تأملات
كمال الهِدَي
أخواتنا وأهلنا يعانون الأمرين في معسكرات النزوح باثيوبيا، ولا أدري لماذا تتأخر كافة الأطراف في غوثهم..وأين علاقات د. حمدوك مع هذه الجارة تحديداً، وماذا عن المنظمات التي يتعامل معها جُل السياسيين السودانيين، وتقدم لهم التسهيلات، بل والرواتب الضخمة لعدد منهم، دون أن نعرف لهم دوراً فاعلاً في تخفيف معاناة أهلهم، فالمعاناة لا تُخفف بالخطب الرنانة ولا بالندوات والإجتماعات فقد شبع السودانيون لحد التخمة من النتظير الفارغ.
(أثيوبيا يا أخت بلادي) مش ده كان كلامكم!! ... شعب عجيب... عندما كنا ننتقد ود لبات العميل الكبير كُنا نُهاجم، وحين كتبنا أن العالم الخارجي لن يفعل شيئاً من أجل سواد عيوننا وأن علينا أن نحرس ثورتنا من الداخل ونحافظ على زخمها، ظللنا نسمع عبارات من شاكلة " حمدوك صاحب ثقل دولي والعالم يحترمه ويُفرش له السجاد الأحمر"، وحين كتبنا مراراً عن ضعف وتخاذل وزير الإعلام فيصل وكيف أن ملف الإعلام سيضيع هذه الثورة إن لم يُسند لرجل قوي ظل أقرب الأصدقاء يلوموننا ويقولون لنا " الرجل نزيه وثوري فأمنحوه الفرصة بدون نقد"، ووقت أن كنا نذكر الثوار بأن مهمتهم ليست حماية المخابز والدقيق وأن عليهم أن يركزوا على شغل السياسة حتى لا يتلاعب بثورتهم الأوغاد، كان الرد جاهزاً " الثورة دي محروسة يا أستاذ فلا تقلق والشباب فاهمين شغلهم"، وحين نبهنا لخطورة ما كان يُحاك في جوبا قيل لنا" السلام سمح ومافي عاقل برفضه" وها أنتم ترون إلى أين وصلنا... والأزمة في أننا لم نتغير أو نتعظ بعد كل هذه الأخطاء التي أنتجت الكوارث التي نعيشها اليوم.
كمال الهِدَي
kamalalhidai@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: معاناة غزة جرح غائر في جسد العالم العربي.. ورفض التهجير عقيدة |خاص
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن موقف مصر من القضية الفلسطينية تجسيدا أصيلا لما اختطه الضمير المصري على مدار تاريخه، فمصر لم تكن يوما غائبة عن وجدان هذه القضية، بل ظلت حاضرة بقلبها وعقلها وقرارها، منحازة دوما للحق الفلسطيني، ومدافعة عن حقوق الشعب الشقيق، انطلاقا من ثوابت قومية راسخة، ومبادئ إنسانية لا تتغير، ويقين عميق بأن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من أمن الأمة كلها، وأن معاناة غزة ليست شأنا محليا، بل جرحا مفتوحا في جسد العالم العربي والإسلامي.
وأضاف الوزير في تصريحات خاصة لـ “ صدى البلد” الموقف المصري من الأحداث الأخيرة في غزة ما هو إلا امتدادا طبيعيا لتلك المسيرة المشرفة، حيث تصدرت مصر المشهد بكل مسئولية وشجاعة، ورفضت منذ اللحظة الأولى كل أشكال العدوان على المدنيين، وأعلنت صراحة رفضها التام لسياسة القتل الجماعي، والتهجير القسري، واستهداف الأبرياء، فكانت صوت العقل في زمن التهليل للدم، وكانت كلمة الحق في لحظة عجز فيها الكثيرون عن الصدوع بالحقيقة، فاختارت مصر أن تكون كما كانت دوما دولة المبادئ، دولة الشرف في زمن عز فيه الشرف؛ لا دولة المصالح الضيقة.
وفي الوقت ذاته، لم تنس مصر أن البعد الثقافي والديني في هذه القضية لا يقل أهمية عن بعدها الإنساني والسياسي، فأعلت من صوت العقلاء، وحذرت من استغلال المأساة لتأجيج التطرف أو تأليب النفوس، داعية إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، وإلى وعي يفرق بين المواقف النبيلة، والمزايدات الرخيصة، وبين التضامن الحقيقي، والمتاجرة بآلام الضحايا.
واختتم الوزير تصريحه على المستوى الشخصي، فإنني لا أترك مناسبة ولا لقاء في الداخل أو في الخارج إلا أعلن فيه -بلا مواربة- التأييد التام لموقف الدولة المصرية الذي هو موقف رسمي وشعبي موحد، وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.