الجزيرة:
2024-06-29@22:04:31 GMT

علم محيطات الأرض تساعد في دراسة أعاصير المشتري

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

علم محيطات الأرض تساعد في دراسة أعاصير المشتري

أظهرت دراسة جديدة أن العواصف العاتية والدوامات في المناطق القطبية لكوكب المشتري تتشابه مع حركة محيطات الأرض والغلاف الجوي، ومن ثم يمكن للقواسم الجيوفيزيائية المشتركة التي تمتد لمسافة 452 مليون ميل بين الكوكبين أن تساعد في تسهيل فهم أفضل لتلك الظواهر.

ففي دراسة نُشرت يوم 6 يونيو/حزيران الجاري في مجلة نيتشر فيزيكس، ربط الباحثون بين كوكبنا والعملاق الغازي في عام 2018 عندما لاحظوا تشابها مذهلا بين صور الأعاصير الضخمة لكوكب المشتري واضطرابات المحيط.

الرحلة بدأت بـ"جونو"

"جونو" هي أول مركبة فضائية تلتقط صورا لقطبي المشتري، وكانت الأقمار الصناعية السابقة تدور حول المنطقة الاستوائية للكوكب.

تدور المركبة الممولة من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" حول كوكب المشتري وأقماره البالغ عددها 79، وترسل صورا من أكبر كوكب في نظامنا الشمسي إلى الباحثين على الأرض. أعطت هذه الصور لعلماء المحيطات المواد الخام لدراسة الاضطرابات في قطبي المشتري والقوى الطبيعية التي تحرك الأعاصير الكبيرة.

تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة "ليا سيغلمان"، وهي باحثة في علوم المحيطات بمعهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا سان دييغو: يبدو أن الأعاصير في قطب المشتري تشترك في أوجه التشابه مع دوامات المحيط "التي درستُها خلال فترة عملي طالبة دكتوراه".

وباستخدام مجموعة من هذه الصور التي أنتجتها "جونو"، قدمت الباحثة دليلا على فرضية قديمة مفادها أن الحمل الحراري الرطب -عندما يرتفع الهواء الأكثر سخونة والأقل كثافة- يدفع هذه الأعاصير، وكشفت الدراسة أن نوعا من الحمل الحراري المشابه لما نشاهده على الأرض يساعد في الحفاظ على عواصف المشتري التي يمكن أن يصل عرضها إلى آلاف الأميال وتستمر لسنوات.

وتوضح "سيغلمان" في حديث مع "الجزيرة نت" أنها لاحظت خلال الدراسة وجود ظاهرةٍ تشبه الخيوط الناعمة في الفراغات بين الدوامات الغازية، وكان لهذه الخيوط أيضا نظائر أرضية. وتضيف أنها عندما رأت "ثراء الاضطراب حول أعاصير المشتري بكل خيوطها ودواماتها الأصغر، ذكرني ذلك بالاضطراب الذي نراه في المحيط حول الدوامات، وهذا واضح بشكل خاص في صور الأقمار الصناعية عالية الدقة".

الحمل الحراري الرطب -عندما يرتفع الهواء الأكثر سخونة والأقل كثافة- يدفع تكوّن الأعاصير على كوكب المشتري (ناسا) خيوط المشتري وجبهات الأرض

وتُظهر الدراسة أن الخيوط الموجودة بين أعاصير المشتري تعمل بالتنسيق مع الحمل الحراري لتعزيز واستدامة العواصف العملاقة على الكوكب، وتعمل خيوط المشتري -على وجه التحديد- بطرق تشبه ما يسميه علماء المحيطات والأرصاد الجوية "الجبهات" على الأرض.

والجبهة هي الحد الفاصل بين الكتل الغازية أو السائلة ذات الكثافات المختلفة بسبب الاختلاف في الخصائص مثل درجة الحرارة.

وفي المحيط، يمكن أن تكون الجبهات أيضا نتيجة للاختلاف في الملوحة، مما يؤثر في كثافة مياه البحر إلى جانب درجة الحرارة.

والسمة الرئيسية للجبهات هي أن حوافها الأمامية تتميز بسرعات عمودية قوية يمكن أن تخلق رياحا أو تيارات بحرية، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك آلارت".

وعلى كوكب المشتري، تتوافق الأجزاء الأكثر سخونة من الغلاف الجوي مع السحب الرقيقة، وتمثل الأجزاء الباردة غطاء سحابيا سميكا، مما يمنع المزيد من الحرارة المنبعثة من قلب المشتري شديد الحرارة، وفقا للدراسة.

ثم قام باحثو الدراسة بتتبع حركة السحب والخيوط عبر فترات زمنية لا تزيد عن 30 ثانية تفصل بين الصور لحساب سرعات الرياح الأفقية.

وبتطبيق أساليب دراسة علوم المحيطات والغلاف الجوي على كوكب المشتري، تمكن الباحثون من حساب سرعات الرياح العمودية التي تتوافق مع درجات الحرارة وسرعات الرياح الأفقية التي استنتجها الباحثون من الصور. وبمجرد أن قام الفريق بحساب سرعات الرياح العمودية، تمكنوا من رؤية أن خيوط المشتري تتصرف بالفعل مثل الجبهات على الأرض.

تقول سيغلمان: "بالنسبة للفيزيائي يُعتبر الهواء والماء كلاهما سوائل، لذا فإن تطبيق فيزياء المحيطات على كوكب المشتري ليس بعيد المنال كما يبدو. المشتري هو في الأساس محيط من الغاز".

وتضيف: "استمرت هذه الأعاصير على قطبي المشتري منذ أن رُصدت أول مرة في عام 2016. هذه الخيوط الموجودة بين الدوامات الكبيرة صغيرة نسبيا ولكنها تمثل آلية مهمة لاستدامة الأعاصير. ومن المثير للدهشة أن الجبهات والحمل الحراري موجودان ومؤثران على الأرض والمشتري، مما يشير إلى أن هذه العمليات قد تكون موجودة أيضا على الأجسام السائلة المضطربة الأخرى في الكون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على کوکب المشتری على الأرض

إقرأ أيضاً:

جيمس ويب يلتقط صورة "جواهر كونية" قد تساعد على حل لغز كيفية تشكل الكون

يمكن أن تساعد صور جديدة للمجرات الشابة البعيدة في حل لغز كيفية تشكل النجوم التي تحيط بنا، وفقا للعلماء.

وتأتي الصور الجديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا والتي تظهر مجرة قوس الجواهر الكونية (Cosmic Gems Arc)، المعروفة رسميا باسم SPT0615-JD1.

ويؤكد العلماء أن الضوء الصادر من تلك المجرة انبعث عندما كان عمر الكون 460 مليون سنة فقط.

Ammassi stellari nel Cosmic Gem Arc.@ESA_Webbpic.twitter.com/orW7Yg7mFU

— ESA_Italia (@ESA_Italia) June 25, 2024

والمجرة جديرة بالملاحظة لأنها تظهر تأثيرا يسمى عدسة الجاذبية، عندما يعمل انحناء الزمكان بشكل يشبه العدسة المكبرة. ولم يتم رؤية ذلك في مجرات أخرى من نفس العمر، وبالتالي فإن قوس الجواهر الكونية توفر فرصة فريدة للنظر عن كثب نسبيا في بدايات كوننا.

???? @ESA_Webb makes the first discovery of star clusters in an infant galaxy, less than 500 million years after the Big Bang.

✨ The clusters were found in the ancient Cosmic Gems arc ????

Read more ???? https://t.co/p5ayDnfe6vpic.twitter.com/t83bPJY4ua

— ESA Science (@esascience) June 25, 2024

وباستخدام عدسة الجاذبية، تمكن العلماء من النظر إلى الهياكل الأصغر داخل تلك المجرة الناشئة. ورصدوا أنها تحتوي على خمسة عناقيد نجمية شابة ضخمة، حيث تتشكل النجوم.

وقالت أنجيلا أدامو، من جامعة ستوكهولم، التي قادت العمل: "كانت المفاجأة والدهشة لا تصدق عندما فتحنا صور تلسكوب جيمس ويب الفضائي لأول مرة".

وتقدم المجرات رؤى جديدة حول المجرات خلال "عصر إعادة التأين". ويمثل ذلك فترة، في المليار سنة الأولى بعد الانفجار الكبير، عندما تحول الكون من الامتلاء بغاز الهيدروجين المحايد إلى التأين الكامل، وهي عملية يُعتقد أنها كانت مدفوعة بالمجرات الأولى للكون.

The discovery was made possible by Webb’s unmatched sensitivity and angular resolution at near-infrared wavelengths, and the gravitational lensing of the Cosmic Gems arc. 3/5 pic.twitter.com/68Rg5QP2eo

— ESA Webb Telescope (@ESA_Webb) June 24, 2024

ويأمل العلماء في معرفة المزيد عن هذه العملية جزئيا لأنها ستقدم أدلة مهمة حول كيفية ظهور النجوم والمجرات في المقام الأول، لكنها تظل غامضة إلى حد كبير، وواحدة من أصعب التحديات التي تواجه علماء الفلك.

ونظرا لأن الضوء الصادر من تلك المجرات البعيدة يستغرق وقتا طويلا للوصول إلينا، فإنه يمكن أن يسمح للعلماء بالنظر إلى الوراء بشكل فعال في الوقت المناسب، ورؤية الجسم عندما غادر ضوءه في الأصل.

وقد مر الضوء الصادر من المجرة التي تم فحصها حديثا عبر إحدى عدسات الجاذبية في طريقه إلى الأرض. وعلى هذا النحو، يمكن للعلماء استخدام تلسكوب جيمس ويب لرؤية المجرة البعيدة بتفاصيل دقيقة، على الرغم من أنها جاءت بعد 460 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير، أي 3% فقط من عمرها الحالي.

وفي نهاية المطاف، ستتحول العناقيد النجمية التي تظهر في الصور الجديدة إلى عناقيد كروية. ويأمل العلماء أن يفهموا هذه العملية، وكيف تستمر في تشكيل النجوم والمجرات التي تحيط بنا.

وقالت البروفيسورة أدامو: "لقد فتحت عمليات رصد قوس الجواهر الكونية نافذة فريدة لنا على سلوكيات المجرات الناشئة، كما أظهرت لنا مكان تشكل العناقيد الكروية".

نُشرت الدراسة في مجلة Nature.

المصدر: إندبندنت

مقالات مشابهة

  • مسبار لـناسايكشف أسراراً جديدة حول قمر المشتري آيو
  • 10 منتجات أكثر فعالية لخفض نسبة الكوليسترول في الدم
  • مسبار جونو يرصد عن كثب أحد أسرار قمر المشتري البركاني آيو
  • "حزم البداية" من Bluesky تساعد المستخدمين في العثور على طريقهم
  • جيمس ويب يرصد أشكالا غريبة فوق البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري
  • مشروب الكزبرة.. تعرف على فوائدها المتعددة لصحة الجسم
  • الشمبانزي تساعد العلماء في تحقيق اكتشاف طبي مذهل
  • اكتشاف في القارة القطبية الجنوبية يثير القلق
  • جيمس ويب يلتقط صورة "جواهر كونية" قد تساعد على حل لغز كيفية تشكل الكون
  • 4 دول عربية ضمن قائمة الأكثر سخونة على وجه الأرض.. ما السبب؟