فاينانشيال تايمز: داعش تعود لساحة الإرهاب العالمية وتمثل تهديداً لا ينتهى
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فى مقال رأى نشرته اليوم الثلاثاء، أن تنظيم داعش الارهابى لايزال يمثل تهديدًا لا ينتهى أبدًا وذلك بعدما عاد مؤخرًا على ساحة الإرهاب العالمية من خلال هجمات عديدة شنها مؤيدوه فى دول عديدة لتُذكر العالم بمدى الخطر الذى كان يُشكله التنظيم قبل سنوات قليلة.
واستشهدت الصحيفة في بداية مقالها، الذي كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف، على استمرار تأثر المؤيدين لداعش بالرسالة الأخيرة التي وجهها أبوبكر البغدادي قبل ستة أشهر من مقتله في غارة أمريكية عام 2019 حث فيها أتباعه على مواصلة سعيهم ضد ما وصفهم من الأعداء ، قائلا:”معركتنا اليوم هي معركة استنزاف، عليهم أن يعلموا أن الجهاد والحرب مستمر حتى يوم القيامة، وأمر من تبقى من المؤيدين بمهاجمة فرنسا الصليبية وحلفائها”.
وأكدت فاينانشيال تايمز أنه رغم انحسار داعش في السنوات التي تلت ذلك إلى حد كبير من الصفحات الأولى في صحف وإعلام الغرب، إلا أن العام الجاري قدم بالفعل تذكيرًا صارخًا بأن المؤيدين ما زالوا يستجيبون لدعوة البغدادي .. مشيرة إلى الهجوم الأخير الذي تبنته داعش على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو في مارس الماضي وأدى إلى مقتل 143 شخصًا، كما أعلنت السلطات الروسية هذا الشهر مقتل 6 عناصر تابعين لداعش احتجزوا موظفين اثنين كرهائن بمنطقة روستوف بجنوب البلاد وقالت فرنسا إن فرعًا لداعش حاول أيضًا شن هجمات متعددة على أراضيها.
ولقي ما لا يقل عن 20 شخصًا حتفهم أمس الأول الأحد، في منطقة داغستان الروسية بعد أن هاجم مسلحون كنائس ومعابد يهودية في مدينتين ، وفي حين لم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن الهجوم حتى الآن فقد تم الإشادة بإطلاق النار على بعض قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لداعش.
اقرأ أيضاًالعالمأضخم مظاهرة في شوارع إسرائيل منذ الحرب
وحذر مسئولون في برلين هذا الشهر ، مع استضافة بلادهم بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024، من أن ألمانيا قد تشهد هجومًا على نفس النطاق الذي شهدته موسكو.
وبحسب الصحيفة ، فإن داعش بقيادة أبوحفص تعمدت إلى نقل المعارك إلى الاتباع والمؤيدين خاصة بعدما أصبحت بدون خلافة تجذب المقاتلين من جميع أنحاء العالم ولا تربط الأيديولوجية بالمظالم المحلية.
وتعليقًا على ذلك..قال أليكس يونجر الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني (MI6 ) في إشارة إلى داعش:” لقد كان تنظيم داعش خراسان دائمًا فعالاً جدًا في نشر أيديولوجيته ما دفعنا إلى تسميته بنهج نايكي”.. مشيرًا إلى أن التنظيم قام بتوسيع شبكة فروعه بشكل كبير وأن فرع خراسان يعمل حاليًا على زيادة هجماته الخارجية حتى تم ربطة هذا العام بتفجيرات في إيران أدت إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص وهجوم على كنيسة في تركيا ومؤامرة فاشلة لشن هجوم ضد برلمان السويد.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: أمريكا غارقة ومهووسة بنظريات المؤامرة
الثورة / نيويورك ـ متابعات
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للصحفي الأمريكي ديفيد والاس ويلز أكد فيه أن الأمريكيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي.
وشدد على أن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة.
وتساءل “هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟”.
ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأمريكية الأسبوع الماضي.
ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، فإن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة.
ووصف الكاتب الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة.
وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا -في عديد من أرجاء العالم- يفوق وزارة الخارجية أهمية.
ووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى كثيرا من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأمريكية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض.
وأكد كاتب المقال أن الأمريكيين يعيشون الآن العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة “كيو أنون”، وصيغ نمطية من قبيل “الدولة العميقة” و”روسيا غيت”.
وبرأيه يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك إلى أن الواقع خلال السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة.
وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج.
وأشار إلى أنه مع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأمريكية.
ولفت الكاتب إلى أن القصة الأكبر ربما تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك، الذي عُين في الحكومة الأمريكية الحالية ولم يُنتخب.
فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي.
وفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية.
ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية.