أشاد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، بالجهود المبذولة من قبل المساهمين والمتبرعين من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال لصالح صيدلية "الناس لبعضهم" المجانية. وأكد المحافظ على أهمية استمرار هذه المبادرة ودعمها من قبل الجميع لخدمة المواطن الأسواني وجبر خواطر البسطاء

وأكد "عطية: على أنه مازال نهر الخير والعطاء مستمر لخدمة أبناء المجتمع الأسوانى حيث أن سر نجاحنا جميعاً يكمن فى المعدن الأصيل لأهل هذه المحافظة العريقة، والذى يكتب بسطور من نور ملاحم وطنية لما يقدموه من مساعدات متنوعة فى مختلف المجالات، ليؤكد على قاعدة ثابتة بأن الكل للواحد والواحد للكل، ولنحيا معاً فى جمهوريتنا الجديدة لكتابة الكثير والكثير من قصص النجاح الجديدة.

جاء ذلك أثناء عرض الدكتور عز الصادق مستشار المحافظة لشئون تنمية المجتمع ومنسق المبادرة لتقرير نجاح، وحصاد عام 2024/2023، والذى شهد العديد من الإنجازات لصيدلية الناس لبعضهم المجانية على محافظ أسوان، موضحاً بأنه يوجد إهتمام كبيرمن اللواء أشرف عطية لتوفير أوجه الدعم لتحقيق المبادرة لأهدافها النبيلة والمرجوة على الوجه الأكمل، وأشار الدكتور عز الصادق بأن قيمة المساعدات المقدمة من خلال الصيدلية بلغت مليون و 161 ألف جنيه، منها نحو 860 ألف جنيه قيمة الأدوية، و 305 مليون جنيه قيمة ألبان أطفال، فيما بلغ إجمالى عدد الأصناف المقدمة للمرضى 15 ألف و 655 صنف من الأدوية والألبان.

وأضاف منسق المبادرة بأنه بالتوازى إستقبلت صيدلية الناس لبعضهم 9506 مريض خلال العام الماضى بمعدل 6085 وصفة طبية بمتابعة من الدكتورة غادة أبو زيد نائب المحافظ، والمشرف العام على المبادرة، وبالتعاون مع إدارة الصيدليات بمديرية الصحة بقيادة الدكتور مصطفى عبد الشكور، وبإشراف من الدكتور محمد سعيد مدير المديرية، فيما وصل عدد الأطفال المنتفعين بالألبان 30 طفل بمتوسط 10.5 ألف جنيه للطفل الواحد، وأضاف عز الصادق بأن المتوسط اليومي بلغ 31 حالة، و22 روشتة، و 57 صنف، و5 علب ألبان بواقع 4208 جنيه، وسجلت الصيدلية أعلى معدل صرف يومي إلى 83 حالة، و70 روشتة، و146 صنف بقيمة مالية 13 ألف و 160 جنيهاً.

وأشار مستشار المحافظة لشئون تنمية المجتمع مشاركة صيدلية الناس لبعضهم أيضاً بناءاً على تكليفات المحافظ لدعم القوافل الطبية في أسوان ودراو بـ 600 علبة دواء بقيمة 36 ألف جنيه، فضلاً عن مساهمة الصيدلية كذلك فى تقديم أجهزة طبية متنوعة للمرضى مثل أجهزة قياس السكر، وأجهزة نيبيوليزر، وأجهزة قياس الضغط، وسماعات الأذن بقيمة تقديرية بلغت 5 ألاف جنيه.

يأتى ذلك إستكمالاً لسلسلة النجاحات والإنجازات التى تحققها المبادرة الإنسانية " الناس لبعضهم "، والتى تم إطلاقها فى مارس عام 2020، تواكباً مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوفير حياة كريمة للمواطنين من الأسر الأكثر إحتياجاً وتحسين مستوى المعيشة لهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظ أسوان أخبار أسوان الكشف الطبي الناس لبعضهم ألف جنیه

إقرأ أيضاً:

التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

أكرمنا الله سبحانه وتعالى بدين الإسلام الحنيف الذي جعل التكافل الاجتماعي من أهم صفات المجتمع المسلم، وجعل الله تعالى الرحمة والعطف بين الناس مبدأ للتعايش والمحبة ولذلك كان الإسلام أسلوب حياة للبشرية في زمن طغت عليه المادية الإنسانية التي غلفت البشرية وعلاقاتها بالمصالح المادية، وجاء هذا الدين الحنيف ليُعيد رسم معنى وجود الإنسان على الأرض ومعنى خلافة الله تعالى الواردة في كتابه العزيز مخاطبًا الملائكة "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30).

والتكافل الاجتماعي بين النَّاس من أسس الدين الإسلامي الحنيف والتي أمر بها الإسلام في أكثر من موضع في القرآن الكريم بل إن الله سبحانه وتعالى ربط الإيمان بهذا التكافل حيث قال تعالى: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (الماعون: 1-2)، وهذا الربط يبين قيمة التكافل الاجتماعي بين الناس في الإسلام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" من رزق وخير ونعمة وسعادة، وهو أمر يفرق بين المؤمن الحق المتخلق بأخلاق الإسلام وتعاليمه السمحة وبين من لا يحمل من هذا الدين إلّا الاسم.

لقد أمرنا الإسلام بتلمس حاجة الناس وتربى أفراد المجتمع العماني على هذا منذ القدم، وتأسس هذا المجتمع على مظاهر التكافل الاجتماعي بكل أشكاله في الأفراح والأتراح وفي الرخاء والشدة والأمثلة على ذلك كثيرة، وهذه خصائص عظيمة تميز بها مجتمعنا العماني الإسلامي جديرة بالمحافظة عليها، ومن الواجب على كل فرد أن يدرك دوره في هذه المنظومة الاجتماعية التكافلية من خلال محيطه الصغير إلى مجتمعه الكبير، لأن التقصير في هذا الموضوع له أثر سلبي على المجتمع والفرد، وانتشار الحاجة بين النَّاس مدعاة لتغير سلوكياتهم ومن ثم سلوك المجتمع ككل، وهذا ما ينتج عنه العديد من المشاكل.

لن يأتي زمان لا يوجد فيه محتاج أو فقير فهذه سنة كونية ولكنها قد تكون في حدود معقولة وفي نطاق مقبول، وقد تكون العكس، ولذلك جاء الإسلام وعالج هذه المشكلة بطريقة خاصة فأمر بالزكاة وجعلها فرضا واجبا وركنا من أركان الإسلام، وأمر بالصدقة وجعلها فرضاً على كل مستطيع، ونظم الدولة الإسلامية وجعل من واجباتها رعاية المحتاج وتوفير سبل الحياة له، وبذلك تستقيم الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم، وعندما يُقصر أي منها في دوره تظهر الآثار على المجتمع بوجه عام، ويخرج المحتاج لتلمس حاجته في الطريق ويبتكر المخادعون الحيل والوسائل لكسب المال دون وجه حق وتنتشر الظواهر السلبية في المجتمع كالتسول والنصب والاحتيال.

لم يأمر الإسلام بكتمان الصدقات من فراغ؛ بل هو إدراك لتأثير هذا الكتمان على الحياة الاجتماعية وترابط المجتمع، وحفظ لكرامة الفرد المسلم الذي أجبرته ظروف الحياة ووضعه قدره ورزقه في هذا الجانب من الحياة، وقد اهتم الإسلام بذلك اهتمامًا بالغًا وحرم المن والأذى في الصدقات، وأوجب كتمان الإنفاق حتى وصف الأمر بعدم معرفة الشمال ما تنفق اليمين، وهذا الكتمان له مقاصد عظيمة وغايات سامية إيمانية واجتماعية، وسلوك يُساهم في القضاء على الفقر والحاجة، وما أمر الإسلام بها إلّا لإدراك حقيقي حول ذل السؤال وقسوة الفقر ودناءة الحاجة خاصة عندما يقف المحتاج بين أهله عاجزًا.

وفي هذا العصر الذي ابتلي به العالم بوسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها بطريقة خاطئة غير الذي أوجدت من أجله، نرى البعض يتسابق لإظهار حاجة الناس وفقرهم لا من أجل مساعدتهم، بل من أجل كسب المتابعات والإعجابات والإثارة التي أصبح البعض أسيراً لها في كل تفاصيل حياته، وأصبحت حاجة المحتاج وسيلة تستغل من قبل ضعاف النفوس هؤلاء الذين يتفاخرون في إظهار الناس بشكل لا إنساني تحقيقًا وإرضاءً لأنفسهم المريضة بمرض الشهرة، يستعرضون من خلال منصاتهم أحوال الناس مسببين جروحاً في نفوسهم المكسورة، ومن ذل الحاجة إلى ذل المنصات الاجتماعية أصبحوا يعانون في مجتمع لم يكن يومًا بهذا السلوك القبيح.

إن التسول في المنصات لن يتوقف إلّا إذا طُبِّق القانون على من يسيء للمجتمع وأفراده ومن يتجاوز حدوده، وبدون ردع حقيقي سوف يظل هؤلاء المسيؤون للمجتمع يمارسون سلوكياتهم الخاطئة تحت ذريعة أنهم يسهمون في حل مشاكل الناس ويقضون حاجتهم وهم في الأصل لهم مآرب أخرى ومكاسب مادية من وراء هذا الفعل، ولا بُد من الحذر ورصد ما يحدث من تغيُّرات في السلوك العام وعدم التعاطي مع هذه الظواهر بحسن نية حتى لا نصل لمرحلة مُتقدمة لا يمكن معها احتواء هذه المشكلة.

في الختام.. يجب أن يُدرك كل فرد دوره في البناء الاجتماعي، وعليه أن يلتزم بهذا الدور وفق ما أقرته منظومة السلوك الاجتماعي والإنساني داخل الدولة، وهذا الالتزام هو الأساس لتحقيق مفهوم الحياة الاجتماعية الكريمة لجميع أفراد المجتمع، وإذا اختلت هذه الأدوار عندها يجد تجار التسول على المنصات فرصتهم للعبث بقيم المجتمع وسلوكه وينتهزون هذه الفرصة لتحقيق غاياتهم، مستغلين هذا القصور والغياب لمفاهيم التكافل والتعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • البنك الوطني العُماني يطلق حملة "شهر العطاء" لدعم المجتمع
  • البنك الوطني العماني يطلق حملة "شهر العطاء" لدعم المجتمع
  • البنك الوطني يطلق حملة شهر العطاء لدعم المجتمع في رمضان
  • 2.9 تريليون جنيه.. قيمة إشهارات سجل الضمانات المنقولة بنهاية نوفمبر 2024
  • عرفنا قيمة أبناءنا.. الرئيس السيسي: لما حصلت مشكلة مع الشرطة في 2011 المجتمع عانى
  • محكمة الأسرة تلزم زوجًا برد 132 ألف جنيه لطليقته قيمة ذهبها بقائمة المنقولات
  • انهيار أسعار السيارات| تخفيضات ضخمة من الوكلاء.. و175 ألف جنيه تراجع في قيمة كيا
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • محافظ أسوان يجري التحاليل الطبية ضمن مبادرة رمضان بصحة لكل العيلة
  • محافظ أسوان يتدخل لحل أزمة نقص الأدوية في صيدلية أبطال التحرير