برشلونة يُنقذ سانشو من «جحيم تن هاج»
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
بعد أن اتخذت إدارة مانشستر يونايتد قراراً نهائياً بالإبقاء على الهولندي إيريك تن هاج مديراً فنياً للفريق في الموسم الجديد، سارعت بعرض الجناح الإنجليزي جادون سانشو (24 عاماً) للبيع، بعد أن انتهت إعارته لبروسيا دورتموند الألماني هذا الصيف، وكان العرض الأول من برشلونة، حيث أبدى الألماني هانسي فليك المدير الفني الجديد إعجابه بالنجم الإنجليزي.
وتم استبعاد سانشو من الفريق الأول لـ «الشياطين الحمر» لما يقرب من 6 أشهر، بعد أن دخل في شجار علني مع تن هاج الموسم الماضي، واضطرت إدارة اليونايتد إلى إعارته في النصف الثاني من الموسم إلى بروسيا دورتموند.
وذكرت صحيفة «سبورت» عبر موقعها الإلكتروني أن مانشستر يونايتد على استعداد لبيع سانشو، لأن تن هاج يرفض وجوده طالما لم يعتذر عما بدر منه تجاهه، وقالت الصحيفة إن اليونايتد حدد 60 مليون يورو «50 مليون جنيه إسترليني» ثمناً لبيعه، غير أن إدارة «البلاوجرانا» أكدت أنها ليست على استعداد لدفع هذا المبلغ الكبير، ما يعني ضرورة أن يفكر اليونايتد في إعارته مجدداً.
وكان اليونايتد دخل في مفاوضات منذ شهرين مع مسؤولي البارسا بشأن إمكانية انتقال سانشو إلى الكتالوني، إلا أن برشلونة رفض الفكرة بعد أن اصطدم بالمبلغ الكبير، الذي طلبه اليونايتد.
وقالت الصحيفة إن بروسيا دورتموند الألماني ويوفنتوس الإيطالي تراجعا أيضاً عن التفكير في شراء اللاعب بسبب سعره الكبير، ويبدو أن فكرة البيع النهائي لسانشو مستبعدة تماماً هذا الصيف، وربما يقتصر أمره على الإعارة، طالما أن تن هاج يرفض وجوده مع الفريق.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر صحفية إسبانية أنه بعد إقالة تشافي هيرنانديز من منصب المدير الفني وتعيين الألماني هانسي فليك بدلاً منه، يفكر النادي في التعاقد مع جناح لتدعيم خط هجومه.
وتردد الحديث عن الكولومبي لويس دياز جناح ليفربول والجناح الإسباني نيكو ويليامز لاعب أتليتك بلباو، غير أن المصادر نفسها أشارت إلى أنه لابد من بيع الجناح البرازيلي رافينيا أولاً قبل التفكير في التعاقد مع أي من هؤلاء النجوم، أما بالنسبة لسانشو، فإن الإعارة قد تكون حلاً، طالما أن التعاقد مستبعد بسبب سعره الكبير، وخاصة في ظل إعجاب فليك به. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مانشستر يونايتد جادون سانشو برشلونة بروسيا دورتموند تن هاج بعد أن
إقرأ أيضاً:
السلام والاستقرار في اليمن لا يصنعه جحيم الطائرات
أكدت سلطنة عمان مجددا موقفها الثابت تجاه التصعيد العسكري في اليمن، محذرة، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، من تداعيات استمرار الخيار العسكري على استقرار المنطقة وأمنها، ومشددة على أن الحلول المستدامة لا تتحقق إلا بالحوار والتفاوض. وموقف سلطنة عُمان ليس وليد اللحظة الآنية إنما هو امتداد لنهج دبلوماسي عريق اختطته سلطنة عُمان مستندا إلى مبادئ سياسية راسخة وخبرة طويلة في إدارة الأزمات الإقليمية وبرؤية تقوم على تهدئة النزاعات بدلا من تأجيجها.
وعلى النقيض من هذا النهج المسؤول، جاء الهجوم الأمريكي على اليمن ليعكس مرة أخرى خطأ الرهان على القوة العسكرية كحل لمشكلات المنطقة؛ فالقصف الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، لا يحل المشكلة التي أراد حلها ولكنه يضاعف الكارثة الإنسانية في اليمن التي مضى عليها قرابة عقد من السنين حتى باتت واحدة من أسوأ الأزمات في العالم.
إن الضربة العسكرية التي تعرضت لها اليمن والتي تأتي في سياق ضربات سابقة شاركت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي تزيد من تصعيد التوترات في البحر الأحمر، فيما كان الأولى من أمريكا التي تقدم نفسها وسيطا في قضية الشرق الأوسط أن تسعى لعلاج الأسباب الجذرية للصراع. فبدلا من توجيه الجهود نحو دعم عملية سياسية شاملة تنهي معاناة اليمنيين، اختارت الولايات المتحدة مرة أخرى نهج الضربات العسكرية، في تجاهل تام لما أثبتته التجارب السابقة من أن القوة وحدها لا تؤدي إلى حل دائم، بل تعمّق الأزمات وتعزز مناخات العداء والكراهية.
ومن الواضح جدا أكثر من أي وقت سابق أن النهج الأمريكي في التعامل مع أزمات المنطقة يتسم بازدواجية المعايير، وهو ما تجلّى في الموقف من الحرب على غزة. فالولايات المتحدة، التي تقدم دعما غير مشروط لإسرائيل رغم جرائمها في القطاع، ترى في أي تحرك مضاد لهذه الجرائم تهديدا يجب سحقه بالقوة. لكن كيف يمكن تبرير مثل هذه السياسة أمام الشعوب التي ترى في هذه الازدواجية دليلا إضافيا على الانحياز الأمريكي الذي لا يمكن أن يكون أساسا لحلول عادلة ومستدامة؟
أظهرت الأحداث الأخيرة أن استهداف الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر كان بمثابة رسالة يائسة إلى العالم، تعكس الإحباط من عجز المجتمع الدولي عن وضع حد لانتهاكات إسرائيل في غزة. وبينما تتجه أمريكا نحو المزيد من التصعيد العسكري في اليمن، فإنها تتجاهل أن معالجة الأسباب الجذرية للأزمات هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، لا القصف ولا فرض العقوبات.
البيان الذي أصدرته سلطنة عُمان يذكر العالم بالسياق التاريخي للأحداث الذي يؤكد أن سياسة الضربات العسكرية لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من التدهور في الوضع اليمني، دون تحقيق أي تقدم نحو الاستقرار؛ ولذلك فإن دعوة عُمان المتجددة للحوار هي أكبر بكثير من موقف سياسي تجاه عملية عسكرية ظالمة على اليمن ولكنها خلاصة تجربة سياسية أثبتت نجاحها في أزمات سابقة، وسبيل وحيد للخروج من دائرة العنف المتكرر.
وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية ليتحرك من أجل وقف الهجمات على اليمن ومعالجة جذور الأزمة، بدلا من الاستمرار في السياسات التي تزيد من المعاناة وتفتح المجال لمزيد من الفوضى. وعلى القوى الدولية، إن كانت جادة في السعي إلى الاستقرار، أن تستمع إلى صوت الحكمة العمانية، وهو صوت العقل والسياسة معا، لأن الطريق إلى السلام لا ينطلق من القصف، بل عبر حل الجذور العميقة للمشكلة وفتح مساحات للحوار وصولا إلى حلول مستدامة.