كيف ولماذا نتنازل عن حقوقنا ؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
استكمالا للمقالة الاستقصائية التي كتبها الدكتور هاتف الركابي وانتقد فيها قرار الحكومة العراقية بالتنازل عن استحقاقاتنا التي تقدر باربعة ترليونات دولار عن آثار اليورانيوم المنضب بعد ان اصبحت الكرة في ملعب المحكمة الاتحادية العليا. وبعد ان اعترف المسؤولون الأميركيون أخيراً بأن 320 طناً من اليورانيوم المنضب أطلقوها في العراق، وأشاروا في تقاريرهم إلى تفاصيل الكميات والنقاط المستهدفة، ودورهم الخبيث في إحباط الجهود الدولية لتقييم المخاطر الصحية.
المؤسف له ان هواة الصيد بالصقور، والباحثين عن الكمأ البري يتجولون في الصحراء من دون ان يعلموا انهم يقتربون من اخطر المناطق المشبعة بالإشعاع المميت في مواقع متناثرة من البادية الجنوبية، وفي نقاط التماس مع الحدود العراقية المشتركة مع الكويت والسعودية. .
لقد نشرت وزارة الدفاع الأميركية تصريحات متناقضة بشأن المخاطر التي تفرضها 320 طناً من اليورانيوم المنضب التي أطلقت في العراق، فإنها تتوقع أن كل ساحات المعارك سوف تكون ملوثة باليورانيوم المنضب. آخذين بعين الاعتبار إن خطره على المدى القصير هو السمية الكيميائية. وعلى الرغم من أن اليورانيوم المنضب مشع بنسبة 60 في المائة فقط من اليورانيوم الطبيعي، إلا أن جزيئاته يمكن أن تظل محاصرة في الجسم لفترات طويلة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
وشاهد أحد المفتشين الأوروبيين ان جهاز كشف الإشعاع يسجل نحو 35 درجة ضعف الإشعاع الطبيعي في بعض مناطق القتال جنوب العراق. حيث أظهرت الدبابات القديمة التي اصيبت بقذائف اليورانيوم المنضب مستويات إشعاع أعلى بـ 50 مرة. يقول دوج روكي (Doug Rokke) الخبير السابق في البنتاغون في مجال اليورانيوم المنضب: (لقد كانت ساحة المعركة في حرب الخليج مليئة بالمواد المشعة والسامة، بما في ذلك ذخائر اليورانيوم المنضب، وغيرها من العوامل الكيميائية، والأبخرة المنبعثة من حرائق النفط في الكويت. ويرتبط التعرض لأي من هذه السموم بمشاكل طويلة الأمد سوف يعاني منها العراق). .
وبالتالي كان من المفترض ان نسعى لكسب التعاطف الدولي باعتبارنا من ضحايا اليورانيوم المنضب الذي كان سلاحاً غير مشروع في الهجوم على مدننا، وترك آثاره القاتلة في معظم أزماتنا الصحية التي شهدناها منذ عام 1991. .
ثم جاء قرار الحكومة بالتنازل عن حقوقنا ليمنح البراءة المطلقة للجيش الامريكي. في حين تشترك مختبراتنا في التغافل عن مهماتها في الرصد والفحص والتحليل وتحديد المناطق الملوثة وتحذير الناس من الاقتراب منها. ومع ذلك سوف تبقى مخاطر اليورانيوم المنضب موضع نقاش مرير للسنوات القادمة. .
من هنا نوجه نداءنا إلى منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء مسح تفصيلي لمدة عامين أو ثلاثة أعوام للوقوف على حقيقة تأثير اليورانيوم المنضب. وهذا النداء موجه ايضاً إلى وزارة الصحة العراقية، والى لجنة الصحة النيابية. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الیورانیوم المنضب من الیورانیوم
إقرأ أيضاً:
اختراع صيني مدهش.. استخراج اليورانيوم من البحر بـ"الشموع"
حقق العلماء في الصين اختراقاً بمجال الطاقة النووية، فقد طوروا طريقة جديدة لاستخراج اليورانيوم من مياه البحر باستخدام مكون مدهش، الشمع المستخلص من الشموع العادية التي نستخدمها.
ويتمتع هذا الابتكار بالقدرة على إحداث ثورة في صناعة الطاقة النووية من خلال فتح مصادر غير محدود تقريباً للوقود، وفق موقع "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وتعتمد محطات الطاقة النووية على اليورانيوم لتوليد الكهرباء، ومع ذلك، يقدر العلماء أن احتياطيات اليورانيوم الحالية على الأرض، والتي تعادل 7.6 مليون طن، لا يمكنها دعم الطلب على الطاقة النووية إلا لمدة قرن من الزمان تقريباً.
وتحتوي المحيطات على ما يقرب من 4.5 مليار طن من اليورانيوم ، أي حوالي 1000 مرة أكثر مما يوجد على الأرض، حسبما ذكرت صحيفة، ويمكن أن يوفر هذا الاحتياطي الهائل الطاقة للعالم لأكثر من ألف عام، مما يوفر حلاً مستداماً للطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.
ولكن استخراج اليورانيوم من مياه البحر يمثل تحدياً كبيراً، فاليورانيوم موجود بتركيزات منخفضة للغاية في المحيط، مما يجعل من الصعب عزله بكفاءة، لكن فريق من الباحثين في معهد داليان للفيزياء الكيميائية في الصين، طوروا طريقة جديدة وفعالة من حيث التكلفة لاستخراج اليورانيوم من مياه البحر.
وتتضمن طريقتهم، التي نُشرت في مجلة Advanced Functional Materials، إنشاء حبيبات ماصة خاصة باستخدام مواد متوفرة بسهولة، بما في ذلك شمع الشموع، ويتضمن النهج المبتكر للفريق إذابة بولي أميدوكسيم، وهي مادة معروفة بتقاربها العالي للمعادن، في الماء ثم خلطها بشمع الشموع المذاب.
وبعد التبريد وإزالة الشمع، يتم طحن المادة المتبقية إلى جزيئات هيدروجيل مسامية، والتي وصفها العلماء بأنها "ذات شكل مميز يشبه الجبن".
ويتم بعد ذلك تغليف هذه الجسيمات في حمض الألجينات-بولي أكريليك، لتكوين كرات شديدة الامتصاص يبلغ قطرها حوالي 3 مم، والتي أظهرت قابلية جيدة لإعادة الاستخدام مع انخفاض بنسبة 31.2٪ في قدرة امتصاص اليورانيوم بعد خمس دورات امتصاص متتالية، وفقاً للدراسة.
واختبر الفريق الكرات في الماء المضاف إليه اليورانيوم، وبعد 10 أيام، أظهرت الخرزات كفاءة استخراج تتراوح بين 95.9 و99.5%.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج التي تم الحصول عليها توضح بشكل شامل الإمكانات الكبيرة للكرات أو الخرزات المصنعة لالتقاط اليورانيوم من مياه البحر الطبيعية.