بعد مرور تسعة أشهر على تورط الاحتلال في العدوان على غزة، ما زال القضاء على حركة حماس من أكثر القضايا تحديا وتفجرا في الخطاب الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، رغم اعتراف المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري بأن "حماس لا يمكن تدميرها"، وأن فكرة "اختفائها ذرّ للرمل في عيون الجمهور"، ما يجعلها قضية مشحونة ومعقدة، تجذب اهتماما دوليا هائلا، الأمر الذي جعلها مثار مواجهة لفظية بين هاغاري ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومناسبة لتوجيه المزيد من الانتقادات المتكررة للمستويين العسكري والسياسي.



عنات هوشبيرغ ماروم خبيرة الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، ذكرت أن "حماس الابنة الشرعية لجماعة الإخوان المسلمون، وانطلقت مع بداية الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987، وباعتبارها حركة المقاومة الإسلامية فقد نقشت على رايتها تدمير إسرائيل، ومحوها، وتكثفت هذه الظاهرة عقب تثبيت قبضتها ومكانتها كدولة شبه ذات سيادة في قطاع غزة منذ 2007، إلى أن زاد ذلك بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة من التكثيف السياسي والعسكري والاستخباراتي والعملياتي".


وأضافت في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "حماس سعت في السنوات الأخيرة لإنشاء آليات مراقبة وحكم مستقلة، وبنى تحتية عسكرية متقدمة، بمساعدة هائلة من إيران وقطر والدول ومصادر التمويل والمساعدة الأخرى في العالم الإسلامي، وخارجه، مما جعل من حماس، خاصة بعد هجوم أكتوبر، واحدة من أخطر وأبرز المنظمات المسلحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العالم الإسلامي".

وأوضحت أنه "بعيدا عن حجم الكارثة التي حلّت بالاحتلال بسبب هجوم أكتوبر، فإن حجم القتل والدمار الذي سببته حماس، بجانب معارضتها الحازمة له، ورفضها الاعتراف به، وإجراء المفاوضات معه، فهي تحمل قيما أساسية تشكل سبباً لوجودها، وضاربة بجذورها في وعي الجمهور الفلسطيني، وهي نقطة من المهم توضيحها للرأي العام الإسرائيلي، ومفادها أن حماس تنظيم وطني فلسطيني تعارض بأغلبية ساحقة التحركات والاتفاقات مع الاحتلال مثل "اتفاقيات إبراهيم" والتطبيع مع السعودية".

وأشارت إلى أن "حماس مع الزيادة الكبيرة في قواعد قوتها، فمن الواضح أن القضاء على بنيتها التحتية الحكومية والعسكرية والتنظيمية، والإضرار بمرافقها ومواردها وقدراتها التشغيلية، مهما كانت خطيرة، فإنه لا يمكنها تدمير أو محو تراثها الديني بالكامل، أو القاعدة الأيديولوجية التي تغذيها، بل على العكس من ذلك، فإن هذه التحركات ستؤدي فقط لتعزيز أبعاد الكراهية التي تغذي ظاهرة المقاومة في قطاع غزة، وتهدد بإضعاف السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الأرض، وتدفع بزيادة مصادر "القوة الناعمة" لحماس التي من شأنها تسريع وزيادة أبعاد تجنيد المقاتلين في صفوفها، وتطرف موقف قياداتها العاملة في غزة والشتات، ومزيد من التصعيد في الصراع ضد الاحتلال، مع تفاقم أبعاد الأزمة الأمنية في الشرق الأوسط".


وبيّنت أن "هذه الخلفية مهمة للجمهور الإسرائيلي كي يفهم بعمق مسالة تنظيم حماس على كافة مستوياته وفروعه: العسكرية، والسياسية، والاجتماعية، والدينية، مع التمييز بين أبعادها القيمية الأيديولوجية، والعسكرية الأمنية والسياسية، والتفريق بينها وبين التنظيمات الجهادية والإسلامية الأخرى، خاصة المتشددة".

من الواضح أن تكرار مثل هذه القراءات الإسرائيلية فضلا عن كشفها عن فشل ذريع للقضاء على حماس، فإنها في الوقت ذاته تعبر عن عدم وجود استراتيجية واضحة "لليوم التالي"، ما يعزز ضرورة تجنب استخدام الشعارات والمناورات والعبارات الغبية مثل تحقيق "النصر الشامل"، وكأن هاغاري وسواه من مسئولي الاحتلال، حطّم، ولكن بطريقته الخاصة، الأوهام والتصورات الكاذبة عن قدرة الاحتلال على تدمير الكيان الأيديولوجي لحركة حماس الذي يمثل لها "أنبوب الأوكسجين" للبقاء والحياة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس الفلسطيني فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: الجيش سيبقى مسيطرًا على محور فيلاديلفيا لـ 6 أشهر

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي سيبقي إحكامه السيطرة على محور فيلاديلفيا لـ6 أشهر مقبلة على الأقل.

واشنطن تستعد لإجلاء مواطنيها من لبنان خشية شن إسرائيل عملية برية مسؤولون أمريكيون: التوترات بين إسرائيل وحزب الله قد تخرج عن السيطرة

 

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، أن "الجيش الإسرائيلي يعتقد ببقائه مسيطرا على محور فيلاديلفيا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لنصف عام على الأقل".

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، صرح نائب سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأن حركة حماس الفلسطينية، فكرة ومن المستحيل القضاء عليها، حيث نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن حاييم رامون، وزير العدل الإسرائيلي السابق، أن "حركة حماس عبارة عن فكرة وأيديولوجيا ومن المستحيل القضاء على فكرتها".

وأوضح حاييم رامون، والذي تولى أكثر من وزارة خلال السنوات الماضية، من بينها وزارة العدل، في معرض الإجابة عن سؤال يتعلق حول مدى إمكانية هزيمة أو القضاء على "فكرة حركة حماس"، أن "النازية فكرة ولكن ليس لها دولة، ومن المؤكد أنه من المستحيل القضاء على فكرة حماس، ولكن لا ينبغي لمنظمة إرهابية السيطرة على الأرض"، على حد قوله.

ويشار إلى أن حاييم رامون، قد صرح، في الثامن من شهر مارس الماضي، قد قال إن "إسقاط حركة حماس مدنيا لا يقل أهمية عن إسقاطها عسكريا"، مضيفًا بشأن السيطرة المدنية على غزة، أن "من يسيطر على الأقسام داخل القطاع سيحكم غزة، وحاليا من يسيطر على أغلبية الأقسام هي حركة حماس".

وزعم الوزير الإسرائيلي السابق أن "إسقاط حماس مدنيا لا يقل أهمية عن إسقاطها عسكريا".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 38 ألف قتيل وأكثر من 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.

وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.

 

مقالات مشابهة

  • موعد صادم.. مسؤول عسكري إسرائيلي يتحدث عن تفكيك حماس في رفح
  • قائد اللواء 12 الإسرائيلي: مهمة القضاء على حماس ليست سهلة
  • الاحتلال يسعى لإنشاء منطقة ميتة في لبنان باستخدام الفوسفور الأبيض
  • كارثة تهدد وجودنا.. تواصل اعترافات الاحتلال بحجم الفشل في 7 أكتوبر
  • الاحتلال يقدر أن تدمير أنفاق رفح سيستغرق 6 أشهر.. لواء الجنوب محنك بالتفخيخ
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • إعلام عبري: الجيش سيبقى مسيطرًا على محور فيلاديلفيا لـ 6 أشهر
  • أستاذ اقتصاد: القضاء على فكرة الهجرة من الصعيد بعد تنفيذ مشروعات استثمارية
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة الانتقام الجماعي في القدس
  • أستاذ اقتصاد: كانت هناك فجوة تنموية بالصعيد وجرى القضاء على فكرة الهجرة