الإعلام الحكومي لـ"صفا": مأساة حقيقية بغزة تنذر بارتفاع عدد ضحايا الجوع
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
غزة - خاص صفا
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة كارثية في القطاع، لا سيما في محافظتي غزة والشمال.
وأكد مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تأزيم الواقع الإنساني بشكل كبير جدًا في القطاع عبر استهداف كل مقومات الحياة، وخاصة في شمال القطاع.
وأضاف الثوابتة "نحن أمام مأساة وكارثة حقيقية، فعندما يتم تجويع نحو 700 ألف مواطن في محافظتي غزة والشمال، فإن ذلك له تداعيات وانعكاسات خطيرة على الحياة العامة وواقع بنية العائلات، ما ينذر بوفاة أعداد كبيرة من المواطنين، وخاصة الأطفال والمرضى، نتيجة مواصلة منع إدخال المساعدات والسلع لشمالي القطاع".
أزمة إنسانية
ووجه نداء استغاثة عاجل لكل دول العالم والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال من أجل إدخال الغذاء والسلع الأساسية لشمالي القطاع، لأن التداعيات والآثار التي ستُبنى على هذه الكارثة سيكون لها ما بعدها، وستشكل أزمة إنسانية ربما ستكون الأولى على مستوى العالم.
وتابع: "ما لم يكن هناك خطة من قبل المجتمع الدولي لإنقاذ المواطنين في كل محافظات القطاع، فإننا سنكون أمام واقع مرير جدًا قد يسقط ضحيته الآلاف منهم، نتيجة تعمد الاحتلال استخدام كل معاني القضاء على الحياة العامة، سيما في شمالي القطاع من أجل تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأشار مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أن الاحتلال تمكن من القضاء على جميع المستشفيات في شمالي القطاع، واحتراق وتدمير مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى القدس، وأخرج عن الخدمة مستشفيات النصر والرنتيسي والعودة وكمال عدوان.
ولفت إلى أن الاحتلال استهدف كل قطاعات الحياة في مدينة غزة وشمالها، عبر تدمير القطاع الصحي والتعليمي، والبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والإنترنت، بالإضافة إلى تكدس النفايات وشل البلديات، مما أدى لانتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين.
وذكر أن الاحتلال عمل على تدمير غالبية الوحدات السكنية في شمالي القطاع، وبات أكثر من 80٪ من المواطنين لم يجدوا مكانًا يأويهم، بفعل هذا الاستهداف الممنهج.
وشدد الثوابتة على أن "إسرائيل" تُصر على عدم إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع لشمالي القطاع بغية تحقيق أهدافه المتمثلة في مواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، وتدمير محافظتي غزة والشمال، وكذلك الضغط على الأهالي من أجل تهجيرهم.
وقال: "لا أستبعد أن يقوم جيش الاحتلال بفتح مزيد من الممرات لدفع أهالي الشمال للنزوح إلى جنوب القطاع، ضمن خطة التهجير التي يُنفذها منذ بداية الحرب على القطاع، لكن كل مخططاته ستبوء بالفشل".
وأضاف أن جيش الاحتلال يستخدم سلاح التجويع ضد المدنيين والأطفال في شمالي القطاع، بهدف تحقيق هدف الهجرة، وهذا ما يشكل جريمة ضد الإنسانية من بين 19 جريمة ارتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.
وبين أن هناك 700 ألف إنسان يعيشون في محافظتي غزة والشمال، وهناك 3500 طفل يعانون من سوء التغذية ويتهددهم الموت، فهم بحاجة للغذاء وللمكملات الغذائية والتطعيمات مناسبة، وعدم توفر كل ذلك سيؤدي لارتفاع عدد الشهداء الذين يموتون بسبب الجوع.
وحسب الثوابتة، فإن هناك مليون و100 ألف طفل يعيشون في محافظات القطاع، ويخضعون لسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال، وبالتالي فإن استمرار سوء التغذية سيؤدي للجفاف وانتشار أمراض الجهاز الهضمي.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات التي تُعني بالطفولة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة أطفال قطاع غزة قبل فوات الأوان.
جرائم إبادة
وحول تكثيف الاحتلال لجرائمه بغزة، قال الثوابتة: "إن جيش الاحتلال صعد خلال الـ48 ساعة الماضية من هجومه الشرس على المدينة، واستهدف تسعة أحياء مدنية، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء".
وأوضح أن هذا الوضع فاقم من الأزمة الإنسانية، وزاد الضغط الكبير على الطواقم الطبية، في ظل وجود مستشفى واحد صغير وهو "المعمداني"، والذي لا يقدم سوى 20٪ فقط من قدرته على تقديم الرعاية الصحية والطبية للعدد الكبير من الجرحى.
وتابع "هذه كارثة ومؤامرة ثلاثية الأبعاد يُمارسها جيش الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية".
وحذر من أن استمرار الاحتلال في استهداف الأحياء المدنية بغزة هو مؤشر خطير له تداعيات تصب في أهدافه التي يريد من خلالها تهجير أهالي شمالي القطاع إلى الجنوب.
والمطلوب، وفقًا للثوابتة، ممارسة كل أشكال الضغط الإعلامي والدولي والدبلوماسي، وتكثيف المناشدات في كل الاتجاهات، وإنتاج مواد إعلامية لاطلاع العالم بشكل أكبر على معاناة الفلسطينيين في شمالي القطاع، جراء استمرار سياسة التجويع ومنع إدخال المساعدات والبضائع إلى تلك المناطق.
وأكد ضرورة تأجيج الرأي العام العالمي ضد الاحتلال، والخروج للشوارع على غرار ما جرى في الجامعات الأمريكية والأوروبية الذين خرجوا رفضًا للإبادة الجماعية في غزة.
وطالب أيضًا، بضرورة بذل كل الجهود الممكنة والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية، وإنقاذ الواقع في القطاع قبل فوات الأوان، وكذلك استثمار مواقف الدول الصديقة لشعبنا في إطار ملاحقة الاحتلال.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان الاسرائيلي مجاعة غزة شمال غزة محافظتی غزة والشمال المکتب الإعلامی فی شمالی القطاع جیش الاحتلال أن الاحتلال
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي»: الجوع في غزة يتفاقم وارتفاع أسعار الغذاء 1000%
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» توزع المساعدات على نازحي خان يونس عودة 80% من النازحين اللبنانيين منذ سريان وقف إطلاق الناركشف برنامج الأغذية العالمي، أن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة، وأسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد على 1000% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
جاء ذلك، في بيان يسلط الضوء على أزمة الجوع وخطر استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين في أنحاء غزة وخاصة شمالها، نشرته الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني مساء أمس. وأفاد البرنامج الأممي بأنه مع تفاقم أزمة الجوع في أنحاء غزة، فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد على 1000% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، إن «العملية العسكرية الجارية في شمال قطاع غزة أدت إلى نزوح 130 ألف شخص على مدى الأسابيع السبعة الماضية»، حسب ما جاء في البيان.
كما أعلن برنامج الأغذية، أن جميع المخابز في وسط قطاع غزة أغلقت بسبب نقص الإمدادات جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وقال البرنامج على منصة «إكس»: «أغلقت أبواب المخابز جميعها في وسط غزة بسبب نقص الإمدادات»، الخبز يعتبر شريان حياة للعديد من العائلات، وهو غالباً الغذاء الوحيد الذي يمكنهم الوصول إليه والآن أصبح بعيداً عن متناولهم»، داعياً إلى توفير وصول آمن للمساعدات الإنسانية الحيوية في غزة.
وفي السياق، أعلنت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» المطبخ المركزي العالمي، غير الحكومية أمس، «تعليق عملياتها في غزة في الوقت الراهن» بعدما أصابت غارة إسرائيلية سيارة تقل طاقماً تابعاً لها.
وفي وقت سابق أكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل فرداً في طاقم منظمة «وورلد سنترال كيتشن» وصفته بأنه إرهابي شارك في هجوم حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل.
وجاء في بيان للمنظمة أن لا علم لها بأن أحداً ممن كانوا في السيارة له صلة بهجوم حماس في السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أنها تسعى «بشكل عاجل» للحصول على تفاصيل.
والأربعاء الماضي، قالت «أونروا»، إن الجوع بقطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، حيث يبحث الناس عن بقايا الطعام في نفايات مضى عليها أسابيع.
في غضون ذلك، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن الأعمال العدائية المستمرة في أنحاء القطاع، لا تزال تعرض الفلسطينيين لخطر جسيم، وخاصة المدنيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظل الحصار الإسرائيلي في محافظة شمال غزة، وفق البيان نفسه.
ووفقاً لآخر تحديث لمكتب «أوتشا»، الصادر أمس فإنه في شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، أجبر النقص الحاد في غاز الطهي الأسر على الاعتماد على حرق النفايات كوقود، ما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، في وقت أصبحت خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية.
ونقل «أوتشا» عن الشركاء الإنسانيين إفادتهم بوجود نقص حاد في المأوى المناسب لمئات الآلاف من النازحين بسبب الأعمال العدائية في أنحاء غزة.
ولم يتم تلبية سوى أقل من ربع احتياجات المأوى في القطاع، مما يترك ما يقرب من مليون شخص معرضين لخطر التعرض لظروف قاسية مع اقتراب فصل الشتاء.
كما أوضح المكتب أن حوالي 545 ألف شخص يعيشون في مبانٍ متضررة وملاجئ مؤقتة، ما يؤكد على الحاجة الملحة إلى ضمان دخول آلاف المجموعات من القماش المشمع والعزل لإصلاح أماكن المعيشة إلى القطاع دون تأخير.
وفي الجنوب، أدت الأمطار التي غمرت الملاجئ على طول الشاطئ في بلدة القرارة إلى نزوح مئات الأسر إلى مدينة حمد في محافظة خان يونس جنوبي القطاع على مدى الأيام الستة الماضية، حسب المصدر نفسه.