الشعوب الأكثر ميلا إلى المخاطرة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
روسيا – تتبع الباحثون الروس والأجانب ميل سكان 11 دولة إلى المخاطرة عند اتخاذ قرارات مستقلة سريعة.
وجد العلماء أن أدنى مستوى من المغامرة كان سمة من سمات سكان الهند وتشيلي، في حين كان الصينيون واليابانيون في أغلب الأحيان على استعداد لتحمل المخاطر.
أفادت بذلك الثلاثاء 18 يونيو الخدمة الصحفية للمدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث القومية الروسية.
لقد قام أكثر من 500 شخص من روسيا وفرنسا والأرجنتين والهند والصين ودول أخرى بدراسة خاصة متكونة من جزئين. واختار المشاركون أولا بين خيارين، وارتبط كل منهما بالحصول على مكافأة أو مخاطرة، ويقول تقرير نشرته الخدمة الصحفية: “لقد تكررت الخيارات في كل جولة، وتم تجميع مجموعات مختلفة معا لخلق سياق للنظر إلى هذه الخيارات على أنها أكثر ربحية أو أقل ربحية”.
وبهذه الطريقة حاولت مجموعة من علماء النفس وعلماء الأعصاب الروس والأجانب بقيادة ستيفانو بالمينتيري، الأستاذ في مختبر علوم الأعصاب الإدراكية والحاسوبية في باريس فهم كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية والحياتية المختلفة على عملية صنع القرار وتقييم المخاطر. وكان العلماء مهتمين بكيفية اعتماد عقلانية تصرفات الفرد على بلده الأصلي، وموقعه في المجتمع، والدين، والنظام السياسي وعوامل أخرى.
ومن أجل الحصول على مثل هذه المعلومات، طلب الباحثون من المتطوعين المشاركة في اليانصيب حيث كان عليهم اختيار أحد الشكلين الهندسيين التجريديين على شاشة الكمبيوتر. وارتبط كل من هذه الأشكال بفرصة الفوز بمبلغ معين من المال مع فرصة ثابتة يمكن للمتطوعين تحديدها تدريجيا من خلال التجربة والخطأ. وبعد الانتهاء من التدريب، قام العلماء بتبادل أزواج من الأشكال، وفي بعض الأحيان قدموا سياقا وذكروا بوضوح بعض قواعد اليانصيب.
وأظهرت الأرصاد اللاحقة لسلوك المتطوعين أنهم كانوا جميعا يسترشدون باعتبارات متشابهة عندما قرروا المجازفة، وهو ما تجلى في أن ممثلي جميع الشعوب والبلدان كثيرا ما يرتكبون أخطاء في سياقات معينة وبمعلومات غير كاملة. وفي الوقت نفسه، وجد العلماء أن الميل إلى المخاطرة بين ممثلي الجنسيات المختلفة يتباين إلى حد بعيد.
وعلى وجه الخصوص، اتسم الروس والأرجنتينيون والمغاربة بدرجة متوسطة من الرغبة في المخاطرة، في حين لم يكن سكان الهند وتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية عرضة لاتخاذ قرارات المغامرة. وفي المقابل، قام المتطوعون من الصين واليابان وإسرائيل بأكبر قدر من المخاطرة، وخاصة في المواقف ذات المستوى العالي من المكافأة والمخاطرة. وشدد العلماء على ضرورة مراعاة وجود هذه الخصائص المميزة عند إجراء استطلاعات الرأي والحملات الإعلانية.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كيف يصف سكان جنين عملية السلطة الفلسطينية ضد المقاومة بالمخيم؟
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته بيثان ماكرنان وسفيان طه قالا فيه إن مواجهة قوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية قد تكون محاولة لإثبات قدرتها على إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب.
وقالا إن الطالبة مريم البالغة من العمر 23 عاما شقت طريقها وسط البرك الصغيرة في الشوارع غير المعبدة بمخيم جنين القريب من مدينة جنين المحتلة بالضفة الغربية، مصممة على الوصول إلى جامعتها. ويعتقد أن قناصا من قوات الأمن الفلسطينية، أطلق النار على صديقتها طالبة الصحافة، شذى الصباغ، 22 عاما قبل عدة أيام.
وقالت مريم إنها كانت دائما تخاف من مغادرة البيت، إلا أن العملية العسكرية غير المسبوقة لقوات الأمن الفلسطينية ضد الجماعات المسلحة في المخيم دخلت شهرها الثاني وبدون إشارة على نهايتها.
وقررت عائلتها تقليل من نشاطاتها الروتينية قدر الإمكان. وقالت "والدتي مدرسة وأختي طالبة معي، ومن الصعب الخروج كل يوم، وعندما نفعل، فنحن نخاطر بحياتنا ولأجل ماذا؟ فهذه في الأساس حرب أهلية، فلسطينيون يقتلون فلسطينيين".
ويعتبر مخيم جنين واحدا من 19 مخيما موزعة في الضفة الغربية، بنيت بعد نكبة عام 1948 ونشوء الاحتلال الإسرائيلي، لإسكان المشردين من الحرب، وقد ظلت دائما مركزا للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الاحتلال.
وليس غريبا زيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الحجم والمدى منذ هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتعتبر العملية التي تنفذها السلطة في المخيم هي الأكبر التي تقوم بها السلطة المدعومة من الغرب ومنذ 30 عاما على نشوئها.
وتأمل إسرائيل أن تتمكن من تفويض مهمة القضاء على النشاط المسلح في الضفة إلى السلطة في رام الله فيما تسعى هذه إلى إثبات قدرتها على إدارة قطاع غزة عندما تنتهي الحرب هناك.
وبدلا من ذلك، فإن الغضب المتزايد إزاء الغارة الطويلة المدمرة، وما يعتبره الكثير من المواطنين الفلسطينيين بمثابة تواطؤ متزايد من جانب السلطة مع الاحتلال، مما سيغذي المزيد من الاضطرابات.
ووصفت الصحيفة الوضع في جنين خلال زيارتها، أن سيارات الإسعاف كانت تتسابق ذهابا وإيابا على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المخيم، وتقفز عبر المياه الموحلة على الطرق التي مزقتها القوات الإسرائيلية، خلال التوغلات السابقة للدبابات والجرافات الإسرائيلية.
وكانت البوابات العالية لمركز الشرطة الذي تديره السلطة الفلسطينية مغلقة، وكانت الطوابق العليا من المجمع مغطاة بثقوب الرصاص، كما كان الجانب الغربي من المستشفى المحلي على مشارف المخيم مليئا بالرصاص والشظايا، وتحطمت عدة نوافذ.
وتردد صدى إطلاق النار في كل اتجاه بينما كان المتسوقون يسارعون بالابتعاد عن رائحة الغاز المسيل للدموع. وقال أحد أعضاء طاقم المستشفى، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "عندما يأتي الإسرائيليون، يكون الأمر صعبا، لكننا نعرف ما نتوقعه منهم. وفي هذه الغارة، فإننا لم نر مثل هذا النوع من القتال من قبل والأمر أشبه بعدم وجود قواعد".
وتعلق الصحيفة أن جيلا جديدا من المقاتلين الشباب ظهروا في مخيم جنين ونور شمس، قرب طولكرم وفي نابلس، ومعظمهم لا يتذكر اتفاقيات أوسلو في تسعينات القرن الماضي. وقد تلاشت الآمال التي حملها أباؤهم بأن تقود العملية الدبلوماسية إلى دولة فلسطينية مستقلة.
وينتمي أغلب هؤلاء الشباب إلى جماعات صغيرة مؤقتة لا ترتبط إلا بشكل فضفاض بالفصائل الفلسطينية التقليدية، مثل فتح ومنافستها حماس.
وخلال الزيارة إلى جنين، أكد المسلحون أكثر من مرة لصحيفة "الغارديان" أنهم على استعداد لمنح ولائهم إلى أي جماعة قادرة على توفير التمويل والأسلحة التي يقولون إنها ضرورية لمحاربة التوغلات الإسرائيلية.
وبعد هجوم حركة حماس ضد مستوطنات غلاف غزة عام 2023، شن الجيش الإسرائيلي أكبر عملياته العسكرية في المخيم منذ 20 عاما. وأصبح استخدام المروحيات القتالية ومسيرات الاغتيال وفرض الحصار لعدة أسابيع، عاديا اليوم.
وفي الوقت الحالي، يسيطر على المخيم الجناح المسلح لحماس وحركة الجهاد الإسلامي الأصغر والأكثر تشددا. وقد أطلقت السلطة التي تهيمن عليها حركة فتح، على الشباب المسلحين في المخيم لقب "الخارجين عن القانون"، وأطلقت حملة ضدهم في 5 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتعتبر "عملية حماية الوطن" أول اشتباكات مباشرة بين فتح وحماس منذ عام 2007، عندما فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة.
وحتى الآن، كانت عملية السلطة الفلسطينية في جنين أقل دموية من الغارات الإسرائيلية، حيث قتل ثلاثة مقاتلين وثلاثة ضباط أمن وأربعة مدنيين، إلا أن هناك إشارات عن تحولها إلى حرب استنزاف.
ونقلت عن العميد أنور رجب قوله إن العملية ستستمر حتى يتم تحييد أو استسلام "الخارجين عن القانون الذين يخدمون أجندات أجنبية"، تعمل على تقوض جهود السلطة الفلسطينية "لحماية المدنيين والأمن والسلام في الضفة الغربية".
وقال: "إن الخارجين عن القانون هم الذين يساعدون إسرائيل، ويعطون الإسرائيليين ذريعة لضم الضفة الغربية وإضعاف السلطة الفلسطينية" و"قبل كل شيء، نريد أن نتجنب حدوث سيناريو الآن في الضفة الغربية، مماثل لما حدث في غزة".
ولم يلق كلام العميد رجب قبولا لدى أهل جنين، فقد قال صاحب المخبز أبو ياسين، 50 عاما: "السلطة الوطنية خائنة ولا يثق الناس بهم. ومنذ البداية كانوا ضد المقاومة". وكان أبو ياسين عضوا سابقا في الجناح العسكري لحركة حماس، وقضى فترات في السجون الإسرائيلية والفلسطينية. وأضاف: "يعلم الجميع أنهم في جنين لإرسال إشارة إلى الإسرائيليين وأمريكا بأنهم قادرون على التعامل مع الأمن والسيطرة على غزة مرة أخرى".
وكانت السلطة الوطنية قد انشئت في عام 1994، كهيئة انتقالية لمدة خمسة أعوام والإشراف على المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المفاوضات توقفت بعد الانتفاضة الثانية عام 2000، وانتخب محمود عباس لولاية واحدة لكنه بقي في منصبه منذ عام 2005.
وفي ظل حكمه، نشأت طبقة حاكمة فاسدة وقمعية وغير فعالة لم تظهر رغبة أو قدرة على مكافحة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والمد المتصاعد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية. كما أن السلطة الفلسطينية مكروهة من قبل الكثير من الجمهور الفلسطيني، ولكنها مدعومة من قبل عناصر براجماتية من المؤسسة السياسية والدفاعية الإسرائيلية والمانحين الغربيين، الذين يخشون حدوث فراغ في السلطة إذا انهارت.
وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة تسليم القطاع إلى السلطة بعد الحرب، رغم أن الفكرة تحظى بدعم أمريكي وأوروبي. ويقول الخباز أبو ياسين: "عاجلا أم آجلا، سوف تنفد حاجة إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية وستتخلص منها. وعندها لا تستطيع السلطة الفلسطينية التظاهر بأنها تحمينا".