سودانايل:
2024-12-22@14:43:51 GMT

الخروج من المتاهة

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

الخروج من المتاهة ..

• تزداد كل يوم أزمتنا الوطنية تعقيدا ..ونحنا فى غينا سادرون .
•تتمدد نيران الحرب بأرض الوطن الممتدة وتأكل العرض والقيم قبل الأنفس و الثمرات والبنية التحتية .
• ونحن جميعنا ضالعون بالصمت المريب ،أو خائضون فى جدالنا العقيم، وخطاب بث الكراهية اللئيم .


• وتمرر الأجندة بغباء أو غفلة ويصب الزيت على حطب حريق الوطن .
• والإنفلات ،والشتات، والفوضى الخلاقة، اسماء لأمراض قاتلة تصيب الاوطان ،جراثيمها موجودة داخل خلايا وطننا ،وأخرى مصنوعة ، تؤجج فتنتها فئة متطلعة ،ويشعلها الأغبياء، ويدفعون بها ، البلد إلى المحرقة .
• و يتبضعون بكلمات ذات سر عاطفى باتع أفئدة البسطاء ، العزة ،الكرامة ، وما يتبعها من جغم ..تثيره إقاعات الجلالات والفنانات (بل بل غيرو مافى حل لى الله بتمش جوك ملوك القل ..تاح تاح تحسم بالسلاح).
• والحكامات والبوشان من الطرف الآخر وما يتبعها من طقيع ..(والساير عطية والمقيم حيماد ،الدخان البتلتل داك راشد الولاد ). وكأنهم يعودون بنا مئات السنين إلى الوراء إلى زمن حرب ناقة العريقى فنّة.
• و يجسدون الواقع الأليم بتقليد أصوات الحمير والغنم والكلاب عند الأسر المتبادل .
• وهذا حصاد الجهل المدقع والقبلية المنتنة وإسناد الأمر لغير أهله .
• وبالتعليم منذ الابتدائى نعرف أن الأقوام فى سيرها لا تعطف على ساقط فى الطريق ..وأن فى الحرب السقوط المريع ..
• و المغتصب الأكبر هو الذى يركب مشاعر هؤلاء البسطاء الوطنية والقبلية والدينية و يحمس شياطين الموت داخلهم ويجعلهم حطب حريق لدمار الوطن ليجلس على تلة رماده ، وهو لا يدرى أنه مجرد كراع كديس ،بعالم اليوم الغميس .. وان أحلام الحسم بالسلاح التى لا تتحقق ، هى سبة فى جبين الحكمة، وطعنة فى ضمير الإنسانية، و مضيعة للأوطان و مهلكة للأنفس المسلمةالتى زوال الكعبة أهون عند الله من قتلها بدون وجهه حق ..
• وإذا كان للسلاح حسم ، لما تقطع الوطن من أطرافه ، وان كانت وعود العسكر سخية، لصلى البشير الجمعة فى كاودا ، قبل سنوات عديدة ، وما تم فض الاعتصام ،ولا ضحت الجزيرة الخضراء بأرواح بنيها النضرة ،وهى ترزح تحت وطأة عبث الجنجويد، والدنيا ايام عيد.وكان منى اركو فى عالم البرزخ.
• بداية الخروج من مأزق الوطن الراهن هو إندياح الوعى الشعبى العريض فى كل مسام الوطن المهيض .
• وإلمام عامة الناس بحقيقة الأشياء ودوافعها من واقعها المعاش الذى يمشى بين الناس و يهرى الفشفاش فعلا مستشريا و كناية بأزخة ..
• وان لا يرى المواطن البسيط حال الوطن من خلال أقنعة الزيف بإعلام الضلال وخداع خطب الساسة و دراريب المتحاربين الفرقاء الذين كانوا أحباء.. وربما يعودون على أشلاء الضحايا لحالة العشق المصلحى .
• و سيطول إنتظار تحقيق أحلام. التفكير بالتمنى الذى يدثر أبواق الحرب وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين.
• وبين أبناء الوطن ، علماء أفذاذ، ورجال دولة ثقات ، لو أقسموا على الله لأبرهم. يتدثرون بالصمت و الانذواء ،آن أوان تصديهم لإخراج الوطن من وكر الضباع .
•وأن لا يتركوا التصدى لشأن الوطن تحت رحمة من يبيعون الظلم فى الطرقات بإسم الله ،وخفافيش الظلام والوجوه العطنة التى تتسيد المشهد العام فى السياسة والإعلام ، وأوردت الوطن لجب الضياع .
• وعلى الماسكين لأطراف اللجام مراعاة أن وجع الثكلى من الأمهات والأرامل والأيتام فجيعة القهر و الإغتصاب والسلب والنهب و مآسى السودانيين فى دول اللجوء و رواكيب النزوح لن تتوقف الا بتوقف الحرب .
• وان من يدفعونهم للمزيد من القتل والتدمير لبنى الوطن التحتية المتبقية و نسيجه الإجتماعى المنهك ،لن يحققوا لهم غاية ولن يشفعوا لهم يوم لا تملك نفس لنفس شيئا..
فأكبح جماح نفسك كن حكيم
أيقظ مكامنك الخبيئة كن رحيم
الشجاعة أن تقى شعب عظيم
حربك الرعناء و الخطر الجسيم
فأخرج من متاهتك القميئة وأستقيم  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة  : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.

وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».

فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.

دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.

الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد :  »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».

وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.

الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ  :   »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».

ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.

ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.

قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.

علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.

مقالات مشابهة

  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • كتابات تتحدى الحرب: ثورة 19 ديسمبر او اين ذهب الوطن
  • خريس: لتعزيز التماسك الداخلي من أجل الخروج من أزمتنا
  • القانون للضعفاء
  • 7 فئات يظلهم الله يوم القيامة.. ومنهم فئة لن تخطر ببالك
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • وكيل وزارة الأوقاف: بناء الأجيال مسؤولية كبيرة وأمانة في عنق الجميع «فيديو»
  • الرقيب جل جلاله
  • الغضب الأعمى