كتب النائب أديب عبد المسيح عبر منصة "اكس":" أناشد سماحة الشيخ علي الخطيب الذي أحترمه و أقدره، وقد زرته سابقا لإيصال رسالة أن الإختلاف في السياسة و المواقف لم  يكن ولن يكون من منطلق طائفي إذ إنني من مدرسة معتدلة و منفتحة، أي إيماني الأورثوذكسي و ثقافتي الكورانية و تربيتي الوطنية يعطونني الهوية اللبنانية و المواطنة الصحيحة التي لا تميز و لا تقاطع أي لبناني آخر مهما اختلفت معه في التوجه السياسي، كيف إذا كان صرح بكركي و رأس الكنيسة التي أعطت لبنان الكثير".



وأضاف: "أرجو من سماحتك ألا تقاطع لقاء بكركي و قل ما عليك أن تقول فوق، لكن لا تحرمونا من ثقافة الإمام موسى الصدر و مشهدية اجتماع رؤساء الطوائف تحت راية لبنان أولا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دق الصدر.. «توقعا للذكر الجميل»

كثير من الناس يقتّرونَ على أنفسهم في مساحة الحرية المتاحة لهم، وهم بذلك يعادون أنفسهم؛ أكثر من التصالح معها، ويتحملون تبعات هم في غنى عنها، فالتبني لأفعال وممارسات بالإنابة عن الآخرين، أو لأجل «خاطرهم» ليس أمرا هينا؛ إطلاقا؛ ولا أتصور أنه من الحكمة أن يضع أحدنا مكان الآخر في القيام بخدمة ما، دون أن يشعرنا الآخر بأنه يحتاج منا ذلك بصورة مباشرة، بل في ذلك حمل معنوي غير منكور، وفي ذلك إلزام للنفس من غير طلب من طرف ثان، في الوقت الذي مطالب من الفرد أن يتخفف من الأعباء تجاه الآخرين؛ حتى يستطيع أن يعيش آمنا مستقرا في المساحة الزمنية المتاحة له، وإدخال مسألة التوقع للذكر الجميل من الآخرين مقابل «دق الصدر» ليست بتلك الأهمية مقابل العبء المادي والمعنوي المتوقع للقيام بالمهمة، فالناس مهما بالغت في قسوة نفسك لإرضائهم، فلن يحتفلوا معك في كل مشروعاتك هذه التي تُحَمِّلُ نفسك لأجل «خاطرهم»، فضربات الكف للتصفيق لك، لا تلبث أن تذروها الرياح مع أول محطة للفشل عندك، وقد تتجه بوصلة الاهتمام بآخرين- وينزلونهم المنزلة المباركة- كما كان الحال عندك، وبدلا من أن يستحضر هؤلاء الآخرون لـ«دقات صدرك» لأجلهم في زمن ما، يغتالون لحظات التصافي هذه، ويذهبون سريعا إلى حيث استنساخ أخطائك، وهفواتك، وحالات ضعفك التي كانت، مع أن ما كان يفترض؛ أن أطواه النسيان، وأصبح من الماضي، ويفترض كذلك ألا يحاسب الإنسان على ماضيه، فهو مولود ليومه.

والصورة هنا؛ لا تحتاج إلى طرح أسئلة محددة، فهذا نوع من الممارسة الفطرية، الموسوم بها البشر لكلا الطرفين (الذي يدق صدره/ والموعودون بالنتائج)، فالكائنات الأخرى لا تقدُمُ على هذا النوع من السلوك «تبني المبادرة» إلا في حالة الرغبة الجامحة لإرواء الغريزة، وبعد أن ينكفئ سعار الغريزة تهدأ، وتظل رابضة ما بين عرائنها؛ التي تحسبها آمنة، ولو في لحظة الاسترخاء تلك، صحيح أن للإنسان محفزات كثيرة، بخلاف الكائنات الأخرى، منها: الطموح؛ والرغبات؛ والأطماع؛ وتجدد الآمال؛ وتباينات المواقف، والمحاككة، والحسد؛ والمنافسة- خاصة غير الشريفة- والتحايل على ما هو متفق عليه وغيرها الكثير مما تجيش به الأنفس، وبالتالي فهذه المحفزات تدفع بالفرد لأن يجازف بالكثير مما يملكه: عمره، راحته، قناعاته، مواقفه، قيمه السامية (الصدق، الأمانة، الشجاعة، الإيثار) ويأتي ذلك كله لضعف يعانيه، ولقصور في الرؤية، وكما يقول أبو نواس: «قل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك أشياء».

فـ«دق الصدر» مشكلة عدد غير قليل منا، نظهر للآخر أننا قادرون على تلبية ما يريد، وفي الوقت نفسه لا نملك مقومات أو مفاتيح، أو طرق ما نحن مقدمون على الالتزام به أمام الآخر، فنقع في فخ العاجز، المحرج، الذي لا يملك من الأمر شيئا سوى تلك «الفزعة» الآنية أمام الآخرين، والخوف عندما تتلبس النفس الشعور في تلك اللحظة لمجرد الثناء، والإشادة فقط، ولكي يقال: «والله فلان والنعم فيه» والخوف الأكبر عندما يعي «فلان» وعيا حاضرا أنه ليس بمقدوره أن يفعل أي شيء في الأمر ذاته المستنجد له للحصول عليه، أو إتمامه، والخوف هنا ليس فقط لأن الأمر لم يتم، وإنما مجموعة التداعيات السلبية المتوقعة على الشخص، واتهامه بالكثير من الصفات السيئة في حالة عجزه، مع أن عدم تبنيه للأمر ذاته وسكوته بيده، وبكامل قواه العقلية، فما الذي يجعله يقفز من حالته الحرة إلى مستنقع الإلزام؟ وكما يقال في القاعدة: «من ألزم نفسه شيئا ألزمناه إياه».

مقالات مشابهة

  • تحويل الحركة المرورية في تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الإمام محمد بن سعود
  • ملف لبنان في لقاء لودريان وهوكشتاين الاسبوع المقبل والخازن في بكركي اليوم لرأب الصدع مع الحزب
  • ماذا قال بارولين للقيادات اللبنانية؟
  • دق الصدر.. «توقعا للذكر الجميل»
  • لاختيار مرشحهم الرئاسي... الرعايا الايرانيون في لبنان يقترعون في السفارة الإيرانية
  • فيديو تصعيدي ضد بكركي
  • زيارة بارولين ولقاء بكركي.. اهتمام فاتيكاني بلبنان والحل معلّق!
  • عبد المسيح: الفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس
  • مقاطعة المكّون الشيعي لبكركي يفتح باب النقاش واسعًا عن المصير المشترك
  • التيار يبرر وبوضح: لا صفقة في ملف رئاسة الجمهوريّة