صرح الرئيس الفرنسى فى ختام قمة الناتو التى عقدت فى فيلنيوس يومى ١١ و١٢ يوليو: «كانت قمة الحلف الأطلسى هى قمة الوحدة والتصميم والفعالية.. ندافع عن ميثاق الأمم المتحدة واستقرارنا الدولي». هذه الكلمات بعيدة تمامًا عن تقييمه الصارم للتحالف الذى تحدث عنه إيمانويل ماكرون فى ٧ نوفمبر ٢٠١٩؛ فلقد استحضر آنذاك وتوقع «السكتة الدماغية» لهذا التحالف.

. هل سيكون لازار هو المؤهل لحلف شمال الأطلسي؟ على أى حال، هناك ثلاثة ملفات رئيسية تمت مناقشتها فى هذه القمة الأخيرة: دخول أعضاء جدد والدور المحورى لتركيا وتعزيز دور تلك المنظمة.
عضويات جديدة: فنلندا والسويد.. وأوكرانيا؟
فى ٤ أبريل ٢٠٢٣، أصبحت فنلندا عضوًا كاملا فى الناتو من خلال تسليم أداة الانضمام، وكانت الخطوة الأولى بعد طلبها الرسمى للانضمام فى ١٨ مايو٢٠٢٢. كانت هذه هى مفارقة العدوان الروسى: ظلت فنلندا محايدة منذ عام ١٩٤٥ حتى لا تستفز جارتها وكان اندلاع الحرب بالتحديد هو الذى جعلها تنضم إلى الحلف.. تقدمت السويد بطلب للعضوية فى نفس الوقت وتمت «دعوتها» منذ يونيو٢٠٢٢ ولكنها واجهت على الفور الفيتوالتركى الذى لم يتم رفعه سوى فى الحالات القصوى وقد تم السماح أخيرًا بدخول العضو الثانى والثلاثين إلى الناتو وسيتم تناول هذه النقطة لاحقًا.
عضوية أوكرانيا
أظهرت قمة بوخارست فى عام ٢٠٠٨ بعض التحفظات: «يرحب الناتو بالتطلعات الأوروبية الأطلسية لأوكرانيا وجورجيا، اللتين ترغبان فى الانضمام إلى الحلف. لقد قررنا أن تصبح هذه الدول أعضاء فى حلف الناتو» (إعلان ٣ أبريل ٢٠٠٨). ثم أدت الرغبة فى عدم استعداء روسيا إلى هذه الصياغة الأكثر خجلًا. من الواضح أن اندلاع الأعمال العدائية قد غير مواقف أعضاء الحلف ونلاحظ بشكل جلى أن فرنسا - على الرغم من ترددها فى باديء الأمر وانتقاد الرئيس الأوكرانى زيلينسكى بشدة لموقفها - تؤيد حاليا عضوية أوكرانيا المستقبلية: «إن فرنسا مصممة على دعم عضوية أوكرانيا فى الناتو» (يونيو ٢٠٢٣).
وعلى الرغم من ذلك، فقد أعلن الرئيس بايدن - حتى قبل بدء القمة - أن أوكرانيا ليست مستعدة للانضمام إلى الناتو فى الفترة الحالية. إذا كان الأمر كذلك، فسيكون الحلفاء بحكم الواقع فى حالة حرب مع روسيا بموجب قواعد الحلف.. هذا هو السبب فى أن البيان الختامى الصادر عن فيلنيوس يحدد ما يلى: «سنتمكن من إرسال دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما يقرر الحلفاء ذلك، وعندما يتم استيفاء الشروط"؛ لذلك لا توجد دعوة رسمية لأوكرانيا من قبل الدول الأعضاء فى الناتو ولا من الهياكل القيادية.
رغم كل ذلك.. لم يتم تجاهل أوكرانيا!
فى بداية الأمر، دعونا نذكر أنه قد تم إنشاء مجلس الناتو-أوكرانيا وعقد اجتماع على الفور فى ١٢ يوليو بهدف إجراء حوار سياسى مستمر. وهكذا تم وضع برنامج متعدد السنوات من أجل استبدال المعدات والمعايير السوفيتية بمعدات ومعايير منظمة حلف شمال الأطلسى لتعزيز قدرات التشغيل وكفاءة القوات المسلحة الأوكرانية، وذلك من خلال الاستعانة ببرنامج مماثل تم عرضه فى قمة عام ٢٠٢٢. إن الدعم يمتد إلى ما وراء الحلف حيث تعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبى بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية طويلة الأجل. وستوفر الولايات المتحدة الذخائر العنقودية المميتة.. لذلك ثبت أن أوكرانيا تستفيد من الدعم الغربى القوى والمستمر بعيدًا عن «الشلل» المزعوم الذى يصيب الديمقراطيات.
الدور المحورى لتركيا
بمجرد أن طلبت السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف، أعربت تركيا عن معارضتها ووجهت اللوم إلى الممالك الشمالية على وجه الخصوص بسبب تهاونها تجاه الإرهابيين الانفصاليين الأكراد من حزب العمال الكردستانى وحلفائه (الحركات الكردية فى قلب الجغرافيا السياسية لأنقرة)، وانتقاد رفض دول شمال أوروبا تسليم أعضائها ومن ثم حظر تصدير الأسلحة إلى تركيا فى عام ٢٠١٩.
استسلمت فنلندا بسرعة ولكن السويد كانت أكثر ترددًا. ومع ذلك، فقد أقرت السويد تشريعًا جديدًا لمكافحة الإرهاب فى يوليو ٢٠٢٢ يسمح أخيرًا بتسهيل الملاحقات القضائية المتعلقة بتمويل الإرهاب؛ ثم قامت بتعديل دستورها وعززت تعاونها فى مكافحة الإرهاب وأعلنت استئناف مبيعاتها من الأسلحة إلى تركيا دون أن يؤثر ذلك على توقيع اتفاقية أمنية ثنائية جديدة.
وبعد ذلك رفع الرئيس أردوغان سقف مطالبه بربط انضمام السويد إلى الناتو بإعادة فتح المناقشات حول عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى.. هذا المطلب - الذى اعتبره البعض قريبًا من الابتزاز - قد أتى بثماره! أعلن الأمين العام لحلف الناتو أن السويد قد وافقت «كعضو فى الاتحاد الأوروبى، على دعم الجهود الرامية إلى تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى والمساهمة فى تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركى بين الاتحاد الأوروبى وتركيا وتحرير التأشيرات». ومن الواضح أن هذا الموقف السويدى الذى وافق عليه الحلف يوضح أهمية أنقرة فى نظره وهو ما يعرفه الرئيس التركى جيدًا. وفى الحقيقة، كلمات الرئيس بايدن فاضحة للغاية فى هذا الصدد: «أتطلع للترحيب بستوكهولم بصفتها الدولة العضو رقم ٣٢ ومستعد للعمل مع الرئيس أردوغان لتعزيز الدفاع والردع فى منطقة اليورو- الأطلسي». ولهذا السبب رفع هذا الأخير حق الفيتو فى النهاية وأكد أن بروتوكول انضمام السويد سيتم إحالته فى أقرب وقت ممكن إلى البرلمان التركى.


تعزيز دور المنظمة
منذ اندلاع الحرب فى أوكرانيا، اختار الحلفاء تعزيز الردع والدفاع. من الواضح أن روسيا والصين تشكلان تهديدات كبرى. إن الصين متهمة باستخدام «مجموعة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيادة حضورها العالمى وإبراز قوتها». إن الصين تتحدى أمن الحلف من خلال العمليات الهجينة والسيبرانية الخبيثة. وتكاد لا توجد منطقة فى العالم ليست ذات أهمية استراتيجية: البحر الأسود والشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهندى والمحيط الهادئ... ولهذا السبب يتم التركيز على تعزيز الدفاع فى الجزء الشرقى من أوروبا من خلال ردع أى تقدم روسى بوجود مسلح يعارض أى هجوم محتمل. جاء نشر القوات المسلحة فى بولندا ودول البلطيق بعد أزمة ٢٠١٤ فى أوكرانيا استجابةً للزيادة فى أعدادها وانتشارها الجديد فى رومانيا وبلغاريا والمجر وسلوفاكيا.
لكن الناتو أكثر طموحًا! سيتم وضع ثلاث خطط دفاعية إقليمية من أجل تحديد مكان وكيفية تعزيز المواقف الدفاعية (المحيط الأطلسى والقطب الشمالى ودول البلطيق وأوروبا الوسطى وجنوب أوروبا)، مما يرسخ نموذج القوة الجديد المذكور فى عام ٢٠٢٢ والذى ينص على إنشاء قوة عمليات مكونة من ٣٠٠٠٠٠ رجل.
تتضمن هذه المشاريع جهود الميزانية ذات الصلة. وفى عام ٢٠١٤ تم الالتزام بتخصيص خلال ١٠ سنوات ما يقرب من ٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى للدفاع. وفى عام ٢٠٢٣، استطاعت ثلث الدول فقط تحقيق هذا المعدل الذى يعد الآن مجرد بداية وليس سقفا. قامت القمة بصياغة الالتزام بشكل مختلف: سيقوم الأعضاء باستثمار على الأقل ٢٪ من ناتجهم المحلى الإجمالى فى الدفاع.
يقوم التحالف، وفقًا للرئيس ماكرون، بإرساء المبدأ التالى: «يتحمل الاتحاد الأوروبى وأعضائه معًا مسئوليات أكبر من أجل أمن القارة»، ويستشهد بأوروبا فى مسألة الدفاع. ومع ذلك، لا يزال هذا مجرد تفكير أمنى لأن العلاقات المؤسسية بين الكيانين ضئيلة للغاية ولا يزال الجانب الأوروبى للتحالف يتمتع بقوة سحرية.. وفى الحقيقة، يخضع الصراع الروسى الأوكرانى لخيارات الحلفاء والتزاماتهم على حساب تنفيذ مخططات الحلف وربما لفترة معينة.
معلومات عن الكاتب: 
كريستيان فالار.. العميد الفخرى لكلية الحقوق والعلوم السياسية فى جامعة كوت دازور. هو متخصص فى قضايا الأمن والجيوستراتيجى والشرق الأوسط على وجه الخصوص.. يطرح، فى مقاله، تقييمًا عامًا لنتائج قمة حلف الناتو التى عُقدت فى فيلنيوس يومى 11 و12 يوليو الماضى.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قمة الناتو الاتحاد الأوروبى إلى الحلف من خلال فى عام

إقرأ أيضاً:

ناطق حلف قبائل حضرموت في حوار مع الموقع بوست: مطلبنا إقليم مستقل ولا نسعى لتمكين الانتقالي أو فصل المحافظة

سلط الناطق الرسمي لحلف قبائل لحضرموت، الكعش سعيد السعيدي، الضوء على الاعتصام والتصعيد الذي ينفذه الحلف بالمحافظة منذ عدة أشهر، وعلى أهداف ومطالب تلك الاعتصام، ورؤية الحلف المستقبلية لشكل حضرموت، سواء كإقليم مستقل أو دولة مستقلة.

 

وأفرد السعيدي في حوار خاص مع "الموقع بوست"، أهم نقاط ومطالب الاعتصام وحالة الاحتقان والتحديات التي يواجها الحلف، ومدى تجاوب السلطة المحلية ونتائج زيارة محافظ المحافظة مبخوت بن ماضي لمقر قيادة الحلف ومخيم الاعتصام في منطقة العليب، في أول زيارة له غداة إعلان الحلف استمرار التصعيد "لـتحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات".

 

وأفصح السعيدي عن موقف مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل من الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والحكومة اليمنية الموالية للسعودية، وانفصال حضرموت عن اليمن.

 

وتطرق إلى حقيقة التنافس السعودي الإماراتي في حضرموت، وإلى أين يمضي المشهد اليوم بين تلك الأطراف التي تتصدر الحراك في المحافظة.

 

نص الحوار:

 

* ما الذي دفعكم لهذه الاحتجاجات والاعتصامات في حضرموت؟

 

** الذي دفع الحضارم لهذه الاعتصامات والاحتجاجات هو الواقع المرير الذي يعايشوه وتكريس صنوف الهيمنة، وما آلت إليه أوضاعهم من تردي خدمي ومعيشي، والتجاهل المتعمد لمطالب أبناء حضرموت، التي تبناها حلف قبائل حضرموت، وعدم التعاطي الإيجابي معها وتنفيذها.

 

* ما هي مطالبكم بوضوح من هذه الاحتجاجات؟

 

** الحقيقة أن المطالب التي تبناها حلف قبائل حضرموت، والمعلنة في اللقاء الاستثنائي لقياداته ورموزه يوم 31 يوليو 2024م، قد دعت رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى الاعتراف بحق حضرموت، وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية، ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع، أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد، وعدم التصرف بنفط حضرموت أو تصديره أو تسويقه، إلا بعد تثبيت مكانة حضرموت وضمان حقوقها بما يرتضيه أهلها، أيضًا تنفيذ القرارات المتخذة من قبل مؤتمر حضرموت الجامع، واعتبار المخزون النفطي الحالي في خزانات ميناء "ضبة" و"المسيلة" حق من حقوق حضرموت، وتسخير كامل قيمته لشراء طاقة كهربائية لحضرموت، وعلى الرغم من أن الحلف حدد فترة للاستجابة لهذه المطالب، إلا أن هذه المطالب قوبلت بالتجاهل من الجهات المعنية، مما جعلت الحلف يتخذ خطوات ميدانية للضغط على هذه الجهات للتجاوب الفعلي مع حضرموت ومطالب أهلها.

 

* كيف تقيمون التضامن الشعبي معكم والالتفاف الجماهيري مع مطالبكم؟

 

** في الواقع أن ما تبناه حلف قبائل حضرموت من مطالب واستحقاقات هي عامة، وتهم أبناء حضرموت كافة، ولامست احتياجاتهم الأساسية، ولهذا فقد لمسنا تفاعلًا منقطع النظير والتفافًا شعبيًا واسعًا، ويكاد يوميًا مقر حلف قبائل حضرموت في الهضبة لا يتوقف في استقبال الوفود من مختلف أطياف المجتمع، ورؤوس القبائل، كما شهدت العديد من المدن في حضرموت فعاليات جماهيرية تأييدًا للحلف والمؤتمر الجامع، مما يؤكد عدالة المطالب والاستحقاقات، وقد أعطى ذلك المزيد من الاصرار والعزيمة للثبات على الأرض والمضي قدما لانتزاع حقوق حضرموت كاملة.

 

* ماذا عن تجاوب السلطة المحلية مع مطالبكم، هل ترون أنها ترقى لمستوى تطلعاتكم والحلول التي تطالبون بها؟

 

** السلطة المحلية بحضرموت سوفت في بداية الأمر، ولكن بإصرار وعزيمة الشعب ووعيه وإدراكه بعدالة قضيته الحقوقية، تم اللقاء مع محافظ حضرموت، وأبدى استعداده لتنفيذ ما يخصه من تلك المطالب وأيدها واعتبرها مطالب مشروعة، وننتظر ترجمة ذلك على أرض الواقع، ونحن رحبنا بزيارة الأخ المحافظ للهضبة موقع تواجد حلف قبائل حضرموت، واعتبرناها خطوة في الاتجاه الصحيح، وستثبت تلك التوجهات بخطوات عملية ننظر ترجمتها بأفعال على الأرض.

 

* هناك مجلس آخر في حضرموت يقدم نفسه كواجهة ومنافس لكم كيف تنظرون لهذا المجلس؟ وهل لديكم مخاوف من ظهوره في حضرموت؟

 

**نحن في حلف قبائل حضرموت ومنذ التأسيس عام 2013 وانطلاق الهبة الحضرمية، أخذنا على عاتقنا الدفاع عن حضرموت وحقوق أبنائها، وتمكينهم إداريًا وأمنيًا وعسكريًا، وهو اليوم يدعو إلى مشاركتهم في القرار السياسي شراكة حقيقية وتفعيله ممثل بمؤتمر حضرموت الجامع، وتنفيذ الأهداف والمطالب التي ينادي بها الحضارم وتمكينهم من إدارة شؤونهم إدارة حقيقية وعادلة، وليكونوا شركاء في الوطن وبنائه.

 

أما بخصوص مجلس حضرموت الوطني، أو أي مكون حضرمي يطالب بحقوق حضرموت أسوة بمؤتمر حضرموت الجامع، فالحلف يقدر تلك الجهود، لكنه يعتبر مؤتمر حضرموت الجامع الممثل الحضرمي الخالص على الأرض الذي يمتلك رؤية واضحة، ومجمع عليها من كل الأطياف والقوى الحضرمية السياسية والقبلية والمدنية التي وقعت على وثيقة الشرف وخارطة طريق مشهودة، اتفق عليها الحضارم، وهو أن تكون إقليما مستقلا بذاتها في أي تسوية سياسية قادمة للقضية اليمنية، ولا توجد لدينا مخاوف من وجوده، لأننا نثق في شعبنا الذي يدرك مدى مشروعية مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، المكونان الحضرميان ذات المنشأ الحضرمي، اللذان تكونا بإرادة حضرمية خالصة وعلى تراب حضرموت، وليس من خارجها.

 

* السفير الأمريكي أصدر تصريحات مؤخرا حذّر فيها من يتلاعبون بالوضع في حضرموت كيف تتعاملون مع هذه التصريحات؟

 

**هذه التصريحات أوردها إعلام السلطة على لسان السفير الأمريكي، ولو كانت صحيحة فهو يقصد من يعبث بثروات الشعب، وينهب مقدراته، وليس من يطالب بحقوق وتحسين معيشة شعبه، وإنقاذ الوضع المنهار خدميا واقتصاديا، نحن في حلف قبائل حضرموت أخذنا على عاتقنا حماية المنشآت النفطية، وحافظنا على الدولة عندما فرت قياداتها إلى الخارج، وتركت حضرموت وخصوصا ساحلها فريسة لعصابات القاعدة، فالحلف هو من مؤسسي الأمن والاستقرار في حضرموت والمطالب بالحقوق والمدافع على الدولة ومؤسساتها.

 

* هناك من يرى أن الاحتجاجات التي تقومون بها تهدف لتمكين أطراف أخرى كالانتقالي أو فصل حضرموت عن اليمن ما تعليقكم؟

 

** الاحتجاجات التي يقوم بها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع مشروعة لتمكين الحضارم من حقوقهم العادلة، على تراب حضرموت الأرض والإنسان، وليس تمكين الانتقالي أو فصل حضرموت، ومشروعنا واضح الأهداف والمعالم.

 

* هل نحن أمام تنافس سعودي إماراتي في حضرموت؟

 

** الاخوة في التحالف العربي السعودي الإماراتي في اليمن أتى لدعم عودة الشرعية اليمنية، وتواجده في اليمن لذلك، ونتمنى أن يكون كذلك.

 

* ما نتائج لقاءكم مع المحافظ بن ماضي؟

 

** خلال لقاءنا بالمحافظ رحبنا بقرار تخفيض سعر الديزل المنتج محليا للتخفيف عن كاهل المواطنين الحضارم، واعتبرناها خطوة في الاتجاه الصحيح، على أن تجسد عمليا على أرض الواقع من قبل السلطة المحلية بحضرموت.

 

* هل يحقق الحكم الذاتي النجاح لحضرموت وحل مشاكلها؟ لماذا التركيز على النفط والثروات المعدنية في حضرموت أكثر من غيرها من القضايا؟

 

** الحكم الذاتي المطالب به من قبل حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع في بيانه الأخير نعتبره ترسيخ العدالة، ونيل الحقوق المشروعة والمستحقة، وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن في حضرموت، مع عدم وجود رؤية للحل النهائي للقضية اليمنية، والنفط والثروات المعدنية في حضرموت تعتبر المورد الأساسي في اليمن وخاصة في حضرموت التي ترفد الدولة بما يعادل 75%من موازنتها.

 

* لحضرموت تمثيل في مجلس القيادة الرئاسي، هل يخدم هذا المحافظة ويتبنى مطالبها أم يضاعف الاحتقان الموجود؟

 

**يفترض أن ممثل حضرموت في المجلس الرئاسي وحسب اتفاق الرياض لنقل السلطة هو مؤتمر حضرموت الجامع، وهو مشارك في الحكومة بمنصب وزير التربية والتعليم، ولكن لم يفعل ذلك أسوة بالمكونات الأخرى اليمنية.

 

* أين يجد مؤتمر حضرموت الجامع نفسه بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي أقرب إلى الانتقالي أم للعليمي والحكومة؟

 

**مؤتمر حضرموت الجامع يجد نفسه قريب من تطلعات شعبنا، وحقوقه العادلة والمشروعة، التي تبناها ولازال يتبناها وواقف على تحقيقها واقعا ملموسا على أرض الواقع.

 

* كيف ترون المطلب الذي يطالب بإخراج القوات الحكومية من الوادي والصحراء وإحلال النخبة الحضرمية مكانها؟

 

** من مطالب حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع بسط الحضارم يدهم على أرضهم، وإدارتها أمنيا وعسكريا على كامل تراب حضرموت، ممثلًا بالنخبة الحضرمية، وهذا الأمر مربوط بقيادة البلاد هي من تقرر ومن تدير تحركات القوات العسكرية.

 

* إلى أين يمضي المشهد في حضرموت اليوم بين هذه الأطراف التي تتصدر الحراك في المحافظة؟

 

**نحن في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع نرى أن المشهد يمضي لصالح من يتبنى القضايا العادلة للشعب، ويطالب بتحقيقها على أرض الواقع، ونحن في الحلف والجامع رسمنا هذا الطريق والنهج، لنجعله خارطة طريق للحفاظ على حضرموت الأرض والإنسان، ونيل تطلعاته في العيش والحياة الكريمة الآمنة.


مقالات مشابهة

  • المبعوث الخاص لحقوق الإنسان للاتحاد الأوروبى يشارك فى الجلسة العامة للنواب
  • أمين عام الناتو: ترامب سيواصل دعم الحلف
  • «مصير معلق ومرهون».. الناتو يترقب الفائز في الانتخابات الأمريكية
  • روته: بوتين لن يتوقف في حال انتصاره في أوكرانيا
  • “ناشيونال” تؤكد نجاح صنعاء و”التلغراف” تسخر من الأطلسي
  • ميناء الداخلة المدينة يتحول إلى منتجع سياحي بعد إفتتاح الميناء الأطلسي في 2029
  • ناطق حلف قبائل حضرموت في حوار مع الموقع بوست: مطلبنا إقليم مستقل ولا نسعى لتمكين الانتقالي أو فصل المحافظة
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!
  • وزيرة الانتقال الطاقي: مشروع أنبوب الغاز "الإفريقي الأطلسي" يتوخى تحقيق ازدهار حقيقي لإفريقيا