منحت مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني “اكتفاء” التابعة لدائرة الزراعة والثروة الحيوانية عقد تركيب خط التعبئة في مصنع “مليحة للألبان” الذي يُعدُّ أحد حلول التعبئة والتغليف المستدامة والقابلة لإعادة التدوير لشركة تتراباك المتخصصة في مجال حلول تصنيع وتعبئة المواد الغذائية.

يتمثل هذا التعاون في استخدام أحدث التقنيات في مجال حلول التعبئة والتغليف المستدامة التي توفرها الشركة واعتمادها في مصنع “مليحة للألبان”، المصنع الأول من نوعه في الإمارات العربية المتحدة في مجال إنتاج الألبان الذي يعتمد الإنتاج العضوي.

جاء ذلك خلال زيارة وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور المهندس خليفة مصبح أحمد الطنيجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني “اكتفاء”، لمنشأة الإنتاج الرئيسة لشركة تتراباك في لوند بالسويد لاستكشاف التكنولوجيا المتقدمة في إنتاج الألبان وحلول التعبئة والتغليف المستدامة.

ووقع الجانبان اتفاقية لتجهيز المصنع وعمليات التوزيع حيث ستقوم شركة تتراباك بتوفير جميع التسهيلات اللازمة من البخار والهواء والمياه المبردة والمعالجة التي تحتاج إليها معدات المعالجة وآلات التعبئة في مصنع “مليحة للألبان” بقيمة 8 ملايين دولار وإتفاقية أخرى لاعتماد عبوات تتراتوب المبتكرة والقابلة لإعادة التدوير لجميع منتجات الألبان بقيمة 3.5 مليون دولار.

و تسلط الزيارة الضوء على القدرات الشاملة والمتكاملة التي توفرها تتراباك لدعم الإنتاج المستدام للألبان، التي تشمل تجهيز منشأة الإنتاج بأحدث معدات المعالجة وصولا إلى خطوط التعبئة المستدامة وتوفير الدعم لخدمات ما بعد البيع عبر سلسلة التوريد.

وتعكس هذه الشراكة جهود حكومة الشارقة التي تتمحور حول إنشاء مصنع ألبان عضوية بالكامل، ومصنع يستخدم العبوات الكرتونية الخاصة بالتغليف، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في الحفاظ على البيئة ويعزز الاستدامة.

وقال سعادة الدكتور المهندس خليفة مصبح أحمد الطنيجي “متحمسون لهذه الشراكة مع واحدة من أبرز الشركات الرائدة في مجال حلول تصنيع وتعبئة الأغذية والمشروبات، حيث تتوافق تقنيات تتراباك المتطورة والتزامها بالاستدامة بشكل مثالي مع رؤيتنا لتوفير منتجات الألبان العضوية والمحلية لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وتُشكل هذه الاتفاقية خطوة مهمة لكلا الجانبين”.

وأضاف “نحن على ثقة أنه من خلال الحلول التكنولوجية لعمليات المعالجة والتعبئة المتقدمة ستتاح أمامنا الفرصة لتحقيق الكفاءة الإنتاجية المعززة، والحد من التأثير البيئي والجودة الفائقة لمنتجاتنا لتقديم أفضل المنتجات لعملائنا إلى جانب الإسهام في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المتمثلة في بناء شركة محلية قوية تعطي الأولوية للإنتاج العضوي والاستدامة وتحقق أعلى معايير الجودة العالمية.

من جانبه قال نيلز هوجارد مدير عام شركة تتراباك المنطقة العربية “يشرفنا أن نكون الشريك الذي تم اختياره من قبل دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة و”اكتفاء”، لتطوير مصنع “مليحة للألبان”، الذي يُعد الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى تركيزه على الإنتاج العضوي والاستدامة”.

وأضاف “تشكل استضافة وفد الدائرة في منشأة الإنتاج الرئيسة لدينا في لوند، دلالة واضحة على التزامنا بالعمل مع شركائنا لتبادل المعرفة التكنولوجية المتقدمة في إنتاج الألبان واعتماد حلول التعبئة والتغليف المستدامة”.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ملیحة للألبان فی مجال فی مصنع

إقرأ أيضاً:

“حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي

حضرت “الإبل” في حياة إنسان شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، ولم يستغنَ عنها حتى اليوم، فبعد أن كانت مظهراً لتميزه وثرائه، ومصدراً لرزقه وعطائه، وأداة لسفره وترحاله؛ حتى أضحت أيقونة ورمزاً من رموز تراثه الأصيل المستمد من تاريخه التليد.

ونتج عن هذا التواصل الإنساني مع الإبل، فن شعبي جميل يتناقله المجتمع جيلاً بعد جيل يسمى “الحداء”، وهو نوع من الشعر الخفيف الذي يقال لتطريب الإبل، وحثها على السير بتعابير شفهية تقليدية تمكّن الرعاة من مناداة إبلهم وجمعها والتواصل معها.

ويتوارث أبناء الجزيرة العربية “فن الحداء” للتواصل مع قطعان إبلهم من خلال بعض الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها والاستجابة لها.

وبحسب المصادر التاريخية، فإن مضر بن نزار بن معد” هو أول من “حدا” للإبل ” بعد أن سقط من بعيره وانكسرت يده وصاح بصوته “وايداه! وايداه!”؛ وكان حسن الصوت؛ فأصغت إليه الإبل وجدّت في السّير؛ ومن هنا بزغت فكرة استعمال الحداء لنداء الإبل، ويذهب البعض إلى أن هذه الهمهمات ساعدت “الخليل بن أحمد الفراهيدي” على اكتشاف مفاتيح العروض والأوزان الشعرية.

ويقال: أن بداية “الحداء” كان عن طريق التدوية أو الدوّاة، وهو نداء الإبل بصوت رفيع، وجاء في بعض معاجم اللغة أن راعي الإبل إذا أراد أن يستحث إبله لتجيء إليه مسرعة؛ زجل بصوته وغنّى لها بكلمات مثل.

.

هَيد هيد، أو: هي دو هي دو.

أو: دوه دوه.

أو: ده ده بضم الدال.

أو: داه داه، وهذا ما زال مستعملاً إلى اليوم جنباً إلى جنب مع الرجز، ولم يلغ أحدهما الآخر، وهو يختلف من بيئة إلى أخرى.

ثم تطور الدُّوّاة من مجرد همس أو صوت أو مناداة على الإبل إلى غناء شعري له طرقه وأساليبه ومفرداته الخاصة، ودخلت فيه مع مرور الزمن المعاني والكلمات الشعرية المغناة، والأشطر الموزونة، فجمع عذوبة الصوت وسحر القافية المستمد من بيئة البدو وثقافتهم الأصيلة.

ومما يُذكر في قوة تأثير الحداء في الإبل ” أن أبا جعفر المنصور سأل حدّاءً، فقال له: ما بلغ من حُسن حدائك؟ قال: تُعطّش الإبل ثلاثاً فتُدنى من الماء، ثم أحدو فتتبع كلها صوتي، ولا تقرب الماء”.

وقد أصّلت المعاجم العربية وأمهات كتب التراث العربي لـ “حداء الإبل”، كما تحتوي على كمٍّ هائلٍ من الحكايات والقصص والمرويات والأراجيز المرتبطة به، وحفظت كتب التراث الشعبي مجموعة كبيرة من المرويات الشفاهية لأحديات العرب المتأخرين على ظهور إبلهم وصهوات جيادهم، ولعل من أحدث الكتب التي تناولت هذا الباب ديوان: “الرجز والحداء” الذي ألّفه الباحث في الموروث الشعبي “إبراهيم الخالدي”، ووثّق من خلاله رحلة الحداء الطويلة في تاريخ الأدب العربي؛ انطلاقاً من بدايته الأسطورية حتى عهد البداوة الأخير التي انتقل بها الحداء من الارتباط الوثيق بالإبل، إلى علاقة مميزة بالخيل وإن لم تنقطع صلته برفيقه القديم “الجمل”، وتؤكد هذه الدراسة تماهي “الحداء” الواضح مع بحر “الرجز”، وهذا البحر السهل أتاح الترنم بالحداء لغير الشعراء؛ حتى صار الحداء أغنية العرب جامعة.

وأشار “الخالدي” في تصريح له لوكالة الأنباء السعودية “واس” “إلى أن وجود الحادي من أساسيات القوافل المرتحلة في الصحراء، وأهم أدوات الرعاة الحاذقين، وأجمل فنون الغزاة المحاربين”.

وأكمل: “إن جرجي زيدان ذكر أن مقاطع الشعر المستعملة للحداء تشبه مشي الجمال الهوينا، ولو ركبت ناقة، ومشت بك الهوينا لرأيت مشيها يشبه وزن هذا الشعر تماماً.

” و “الحداء ” أقرب ما يكون إلى النظم البسيط المكون من بيتين بقافيتين، وبصوت يردده اثنان، وأحياناً عندما تكون الدّلو التي يستخرج بها الماء من الآبار كبيرة جداً، يردده أربعة بصوت جهوري، يصل أحيانا في هدأة الليل أو الفجر إلى أماكن بعيدة، ولا يتقيد بلحن واحد، بل تتعدد ألحانه وطريقة أدائه من بيئة إلى أخرى، وتكون ألفاظه شجيّة، تخلب ألباب الإبل، ومعانيه ذات أبعاد تتعلق بشؤون حياة الرُّعاة اليومية، وتشمل كلمات الحداء الشعرية ببساطتها وخفتها وعدد كلماتها القليلة، التنظيم، والقوانين، وطرق السقاية، وأهداف الرحيل، وحياة البادية عامة، وما يجول في نفس الرُّعاة من همّ وشجن.

اقرأ أيضاًالمنوعات“المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض” تحذر من زيادة خطر الإصابة بحمى الضنك

ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لدراسات الإبل “ذود”، الدكتور محمد العتيبي: “أن الحداء كان معروفاً منذ العصر الجاهلي، وعادة ما يقال للإبل عند وردها إلى الماء، أو عند سيرها إلى المرعى أو أثناء الترحال من مكان إلى آخر، وهو عبارة عن ترنيمات قصيرة مؤثرة في جمع الإبل وسيرها وانتظام عودتها إلى مُرُحِها “.

وللحداء مناسبات مختلفة فمنها: “حداء الرحيل”، و “حداء السفر”، وحداء سقي الإبل الذي يسمى “العوبال”، وهناك حداء الأوبة المسمى عند العامة “الهوبال” وهو خاص بجمع الإبل وسوقها إلى مرحها أو مكان رعيها، وهناك “حداء السواني” ويغنى للإبل التي تجذب الماء من البئر لتنشط في سيرها.

ولم يستطع “الحداء” الاستمرار في لغته الفصيحة وفق ما ورد في كتاب “الحداء” للباحث محمد العجيري، خصوصاً بعد أن ترك اللغة من تمسكوا بلهجاتهم الجديدة المولّدة، فتحول الحداء من اللغة الفصيحة إلى اللغات الدارجة لأهل الأمصار، ويوضح المؤلف أن هذا الإرث لم يتم تأليفه من قبل مجموعة معينة من الأفراد، بل انتقل من جيل إلى جيل، وخضع للحذف والإضافة حسب الاحتياجات البيئية للأفراد المستخدمين له، حتى وصل إلينا على الشكل الذي هو عليه، ولن يتوقف عن التعديل حتى يصل إلى مراحل التسجيل.

ومن أمثلة أحديات بدو الجزيرة العربية التي قالوها بلهجتهم العامية ما يسمى بالهوبال وهو ينقسم إلى حداء ورجز، فأما الحداء فهو الذي يغنّى أثناء انتظار الدّلو وهو يصدر من قاع البئر إلى حين الإمساك بها، ومن أمثلة ذلك قولهم: “سق القعود وهِمّه يسقي خواته وأمّه”، “الله عليك قليّب يجمع خبيث وطيب”، “إن زولمن والتمن زهاب أهلهن تمّن “، “يا مرحبا وارحابي بأم السنام النابي”، ” يا شمّخ العشاير يا مجوزات الباير”، “صب القلص لشعيلة كم درهمت من ليلة”، “ملحا جليلة واخر وإن جاء الدَّحم تستاخر”، “يا مرحباً وأهليني بأم الدلال الزيني”، ” برقٍ يلهله قبله ينبت شتيل وربله” “.

وأما الرجز فهو خاص بالإمساك بالدّلو وتفريغ الماء في الحوض ومن أمثلته قولهم: “يا غليّم رده يا غليّم رده” فإذا ارتوت الإبل وأرادوا أن يحثّوها إلى مزيد من الشرب، قالوا: ” يا الإبل واخذي علّة وقودي ويا قاك الله.

ياو – ياو”.

وقد سجل فن “حداء الإبل” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي السعودي في منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، كأبرز الموروثات التي ما زالت حيّة في التراث الشعبي.

وتحظى الإبل بمنزلة كبيرة في وجدان المجتمع العربي عامة، والمجتمع السعودي على وجه الخصوص؛ بصفتها إحدى أهم موروثاته الثقافية، حيث تلقى اهتماماً من الدولة -أيدها الله-، التي اعتمدت بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ” نادياً للإبل” يعنى بكل ما من شأنه الاهتمام والحفاظ على موروث الآباء والأجداد، وترسيخ مكانتها في نفوس الأجيال الناشئة.

ولأجل هذا الارتباط الوثيق بين الثقافة المحلية والإبل؛ بادرت “وزارة الثقافة” بتسمية هذا العام 2024 بـ “عام الإبل”؛ باعتبارها قيمة ثقافية، وركيزة من ركائز الحفاظ على الهوية الوطنية الأصيلة، والتراث العربي الأصيل، وتعريف العالم كله بهذا المكون التاريخي الذي أصبح وجهة سياحية، وثروة ثقافية، وتراثية، وسعياً منها إلى تحقيق العديد من المكتسبات في كل ما من شأنه الحفاظ على الموروث وتنميته بطرق مدروسة وبما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • “غذاء العقل”… هذه فوائده
  • “يحيى” يناقش عرض اللجنة الأفريقية للطاقة النووية بشأن تسخير الطاقة لأغراض التنمية المستدامة
  • “حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي
  • من ضمنها كندا .. أفضل وجهات “سياحة الولادة” للحصول على جنسية لطفلك
  • السفير عُمَر عبد الحميد عَدِيْل “من نبلاء الدبلوماسية السُّودانية”
  • تأملات في مواقف “تقدم” (٢)
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • عون يزور مخابر “سانوفي”.. تحقيق الإكتفاء وتخفيض فاتورة إستيراد الأدوية
  • أحلام تعلّق على إحراج أنغام: “اسمي ليس إساءة”
  • من هو “المليونير” الذي اختاره ترامب نائباً له؟