غارديان: مساع إسرائيلية للتأثير على الأميركيين بشأن غزة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا استقصائيا عن مساعي الحكومة الإسرائيلية للتصدي للأصوات المعارضة لحربها في قطاع غزة، لا سيما في الجامعات الأميركية، وإطلاقها حملة للتأثير على الرأي العام في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن الكنيست الإسرائيلي استدعى، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وزير المساواة عميحاي شيكلي (42 عاما) -الذي تصفه بالمتهور- لإطلاع النواب على ما يمكن القيام به بشأن تصاعد ظاهرة العداء لإسرائيل وسط الشباب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخاصة في جامعات النخبة.
وقال شيكلي أمام جلسة البرلمان "لقد قلتها من قبل، وأقولها اليوم مرة أخرى: ينبغي علينا، في اعتقادي، أن نكون في وضع الهجوم، خصوصا في الولايات المتحدة".
كونسيرت
ومنذ ذلك الحين، قاد شيكلي حملة تستهدف منتقدي إسرائيل. وكشفت صحيفة الغارديان عن أدلة تظهر كيف أعادت إسرائيل إطلاق كيان مثير للجدل يُعرف باسم "كونسيرت"، كجزء من حملة علاقات عامة أوسع تستهدف الجامعات الأميركية وإعادة تعريف معاداة السامية في القانون الأميركي.
وأكد الوزير الإسرائيلي لنواب البرلمان أن هناك أموالا جديدة في الميزانية مخصصة لحملة التصدي لمنتقدي إسرائيل، والتي كانت منفصلة عن العلاقات العامة التقليدية والمحتوى الإعلاني المدفوع الذي تنتجه الحكومة.
وأضاف أن الحملة تتضمن 80 برنامجا انطلقت بالفعل بغية تعزيز الجهود الرامية للدفاع عن إسرائيل بشكل متناغم.
وأفادت الغارديان بأن برنامج "كونسيرت"، الذي كانت تطلق عليه الحكومة الإسرائيلية في البداية اسم "كيلا شلومو"، مصمم لما أسمته تل أبيب "أنشطة تشكيل الوعي الجماهيري" التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة وأوروبا.
ولفتت إلى أن شركة كونسيرت -المعروفة الآن باسم "أصوات إسرائيل"- عملت في السابق مع مجموعات تقود حملة مناهضة لحركة مقاطعة إسرائيل لاستصدار قوانين في كل ولاية تنص على معاقبة الأميركيين المشاركين في المقاطعة أو غيرها من الاحتجاجات غير العنيفة لإسرائيل.
كما كشف التقرير الاستقصائي أن شيكلي أشرف، خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى مايو/أيار الماضي، على ما لا يقل عن 32 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 ملايين دولار، أُنفقت على مساعي الحكومة الإسرائيلية لإعادة صياغة النقاش العام.
معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسةولم يستغرق الأمر كثيرا من الوقت حتى تمكن "معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة" -الذي يُعد من بين المجموعات الأميركية التي تعمل بتنسيق وثيق مع وزارة المساواة الإسرائيلية- من إحراز "نصر كبير"، وفق الصحيفة البريطانية.
وتمثل هذا الانتصار المزعوم في جلسة استماع للكونغرس في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن معاداة السامية بين الطلاب المتظاهرين المناهضين للحرب في غزة، حيث استشهد العديد من المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب صراحة بأبحاث المعهد المذكور خلال استجواباتهم لرؤساء الجامعات.
وانتهت الجلسة بمواجهة بين النائبة إليز ستيفانيك ورئيسة جامعة هارفارد آنذاك، كلودين غاي، التي تقدمت باستقالتها لاحقا، بعد موجة انتقادات.
ووفقا للغارديان، فقد استمر معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة في التأثير على تحقيقات الكونغرس للجامعات بشأن مزاعم بأن الاحتجاجات على سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان مدفوعة بمعاداة السامية.
وشارك المعهد بقوة في حملة سن قوانين جديدة تعيد تعريف معاداة السامية لتشمل أشكالا معينة من الخطاب المنتقد لشعب إسرائيل.
مجموعات أخرىوذكرت الصحيفة أن من بين المجموعات الأميركية الأخرى المرتبطة بشركة "أصوات إسرائيل"، المجلس الوطني لتمكين السود الذي نشر رسالة مفتوحة موقعة من سياسيين ديمقراطيين سود يتعهدون فيها بالتضامن مع إسرائيل.
وهناك مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل تُدعى "سايبر ويل"، (CyberWell)، يقودها مسؤولون سابقون في المخابرات العسكرية الإسرائيلية وشركة أصوات إسرائيل، فرضت نفسها كشريك "موثوق به" لمنصتي تيك توك وميتا لمساعدتهما على فحص المحتوى وتحريره.
بل إن سايبر ويل دعت، في تقرير حديث، منصة ميتا للتواصل الاجتماعي إلى التعتيم على الشعار الشعبي "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".
الضغط السريوكشفت صحيفتا هآرتس الإسرائيلية ونيويورك تايمز الأميركية مؤخرا أن وزارة شيكلي استخدمت شركة علاقات عامة للضغط سرا على المشرعين الأميركيين.
كما استخدمت الشركة مئات الحسابات المزيفة التي تنشر محتوى مؤيدا لإسرائيل أو معاديا للمسلمين على منصات إكس (تويتر سابقا)، وفيسبوك، وإنستغرام.
وقد نفت وزارة الشتات في إسرائيل تورطها في الحملة، التي قيل إنها قدمت حوالي مليوني دولار لشركة إسرائيلية مقابل بث منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي.
غارديان: المرء يجد صعوبة بالغة في العثور على دولة أجنبية تعمل على التأثير على النقاش السياسي في الولايات المتحدة مثلما تفعل إسرائيل
واستعرض تقرير الغارديان الاستقصائي جلسات الاستماع الحكومية الأخيرة، وملفات الشركات الإسرائيلية، ووثائق المشتريات والسجلات العامة الأخرى.
وفي حين أن الأفراد والمؤسسات الخاصة يمولون في المقام الأول العديد من المنظمات المكرسة للدعوة المؤيدة لإسرائيل، على الأرجح دون توجيه خارجي، فإن السجلات تشير إلى مشاركة كبيرة للحكومة الإسرائيلية في السياسة الأميركية حول حرب غزة، وحرية التعبير في حرم الجامعات، والسياسة الإسرائيلية الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن إلي كليفتون -وهو أحد كبار المستشارين في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول- القول: "هناك تركيز على مراقبة الخطاب الأميركي حول العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وحتى الحوارات الدائرة في إسرائيل وتصريحات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو حول الحرم الجامعي".
وأضاف أن المرء يجد صعوبة بالغة في العثور على دولة أجنبية تعمل على التأثير على النقاش السياسي في الولايات المتحدة مثلما تفعل إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی الولایات المتحدة معاداة السامیة
إقرأ أيضاً:
ميشال عيسى.. من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية الأميركية في لبنان
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار ميشال عيسى ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: "ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية".واعتبر مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس ، أن اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت "يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة". وقال بولس في حديث لـ"النهار": "من المتوقع أن يتم الإعلان عن تعيين لبناني-أميركي آخر ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إحدى الدول العربية. ومع تعيين توم باراك، سيكون هناك ما مجموعه ثلاثة سفراء من أصول لبنانية وسفير واحد من أصول يمنية في المنطقة". ووصف بولس السفير المعيّن بانه "رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز".
ورداً على سؤال حول خطى الديبلوماسية الأميركية مع تزايد هشاشة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أكد بولس التزام الولايات المتحدة بمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قائلاً: "من المتوقع أن يكون التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ هذا الاتفاق وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كاملاً، وذلك مع الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح وتفكيك البنية التحتية المالية لحزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى".
وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا. ووفق بولس، من المرجح أن يبدأ السفير الجديد بممارسة عمله "في غضون ثلاثة أشهر تقريباً". بدأ عيسى مسيرته العملية في القطاع المالي؛ حيث عمل وتولَّى مناصب عليا في شركات مالية كبرى على غرار "تشيس مانهاتن بنك"، وبنك إندوسويز. وعمل في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية، ووفقاً لصفحته على موقع "لينكد إن"، شغل عيسى في عام 2011 منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "نيوتن" للاستثمار. وبعدما أصبح أحد أبرز الخبراء في مجال إعادة الهيكلة، خاض أيضاً غمار قطاع السيارات، بحيث حصل أيضاً على وكالات سيارات بورش وأودي وفولكس فاجن. وتم اختياره عام 2018 من قبل مجلة "فوربس الشرق الأوسط" ضمن أفضل 35 من قادة الأعمال اللبنانيين الملهمين في البلاد. وعيسى -الذي لم يسبق له أن عمل في السياسة- عيّن سفيراً خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، التي تولت المنصب في كانون الاول 2023، وقد أتى تعيينه ضمن تعيينات لعدد من الشخصيات التي تنحدر من أصول عربية، منهم مسعد بولس (والد صهر ترمب) اللبناني الأصل أيضاً، الذي سبق أن عيَّنه ترمب كبير مستشاريه للشؤون العربية، بحيث تُشير المعلومات إلى أنه لعب دوراً أيضاً في تعيين عيسى سفيراً في بيروت.