سودانايل:
2025-03-11@16:22:58 GMT

الكتابة في زمن الحرب (28): عن الامل واليأس

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

الكتابة في زمن الحرب: عن الأمل واليأس

(إذا كان الأمس ضاع..فاليوم بين يديك، واذا
كان اليوم سوف يجمع اوراقه ويرحل فلديك
الغد.. لاتحزن على الغد فهو لن يعود..ولا تأسف على اليوم وهو راحل وأحلم بشمس
مضيئة في غدٍ مشرق) لقائله

استوقفتني كلمات قالها المفكر و السياسي المصري مصطفى كامل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" وكما ترون ياسادتي انها كلمات تحمل في طياتها رسالة قوية عن الأمل والمثابرة.

كما ان في معناها أن الأمل دائمًا موجود طالما نحن على قيد الحياة، وأنه لا يمكن أن نعيش حقًا إذا استسلمنا لليأس. إنها دعوة للاستمرار في الكفاح وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف صعبة.يجب علينا التمسك بالأمل لانه سوف يمنحنا القوة لنواجه التحديات والصعاب بجرأة وثقة.

ولكن قبل ان نخوض في هذا الموضوع لننظر اولاً الي المعنى الحقيقي لليأس..يعرف علماء النفس اليأس بعدة تعريفات منها:
خيبة الامل وابتعاد الاخرين منك، الوحدة والإحساس الشديد بالعزلة، ثم المعاناة الشديدة عقلياً كانت او جسدية، التفكير فيما
هو اتٍ وتوقعات الفشل وعدم الاستقرار النفسي العاطفيّ، معاناة الحروب والكوارث وفقدان الاحبة وخيبات الأمل في العلاقات الإنسانية كل تلك هي مسببات اليأس..

اكيد ان تحقيق الأمل يتطلب مجموعة من الخطوات والممارسات التي يمكن أن تساعد الفرد على الحفاظ على نظرة إيجابية والسعي نحو تحقيق أهدافه. واليكم بعض الطرق لتحقيق الأمل:

1.تحديد الأهداف:
أولاً عليك وضع أهداف واضحة ومحددة يمنحك اتجاهًا للعمل نحوه ويساعدك على البقاء متحمسًا. الأهداف تساعدك على التركيز وتجنب التشتت.

2.التفكير الإيجابي:
حاول التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وتجنب التفكير السلبي. التفاؤل يمكن أن يغير طريقة رؤيتك للأمور ويزيد من قدرتك على التحمل. الإيجابية تجذب الفرص وتحسن من نوعية الحياة.

3.المرونة:
القدرة على التكيف مع التغييرات والتحديات تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة وتبقيك على الطريق نحو تحقيق أهدافك. المرونة تتيح لك التعامل مع المفاجآت والضغوط بثقة وهدوء.

4.الدعم الاجتماعي:
احط نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين. الأصدقاء والعائلة يمكنهم تقديم الدعم المعنوي والمساعدة عند الحاجة. الدعم الاجتماعي يعزز من قوتك النفسية ويساعدك على الشعور بأنك لست وحدك.

5.التعلم من الفشل:
انظر إلى الفشل كفرصة للتعلم والنمو بدلاً من اعتباره نهاية الطريق. كل تجربة تقدم درسًا يمكن أن يساعدك في المستقبل. الفشل هو مجرد خطوة على طريق النجاح، ومع كل فشل نتعلم المزيد ونتقدم نحو أهدافنا.

6.المثابرة:
جدير بنا أن نعلم أن العمل الجاد والمثابرة هما مفتاحا النجاح. يجب علينا أن نستمر في المحاولة ولا نستسلم بسهولة. فالفشل هو بداية الطريق الصحيح للنجاح كما أشرنا سابقاً. المثابرة تعني الإصرار على تحقيق الأهداف رغم الصعوبات.

7.الرعاية الذاتية:
لابد من اعتناء الإنسان بنفسه جسديًا ونفسيًا مما يضمن له أن يكون في أفضل حالة ممكنة لمواجهة التحديات. كما ان الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية يعززان من قدرتك على التحمل والعمل بفعالية.

8.التخطيط والتنظيم:
من أهم الأشياء المساعدة هي أن يعمل الإنسان على وضع خطة عمل وتنظيم وقته وموارده، مما يمكن أن يساعد في تحقيق أهدافه بكفاءة. التخطيط الجيد يوفر الوقت والجهد ويزيد من فرص النجاح.

9.التحفيز الذاتي:
حافظ على تحفيزك الداخلي من خلال تذكير نفسك بأسباب وأهمية تحقيق أهدافك. اقرأ كتب التحفيز وشاهد مقاطع فيديو ملهمة.

10.التأمل والشكر:
خذ وقتاً للتأمل في حياتك وما حققته حتى الآن. ومعلوم ان ممارسة الشكر يمكن أن تزيد من سعادتك وشعورك بالرضا، مما يعزز من أملك. والشكر والثناء مفتاحي القلب..ولكن
حريصين عليهما..

من خلال اتباع هذه الخطوات، يمكنك تعزيز شعورك بالأمل والتقدم بثبات نحو تحقيق طموحاتك. الأمل هو الوقود الذي يحركنا نحو مستقبل أفضل، وهو القوة الدافعة التي تجعلنا ننهض كلما تعثرنا.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر

وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.

الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع

يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟

معضلة السلطة الصفرية

الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"

التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي

لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.

الانقسامات الداخلية وخطر التفكك

مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟

الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة

تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.

غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية

كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.

"لا للحرب" وحدها لا تكفي

في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟

mkaawadalla@yahoo.com

محمد خالد  

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتلاعب بأرواح مرضى الفشل الكلوي في غزة
  • تأخير العلاج الهرموني لسن اليأس.. مخاطر صحية يحذر الأطباء منها
  • هذا هو الفشل الأكبر لـالدعم السريع
  • نصر العاشر من رمضان.. حرب المعلومات ساهمت في تحقيق عنصر المفاجأة في العبور
  • الجيش السوداني يعلن تحقيق تقدم كبير في «النيل الأبيض»
  • تحالفات الفشل في السودان
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
  • نازحات في يومهِنّ!!