سودانايل:
2025-02-01@05:44:16 GMT

هل للرأسمالية دور في سقوط دولة سنار؟

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

د. محمد عبد الله الحسين

تنطلق هذه الورقة بشكل رئيسي على تحليل الكاتب الأمريكي د. جاي سبولدينق، في كتابه الموسوم (عصر البطولة في سنار) . تهدف هذه الورقة إلى عرض مقاربة سبولدينق حول تأثير الرأسمالية في بنية الدولة والمجتمع، وتغيير النظام الحكم في دولة سنار.
يمكن القول إن إحدى حسنات الكتاب العديدة هو محاولته ربط التحولات في تاريخ السلطنة بالعوامل الخارجية.

وهو بذلك يخالف معظم الدراسات السابقة حول تاريخ السلطنة التي ركزت على التأثيرات الداخلية/المحلية.
فقد قدم سبولدينق تحليلا يتضمن على علاقة السودان بجواره الإقليمي. أي بعبارة أخرى النظر في التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالموضع الجغرافي للسودان، ضمن إطاره الإقليمي.
من ناحية أخرى، يجب التذكير بأن مفهوم (المركزية الأوربية) ليست بعيدة عن هذا الموضوع وعن الكتابات التي استقى منها سبولدينق رؤيته، وهو ما سنشير إليها لاحقا.
في هذا الإطار سيتم تتبع الأفكار التي ألهمت سبولدينق وجهة النظر التي طرحها كانت والتي تتمحور حول التحولات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تأثير ‏الرأسمالية على مجتمع سلطنة سنار المصاحب لاستيلاء الهمج على السلطة وارتباط سنار بالعالم ‏الخارجي.
في سياق تقديم الكاتب لمقاربته فقد عمد إلى طرح فكرته بعد أن تعرض لتناول أيديولوجيا الدولة والحكم، تلك الأداة التي عملت بشكل مباشر وغير مباشر على إضفاء الشرعية على الحكم وأدت بالتالي إلى تثبيت أركان الدولة وإرساء قواعد الحكم.
وقد أمسك الكاتب في تؤدة بالخيوط التي تبرر دفاعه عن فكرته، التي علّلها من خلال قوله بأن (الأخذ بمفاهيم العرب) كان هو الذي أحدث تغييرا في بنية الحكم. وتعبير "مفاهيم العرب" يقصد بها سبولدينق في الغالب "المفاهيم الإسلامية"، وهو التعبير الذي قال به بعض من سبقوه. بالتالي لقد فضل سبولدينق بشكل واعٍ، ألا يسلك هذا المنحى. قد يكون ذلك لربما ابتعادا عن التذكير بمقاربات سابقة، ربطت بين فشو الرأسمالية في المجتمع والأخذ برؤية جديدة لتأويل الدين. ولا بد أن نشير هنا إلى دراسة "ماكس فيبر" المبتكرة الواردة في مؤلفه الشهير (الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية). وهو الكتاب الذي أشار فيه إلى أن الأخلاق المستمدة من البروتستانتية هي التي أدت ساعدت إلى تعزيز الروح الرأسمالية في المجتمع.
ولابد هنا من التنويه إلى أن جاي سبولدِنق قد اشار في مؤلفه لارتباط فكرته بتأثير المفاهيم الإسلامية أو مفاهيم العرب بكتابات كل من مكسيم روبنسون، مؤلف "الرأسمالية والإسلام" (1966)، وبيتر غران هو صاحب مؤلفات:(الجذور الإسلامية للرأسمالية، مصر 1840-1760 وكتابه (صعود الأغنياء: رؤية جديدة للتاريخ العالمي)
قد تكون الكتابات السابقة مهدت السبيل أو الفكرة لمؤلف الكتاب الذي حاول استخدام المنهج الذي استخدمه كتابياً سابقون، استلهاماً منه لتحليل تأثير الرأسمالية الغربية على مصر العثمانية وتطبيقه على دولة سنار لتفسير التغيرات التي حدثت عقب استيلاء الهمج على كرسي السلطنة. وكما فعلت من قبل الدراسات السابقة التي استلهم منها الكاتب الفكرة هو إظهار الدور الذي قام به رجال الدين في المنظومة الاقتصادية والإدارية للدولة عقب سيطرة الهمج. وذلك في مضاهاةٍ من المؤلف ومقارنة أسباب هذه التغيرات مع التغيرات التي حدثت في مصر العثمانية، وذلك من خلال إعادة تفسير النصوص الدينية. وقبل ذلك بالطبع تأثير كتاب ماكس فيبر الرائد للسابقين واللاحقين حول نفس الموضوع.
هناك نقطة مهمة تتعلق بموضوع هذه الورقة بشكل مباشر غير مباشر، وهو الجدل الدائر حول فكرة “المركزية الأوربية"، القائلة بتفوق الغرب مقابل تخلف الشرق. يتضمن مسار الجدل حول “المركزية الأوربية" الانقسام حول الموقف. فهناك من يؤيد هذا الرأي إقرارا بتقدم الغرب، وهناك من يقر به ويحمله أوزار تخلف الشرق واستغلال موارده، في المقابل هناك فئة تنكر الاعتراف بمقاربة المنهجية المركزية وتعمل على دحضها. من أكبر القائلين
وفي هذا السياق نجد أن من بين القائلين بنفي فكرة المركزية الأوربية من يستدلون في ذلك باستنتاجات من خلال تاريخ مصر العثمانية في الفترة بين منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر. من بين هؤلاء المؤرخ الأمريكي بيتر غران في مؤلفيَّه المشار إليهما أعلاه وهما كتاب (الجذور الإسلامية للرأسمالية)، وكتاب (صعود الأغنياء). من الواضح أن كتابات بيتر غران تحاول أن تقلل من قيمة المركزية الأوربية لتفسير دور الرأسمالية في تخلف الشرق من خلال نزح موارده..وذلك موضوع ستتم مناقشته في مقال منفصل.
السؤال المتعلق بمقالي هذا، هو: إلى أي مدى يرتبط تحليل سبولدينق حول تأثير الرأسمالية في إحداث التغيير في دولة سنار في نسختها الأولى(الأونسية) بالجدل الدائر حول مفهوم المركزية الأوربية؟
mohabd505@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الرأسمالیة فی من خلال

إقرأ أيضاً:

عاجل | هل تدخل "بيتكوين" في احتياطيات البنوك المركزية ؟.. مسؤول يجيب

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إنه من غير المحتمل أن تختار أي دولة في الاتحاد الأوروبي إضافة “بتكوين” إلى احتياطياتها النقدية.
وردًا على تعليقات نظيرها التشيكي، أليس ميشيل، بأن مؤسسته ستنظر في الأمر، أبدت لاغارد شكوكًا حيال مثل هذه التصريحات، قائلة إن العملة المشفرة لا تلبي المعايير التي يطلبها صناع السياسة النقدية سواء في البنك المركزي الأوروبي أو أي دولة أخرى في التكتل.
 

وقالت لاغارد للصحفيين في فرانكفورت: “أنا واثقة” من أن “بتكوين لن تدخل احتياطيات أي من البنوك المركزية للمجلس العام” للبنك المركزي الأوروبي.
جاءت تصريحات لاغارد بعد قرار المسؤولين بخفض أسعار الفائدة، وألمحت إلى أن الأمر لم يُطرح في اجتماعاتهم هذا الأسبوع فحسب، بل أثار أيضا تبادلًا لوجهات النظر مع براغ. وتجدر الإشارة إلى أن جمهورية التشيك عضو في الاتحاد الأوروبي، ولكنها ليست عضوًا في منطقة اليورو.
 

كيف يرى المركزي الأوروبي “بتكوين”؟
 

قالت لاغارد” “أعتقد أن هناك عقيدة سائدة بمجلس المحافظين، وعلى الأرجح المجلس العام أيضًا، مفادها أن الاحتياطيات يجب أن تكون سائلة، وآمنة، وخالية من شبهات غسل الأموال أو أي أنشطة إجرامية أخرى”.
 

أليس ميشيل قال لصحيفة “فايننشال تايمز” هذا الأسبوع إنه من المتوقع أن يناقش مجلس إدارة البنك الوطني التشيكي مقترحًا لشراء “بتكوين”، وأنه من المحتمل أن تمثل 5% من احتياطياته.

 

ونشر بعد ذلك على موقع “إكس” أن الأمر “في مرحلة التحليل والمناقشة فقط”، ويوم الخميس أعرب وزير المالية التشيكي عن “شكوكه” بشأن مثل هذه الخطوة.

 


وقالت لاغارد: “أجريت محادثة جيدة مع زميلي من جمهورية التشيك، وأترك ​​له الأمر لإصدار أي إعلان يريده. لكنني واثقة من أنه مقتنع -مثلنا جميعًا- بضرورة وجود احتياطيات سائلة وآمنة ومأمونة”.
 

يأتي تشكيك لاغارد في فترة تحظى “بتكوين” بتدقيق مكثف، إذ سجلت أعلى مستويات سعرية لها على الإطلاق في وقت سابق من هذا الشهر مع دخول الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، مستفيدة من وعوده بتشريعات أكثر ودية للقطاع، ودعمه فكرة إنشاء احتياطي وطني استراتيجي من العملة المشفرة.
 


كما طُرحت فكرة إدراج “بتكوين” ضمن احتياطيات البنك المركزي الشهر الماضي من قبل وزير المالية الألماني السابق كريستيان ليندنر.
 

ومع ذلك، وصف اثنان من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، في صحيفة “إف إيه زد” (FAZ)، هذا الاحتمال (أي بإدراج العملة المشفرة ضمن الاحتياطيات) بأنه “غير مقنع”، وأشاروا إلى تقلب سعر الأصل باعتباره خطرًا محتملًا على المصداقية. وفي الوقت نفسه، رفض رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناجل، بتكوين وأمثالها ووصفها بأنها “زهور التوليب الرقمية”.
 

وقال لـ”بلاتو بريف” (Platow Brief): “يجب أن تكون الأصول الاحتياطية آمنة وسائلة وشفافة”، و”بتكوين ليست أيًا من هذه الصفات”.


وفي سويسرا المجاورة، بدأ الناشطون في جمع التوقيعات لفرض إجراء تصويت وطني حول ما إذا كان الدستور أن يطلب من البنك الوطني السويسري إضافتها إلى احتياطياته، بنفس الطريقة التي يفرض بها حيازات الذهب. ورفض رئيسه، مارتن شليغل، الأصول المشفرة في نوفمبر ووصفها بأنها “ظاهرة متخصصة”.

مقالات مشابهة

  • المانيا تقرر استمرار بحريتها ضمن المهمة الأوربية في البحر الأحمر
  • الإصلاحية المركزية بحجة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد القائد
  • تفاصيل اجتماع اللجنة المركزية لفتح في رام الله
  • عاجل | هل تدخل "بيتكوين" في احتياطيات البنوك المركزية ؟.. مسؤول يجيب
  • في أوّل زيارة لزعيم دولة عقب سقوط «الأسد».. أمير قطر يصل دمشق
  • أمير قطر يصل سوريا.. أول زعيم عربي يزور دمشق بعد سقوط الأسد
  • أول زيارة لزعيم دولة منذ سقوط الأسد.. أمير قطر يصل دمشق
  • مصادر رسمية تكشف للجزيرة نت خطة الدعم السريع العسكرية
  • من رماد الرأسمالية.. هل يولد عصر جديد؟
  • تفاقم معاناة نزلاء الإصلاحية المركزية بعد ايقاف مخصصاتها في شبوة