هل انهارت خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن محادثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس انهارت تقريبًا، في وقت تتصاعد الهجمات التي يشنها «حزب الله» اللبناني عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ما أثار مخاوف أمريكية من نشوب صراع شامل.وأفادت الصحيفة في تقرير لها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والبيت الأبيض يتبادلان الاتهامات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة أبطأت عمليات تسليم الأسلحة إلى تل أبيب.
ولفتت إلى أن هذه التوترات تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي يتمثل في تحقيق انتصار على صعيد السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر نوفمبر القادم. وهذا الانتصار يقتضي تفاهمًا سياسيًا بين الأطراف المتحاربة، التي تعمل وفق إطار زمني مختلف للغاية.
ووفقًا للصحيفة، لم يبد زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار اهتمامًا كبيرًا بالتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار، فأدت معارضة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية إلى تهميش إستراتيجية إدارة بايدن الأوسع نطاقًا للمنطقة، وتشمل تحقيق الاستقرار في غزة في فترة ما بعد الحرب.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن بايدن حاول تحقيق التوازن بين تزويد إسرائيل بالأسلحة، وانتقاد العملية العسكرية التي أودت بحياة نحو 38 ألف فلسطيني في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت أن حدة الخلاف مع نتنياهو انتقلت إلى العلن، عندما نشر رئيس الوزراء مقطع فيديو تحدث فيه باللغة الإنجليزية وزعم أن الولايات المتحدة تحجب الأسلحة عن إسرائيل.
واستمر نتنياهو في الشكوى في مقابلة نشرها موقع «Punchbowl News»، (الجمعة)، إذ قال: «كان هناك تباطؤ كبير في توفير الذخيرة والأسلحة المهمة».
ورأى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أن تصريحات نتنياهو تبدو مدفوعة بـ«حسابات سياسية» إسرائيلية، وأصروا على أن الإدارة الأمريكية لم تؤخر أي شحنات أسلحة، باستثناء شحنة قنابل تزن 2،000 رطل، والتي قال البيت الأبيض إنها قيد المراجعة بسبب مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين في غزة. واعتبر دبلوماسي إسرائيلي سابق أن سلوك رئيس الوزراء يُعد جزءًا من نمط يعتمد على إثارة الخلافات والصدامات مع الإدارة الأمريكية، ليظهر أنه يقف في وجه الولايات المتحدة، مضيفًا: «هذا الأمر مفتعل بنسبة 100%».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: خطة واشنطن الحرب غزة حركة حماس نتنياهو الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحرب التجارية.. بكين تحذّر واشنطن وتوسع تحالفاتها في قلب آسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مشهد يعكس تصاعد التوترات العالمية على جبهات الاقتصاد والتحالفات الجيوسياسية، وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ تحذيراً مباشراً من السياسات التجارية الحمائية التي تتبناها بعض القوى الكبرى، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.
وجاء تصريح شي خلال لقائه بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين، حيث قال إن "الحروب التجارية والتعريفات الجمركية تقوّض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، وتضعف النظام التجاري متعدد الأطراف، وتهدد استقرار النظام الاقتصادي العالمي".
الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية، بل مثّل منصة لإعادة تشكيل تحالف استراتيجي في منطقة القوقاز الحساسة، حيث أعلن الزعيمان إقامة "شراكة استراتيجية شاملة" بين الصين وأذربيجان.
هذه الشراكة، التي تم توثيقها بتوقيع 20 اتفاقية تعاون، شملت مجالات تتجاوز الاقتصاد إلى الأمن، وإنفاذ القانون، والاقتصاد الرقمي، والفضاء، والتنمية الخضراء، ما يشير إلى نقلة نوعية في عمق العلاقة بين البلدين.
الخطوة الصينية تُقرأ في سياق أوسع ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها شي في 2013، وهي المبادرة التي لطالما سعت من خلالها الصين إلى توسيع نطاق نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي عبر تطوير البنية التحتية العالمية وربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية في شبكة مترابطة من المصالح والممرات التجارية.
أذربيجان، الدولة ذات الموقع الاستراتيجي التي تتقاطع حدودها مع إيران وروسيا وأرمينيا وجورجيا، تعد من أوائل الداعمين لهذه المبادرة، وتشكّل جسراً حيوياً في مشروع الصين لتوسيع نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
رد حاد من بكين على تهديدات واشنطنوفي سياق موازٍ، جاء رد وزارة الخارجية الصينية على التصريحات الأمريكية التي لمح فيها الرئيس دونالد ترامب إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين.
الخارجية الصينية لم تكتفِ بالتعليق الدبلوماسي، بل وجهت رسالة صارمة إلى واشنطن مفادها: "إذا أرادت الولايات المتحدة إبرام اتفاق، فعليها أن تتوقف عن التهديد والتعنت والإكراه".
المتحدث باسم الخارجية الصينية اتهم واشنطن بالاستمرار في ممارسة "أقصى درجات الضغط" رغم محاولاتها التفاوض، واعتبر أن هذه المقاربة "ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع الصين"، في رسالة تعكس حجم الاستياء الصيني من أسلوب التفاوض الأميركي، الذي يعتمد على العقوبات والضغوط الأحادية الجانب.
بين التصعيد الاقتصادي والتحالفات الجيوسياسيةالرسائل التي حملها هذا الحدث تتجاوز الإطار الثنائي بين الصين وأذربيجان، أو حتى التوتر الصيني الأميركي، لتؤكد حقيقة أعمق: أن العالم يشهد تحولاً في موازين القوى، وأن الصين لم تعد تكتفي بردود الأفعال، بل باتت تبادر بإعادة رسم خريطة التحالفات من آسيا إلى أوروبا.
كما أن إصرار بكين على ربط تحذيراتها من الحروب التجارية بتوسيع شراكاتها الإقليمية، يُظهر بوضوح أن المواجهة مع الولايات المتحدة لم تعد مقتصرة على الملفات الاقتصادية، بل أصبحت جزءاً من صراع أوسع على شكل النظام العالمي المقبل، ومدى قدرة واشنطن على الاستمرار في فرض قواعده.