهر أعمال الشركة وبوابتها للحصول على التمويلات والاستثمارات، وأما بيبي فقد كان العقل المدبر للشركة والمسؤول عن وضع خططها المستقبلية ومقابلة المستثمرين وتقديم العروض التوضيحية لنموذج الأعمال الخاص بالشركة.
لذا عندما قتل جينيس في هجوم السابع من أكتوبر ثم التحق بيبي بجيش الاحتلال، تعطلت كافة خطط الشركة للنمو وأصبح من الصعب إدارة الخدمات التي تقدمها الشركة بشكل أساسي فضلا عن الوصول إلى المستثمرين وإقناعهم بجدوى الشركة.
استثمار ضخم من "سوفت بنك"في العصر الحالي، لا يمكن للشركات التقنية أن تنمو دون الحصول على تمويل ودعم من المستثمرين، و"فايرفلاي" ليست استثناء، إذ كان من المخطط للشركة أن تحصل على تمويل ضخم منذ أشهر عدة، ولكن التحاق بيبي بالجيش وقتل جينيس تسبب في تعطيل خطط الشركة.
بحسب بيان الشركة المنشور في موقع "تيك كرانش" (Tech Crunch)، فإن هذه الأحداث المتتالية كادت أن تقضي على الشركة تمامًا، إذ كان من المقترح إيقاف جميع أعمال الشركة لعدة شهور حتى تستقر الأمور قليلا.
في النهاية، استطاعت "فايرفلاي" تأمين التمويل اللازم لها، ولكن يظل مستقبلها مجهولا مع عدم وجود مدير تقني مؤسس يدرك أهمية الخدمات التي تقدمها وكيف يمكن لها النمو مستقبلًا، ناهيك عن غياب الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي قد يقضي على مكاتب الشركة تمامًا أو يتسبب في تجنيد كافة العاملين بها، لذا، يظل مستقبل "فايرفلاي" مثل عدد من الشركات الإسرائيلية مهددًا بفضل جهود جيش الاحتلال الذي يحاول حمايتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الحربٌ التقنية الباردة تشتعل.. OpenAI تدعو رسميًا إلى حظر DeepSeek
شنت شركة OpenAI هجوما على شركة DeepSeek، ودعت إلى حظر استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي من شركة DeepSeek الصينية في القطاعات الحساسة.
وقالت إن شركة DeepSeek المنافسة «مدعومة من دولة الصين» و«خاضعة لسيطرتها»، وذلك في خطاب رسمي أرسلته إلى مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا.
وأوضحت OpenAI في خطابها، الذي وقّعه كريس لاهين، نائب الرئيس للشؤون العالمية في الشركة، أن نماذج DeepSeek الصينية تشكل خطرا أمنيا كبيرا، داعية إلى حظرها في المؤسسات الحكومية والعسكرية والاستخباراتية.بحسب موقع «البوابة التقنية»
وأوصت الشركة في خطابها بحظر المعدات الصينية، مثل رقاقات Huawei Ascend، والنماذج التي تنتهك خصوصية المستخدم، أو تعرض الأمن القومي للخطر، وفقا لما جاء في الخطاب.
وأشار الخطاب إلى أن الولايات المتحدة تقود العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها تواجه منافسة شديدة من الحزب الشيوعي الصيني، الذي يسعى إلى تجاوزها بحلول عام 2030.
وترى الشركة أن خطة العمل الجديدة لإدارة الرئيس ترامب في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن تضمن تفوق النماذج الأمريكية المبنية على المبادئ الديمقراطية على تلك التي تعتمدها الصين، التي وصفتها بـ«الاستبدادية».
وشهد قطاع الذكاء الاصطناعي حالة من الجدل بعد أن قدّم نموذج DeepSeek-R1 أداءً مماثلًا تقريبًا لنماذج ChatGPT في اختبارات الاستدلال، ولكن بتكلفة أقل بكثير، بل إنه كان مجانيًا عند استخدامه عبر المتصفح.
وأدى ذلك إلى تراجع أسهم الشركات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي بنحو كبير، قبل أن تستعيد السوق توازنها لاحقًا.
وأُثيرت تساؤلات حول سرعة تطور DeepSeek، إذ شكك بعض الخبراء في كون نماذجها قد اعتمدت على منهجية تدريب مبتكرة أو أنها«استخلصت» بيانات تدريبية من OpenAI بما يخالف شروط الاستخدام، ولكن ذلك لم يتم تأكيده إلى الآن.
وحذّرت OpenAI من خطورة بناء بنية تحتية حيوية على نماذج مثل DeepSeek، مشيرةً إلى احتمال توجيه الحزب الشيوعي الصيني النموذج لتنفيذ عمليات تلاعب ضارة.
وفي سياق متصل، أكّدت OpenAI أن العالم على أعتاب مرحلة الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهي أنظمة ذكاء تمتلك قدرات إدراكية شبيهة بالبشر. وشددت الشركة على ضرورة ضمان حرية الوصول إلى هذا التطور، بعيدًا عن القيود البيروقراطية والقوانين المفرطة التي تعوق التقدم.
وأضاف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، قائلًا: «إننا على أعتاب قفزة ضخمة نحو عصر الذكاء، وعلينا ضمان أن يكون الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام متاحًا للجميع، دون أن تفرض القوى الاستبدادية قيودًا عليه أو تعرقله القوانين المرهِقة»، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاًذاكرة المستخدمين.. ميزة جديدة تطلقها شركة OpenAI في ChatGPT
ينافس «كروم».. OpenAI تسعى لإنشاء متصفحها الخاص
لمحبي الذكاء الاصطناعي.. OpenAI تتيح تطبيق ChatGPT مجانا