أزمة المياه العادمة تهدد حياة النازحين وسط قطاع غزة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
تنتشر المياه العادمة بشكل كبير في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي التي تؤوي نحو 700 ألف فلسطيني غالبيتهم نزحوا من رفح، وذلك بسبب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية وعدم توفر وقود لتصريفها، ما ساهم في الانتشار الواسع للمياه العادمة.
وتحرص الفلسطينية أم العبد بعلوشة على مرافقة طفلها والإمساك بيده أثناء خروجه من خيمة العائلة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لمنعه من السير وسط تجمعٍ للمياه العادمة، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
وتعيش أم العبد (43 عامًا) وعائلتها داخل خيمة صغيرة نُصبت خلف محطة تحلية مياه البحر الموجودة جنوب غرب مدينة دير البلح، في منطقة تطفح فيها مياه الصرف الصحي بشكل متكرر، ومحاطة بتجمع لأكوام كبيرة من القمامة.
وأوضحت أنها لاجئة من مخيم جباليا شمال القطاع، وأنها نزحت خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قبل أن تنزح مرة أخرى إلى دير البلح، قائلة: "لم نجد مكانا آخر ننزح إليه من مدينة رفح أقصى الجنوب، مع بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية غير هذه المنطقة، التي تمتاز بقربها من محطة تحلية المياه، لكن الكارثة بدأت تتكشف مع طفح مياه الصرف الصحي".
وأكدت أن الأوضاع المعيشية في المنطقة سيئة للغاية، حيث يتدفق سيل من مياه الصرف الصحي في الشارع المطل على الخيمة وتتكدس أكوام النفايات بجوار الخيام، ما يشكل حالة صحية وبيئية خطيرة.
????بعد تدمير الاحتلال لشبكات الصرف الصحي...#شاهد | انتشار مياه الصرف الصحي (المجاري) بين منازل المواطنين في مدينة دير البلح. pic.twitter.com/ea29nXrhAe — فلسطين أون لايـن (@F24online) April 29, 2024
وأضافت أن "الأطفال في المنطقة لا يستطيعون الحركة أو التنقل بسهولة، إلا برفقة شخص كبير، بسبب ارتفاع منسوب المياه العادمة في المكان وعدم معالجة الأمر من الجهات المسؤولة".
وأبدت خشيتها من تفاقم الأوضاع الصحية والبيئية في المنطقة، وتناقل الأمراض المعدية والمعوية بين النازحين ولا سيما الأطفال أثناء لعبهم في المنطقة المجاورة للخيام.
وتبين الوالدة المرهقة بفعل تعقيدات حياة النزوح والحرب، أن مياه الصرف الصحي اجتاحت خيام النازحين في المنطقة عدة مرات، ما فاقم من معاناة العائلات النازحة.
وأشارت إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض بشكل مخيف في المكان، الأمر الذي يمنعهم حتى من النوم بشكل طبيعي.
وتزدحم مدينة دير البلح بنحو 700 ألف نازح موزعين في 150 مركز إيواء في جميع أنحاء المدينة، وفق رئيس بلديتها دياب الجرو.
أما النازح إبراهيم العيلة (44 عامًا) يشرح الصعوبات والمخاطر التي تواجه العائلة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، واجتياح خيام النازحين بشكل متكرر، وانتشار الحشرات والبعوض والجرذان في المكان.
ويفتقد العيلة وعائلته النازحة من حي التفاح وسط مدينة غزة، العيش في بيئة آمنة ونظيفة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بفعل حالة النزوح المستمر من منطقة إلى أخرى، لكن وضعه في دير البلح هو الأسوأ منذ ترك منزله.
ويقول: "نزحنا من رفح إلى الخيام في دير البلح، والوضع غير صحي ولا مناسب بأي شكل من الأشكال لوجود طفح للمياه العادمة بشكل دائم وتراكم للنفايات بالقرب، وهي تشكل خطر على حياة أبنائنا وأطفالنا وتنشر الأمراض المعدية بيننا".
ويضيف: "نعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وتجمع المياه العادمة ولا أحد تمكن من معالجة المشكلة من بداية الأزمة".
ويشكو العيلة من عدم توزيع مساعدات إغاثية للنازحين في دير البلح منذ اللحظة الأولى لوصولهم، إلى جانب عدم متابعة أوضاع النازحين ومعالجة الأزمات من قبل الجهات المسؤولة.
وبينما كانت الطفلة سونيا العيلة (9 سنوات)، تقف مع والدها فتدخلت قائلة: "الحشرات تنتشر بكثافة طوال الليل وتزعجنا وتمنعنا من النوم، والمياه العادمة تجتاح خيامنا".
وتوضح العيلة أن والدها مصاب ومريض ويعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، مطالبةً بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعودة النازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها.
أمراض معدية
النازح أبو محمود صُبح من مدينة غزة بات يخشى من تدهور الحالة الصحية لأطفاله بشكل لا يمكن السيطرة عليه وذلك بعد إصابتهم بأمراض معدية المنتشرة بكثافة بسبب سيول مياه الصرف الصحي.
ويقول صبح: "أطفالنا الصغار يصابون بالأمراض من الإسهال إلى الأمراض الجلدية المعدية والنزلات المعوية والكبد الوبائي، والوضع ليس بالسهل، بسبب الأمراض والأوبئة المنتشرة في المكان بفعل المكرهة البيئية والصحية، ولم تعالج من أحد".
ويوضح أبو محمود أن عائلته فضلت تحمل تبعات المكرهة الصحية والبيئية والأمراض الناتجة عن ذلك، على البقاء في الأماكن الخطرة القريبة من مواقع التوغل الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، إضافة إلى آلاف المفقودين.
وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المياه العادمة دير البلح غزة فلسطيني فلسطين غزة دير البلح المياه العادمة الامراض المعدية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة میاه الصرف الصحی مدینة دیر البلح المیاه العادمة فی المنطقة فی المکان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: 70% سبة تغطية الصرف الصحي على مستوى الجمهورية
استعرض المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، جهود الدولة ممثلة في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في الارتقاء بمستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي على مستوى الجمهورية، وذلك خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس النواب.
تحسين كفاءة الخدمةوقال وزير الإسكان: «بلغت نسبة تغطية مياه الشرب على مستوى الجمهورية حوالي 99 % بكمية مياه منتجة تصل إلى 30.5 مليون مترمكعب/يوم، أي ما يعادل 11.1 مليار مترمكعب سنويا، من حوالي 3050 محطة مياه شرب، بطاقة تصميمية تصل إلى 43.8 مليون مترمكعب/ يوم، وجار العمل على تحسين كفاءة الخدمة وتنفيذ خطط الإحلال والتجديد لتقليل الفواقد والإسراع في تنفيذ خطط تركيب العدادات، ومن المخطط زيادة الطاقة التصميمة لمحطات مياه الشرب على مستوي الجمهورية بطاقة 4.5 مليون مترمكعب / يوم لتصل إلى حوالي 48.3 مليون مترمكعب / يوم تباعا حتى نهاية عام 2026/ 2027.
وأضاف: «بلغت نسبة تغطية الصرف الصحي على مستوى الجمهورية إلى 70% منها (96% للحضر - 48 % للريف) بإجمالي طاقة تصميمية حالية تصل إلى 18.8 مليون مترمكعب/ يوم وإجمالي طاقة فعلية تصل إلى 15.1 مليون مترمكعب/ يوم، أي ما يعادل 5.5 مليار مترمكعب سنويا، ومن المخطط زيادة الطاقة الاستيعابية لمحطات معالجة الصرف الصحي على مستوي الجمهورية بطاقة 3.5 مليون مترمكعب / يوم لتصل إلى حوالي 22.3 مليون مترمكعب / يوم تباعا، في 2027».
وأوضح الوزير، أنه جار العمل على تنفيذ العديد من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي المتكامل لزيادة نسبة التغطية وتحسين مستوي الخدمات وخاصة في الريف المصري من خلال المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والتي تتضمن أعمال مد وتدعيم وإحلال وتجديد للمرافق القائمة مع عمل التوسعات اللازمة لاستيعاب الزيادات السكانية في نطاق الخدمة.
وأشار إلى تنفيذ العديد من مشروعات الإحلال والتجديد والمد والتدعيم والوصلات المنزلية خلال الفترة من 2014 : 2024، بتكلفة حوالي 27.2 مليار جنيه، بهدف الاستفادة من المرافق القائمة وتحسين مستوي الخدمات المقدمة منها، ويجرى تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد بقيمة حوالي 10 مليارات جنيه خلال الـ3 أعوام المقبلة.
وتناول المهندس شريف الشربيني، جهود الوزارة لخفض فاقد المياه للحد الأدنى، لتعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه، من خلال توفير العدادات المنزلية، والتوسع في تركيب العدادات مسبقة الدفع.