التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الإسرائيلي في يوليو / تموز فيما جرى تأجيل الاجتماع مع نتنياهو

تركز السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الوقت الراهن على الملفين الصيني والأوكراني، بيد أنه بوصلة السياسة الخارجية سوف تتجه صوب الشرق الأوسط حتى لو كان هذا الأمر سوف يلقي بظلاله على الداخل الأمريكي وذلك عقب إقرار الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يحد من بعض صلاحيات المحكمة العليا وسط احتجاجات ضخمة ومستمرة.

مختارات كيف تنظر النخب السياسية والإعلام العربي لإصلاح القضاء في إسرائيل؟ الكنيست الإسرائيلي يقر تعديلات قضائية أثارت الكثير من الجدل احتجاجات حاشدة في إسرائيل قبل التصويت النهائي على الإصلاح القضائي يوم احتجاج في اسرائيل تزامنا مع زيارة هرتسوغ إلى واشنطن

مع اعلان الرئيس الأميركي جو بايدن اموافقته على عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تسود الاحتجاجات في المدن الإسرائيلية دعما للقضاء وذلك عشية زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للبيت الأبيض.

وتضرب العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بجذورها في التاريخ إذ توفر الولايات المتحدة دعما لإسرائيل بما يعادل 3.5 مليار دولار سنويا يذهب جُل هذه المساعدات إلى دعم قدرات إسرائيل الدفاعية وتعزيز التكنولوجيا العسكرية.

فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، باتت إسرائيل أكبر متلق لإجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية التي تصل إلى قرابة 158 مليار دولار، بيد أنه مع إقرار الإصلاحات القضائية الأخيرة في إسرائيل، بدت مؤشرات تصدعات في العلاقات الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب.

الانتقادات بين الحلفاء

ووصف مراقبون تصريحات بايدن عقبإقرار الكنيست مشروع القانون في 24 يوليو / تموز الماضي بـ "المؤسفة" و "غير مسبوقة" و "استثنائية" في ضوء إصرار رؤساء الولايات المتحدة السابقين على الإشارة إلى قوة العلاقات مع إسرائيل.

قبل أيام، أعرب بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن قلقه إزاء الوضع السياسي في إسرائيل، قائلا إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تضم بعض "الأعضاء الأكثر تطرفا" على الإطلاق الذين باتوا "جزء من المشكلة" خاصة من يقولون "إنه يمكننا الاستقرار في أي مكان نريد والفلسطينيون ليس لهم الحق في أن يكونوا هنا".

مشروع الإصلاح القضائي يعمق انقسام المجتمع الإسرائيل ويحذر مراقبون من وقوف البلاد على شفا أزمة وطنية

وتعد تصريحات بايدن غير معتادة وتأتي على نقيض الأعراف الدبلوماسية إذ من النادر أن يُقدم رئيس أمريكي على الحديث عن أزمة سياسية داخلية لدولة حليفة وصديقة مثل إسرائيل. وعزا مراقبون الموقف الأخير الذي صدر عن بايدن إلى الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها.

غضب يهود الشتات

وعقب تمرير مشروع قانون الإصلاح القضائي، قام "المؤتمر اليهودي العالمي" بنشر إعلانات على صفحات كاملة في كبرى الصحف الأمريكية مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، قائلا: "نحن يهود الشتات! نمتنع عادة عن التدخل في السياسة الإسرائيلية لأننا حريصون على احترام سيادتها، لكن اليوم بات مستقبل إسرائيل على المحك. فدولة الشعب اليهودي تواجه خطرا وجوديا وشيكا".

وقبل صدور مثل هذا البيان، كان من غير المعقول أن يقدم "المؤتمر اليهودي العالمي" على انتقاد إسرائيل بشكل علني.

ديمقراطيون ينتقدون الإصلاحات 

ومنذ تزايد الجدل حيال مشروع الإصلاحات القضائية في إسرائيل، باتت القضية موضع نقاش داخل الأروقة السياسية الأمريكية.

فقد وصف جيرولد نادلر، عضو الكونغرس الأمريكي عن حزب الديمقراطي، المصادقة الجزئية على القانون بأنه "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية".

ويعد نادلر، السياسي الذي ينحدر من عائلة يهودية أرثوذكسية، من أكثر أعضاء الحزب الديمقراطي دفاعا عن إسرائيل خاصة في وقت الأزمات.

ويُضاف إلى ذلك، قيام أصوات داخل الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي بالضغط على إدارة بايدن لتبني موقف أكثر انتقادا لإسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مع دعوات لقطع الدعم المالي المقدم لإسرائيل في أعقاب الجدل القائم حول الإصلاحات القضائية في إسرائيل.

 "الدعم المطلق" لإسرائيل

في المقابل، يسعى أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري إلى استغلال قضية الإصلاحات القضائية في إسرائيل لصالحهم إذ خرج نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس ليصرح قائلا: "انشغال الديمقراطيين بمحاولة التدخل في التفاصيل الدقيقة الخاصة بالسياسة الداخلية الإسرائيلية يعد بالأمر الخاطئ". وأكد بنس خلال الأسابيع الأخيرة على "دعمه المطلق" لإسرائيل.

وإزاء ذلك، طرح ستيفن كوك، الزميل الأول لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، تساؤلا مفاده: "ما هي الخطوة التي سوف يقدم عليها الرئيس الأمريكي الحالي في هذا الوضع الصعب؟"

ظهر نتنياهو إلى جوار ترامب في حملة دعائية لحزب الليكود عام 2019

وفي مقابلة مع DW، أضاف "بايدن بات في مأزق استراتيجي. الرئيس لا يريد أن يخوض معركة مع الإسرائيليين قبل الانتخابات خاصة وأن خصومه في الحزب الجمهوري قد وضعوا إسرائيل في صلب القضايا الرئيسية التي تشمل الإجهاض والسلاح وخفض الضرائب".

وشدد على أنه من غير الواقعي أن يُقدم بايدن على قطع المساعدة العسكرية لإسرائيل، قائلا: "فرصة حدوث ذلك صفر".

ويتفق في هذا الرأي بريت بروين، الخبير في الشؤون السياسية الذي عمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وقال "من غير المرجح قطع المساعدات عن إسرائيل، سنرى المزيد من التحركات الرمزية لإظهار قلقنا بشكل أكثر علانية بما يشمل تأخير زيارة رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض أو تقليل رحلات المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل".

في انتظار ترامب

ويعتقد بروين أن نتنياهو يعول على إعادة انتخاب دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية أواخر العام المقبل.

ويقول آرون ديفيد ميلر، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، "لقد خلقت إدارة ترامب زخما وفرطا في النشاط في إسرائيل لمدة أربع سنوات حيث أقدمت على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بسيادتها على مرتفعات الجولان."

وأضاف "سوف نرى أعضاء من الحزب الجمهوري ومحافظين ومسيحيين انجيليين ويهود محافظين في الولايات المتحدة يتجمعون بشكل أساسي لدعم ترامب لأنه لن يطرح أي أسئلة فهو لا يهتم بما تفعله حكومة نتنياهو طالما أنه يحصل على ما يحتاجه. إنه بمثابة دعم أعمى".

إينيس بول/ م ع / ع.أ.ج

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: اسرائيل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إدارة بايدن اسرائيل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إدارة بايدن الإصلاحات القضائیة الرئیس الأمریکی فی إسرائیل إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف الحرب في أوكرانيا مع روسيا، مع دخول الحرب في عامها الرابع، وذلك من خلال ضمان موافقة الطرفين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث استطاع "ترامب" كسب دعم أوكرانيا الأسبوع الماضي بعد لقاءه مع زيلينسكي في واشنطن، وينتظر العالم محادثات ترامب مع الرئيس الروسي بوتين غدًا الثلاثاء لمناقشة الأوضاع، لإعلان كيفية وقف الحرب في أوكرانيا، وبسط شروط الأطراف ومناقشتها.

محاولات "ترامب" حقيقة أم سخرية

موقف ترامب تجاه وقف الحرب في أوكرانيا واضح قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنه في لقاء تليفزيوني عام 2023، حيث طالب كلا الطرفين الروس والأوكرانيين بالتوقف عن الحرب والتي يجنى منها سوى الموت، وصرح حينذاك بقدرته على وقف الحرب خلال 24 ساعة.

الرئيس الأمريكي مع الرئيس الروسي

محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا تشوبها شكوك كثيرة، خاصة بعد استمرار الدولتين إطلاق الضربات الجوية المكثفة خلال عطلة الأسبوع الماضي.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه كان "ساخرا بعض الشيء" عندما تفاخر مرارا عن قدرته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال جولاته الانتخابية عام 2024، وعلى الرغم من ذلك ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية تصريحاته المثيرة للجدل خلال مناظرته مع "هاريس" حول قدرته على انهاء الحرب من خلال محادثة الطرفين.

شروط روسيا

وكان ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية قد زار روسيا الأسبوع الجاري؛ لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار المؤقت الذي اقترحه "ترامب"، والذي قبلته أوكرانيا.

وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو في الصحف الروسية بعد لقاءات مبعوث أمريكا توضح اتجاه روسيا حول اقتراح أمريكا بوقف إطلاق النار بانها يجب أن تلبي متطلبات روسيا لكي يوافق "بوتين" على أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن الحرب في أوكرانيا من ضمنها رفض دول الناتو انضمام أوكرانيا لها، وضمانات أمنية صارمة بشأن قوات الاتحاد الأوروبي وعدم نشر قواته في أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن

مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتعلق بشروط روسيا، حيث يخشى توسع الناتو المتسارع في أوكرانيا والذي يهدد أمن روسيا، كما أن محاولات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو تهدد الأمن الروسي وفرض سيطرتها على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، لذلك يطالب بتقليص حجم الجيش الأوكراني.

 

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • الكرملين: خطوة مهمة للغاية منتظرة لإحياء العلاقات مع أمريكا
  • وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه
  • باطل..ترامب يشكك في قانونية عفو بايدن عن معارضين للرئيس الأمريكي
  • هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي
  • كوريا الجنوبية تدعو إلى تجنب أي تأثير سلبي على التعاون مع أمريكا
  • الحوثي: العدو الأمريكي يسعى لإخضاع المنطقة لإسرائيل وسنواصل مواجهته
  • أمريكا تعلن القضاء على قادة حوثيين في الضربات العنيفة أمس السبت
  • القضاء الأمريكي يعلق خطة ترامب لترحيل المهاجرين
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي