دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتميز كل إطار في الصور الـ32 التي تزين كتابًا جديدًا بعنوان "Women Prisoner Polaroids" (صور فورية لنساء سجينات) للمصور جاك لوديرز-بوث، بطابع حميمي. 

وترتدي النزيلات ملابسهن الخاصة في زنزانات مزينة بأغراض شخصية، حيث يمكن رؤية إحدى السجينات وهي تتصفح السيرة الذاتية للمغني ميك جاغر، بينما صُورت أخريات وهنّ يحتضنّ صديقاتهن .

 

وتتمتع الصور بأجواء دافئة لا تتوفر في السجون عادةً.

صُمِّم معهد فرامنغهام الإصلاحي في ولاية ماساتشوستس بأمريكا ليبدو كمنزل. Credit: Jack Lueders-Booth

وقال لوديرز-بوث لشبكة CNN في مقابلةٍ عبر الفيديو، عند حديثه عن الأهداف المبكرة للسجن في ولاية ماساتشوستس الأمريكية: "أصرت ميريام فان ووترز، المشرفة الأولى بمعهد فرامنغهام الإصلاحي في ماساتشوستس (في عام 1932)، على عدم استخدام هذه الفترة المؤسفة في حياتهنّ لتشكيل هويتهنّ".

وأضاف: "لتعزيز ذلك، حاولت جعله (السجن) يبدو وكأنّه منزل. ولهذا السبب (عندما كنت هناك) ارتدت النزيلات ملابس منزلية، ولم يرتد حراس السجن زيًا رسميًا أيضًا. وكان الكثير منهم في عمر مشابه للسجينات، وكان العديد منهم يدرسون العدالة الجنائية في جامعة نورث إيسترن بأمريكا.

كان هدف المعهد تقليل الآثار النفسية الناجمة عن السَّجن. Credit: Jack Lueders-Booth

تم إنشاء السجن في عام 1878 كمرفق إصلاحي يحبس النساء بسبب جريمة إنجاب الأطفال خارج إطار الزواج، وبحلول السبعينيات من القرن العشرين، احتُجزت نزيلاته بتهمة السرقة من المتاجر، والعمل الجنسي، أو لمشاركتهن في جرائم أخرى.

وكانت المنشأة في ذلك الوقت موقعًا للعديد من تجارب إعادة التأهيل، وهو جهد يهدف إلى تقليل الخسائر النفسية الناجمة عن السَّجن.

الثقة ببعضهن البعض قام المصور جاك لوديرز-بوث بتدريس التصوير الفوتوغرافي للسجينات بين عامي 1977 و1984. Credit: Jack Lueders-Booth

في البداية، توجّه لوديرز-بوث إلى السجن في عام 1977 لقضاء عام واحد فقط في إدارة دورة للتصوير الفوتوغرافي كجزء من أطروحة الماجستير الخاصة به في كلية الدراسات العليا للتعليم بجامعة هارفارد.

وقال المصور: "كانت لدي أفكار محددة حول ما أردت القيام به، أي تعليم التصوير الفوتوغرافي للأشخاص في منشآت السجون، كوسيلةٍ لرفع الروح المعنوية وتعليمهن مهارةً ما".

إلى جانب عرض الصور، يتضمّن كتاب لوديرز-بوث أيضًا التاريخ الشفهي للسجينات. Credit: Jack Lueders-Booth

وتلقى الدعوة إلى معهد فرامنغهام الإصلاحي في ماساتشوستس بمحض الصدفة، حيث ترأس أستاذ آخر بجامعة هارفارد مشروعًا للفنون في السجن، وصادف أنّه كان يبحث عن شخصٍ لإطلاق دورة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي.

ورافقته ابنته لورا، التي بلغت من العمر 18 عامًا، للمساعدة في منحه "مستوى من المصداقية"، على حدّ تعبيره.

يحتوي الكتاب على 32 صورة. Credit: Jack Lueders-Booth

ومُنِح لوديرز-بوث ممرًا من الزنزانات القديمة لإدارة برنامجه، وقام الثنائي بتحويله إلى مجموعة من الاستوديوهات والغرف المظلمة.

 تضمنت ورشات العمل 10 نساء تقريبًا في كلّ مرة، حيث بدأت المجموعات بإنشاء صور "photograms"، وهي عبارة عن مطبوعات فوتوغرافية تُوضع على أوراق الصور الفوتوغرافية، قبل تعريضها للضوء.

ومن ثم تعلمت المجموعة كيفية التقاط صور "البورتريه".

وقال المصور الفوتوغرافي: "أصبحنا نثق ببعضنا البعض في غضون أشهر. لقد وثقن بأنني كنت هناك لمساعدتهنّ"، موضحا أنّ الصور الفورية (بولارويد) التي التقطها، إلى جانب سلسلة أخرى من الصور بالأبيض والأسود، لم تكن مقصودة. 

في عام 1980، وبعد حصوله على زمالتين متتاليتين مع شركة الكاميرات الفورية، تمكن  لوديرز-بوث من الحصول على كمية لا نهائية من أشرطة الأفلام.

يرى المصور أنّ النساء في السجن كنّ ضحيةً للظروف. Credit: Jack Lueders-Booth

بعد ذلك، بدأ المصور الفوتوغرافي في صنع ما وصفه بـ"أهم مشروع قمت به في حياتي ربّما. لقد كان أمرًا مجزيًا ورائعًا"،  حيث بقي في فرامنغهام لسبع سنوات، ولم يختم ورش العمل الخاصة به إلا في منتصف الثمانينيات.

وبحلول ذلك الوقت، أصبح المصور الفوتوغرافي عضوًا مرحبًا به بين الموظفين والسجينات على حدٍ سواء.

وقال لوديرز-بوث: "على مرّ الأعوام، كانت الصور التي التقطتها تُعلّق على جدران السجن كجزء من مجموعات الصور الخاصة بهن، وهو أمر مجزٍ للغاية. شعرت أنني أساهم بشيء ما، وكان ذلك مهمًا".

وتابع قائلاً: "ظلّت النساء والطبيعة الاستثنائية لحياتهنّ تجذبني للعودة إلى السجن مرة أخرى"، مؤكدًا أن "الأمر أصبح بمثابة توعية حول هذا السجن، وظلم النظام أيضًا.. لذا بدأت أقدّر الإنسانية فيه، وكان هذا أكبر شيء حقًا، وحقيقة أنّ هؤلاء النساء كنّ ضحيةً للظروف إلى حدٍ كبير".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التصوير فنون فی عام

إقرأ أيضاً:

لطيفة بنت محمد تُكرِّم الفائزين بدورة “الاستدامة”


شَهِدَت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، مساء أمس الثلاثاء، الحفل الختامي للدورة الثالثة عشرة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي التي حَمَلَت عنوان “الاستدامة” والذي أقيم في “متحف المستقبل” في دبي.

وأكدت سموّها أن دبي تحوّلت بفضل رؤيتها المستقبلية المتفرّدة إلى حاضنة للمبادرات المبتكرة والجوائز العالمية التي جعلت منها مصدراً للإلهام وملتقى للمبدعين والكفاءات المميزة في كافة المجالات، لافتةً إلى أن “جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي” تعكس جوهر الإمارة المُلهِم وتنوّعها الثقافي، وقوة مشهدها البصري والإبداعي.

وقالت سموّها: “تُجسّد الجائزة بفئاتها المتنوعة تطلّعات دبي الطموحة وريادتها، وتُعزّز مكانتها على الخريطة العالمية وجهةً جاذبة للمصورين والمبدعين، كما تبرز قدرة الإمارة على بناء جسور التواصل بين الشعوب والمجتمعات الإنسانية، حيث تُكرّم أصحاب المواهب الذين تمكنوا عبر أعمالهم الإبداعية من سرد قصص ثقافات العالم وتوثيق عادات وتقاليد الشعوب، وتقديم رسائل مهمة تعبّر عن المجتمعات وتراثها، ما يسهم في الارتقاء بمبدعي التصوير في الإمارات والمنطقة العربية وتعزيز حضورهم على الساحة الفنية الدولية”، لافتةً إلى أن الجائزة تواكب توجهات الدولة وسعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تركز في دورتها الحالية على مفهوم “الاستدامة” وهو ما يعكس وعي القائمين عليها وفِكرهم الخلّاق، وإيمانهم بأهمية دور الثقافة والفنون في تعزيز الاستدامة ما يسهم في تحسين حياة المجتمعات.

الارتقاء بالمصوّر وصناعة الصورة
وقد بدأت مراسم الحفل بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات، تلته كلمة ترحيبية لسعادة علي خليفة بن ثالث، أمين عام الجائزة، شَكَرَ خلالها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على رعاية سموه للجائزة، وقال خلال كلمته: في عامنا الثالث عشر، لم يعد الكمّ هو معيار النجاح بعد وصولنا للعالم من خلال 205 دول، ما يعنينا هو الارتقاء بالمصوّر وصناعة الصورة. لقد أيقن سموّ راعي الجائزة، بأن الجائزة دخلت مرحلة جديدة فيها الإبداع البشريّ هو جوهر التقدير والتكريم والاهتمام.. إن رفع مجموع الجوائز لمليون دولار ما هو إلا مُقدِّمة لتقدير سموّه.

كما أشاد بن ثالث بتفوّق العدسة الإماراتية والعربية في هذا المحفل الدوليّ بقوله: “على مدار ثلاثة عشر عاماً نجحت جائزة “هيبا” في تعزيز حضور دبي الفنيّ والثقافيّ، وصَنَعَت فارقاً ملموساً في مجتمعات المصورين إقليميّاً ودوليّاً، وأنشأت قاعدة إبداعية صلبة في دبي، نجحت في تطوير المصوّر الإماراتي، بأن وصل للمستويات الدولية، وامتلكَ قدراتٍ تنافسيةٍ عالية. كما أن وجود فائزين من الإمارات وفلسطين والسعودية وسوريا، دليلٌ على أن التفوّق العربي فرض نفسه باستحقاق على الساحة العالمية”.

وعبَّر بن ثالث عن سعادته بوجود ستة فائزين بمراكز مختلفة، من المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة، قائلاً: “أكثر من ربع الفائزين بجوائز هذه الدورة، يعيشون على هذه الأرض الطيبة، مستفيدين من البيئة المُحفّزة على الإبداع والابتكار والمنافسة، وهذا يُعزز الريادة الإماراتية في اجتذاب المواهب والمبدعين من جميع أنحاء العالم”.

الجائزة الكبرى .. هدوء الاستدامة
وقامت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بتكريم الفائز بالجائزة الكبرى البالغة قيمتها 200 ألف دولار، وكانت من نصيب المصور الصينيّ “ليبينغ كاو” والذي وثّقت صورته مشهداً من أستراليا بالأبيض والأسود تلتقي فيه الطبيعة بالتكنولوجيا. إذ ترتفع توربينات الرياح الشاهقة ارتفاعاً بارزاً في الأفق، لتدور ببطء مع النسيم، مُجسِّدةً القوة الهادئة للطاقة المتجدّدة. ومِن خلفِها تظهر سماء مُحرِّكة للنفس تتلألأ فيها السُحُب المتصاعدة التي تتبدل وتتغير، ما يخلق خلفية ديناميكية. ويضيف مجرى النهر الجاف أسفل التوربينات، عمقاً على الصورة، مُذكِّراً بأهمية الممارسات المستدامة في عالم يواجه تحديات بيئية.

الجوائز الخاصة
وقامت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بتكريم الفائزين بالجوائز الخاصة، حيث نال لقب الجائزة التقديرية المصور الهولنديّ “جيمس فيليب نيلسون” نظراً لإسهاماته الفوتوغرافية المميّزة، وتفاعلهُ مع المجتمعات الأصيلة فناً وتوثيقاً ومشاريعه التي صنعت فوارق مهمة في العلاقات الإنسانية بين الشعوب والحضارات المختلفة. أما “جائزة صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي” فقد مُنِحت للمصورة الإماراتية “سلمى السويدي” نظير جهودها الكبيرة ومثابرتها الجادة في دراسة وتوثيق البيئة البرية وأنواع الطيور في الدولة، وكتابها “الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات العربية المتحدة” الذي يُعتبر مشروعاً فنياً رائداً ورافداً علمياً هاماً.

“جائزة مصور العام من هيبا” والتي تُقدَّم للمرة الأولى، كانت من نصيب المصور الفلكي السوري “سامي العُلبي” وهو من أبرز مصوري الفلك والنجوم والطبيعة في الشرق الأوسط، وقد اشتُهِرَ بمشاريعه لتصوير النجوم من الزوايا المُظلمة في شبه الجزيرة العربية، حيث نُشِرت أعماله في أكثر من 80 صحيفة وموقع ومجلة محلية وعالمية.

جوائز “الاستدامة”
وقامت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بتكريم الفائزين بمحور “الاستدامة”، وكان المركز الأول من نصيب المصور “رويوان هوانغ” من الصين، تليه المصورة الفرنسية “فيرجيني إليس” في المركز الثاني، وفي المركز الثالث جاء المصور الهندي “رانجاناثان موكي”.

المحور العام
كما كرَّم سعادة علي خليفة بن ثالث، أمين عام الجائزة، الفائزين في المحور “العام – الملوّن” حيث فاز بالمركز الأول “راهول فيشواناث ساشديف” من الهند، وحلَّت ثانيةً المصورة السعودية “يُمن بنت محمد المنلا”، بينما جاء المصور العُمانيّ “أحمد بن عبدالله الحوسني” في المركز الثالث.

أما المحور “العام – الأبيض والأسود” فقد انتزعت صدارته المصورة الأمريكية “رينيه كابوزولا”، تلاها ثانياً المصور “هيكادوا لياناج براسانثا فينود” من سريلانكا، وجاء ثالثاً المصور “اتيب حسين” من الهند.
محور “ملف مصور”

كما كرَّم معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في محور “ملف مصوِّر”، حيث فازت المصورة الفلسطينية “فاطمة الزهراء شبير” بالمركز الأول، تلتها “سارة ووترز” من هولندا في المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب الصينيّ “وين بينغ”.

مقاطع الفيديو القصيرة
كما كرَّم معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس أمناء الجائزة، الفائزين بمحور مقاطع فيديو قصيرة “لمنصات التواصل الاجتماعي”، فقد جاء أولاً المصور الروسي “الكسندر تسوبرون”، تلاه ثانياً المصور السويديّ “نوربرت فون نيمان”، أما المركز الثالث فكان من نصيب المصور الهنديّ “أبهين كيزاكي فيتيل”.

التصوير الرياضي
كما كرَّمت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، الفائزين في محور “التصوير الرياضي”، حيث حصد المركز الأول المصور الألمانيّ “توبياس فريدريش”، تلاه المصور الأمريكيّ “كريم ايليا” في المركز الثاني، ثم المصور “هيندرا أجوس سيتياوان” من إندونيسيا في المركز الثالث.

يُذكر أن”جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي” تهدف إلى تعزيز الاهتمام العالمي بمجال التصوير كما تسعى إلى الإسهام بدور محوري في الارتقاء بمستويات الأداء والإبداع في هذا المجال، وإنشاء قاعدة عالمية وتشجيع المواطنين للمشاركة بصورة أكبر في المسابقات والأنشطة الدولية المعنية بهذا القطاع الإبداعي.


مقالات مشابهة

  • بعدد تذكاري.. المصور تحتفل بمرور 100 عـام علـى صدورها
  • محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن أقدم سجين لبناني في أوروبا
  • فيديو يوثق لحظة قصف الطيران الإسرائيلي أهدافا بجانب مطار بيروت..فيديو
  • تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن.
  • عدسة ألمانية تكشف كنوز مسندم التاريخية في معرض مسندم عبر التاريخ
  • ظهور دليل براءة بريطاني بعد قضاء 40 عاما داخل السجن.. «العدالة العرجاء»
  • عاجل: القوات الأمريكية تنشر أول فيديو يوثق تنفيذ ضربات دقيقة على مواقع حوثية باستخدام طائرات إف-35 الشبحية ”شاهد”
  • أمريكا تضبط عميل داخل المخابرات المركزية يعمل لصالح إيران.. تفاصيل
  • OPPO تحتفي بالمواهب العالمية في التصوير الفوتوغرافي بمعرض باريس للصور 2024
  • لطيفة بنت محمد تُكرِّم الفائزين بدورة “الاستدامة”