جريدة زمان التركية:
2024-06-29@13:40:28 GMT

غنائم الحرب

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

بقلم: ماهر المهدى

القاهرة (زمان التركية)ــ هل الاستيلاء على الأرصدة البنكية للعدو أو الأعداء سلاح مباح أم كسر لمصداقية النظم النقدية وتنكر للأخلاق والمبادئ وللاتفاقات المحصنة بغليظ الثقة من أجل التعامل مع مشكلة راهنة؟ ولماذا لا يؤثر الخطاب الدينى فى مضمون الخيارات والقرارات السياسية فى دول كبيرة لا تفتأ ولا تكف عن التأكيد على الالتزام الدينى -مع الاحترام لكل الأديان طبعا-، ولا يظهر هذا العامل الدينى حتى فيما يتعلق بالمسائل ذات الطابع الأخلاقي والديني؟ وبعد ذلك، قد يجد المرء اشخاصا مهمين وذوى مكانة رفيعة -فى مجتمعاتهم وعلى المستوى الدولى- ليعلنوا على الناس انقضاضهم على أرصدة الغير من المال فى بنوكهم، عقابا له على ما اقترفه فى حق الغير وتعويضا للغير المتضرر عما أصابه من جراء اعتداء صاحب الأرصدة.

العداء عداء ويقطع كثيرا من الروابط ويحل للاعداء حتى قتل بعضهم البعض فى ساحة القتال، وهذا مسلم به كجزء من طبيعة الحياة وأسس بقائها. ولكن تبقى هناك ثلاث نقاط هامة تطرح فى نفسها على طاولة البحث والرفض والنقد والنفور والقلق من المستقبل اذا كان البشر يأملون فى حياة أكثر أمنا للجميع.

وهذه النقاط الثلاث تشمل ما يلى: 

حصانة الأرصدة المالية التى تؤتمن عليها البنوك من كل اعتداء، حتى فى ظروف العداء والحروب. لأن هذه الأرصدة وضعت فى البنوك -على سبيل الأمانة المهنية والشخصية- التى حتى اذا جاز تعرضها للخطر، فلا يعقل أن يكون هذا الخطر من المؤتمن على الأرصدة وبمحض ارادته وقراره العاقل الرشيد.

وقوع الخطر من المؤتمن على الأرصدة -فى أى موقع حول العالم- هو خيانة للأمانة وقد يهدر مصداقية الخائن على المستويين الشخصى والمهنى. فلا يعقل – بحال من الأحوال – أن يتنكر الإنسان لكل المبادىء ويلقى كل القواعد الى الطريق ويدهس كل الأحاسيس الملزمة اخلاقيا ومهنيا وقانونا عند الوقوع فى عداء مع أحد.

فهذا التنكر المشار اليه لم تقبله البشرية يوما ما ولم تقره يوما – علنا على الأقل – والا لما شغل العالم نفسه بالاجتماع والنقاش والجدل والاتفاق والاحتفال بإقرار الاتفاقات والمعاهدات والقوانين والمبادىء ، ولما شغل العالم نفسه بما يسمى جريمة حرب ومطاردة أشخاص لعقود من السنين باسم جرائم الحرب . * لو كان التنكر لكل شىء مقبولا حسنا قابلا للحياة ، لما شغل العالم نفسه بدراسة الفلسفة وحفظ التاريخ وتطوير القوانين وتشديد العقوبات ، ولكن التنكر عمل غير كريم غير مقبول ولا يرعاه الا لئيم وهو عمل لا يعود على أحد بنفع.

لا شك أن مفاجآت الحياة كثيرة ، ولكنها تصبح صعبة – على وجه الخصوص – اذا لم تصادف استعدادا مسبقا لمواجهتها . ولا تعفى المفاجآت أحدا حول العالم من قسوتها ، اذا لم نستعد لها بشكل ما مناسب ودائم . و

عدم الاستعداد يورث ارتباكا فى التفكير وفى التصرف -فى حال مواجهة المفاجاة- وقد يؤدى إلى قرارات غريبة، وهذا هو الأمر الذى ربما يشاهده العالم الآن على ساحات متقدمة مشهود لها بالرقى والتقدم. والقرارات الغريبة قد تعنى رغبة فى التخلص من المسؤولية بشكل فورى أو عاجل، وإنتاج حل سريع وغير مكلف لأحد مسؤول وغير مكلف للمجتمع -ولو فى الظاهر- وليأت الغد بما يأتى به.

فحينما يدرك الناخبون معنى تلك القرارات الغريبة سيعرف الغضب طريقه إلى الناس جميعا، لأن الآثار السلبية لتلك القرارات قد تطبع وجهها على مستقبل التجارة وعلى مستقبل الحياة فى المجتمعات المعنية بهذه القرارات. وسيكون على كل من اتخذ قرارات كتلك الغريبة المستفزة ومؤيديهم تبرير تصرفاتهم وتفسير اعتداءهم على مسلمات بشرية ليس من صالح أحد الاعتداء عليها وخاصة فى أوقات العداء قبل أوقات السلم، لأن أوقات العداء تمثل نقطة الاختبار الأساسية للمصداقية والأمانة. فأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء الغد، وأصدقاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد. وفى كل الأحوال نحن بشر، وهناك حدود لا ينبغى تجاوزها حتى فى ظل الحروب، والا فما معنى جريمة الحرب وما مغزى مطاردة من اعتدوا على كل القيم وانتهكوا كل المحرمات البشرية العالمية فى ظلال الحروب؟ الأمانات ليست من غنائم الحرب.

Tags: الاستيلاء على ارصدة العدوحصانة الأرصدة المالية

المصدر: جريدة زمان التركية

إقرأ أيضاً:

مناظرة بايدن وترامب.. دفاع مستميت عن “إسرائيل” في الحرب على غزة

يمن مونيتور/ وكالات

دافع الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، عن الكيان الصهيوني المحتل في الحرب والعدوان المستمر على غزة وذلك  في أول مناظرة بينهما قد تُشكّل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.

وانتقد ترمب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وأكد أن “شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ”. وألقى ترمب اللوم على بايدن في تشجيع بوتين على عملية عسكرية في أوكرانيا، نتيجة الانسحاب من أفغانستان، بينما دافع بايدن عن دعمه أوكرانيا بالسلاح وليس بالأموال.

أما فيما يتعلق بالحرب على غزة، فسعى بايدن لترويج خطة وقف إطلاق النار، وشدد على أنه لا يوجد في العالم من يساند “إسرائيل” أكثر من الولايات المتحدة.

وقال “أنقذنا إسرائيل”. وكرر ترمب زعمه أن “حماس لم يكن لها أن تهاجم “إسرائيل” ولا حتى بعد مليون عام” لو كان رئيسًا. وقال عن بايدن: “أصبح وكأنه فلسطيني”، وفق تعبيره.

وفيما يلي أبرز تصريحات جو بايدن خلال المناظرة:

ترامب لا يستحق أن يكون رئيسا. ترامب كان أسوأ رئيس للولايات المتحدة. حتى مايك بنس نائب ترامب لم يؤيده.

دور ترامب في الحدّ من إمكانية الإجهاض أمر فظيع. لدينا أفضل اقتصاد في العالم.

أنت تبالغ وتكذب بشأن الهجرة. أنت شخص مُدان.

حماس هي الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب في غزة. ما زلنا نضغط لقبول حماس بخطة إنهاء الحرب في غزة.

على إسرائيل الحذر من استخدام أسلحة معينة في المناطق المأهولة. أنقذنا إسرائيل، ونحن أكبر داعم لها في العالم.

قمت بتوحيد العالم ضد إيران عندما هاجمت إسرائيل.

أبرز تصريحات ترامب،:

بايدن يترك الحدود مفتوحة لتدمير أميركا. فوزي في الانتخابات سيكون الفرصة الأخيرة لإخراج أميركا من الوحل.

حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد. بايدن تسبب في ارتفاع التضخم وقتل المواطنين السود.

إسرائيل هي التي تريد استمرار الحرب، وعلينا أن نسمح لها بالاستمرار. بايدن أصبح كالفلسطينيين وهو فلسطيني سيئ.

سيتوجب عليّ النظر في ما إذا كنت سأدعم قيام دولة فلسطينية لتحقيق سلام دائم.

نقترب من الحرب العالمية الثالثة بسبب بايدن. العالم يتجه للانفجار بسبب قلة الاحترام لأميركا في عهد بايدن.

المناظرة احتلت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا، حيث قال الإعلامي كارل فاسي إن المفاجأة الكبرى في المناظرة الرئاسية الأميركية لم تكن الأداء السيئ لبايدن، بل في أن يفاجأ أحد بأدائه الضعيف.

أمّا المختص في الشؤون الرقمية حسين نديم، فلخص ما حدث في المناظرة بقوله: “هذه المناظرة محرجة. أحدهما لا يستطيع التحدث بالحقيقة، والآخر لا يستطيع التحدث على الإطلاق”.

أمّا المختصة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث أسال راد، فعلقت بدورها على الجزء المختص بالحرب على غزة من المناظرة. وقالت: “تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم عندما يقتل ما يقرب من أربعين ألف شخص، ويفقد عشرون ألف طفل، ويشرد ويتضور جوعًا قطاع غزة بأكمله، في حين لا يوجد نقاش سياسي فعلي عن كيفية إنهاء ذلك”. كما أشارت إلى استخدام ترمب كلمة “فلسطيني” على ذلك النحو، وعدم قيام بايدن بتصحيح ذلك”.

إلى ذلك، لفت المختص في الجغرافيا السياسية، مارك روس إلى أنه كان يهتم بالسياسة الوطنية الأميركية منذ الثمانينيات، ويعمل في السياسة الوطنية الأميركية منذ التسعينيات، ولم ير في حياته أداء أكثر سلبية من أداء المرشحين في هذه المناظرة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • شباب الصحفيين: 30 يونيو أعظم ثورة أبهرت العالم واعادت شريان الحياة من جديد للمصريين
  • اعتزال العداء كريستوف لوميتر بسبب الإصابة
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي
  • غزة تتمسك بالحياة رغم الألم
  • مناظرة بايدن وترامب.. دفاع مستميت عن “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • المناظرة الرئاسية الأمريكية 2024.. ترامب منتقدا بايدن: «سياسته تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة»
  • جيفرى داهمر.. سفاح التجمع ينفذ جرائمة على طريقة أشهر القتلة المتسلسلين فى أمريكا
  • قاتل متسلسل.. جيفرى داهمر يقتل ضحاياه ويعتدى عليهم بعد موتهم
  • عاجل - المناظرة الرئاسية.. ترامب يشن الحرب على بايدن: "نعيش في جحيم"
  • اليونيسف: السودان يشهد أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم