هذه تفاصيل خطة نتنياهو لغزة بعد انتهاء الحرب؟ وهذا هو الخطر الأكبر؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
سرايا - يومًا بعد يوم تتكشف التفاصيل السرية لخطة (إسرائيل) التي طُبخت عن نار هادئة داخل الغرف المغلقة للتعامل مع قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب الدامية التي دخلت يومها الـ 262 على التوالي، وحولت القطاع بكل ما فيه لمدينة أشباح تنهش سكانها المجاعة والأمراض وويلات الحرب.
وبعيدًا عن كل المبادرات “الملغومة” التي تم طرحها خلال الشهور الماضية والطرق “السحرية” لتملص (إسرائيل) منها، ومحاولة وضع حركة “حماس” في الزاوية، كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن وجهه الحقيقي وأكد رسميًا انه لن ينهي الحرب ولن يتعامل مع أي مبادرات لوقف إطلاق النار.
هذا التصريح كشف عن النوايا الإسرائيلية الحقيقية تجاه قطاع غزة، وأن الحرب قد تستمر لسنوات طويلة حتى فرض السيادة الإسرائيلية على القطاع، بطريق مباشر أو غير مباشر، وفق ما يتم التصريح به من قبل المسؤولين الإسرائيليين.
الطريق المباشر وهي السيطرة على قطاع غزة “مدنيًا وعسكريًا” كانت واضحة منذ البداية، وتواجه انتقادات كبيرة داخل (إسرائيل) وخارجها، كونه احتكاك مباشر مع الفلسطينيين وسيكون له خسائر مادية وعسكرية وأمنية وحتى سياسية كبيرة للغاية، لذلك لجأت (إسرائيل) للسيطرة غير المباشرة من خلال تجهيز شخصيات فلسطينية مدنية لحكم غزة ولكن تحت اشرافها.
وكان نتنياهو، قد اعترف الليلة الماضية في تصريحات متلفزة عبر القناة 14 العبرية، أن خطة منح عائلات وعشائر فلسطينية في غزة السيطرة على القطاع فشلت، وأن الحكومة تعمل على خطة أخرى لن يكشف عنها.
وكشفت القناة الـ12 العبرية، أن حكومة نتنياهو بحثت في اجتماعها الأخير إمكانية فرض حكم عسكري مؤقت شمالي قطاع غزة، وأفادت القناة، بأن نتنياهو اعترف سابقا بفشل خطة منح العائلات والعشائر الفلسطينية في غزة السيطرة على القطاع، وأن الحكومة تعمل على خطة أخرى لم يكشف عنها.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة، أن تصريحات نتنياهو تتعارض مع تفويضه لفريق المفاوضات بوقف الحرب في النهاية، وأشارت، إلى أن تصريحات نتنياهو صادمة لحماس، التي كانت تريد التأكد من الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة الـ12 العبرية عن الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف، قوله إن أهداف رئيس الوزراء من الحرب لم تعد مفهومة، مشيرا إلى أن القرار الصائب هو وقف الحرب في غزة.
وأضاف زيف، أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب وليس لديه خطة بشأن وقفها، مما يسبب ضررا كبيرا لـ (إسرائيل) على صعد مختلفة.
بدورها أكد المفوّض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، عاكف المصري، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراءه، “لم ولن يتمكنوا من كسر إرادة الشعب الفلسطيني في حقه بالحرية والتخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق حق العودة”.
يُذكر أنّ ما صرّحت به عشائر قطاع غزة يأتي بعد إقرار نتنياهو بفشل خطته التي تقضي بأن تحكم العائلات والعشائر الفلسطينية في القطاع بدلاً من حماس، وأن لديه مخططات أخرى لن يكشف عنها، بحسب ما نقلته القناة الـ”12″العبرية.
وشدّد المصري على أنّ العشائر الفلسطينية “ستفشل ما يخطط له نتنياهو خلال الفترة المقبلة، كما أفشلت المخططات الإسرائيلية خلال الشهور التسعة الماضية” من الحرب ضدّ القطاع.
وأوضح المصري أنّ العشائر رفضت أن تأخذ مكان أي طرف سياسي يدير قطاع غزة، مشدّداً على أنّها “ليست بديلاً من فصائل المقاومة الفلسطينية، بل هي رديف كفاحي لها، على مختلف توجهاتها السياسية والفكرية”.
كذلك، وجّه المفوّض العام للهيئة العليا للعشائر في قطاع غزة التحية إلى كل مكوّنات العشائر والعائلات، مؤكداً أنّها “عملت على قلب رجل واحد من أجل إفشال مخططات الاحتلال، إلى جانب عملها المتواصل في الحفاظ على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي في القطاع”.
وفي السياق نفسه، شدّد المصري على أنّ الشعب الفلسطيني هو “صاحب الولاية الوحيد في تقرير مصيره واختيار ممثليه ومن يدير قطاع غزة بديمقراطية وحرية”، موضحاً أنّ ذلك يتم عبر التوافق الوطني والانتخابات.
وتابع مؤكداً أنّ قطاع غزة “سيدفن أوهام نتنياهو وأحلامه، كما دفن أوهام من سبقوه من قادة (إسرائيل) السياسيين والعسكريين”، وأنّ أيام رئيس حكومة الاحتلال “باتت معدودة”.
يُذكر أنّ عشائر غزة أكدت سابقاً أنّها ليست بديلاً من أي نظام سياسي فلسطيني، حيث شدّد التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية أنّها “جزء أصيل من فسيفساء المجتمع والمكونات الوطنية الفلسطينية، وداعمة أصيلة للمقاومة الشاملة”.
وكان التجمع حذّر من أنّ كل من يتعاطى مع الإسرائيليين “يُعامل معاملة الاحتلال”، حاثاً جماهير الشعب الفلسطيني ووجهاء قطاع غزة ومخاتيره إلى الاستمرار بحماية ظهر المقاومة وتأمين الجبهة الداخلية.
وهنا يبقى التساؤل الأكبر..
من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب؟ وماذا عن “حماس”؟ وهل ستوافق الدول العربية على مخطط (إسرائيل)؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : اعترافات عميل سابق في الاستخبارات الإسرائيلية: نتنياهو يُدمّر (إسرائيل) وبصق في وجه بايدنإقرأ أيضاً : عائلات المحتجزين "الإسرائيليين" تطالب بلقاء فوري مع نتنياهوإقرأ أيضاً : "نقص الأدوية" يهدد حياة قرابة ألف مريض غسيل كلوي في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القطاع رئيس الحكومة غزة غزة غزة القطاع الحكومة غزة الحكومة رئيس الوزراء رئيس الحكومة الشعب الاحتلال الدولة غزة القطاع غزة قلب الشعب غزة غزة رئيس الاحتلال غزة الشعب غزة غزة الحكومة الدولة غزة الاحتلال الشعب قلب رئيس الوزراء القطاع قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: نتنياهو يرفض إنهاء الحرب لأن مستقبله معلق بنتائجها
إسرائيل – أعلن المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم رفضه أي تحليلات من عسكريين أو سياسيين في تل أبيب تدعي أن حركة الفصائل الفلسطينية لم تعد تتمتع بالقوة أو غير قادرة على حكم قطاع غزة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بن مناحيم، المدير العام السابق لهيئة البث العبرية الرسمية، كشف فيها عن توقعه بأن تستمر الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة لمدة طويلة، أملا في تحقيق إنجازات تحيل دون سقوط حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال: “المعلومات الاستخبارية تشير أنه ما زال هناك 500 كيلومتر من الأنفاق في قطاع غزة، وإن هناك 20 ألف مسلح يتبعون لحركة الفصائل في غزة”.
وعليه، اعتبر بن مناحيم هذه الأرقام بمثابة “فضيحة” لنتنياهو، وتعني أن الأخير “لم يحقق فعليا إنجازات في الحرب ” الدائرة منذ 19 شهرا ضد القطاع الفلسطيني.
ورأى أن تحقيق نتنياهو لإنجازات في قطاع غزة هو الأساس الوحيد الذي يمنحه فرصة الفوز بالانتخابات القادمة، المقررة نهاية العام المقبل.
** مسألة وقت
ورجح بن مناحيم أن المعطيات على أرض الواقع تشير إلى أنه “بقى من عمر حكومة نتنياهو رسميا سنة واحدة”.
وأضاف: “إذا لم تتمكن الحكومة خلال هذه الفترة من إسقاط الحركة بالكامل في قطاع غزة، فإن حكومة نتنياهو حتما ستسقط في الانتخابات”.
وتابع: “بالنسبة لنتنياهو فإن مستقبله الشخصي متعلق بنتائج هذه الحرب، فمن ناحية فإن فشله يعني سقوط الحكومة”.
وأعرب بن مناحيم عن اعتقاده بأنه لن تحدث أزمة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة.
وقال: “سيقول نتنياهو لترامب إنه من ناحية سياسية لن يكون قادرا على وقف الحرب لأن من شأن ذلك أن يسقط حكومته، وبالمقابل فإن ترامب باعتباره رجل سياسة يفهم هذا الكلام جيدا”.
وتشكلت الحكومة الإسرائيلية الحالية نهاية 2022، وبموجب القانون فإن فترة ولايتها تستمر حتى نهاية العام المقبل، ما لم تجر انتخابات مبكرة.
ولا تلوح بالأفق انتخابات مبكرة في إسرائيل، في ظل تماسك الحكومة الحالية ورفض نتنياهو إجراء انتخابات في ظل استمرار الحرب.
** دوافع شخصية
وفي السياق، نوه بن مناحيم، الذي كان لسنوات مقربا من رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون إلى أن نتنياهو “يفكر بشخصه فقط، إذ يفكر بالانتخابات وما بعدها وتأثير ذلك عليه بصفة شخصية”.
واعتبر المحلل أن نتنياهو “يستخدم ضغوط اليمين المتشدد عليه لتبرير المواقف المتشددة” التي يتخذها في مسار حرب الإبادة ضد قطاع غزة، ولاسيما استمرارها.
واستدرك: “يفكر نتنياهو بشركائه الحاليين في الحكومة (في إشارة لليمين المتطرف) ويريد أن يكونوا إلى جانبه بعد الانتخابات القادمة، وبناء عليه أعتقد أن الحرب ما زالت طويلة ما لم تحدث مفاجئات”، دون مزيد من التفاصيل.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن نتنياهو “ينصاع” لمطالب زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بـ”مواصلة الحرب، وحتى احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري إسرائيلي عليه”.
وقال للأناضول: “تريد قطاعات كبيرة في الحكومة فرض حكم عسكري في غزة، ولتحقيق ذلك سيكون على إسرائيل احتلال القطاع”.
ولكنه في المقابل، نوه إلى أن “احتلال قطاع غزة سيكون مكلف ماليا لإسرائيل سواء فيما يتعلق بالمسؤولية عن إدارة الحياة اليومية، أو من ناحية خسائر الجيش نتيجة الهجمات المتوقعة”.
وفي السياق ذاته، رأى بن مناحيم، الذي يعمل حاليا باحثا في مركز القدس للشؤون العامة (مركز يميني غير حكومي) أنه “على الرغم من ارتفاع تكلفة عملية احتلال غزة، إلا أنه من غير المقبول أن تبقى حماس مسيطرة على القطاع”.
وتحدث بن مناحيم عن “تهديدات من وزير الأمن القومي ووزير المالية بإسقاط الحكومة في حال عدم احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري إسرائيلي فيها”.
وبشأن ما يتردد عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة، قال: “بتقديري لن تكون هناك عملية برية واسعة النطاق وإنما عملية تدريجية”.
وعلى مدار الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بغزة منذ 19 شهرا، تحاول تل أبيب فرض سيطرتها الكلية على قطاع غزة عبر تقطيع أوصاله وتهجير سكانه، فضلا عن محاولتها القضاء على “حماس” واستعادة الأسرى في غزة.
لكن لم تتمكن إسرائيل من إنجاز تلك الأهداف كاملة علي مدار شهور الحرب، ما عرض حكومة نتنياهو لانتقادات سواء من اليمين المتطرف الذي يريد تضييق الخناق على القطاع أو اليساريين الطامحين لاستعادة الأسري من غزة حتى لو كان المقابل وقف الحرب.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
** المساعدات الإنسانية سلاح
وفي معرض الحديث عن الخلافات في الداخل الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال بن مناحيم: “هناك معارضة لإدخالها، ويعتبرون أن هذا جزء من الضغط على الحركة للقبول بالشروط الإسرائيلية للتبادل ووقف إطلاق النار”.
وأضاف للأناضول: “البعض في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) يقولون إنه في حالة السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة فيجب أن يشرف الجيش على توزيعها، وعلى ما يبدو فإن الجيش يرفض القيام بهذه المهمة”.
وتعليقا على هذا الطرح، لفت بن مناحيم إلى أنه “طُلب من رئيس أركان الجيش إيال زامير تقديم خطة يقوم بموجبها الجيش بتوزيع المساعدات”، دون تفاصيل إضافية.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وعلى صعيد آخر، قلل بن مناحيم من تأثير المظاهرات والاحتجاجات والعرائض المطالبة بإعادة الأسري الإسرائيليين عبر وقف الحرب، على نتنياهو وقراراته.
وقال: “في أفضل الأحوال فإن أكبر مظاهرة نظمت في إسرائيل في الأشهر الماضية لم يتعد عدد المشاركين فيها عن 200 ألف من أصل 8 ملايين إسرائيلي”.
واعتبر أن هذه الاحتجاجات “لديها صدى في الإعلام ولكن لا صدى لها على الشارع الإسرائيلي”.
وتابع: “هذه التظاهرات تجري في مدينة تل أبيب وأحيانا قبالة الكنيست ومقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، ولكن لا وجود لها في باقي المدن الإسرائيلية، ولذلك فإن تأثيرها على نتنياهو معدوم”، على حد قوله.
الأناضول