خبير عسكري: رفض جنود احتياط العودة للخدمة شهادة ميدانية بفاعلية المقاومة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات إن إعلان جنود إسرائيليين احتياط أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب، يعكس الواقع الميداني الحقيقي، ويمثل شهادة من العدو نفسه على فاعلية المقاومة.
وكانت صحيفة هآرتس أفادت بأن عشرات الجنود الإسرائيليين الاحتياط يعلنون أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهريا إلى الخارج دون إبلاغ قادتهم.
واعتبر عريقات -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن هذه التصريحات تمثل ردًا واضحا على كل القيادة الإسرائيلية، وفي مقدمتها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإطالة أمد القتال بزعم قدرته على القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الأسرى بالقوة العسكرية.
ولفت عريقات إلى أن جنود وضباط الاحتلال أنفسهم يقرون بأن الحديث عن القضاء على حماس وقوى المقاومة ليس صحيحا، مشيرا في هذا السياق إلى تصريحات المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، الذي اعتبر ذلك الحديث مجرد "ذر للرماد في عيون الجمهور".
وأشار الخبير العسكري إلى أنه عند استدعاء احتياط الجيش الإسرائيلي للمشاركة في الحرب بقطاع غزة، بلغت نسبة الالتحاق 120%، أما الآن وبعد مرور أكثر من 263 يومًا، فقد انخفضت نسبة المشاركة إلى النصف تقريبًا.
واعتبر عريقات أن هذا يدل على وصول الجنود والضباط إلى قناعة بأن الحرب على قطاع غزة هي استنزاف للجيش وخسارة كبيرة سواء في الأرواح أو المعدات، والأهم عندما يتذرع آلاف الجنود والضباط بالأمراض النفسية، مما يعد ضربة للجيش بشكل عام، حسب تقديره.
فضيحة الهروب للخارج
وأضاف عريقات أن الإعلام العبري فضح الجيش الإسرائيلي حين كشف عن هروب مئات الجنود خارج البلاد دون إبلاغ قياداتهم، مما يدل على وجود خلل في الضبط والربط العسكري، وهذا يعني وجود خلل إستراتيجي لا يمكن معالجته.
ويرى الخبير العسكري أن الجندي الإسرائيلي لا ينقصه سلاح ولا معدات قتالية ولا ذخائر، إنما تنقصه المعنويات التي تتأتى من قدرته على النجاح في الوصول إلى أهدافه على أرض المعركة، وهو ما لم ينجح في تحقيقه.
وأوضح أن قوات الاحتلال تفتقر إلى المهارات الميدانية والكفاءة القتالية والمعنويات، خاصة عند مواجهتهم المقاومين الفلسطينيين الذين يتمتعون بالبسالة والإقدام والقدرة على التكيف مع الواقع الميداني والقتالي، وهي أمور لم يعتدها جنود الاحتلال وضباطه، مما أدى إلى سقوطهم في الاختبار، حسب قوله.
ولفت عريقات إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما تدرب على قتال الشوارع ببناء مدينة كاملة في النقب تحاكي قطاع غزة، لكن جنوده فشلوا عند المواجهة الحقيقية مع المقاتلين الفلسطينيين في ميدان غزة، مرجعا ذلك إلى الإستراتيجية التي تبنتها المقاومة في القتال والتي كانت مفاجئة للاحتلال.
وشدد الخبير العسكري على أن المقاومة ليست جيشًا بالمعنى المتعارف عليه لديه مقرات وعتاد يمكن بالقضاء عليها القول بأنه تم القضاء على تلك المقاومة، وإنما فصائل شعبية تتمتع بقدرات قتالية متميزة وإمكانات مختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی الخبیر العسکری قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بعد فرار جنود النظام السوري إلى العراق.. بغداد لن تقبل بهم لاجئين
قال قائم مقام قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار العراقية٬ عماد الدليمي٬ إن أكثر من ألفي جندي سوري تابعين للنظام فروا إلى العراق خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ويعيش الجنود حاليًا في مدينة خيام أنشأتها الحكومة العراقية لإيوائهم.
وأضاف أن وزارة الدفاع العراقية أصدرت توجيهات للوحدات العسكرية في محافظة الأنبار الغربية بإقامة معسكر يضم مئات الخيام لـ 2150 جنديًا سوريًا هاربا.
أكثر من 2000 جندي من الجيش السوري، الذين فروا إلى العراق خلال نهاية الأسبوع الماضي بعد انهيار الحكومة السورية، يعيشون حالياً في مدينة خيام أنشأتها الحكومة العراقية لإيوائهم. pic.twitter.com/sALBPekGMN — محمد الحيدري Moh. Haidari ????.???? (@haidari700) December 14, 2024
وأكد الدليمي الجمعة، أن الجنود السوريين "سلموا أنفسهم للسلطات العراقية بعد سقوط النظام في سوريا" خوفاً من الانتقام في وطنهم بعد خدمتهم لنظام الأسد.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، الأسبوع الماضي، بأن ما لا يقل عن ألفي جندي سوري عبروا إلى العراق مع تقدم الفصائل المسلحة.
وكشفت مصادر رسمية في العاصمة العراقية بغداد عن مصير الجنود والضباط من الجيش السوري الذين لجأوا إلى الأراضي العراقية قبل سقوط النظام بساعات. ووفقًا للمصادر، فإن عددهم يقارب الثلاثة آلاف، بينهم ضباط برتب مختلفة.
وأكد مصدر عراقي مطلع أن الحكومة لا تنوي قبول الجنود السوريين الفارين كلاجئين، لكنها تنتظر استقرار الأوضاع في سوريا لتنسيق عودتهم وضمان سلامتهم.
وأضاف المصدر أن هؤلاء الجنود سيبقون في ضيافة العراق خلال الفترة المقبلة إلى حين ترتيب أوضاعهم، مشيرًا إلى أن العراق ملتزم بتأمين سلامتهم داخل أراضيه وحتى عند إعادتهم إلى الجانب السوري.
ويوم السبت الماضي٬ أعلنت الحكومة العراقية عن استقبالها مئات الجنود السوريين الذين فروا من المعارك قبيل سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وأشارت السلطات العراقية إلى أنه كان من المقرر إعادتهم إلى دمشق عبر رحلات جوية، إلا أن سقوط النظام أدى إلى تأجيل عملية الترحيل حتى إشعار آخر.
ويوم الثلاثاء الماضي، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس، أن الجنود السوريين الفارين من جيش بشار الأسد موجودون في ضيافة الجيش العراقي مؤقتًا حتى استقرار الأوضاع في سوريا.
وأوضح عباس، في تصريح صحفي، أن "العسكريين السوريين يُقيمون حاليًا في موقع تابع للجيش العراقي بالقرب من الحدود، وسيتم نقلهم بمجرد عودة الاستقرار إلى سوريا".