اقتحمت الحسابات المناصرة لتنظيم الدولة "داعش" عالم الذكاء الاصطناعي بطريقة مثيرة، عبر فبركة صور وأخبار.

وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم، مشاهد وصور تتعلق بعمليات قام بها عناصر "الدولة" وأبرزها الهجوم على قاعة "كروكوس" في موسكو بآذار/ مارس الماضي، وتم نسبة هذه الصور إلى قناتي "الجزيرة" و"سي إن إن".

وتظهر أحد الصور مقاتل من التنظيم وهو يتصفح هاتفه داخل القاعة التي نفذ فيها الهجوم، إلا أن الصورة تبين أنها غير حقيقية، وأنشئت بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي.



وقال "معهد الحوار الاستراتيجي" في تحليل له إن تنظيم الدولة اعتمد على إستراتيجية جديدة، تركز على ترويج الأخبار والصور المزيفة لكسب الانتشار.

"تتجاوز الخوارزميات"
واللافت أن استراتيجية "داعش" الجديدة تجاوزت خوارزميات "يوتيوب" و"فيسبوك" التي تحذف أي محتوى يروج للتنظيم بشكل تلقائي.

وبقيت بعض الفيديوهات المصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي عدة أسابيع على "يوتيوب" و"فيسبوك" دون حذف.

واعتمدت "سي إن إن" المزيفة على نشر فيديوهات تروج لتنظيم الدولة باللغة الإنجليزية، فيما نشرت "الجزيرة" المزيفة فيديوهات مشابهة باللغة العربية.

وعمل القائمون على الحملة على إظهار أنها حقيقية بشكل أكبر، إذ تم تخصيص شريط إخباري متحرك ينشر أخبار التنظيم.




مجرد اختبار
يحاول أنصار التنظيم من خلال فبركة هذه المشاهد إلى اختبار مدى قدرتهم على تجاوز القيود المفروضة على المحتوى الجهادي من قبل منصات التواصل الاجتماعي.

وقال مصطفى عياد، المختص في تحليل النشاط الإعلامي لتنظيم الدولة "إنها المرة الأولى التي نشهد فيها جهدًا منسقًا من قبل وسيلة إعلامية تابعة لتنظيم الدولة لإنشاء هذا النظام البيئي المزيف للأخبار الذي لا يحمل علامة تشير إلى أنه تابع لتنظيم الدولة".

وتابع لـ""معهد الحوار الاستراتيجي": "كان ذلك إلى حد كبير اختبارًا للنظام، والآن يعرفون أين تكمن نقاط الضعف في استراتيجيتهم".

وبحسب عياد فإن ما فعله أنصار التنظيم "في الأساس هو إنشاء هذا النظام البيئي الصغير المزيف من قنوات التواصل الاجتماعي التي تشبه وسائل الإعلام".


تطور عن السابق
بحسب عياد، فإن أنصار التنظيم كانوا يحاولون تجاوز حجب المنصات سابقا بطرق بدائية، عبر تغطية شعار التنظيم ولصق شعارات مثل "نتفليكس" أو "أمازون" بدلا عنه.

وأضاف أن المختلف اليوم هو أن التنظيم قام بالفعل بإنشاء نشرة إخبارية كاملة، مع شريط إخباري، ووضع شعاري "الجزيرة" و"سي إن إن" عليها، وهو ما جعل خوارزميات مواقع التواصل تعجز عن الوصول إليها.

وتابع عياد ""ليس لدي شك في أننا سنرى المزيد من هذا في المستقبل"، مضيفا أن "الذكاء الاصطناعي يسمح لهم بإنشاء رسومات أكثر واقعية للأخبار التي تحاكي العديد من القنوات الإخبارية. سنرى المزيد من ذلك وسيصبح من الصعب أكثر وأكثر التعرف على هذا المحتوى".


"عام عنيف"
بدأ تنظيم الدولة العام 2024 بشكل عنيف، ونفذ هجومين انتحاريين داميين وسط حشود أتت لإحياء ذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، وذلك في محافظة كرمان جنوب شرق إيران، في الثالث من كانون ثاني/ يناير الماضي.

الهجوم الذي أدى إلى مقتل نحو 85 شخصا وإصابة المئات، تبعه إعلان التنظيم عبر المتحدث الرسمي الجديد باسمه "أبي حذيفة الأنصاري"، إطلاق غزوة "واقتلوهم حيث ثقفتموهم"، والتي استمرت 8 أيام في الفترة بين 3 و10 كانون ثاني/ يناير الجاري.

ورصدت "عربي21" تفاصيل العمليات التي أعلن عنها التنظيم، وشملت 12 دولة، هي: إيران، سوريا، العراق، الفلبين، أفغانستان، باكستان، الكاميرون، نيجيريا، النيجر، مالي، الكونغو، موزمبيق.

وأعلن التنظيم خلال الأيام الثمانية هذه عن تنفيذ 110 عمليات، أسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 600 شخص.

ولاحقا، نفذ التنظيم هجوما داميا على مسرح "كروكوس" في روسيا، ما أدى إلى قتل وجرح المئات.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الذكاء الاصطناعي الجزيرة سي إن إن تنظيم الدولة الجزيرة سي إن إن تنظيم الدولة الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی لتنظیم الدولة

إقرأ أيضاً:

"كونغرس الإعلام" يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالصحافة

تناولت جلسة نقاشية بعنوان "ما الذي يؤرقك ليلًا؟" ضمن فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 القضايا الأساسية التي تحرك عالم وسائل الإعلام اليوم بدءًا من التحديات التي تواجهها الصحافة ومصداقية وسائل الإعلام والتحول الرقمي، وصولًا إلى تحديات الأمن العالمي والقيادة الحضرية والمعضلات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وأدار الجلسة محمد العتيبة، رئيس التحرير السابق لصحيفة "ذا ناشيونال" بمشاركة مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة ذا ناشيونال وألكسندرو جيبوي، الأمين العام للاتحاد الأوروبي لوكالات الأنباء ولودوفيك بليشر، المدير التنفيذي، آيدياشن. واستكشفت الجلسة النقاشية أهم القضايا التي تواجه قطاع الإعلام ومنها تراجع ثقة الجمهور، وتحديات الصحافة، ودور الذكاء الاصطناعي، والعلاقة دائمة التطور بين الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية وتناول النقاش تحوّلات المشهد الإعلامي، حيث قدّم المتحدثون رؤاهم حول التحديات والفرص التي يولدها ذلك التحول.

انفصال متنام وأبرز ألكسندرو غيبوي الانفصال المتنامي بين الجمهور والإعلام التقليدي، المدفوع بتراجع الثقة وانخفاض مستويات الإلمام بالإعلام.
وأشار إلى الصعوبات التي تواجه قطاعاً عريضاً من الجمهور في تحديد المصادر الموثوقة، ما يساهم في التأثير المتصاعد لمنصات مثل تيك توك في تشكيل الأحداث الكبرى، ومنها الانتخابات.
ودعا غيبوي المؤسسات الإعلامية إلى الابتكار للتفاعل مع الجمهور الأصغر سناً وتحسين الفهم العام للأخبار، مشيراً لدور أدوات الذكاء الاصطناعي، بما يضم الملخصات الآلية والصوت المولّد بالذكاء الاصطناعي كأمثلة على تكيف وكالات الأنباء مع التغيير.
وناقش لودوفيك بليشر ظاهرة تجنب الأخبار، حيث يتجنب 40% من الجمهور الأخبار بسبب سلبيتها، وانتشار نقص الثقة في الصحافة، لافتاً إلى أن تقصي الحقائق وحده لم يؤدِ إلى إعادة بناء ثقة الجمهور، داعياً للمزيد من الشفافية والتعاطف لإعادة بناء العلاقة مع الجمهور.
وأيد بليشر استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تدعم وتعزز الصحافة دون استبدال المساهمة البشرية، والقى الضوء على التحديات التي تواجه غرف الأخبار الصغيرة في تبني التكنولوجيا الجديدة. تقنيات التزييف وركزت مينا العريبي على بروز تقنيات التزييف العميق، التي تصاعدت بنسبة 900% في عام واحد وغالباً ما تُستخدم في نشر المعلومات المضللة.
وأعربت عن قلقها إزاء ارتفاع تكلفة التكنولوجيا المتقدمة، مما يحد من قدرة وسائل الإعلام الصغيرة على المنافسة وتقديم محتوى عالي الجودة، مشددة على ضرورة الشفافية وسلامة الصحفيين ووضوح القوانين لإعادة بناء الثقة مع إبراز أهمية التفريق بين الصحافة الموثوقة والمحتوى الترفيهي.
واختتم النقاش بتدارس الحلول المحتملة والطريق نحو المستقبل، وأجمع المتحدثون على ضرورة التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومطوري التكنولوجيا والهيئات القانونية لإعادة بناء ثقة الجمهور.

مقالات مشابهة

  • بوكيمون غو استخدمت اللاعبين لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • هل سيتخذ الذكاء الاصطناعي منفردا قرار الحرب النووية قريبا؟
  • "كونغرس الإعلام" يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالصحافة
  • "الذكاء الاصطناعي وحروب الجيل الرابع" لقاء تثقيفي بمركز إعلام الفيوم
  • الذكاء الاصطناعي وحروب الجيل الرابع.. لقاء تثقيفي بالفيوم
  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
  • العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • "أرجوك توقف".. رجل يتوسل إلى الذكاء الاصطناعي بعد مقاطع مزعجة