قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات إن إعلان جنود إسرائيليين احتياط أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب، يعكس الواقع الميداني الحقيقي، ويمثل شهادة من العدو نفسه على فاعلية المقاومة.

وكانت صحيفة هآرتس أفادت بأن عشرات الجنود الإسرائيليين الاحتياط يعلنون أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهريا إلى الخارج دون إبلاغ قادتهم.

واعتبر عريقات -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن هذه التصريحات تمثل ردًا واضحا على كل القيادة الإسرائيلية، وفي مقدمتها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإطالة أمد القتال بزعم قدرته على القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الأسرى بالقوة العسكرية.

ولفت عريقات إلى أن جنود وضباط الاحتلال أنفسهم يقرون بأن الحديث عن القضاء على حماس وقوى المقاومة ليس صحيحا، مشيرا في هذا السياق إلى تصريحات المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، الذي اعتبر ذلك الحديث مجرد "ذر للرماد في عيون الجمهور".

وأشار الخبير العسكري إلى أنه عند استدعاء احتياط الجيش الإسرائيلي للمشاركة في الحرب بقطاع غزة، بلغت نسبة الالتحاق 120%، أما الآن وبعد مرور أكثر من 263 يومًا، فقد انخفضت نسبة المشاركة إلى النصف تقريبًا.

واعتبر عريقات أن هذا يدل على وصول الجنود والضباط إلى قناعة بأن الحرب على قطاع غزة هي استنزاف للجيش وخسارة كبيرة سواء في الأرواح أو المعدات، والأهم عندما يتذرع آلاف الجنود والضباط بالأمراض النفسية، مما يعد ضربة للجيش بشكل عام، حسب تقديره.

فضيحة الهروب للخارج

وأضاف عريقات أن الإعلام العبري فضح الجيش الإسرائيلي حين كشف عن هروب مئات الجنود خارج البلاد دون إبلاغ قياداتهم، مما يدل على وجود خلل في الضبط والربط العسكري، وهذا يعني وجود خلل إستراتيجي لا يمكن معالجته.

ويرى الخبير العسكري أن الجندي الإسرائيلي لا ينقصه سلاح ولا معدات قتالية ولا ذخائر، إنما تنقصه المعنويات التي تتأتى من قدرته على النجاح في الوصول إلى أهدافه على أرض المعركة، وهو ما لم ينجح في تحقيقه.

وأوضح أن قوات الاحتلال تفتقر إلى المهارات الميدانية والكفاءة القتالية والمعنويات، خاصة عند مواجهتهم المقاومين الفلسطينيين الذين يتمتعون بالبسالة والإقدام والقدرة على التكيف مع الواقع الميداني والقتالي، وهي أمور لم يعتدها جنود الاحتلال وضباطه، مما أدى إلى سقوطهم في الاختبار، حسب قوله.

ولفت عريقات إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما تدرب على قتال الشوارع ببناء مدينة كاملة في النقب تحاكي قطاع غزة، لكن جنوده فشلوا عند المواجهة الحقيقية مع المقاتلين الفلسطينيين في ميدان غزة، مرجعا ذلك إلى الإستراتيجية التي تبنتها المقاومة في القتال والتي كانت مفاجئة للاحتلال.

وشدد الخبير العسكري على أن المقاومة ليست جيشًا بالمعنى المتعارف عليه لديه مقرات وعتاد يمكن بالقضاء عليها القول بأنه تم القضاء على تلك المقاومة، وإنما فصائل شعبية تتمتع بقدرات قتالية متميزة وإمكانات مختلفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی الخبیر العسکری قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

القسام تتحدث عن خسائر "خفية" في صفوف الجيش الإسرائيلي

أكد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، اليوم الإثنين، أن خسائر الجيش الإسرائيلي تفوق بكثير ما يعلن عنه رسمياً.

وقال أبو عبيدة في تغريدة: "بعد أكثر من 100 يوم على عدوان التدمير الشامل والإبادة الجماعية شمال قطاع غزة، لا يزال مجاهدونا يكبدون العدو خسائر فادحة، حيث قتل خلال الساعات الـ72 الأخيرة أكثر من 10 جنود وأصيب عشرات آخرون".

حرب غزة تقترب من النهاية مع دخول المفاوضات مرحلة الحسم - موقع 24قال مسؤولون، اليوم الاثنين، إن الوسطاء الأمريكيين والعرب حققوا تقدماً كبيراً خلال الليل نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس والإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وأضاف أن الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي أكبر بكثير مما يعلنه، وأنه "سيندحر عن شمال القطاع خائبا دون تحقيق أهدافه، بينما تبقى المقاومة صامدة".

وأشار أبو عبيدة إلى أن "الإنجاز الوحيد للاحتلال هو تدمير البنية التحتية وارتكاب المجازر بحق المدنيين".

وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر(تشرين الأول) 2023 عملية برية في شمال قطاع غزة، لا سيما في بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث دعا السكان لإخلاء منازلهم والتوجه جنوباً.

وتعد هذه العملية الثالثة واسعة النطاق منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 بزعم منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.

انفراجة في مفاوضات غزة.. مسودة نهائية بين يدي حماس وإسرائيل - موقع 24قال مسؤول مطلع على المفاوضات اليوم الإثنين، إن قطر التي تقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس سلمت الجانبين مسودة "نهائية" لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن مقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطيرة إثر تفجير عبوة ناسفة في منطقة بيت حانون.

وأشار إلى أن الهجوم استهدف دورية ضمت نائب قائد لواء ناحال، مما أدى إلى إصابة 5 جنود آخرين.

مقالات مشابهة

  • بعد 15 شهراً من القتال.. هكذا حافظت المقاومة على أدائها العسكري في غزة
  • جنود في جيش الاحتلال يعترفون بارتكاب جرائم في قطاع غزة
  • جنود إسرائيليون يعترفون بارتكاب جرائم حرب في غزة.. نشعر بالندم
  • جنود للاحتلال يعترفون في رسالة بممارستهم جرائم حرب في غزة
  • خبير عسكري: عملية رفح تحول دراماتيكي للمقاومة وصفعة للاحتلال
  • خبير عسكري: أبو عبيدة يوجه رسالة لإسرائيل تزامنا مع المفاوضات الجارية
  • القسام تتحدث عن خسائر "خفية" في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة قتـ.لى جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية بيت حانون لـ4 جنود
  • ملاحقة جنود الاحتلال دوليًا .. إجراءات مساءلة تخيف إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل عددا من الفلسطينيين في بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت