تحليل : الذكاء الاصطناعي نفط المستقبل في العالم
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
في الوقت الذي يفيض المجال العام بالحديث عن الذكاء الاصطناعي والتشفير، مازال مجتمع الأمن القومي الأمريكي عالقا في البحث عن سبل مواجهة تداعيات هذه التطورات الجديدة وإمكانية تحويلها إلى أدوات مفيدة.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول أدريان كرانز رئيس شركة بارا تريد كوربورشن الرائدة في مجال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة لإعادة تشكيل عملية صناعة القرار المالي في المؤسسات إن التكنولوجيا تغير دائما موازين القوة الجيوسياسية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية.
ويرى كرانز الذي ينشر مقالاته وتحليلاته على منصة نيوبورت جلوبال سوميت أن الذكاء الاصطناعي سيصبح نفط المستقبل، وستكون مراكز البيانات هي حقول النفط التي يتم منها استخراج كل قدرات الذكاء الاصطناعي. ونحن نرى انتشار الذكاء الاصطناعي في كل الصناعات تقريبا، وستعتمد هذه الصناعات في المستقبل القريب عليه لكي تعمل بالشكل الصحيح. وكلما زاد حجم مراكز البيانات زادت قوة نموذج الذكاء الاصطناعي المستخدم. وعلى عكس أغلب الصناعات الأخرى فإن مراكز البيانات تعتمد على عامل إنتاج رئيسي وحيد وهو الكهرباء وكميات كبيرة منها.
لذلك فالسؤال الآن، ما هي كمية الطاقة التي تحتاجها هذه التكنولوجيا؟ يستهلك حاليا نشاط تعدين العملة المشفرة الأشهر عالميا بتكوين وأنشطة الدعم المرتبطة بها ما بين 67 و240 تيراوات/ساعة أي ما يتراوح بين 2ر0% و9ر0% من إجمالي استهلاك العالم من الكهرباء سنويا. وبالنسبة للذكاء الاصطناعي فإن قوة أجهزة الكمبيوتر المطلوبة لاستخدامها تتضاعف كل 100 يوم، ومن المتوقع أن تستهلك هذه الأجهزة حوالي 4% من إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء بحلول 2028 . هذا الاستهلاك الضخم للطاقة يعني أن توافر الطاقة الرخيصة وليس العمالة الرخيصة سيكون عنصر الجذب الرئيسي لشركات التكنولوجيا لإقامة مراكزها في هذه الدولة أو تلك.
ومن غير المحتمل انتقال مراكز تصنيع معدات الكمبيوتر في عصر الذكاء الاصطناعي من شرق آسيا، في حين ستقام مراكز البيانات التي تشغل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في المناطق التي تتوفر فيها طاقة رخيصة ومنتظمة. في الوقت نفسه فإن تكلفة الأرض التي تقام عليها مراكز البيانات لا تكاد تذكر مقارنة بتكلفة الكهرباء والأجهزة المستخدمة. وغالبا ما تطغى المنتجات التي يمكن أن تقدمها مراكز البيانات على أهمية المراكز نفسها.
وفي الصراعات المستقبلية ستكون مراكز البيانات بمثابة الجهاز العصبي المركزي لأي قوة مقاتلة مرتبطة بشبكة الاتصالات، وسيكون بقاء أو تدمير هذه المراكز محددا رئيسيا لنتيجة الصراع. وستتولى هذه المراكز تجميع البيانات التي يجمعها كل جندي أو طائرة مسيرة أو طائرة أو دبابة أو جهاز مراقبة وتحويلها إلى صورة واحدة لأراضي المعركة بالكامل بحيث يمكن للقادة استخدامها في اتخاذ قراراتهم. وحاليا يتم تخزين ومعالجة البيانات المطلوبة لإنجاز مهام قوة قتالية كاملة من خلال مركز بيانات ثابت، في حين يجري حاليا تطوير مراكز بيانات منتقلة لاستخدامها في هذه المهام مستقبلا.
ويرى كرانز أنه لحسن الحظ فإن تخلف الولايات المتحدة من الناحيتين التشريعية والتطبيقية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، يقاس بالسنوات وليس بالعقود وهو ما يعني السهولة النسبية للحاق بركب التطور في هذه المجالات.
ويضيف الخبير الأمريكي أن الخوف هو الذي يسيطر على الحديث عن العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي في واشنطن وبخاصة الخوف من نقص الفهم والتعليم. يجب أن يكون التعليم في بؤرة الاهتمام، في حين أن فهم حقيقة هذه النكنولوجيات سيقلل الخوف من المجهول.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مراکز البیانات
إقرأ أيضاً:
OpenAI تكشف عن أدوات جديدة لإنشاء وكلاء الذكاء الاصطناعي
أصدرت شركة OpenAI، أدوات جديدة مصممة لمساعدة المطورين والمؤسسات علي بناء وكلاء الذكاء الاصطناعي.
وبحسب ما ذكره موقع "techcrunch" التقني، تستخدم أداة البحث المدمجة في واجهة برمجة التطبيقات الجديدة Responses API نماذج GPT-4o و GPT-4o-mini، والتي تحقق دقة قدرها 90% و 88% على التوالي.
وذلك إلى جانب أدوات مفتوحة المصدر تتيح للشركات بناء وكلاء ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية يمكنها إنجاز المهام بشكل مستقل، مع دعم إمكانيات للبحث عبر الإنترنت، والمسح الضوئي من خلال الملفات، والتحكم في أجهزة الحاسوب، والتنقل في مواقع الويب.
OpenAI تكشف عن أدوات جديدة لإنشاء وكلاء الذكاء الاصطناعيوفقا لـ OpenAI، تجمع Responses API بين مزايا واجهات برمجة التطبيقات الأخرى للشركة مثل Chat Completions API و Assistants API، مما يوفر للمطورين بنية أكثر مرونة لبناء تطبيقات وكلاء الذكاء الاصطناعي.
قال أوليفييه جود، رئيس منتجات API في OpenAI، في مقابلة: "من السهل جدا عرض وكيلك، لكن لتوسيع نطاقه أمرا صعبا للغاية، ولجعل الناس يستخدمونه في كثير من الأحيان أمر صعب للغاية".
وأما فيما يتعلق بالفرق التي تعمل على مجموعات كبيرة من المستندات، تتيح OpenAI أداة جديدة للبحث داخل الملفات مصممة لتسهيل العثور على المعلومات المطلوبة بسرعة.
وتبلغ تكلفة هذه الخدمة دولارين و 50 سنتا لكل ألف عملية بحث، بالإضافة إلى 10 سنتات لكل جيجابايت يوما لتخزين البيانات.
وعلي غرار شات جي بي تي، تقدم الأداة الجديدة إجابات مدعومة بروابط لمقالات إخبارية ومدونات، لكنها لا تضمن صحة كافة المعلومات.
في وقت سابق من هذا العام، قدمت OpenAI وكيلين من الذكاء الاصطناعى في شات جي بي المشغل، الذي يتنقل على مواقع الويب نيابة عنك، والبحث العميق، الذي يجمع التقارير البحثية لك.
الجدير بالذكر أن وكلاء الذكاء الاصطناعي هي تطبيقات مخصصة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي تُلبي الاحتياجات المختلفة للمستخدمين، وهي مصممة لتقليد سلوك البشر في اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتفاعل مع البيئة.
ويمكن استخدامها كمساعد شخصي ذكي يمكنه أداء مهام محددة نيابة عن المستخدمين، إضافة إلى قدرتها على التعلم والتطور وتحسين أدائها.