العراق و6 دول عربية تعاني من أزمة الكهرباء في 2024
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
تضرب أزمة كهرباء شديدة عددًا من الدول العربية مؤخرًا، إذ تتراوح الأزمات بين نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وعدم كفاية إنتاج الغاز، أو نقص العملة الصعبة لاستيراد هذا الوقود، في وقت تشهد فيه المنطقة موجات حرارة شديدة القسوة.
وبحسب منصة الطاقة المتخصصة، فإن دولة الكويت تُعدّ أحدث المنضمين إلى نادي انقطاع الكهرباء بسبب زيادة الاستهلاك، إلّا أن هذه الأزمة شكّلت مفاجأة، لا سيما مع ما تتمتع به الدولة من كفاية في إمدادات الطاقة من النفط والغاز.
بالإضافة إلى الكويت، هناك مصر التي تشهد أزمة كهرباء تتفاقم على مدى عام كامل، حتى اضطرتها إلى زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء لمدة 3 ساعات بدلًا من مدة الساعتين المقررة يوميًا، مرتين خلال شهر يونيو/حزيران الجاري (2024).
كما تضرب الأزمة كلًا من العراق واليمن وسوريا والسودان ولبنان، ليصبح عدد الدول العربية التي تشهد أزمة كهرباء متفاقمة، 7 دول، يواجه مواطنوها انقطاعًا متكررًا خلال المدة الأخيرة.
الكهرباء في العراق
على الرغم من التحسّن الذي يشهده قطاع الكهرباء في العراق، لا سيما مع بدء استغلال الغاز المصاحب ووقف حرقه وتوجيهه إلى محطات التوليد، فإن كل صيف يحمل في طيّاته أزمة كهرباء، لا سيما أن بغداد ما زالت تعتمد على الغاز الإيراني دائم التقطع والتعثر.
وتشهد بعض المحافظات العراقية انقطاعًا للكهرباء لمدد متفاوتة، على الرغم من الاهتمام الذي توليه الحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني للقطاع، إذ تستهدف خطط التطوير الجديدة إضافة 200 وحدة توليد جديدة، بالإضافة إلى توفير مزيد من مصادر الوقود، ومنها زيت الوقود والديزل الأحمر.
وكان وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل قد اعترف مؤخرًا بوجود أزمة كهرباء، سببها عجز كبير يتجاوز 50% من إجمالي إنتاج المحطات الحالي، إذ بلغ إجمالي العجز نحو 13 ألف ميغاواط، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
الكهرباء في مصر
تشهد مصر أزمة كهرباء منذ شهر مايو/أيار 2023، تسبَّبت في إعلان الحكومة بدء تنفيذ خطة لتخفيف الأحمال بمدد انقطاع للكهرباء ساعة واحدة، ارتفعت لاحقًا إلى ساعتين، وتدفعها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إلى 3 ساعات في أوقات الأزمة، وهو أمر يتكرر كثيرًا مؤخرًا.
وتسببت أحدث الموجات شديدة الحرارة في إعلان مصر زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء إلى 3 ساعات في 23 يونيو/حزيران الجاري، وهي المرة الثانية خلال الشهر نفسه، وذلك مع تراجع إمدادات الغاز التي تحتاج إليها المحطات من 25 مليون متر مكعب يوميًا إلى 13 مليون متر مكعب يوميًا فقط.
في الوقت نفسه، تشهد القاهرة تراجعًا في إنتاج الغاز الطبيعي، خلال الربع الأول من 2024، ليصبح الانخفاض الفصلي السادس على التوالي، إذ بلغ إجمالي الإنتاج نحو 13.429 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2024.
ويأتي هذا الإنتاج متراجعًا بنحو 2.108 مليار متر، عن الإنتاج المسجل في المدة نفسها من العام الماضي 2023، الذي بلغ نحو 15.537 مليار متر مكعب، وفق الأرقام التي نشرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
انقطاع الكهرباء في الكويت
في 19 يونيو/حزيران 2024، تفاجأ المواطنون والمقيمون في دولة الكويت بإعلان غريب من نوعه، إذ أعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة أنها بصدد وضع جدول للفصل التلقائي للتيار، نتيجة زيادة الاستهلاك، بسبب موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد.
ويعدّ البيان مستغربًا، لأن دولة الكويت ليست معتادة على حدوث أزمة كهرباء، إذ تتمتع منظومة الشبكة لديها بنسبة استقرار عالية خلال السنوات الماضية، لا سيما في وجود الربط الخليجي الذي يتيح لها الاستيراد من الشبكة الرئيسة.
وتأتي أحدث أزمة كهرباء في الكويت رغم أنها تستورد 400 ميغاواط يوميًا من شبكة الربط الخليجي لتعزيز حاجة الشبكة المحلية، ولكن هذه الكميات غير كافية لتلبية الطلب المتزايد في أوقات الذروة، وهي منتصف النهار بين (12 ظهرًا حتى 6 مساءً).
وبحسب منصة الطاقة المتخصصة فأن انقطاع الكهرباء في الكويت سيستمر إلى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل 2024، إذ من المقرر أن تلجأ الوزارة لقطع الكهرباء بشكل مبرمج 3 ساعات يوميًا، بالتناوب بين المناطق داخل المحافظات خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
أزمة كهرباء تضرب اليمن
يواجه اليمن أزمة كهرباء قوية منذ سنوات طويلة، على الرغم من الدعم السعودي المتواصل -من خلال ضخ كميات ضخمة من الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء- إذ يشكّل هذا الملف أزمة كبيرة للحكومة، وسط انقطاعات للتيار تزيد عن 16 ساعة يوميًا.
وكان رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض المبارك قد قدّم اعتذارًا لمواطني بلاده في شهر مايو/أيار الماضي عن اضطرار حكومته إلى قطع الكهرباء في ظل غياب الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، رغم أن القطاع يستنزف ما يصل إلى 31% من إيرادات الدولة.
وخلال العام الماضي 2023، أنفق اليمن مبالغ مالية عملاقة، كانت تكفي لإنشاء وإقامة محطات إستراتيجية، تغني البلاد عن اللجوء إلى تأجير المحطات، إذ تنفق الحكومة نحو مليوني دولار يوميًا على محطات الكهرباء في محافظة عدن، إذ كانت لجنة المناقصات تشتري طن الوقود بنحو 1200 دولار، قبل أن تشتريه بأقل من 700 دولار من خلال المناقصات، وفق أرقام أعلنها رئيس الوزراء.
الكهرباء في سوريا
تواجه سوريا أزمة كهرباء منذ سنوات طويلة، إذ تعاني الدولة التي تشهد حربًا منذ ما يزيد عن 12 عامًا من تدمير كامل للبنى التحتية بسبب المعارك، أو تخريبًا بهدف السرقة، لا سيما أنها مقسّمة إداريًا إلى 3 مناطق، معظمها تخضع لسلطات مختلفة، وتعاني درجات متفاوتة من انقطاع الكهرباء.
وكانت معظم محطات توليد الكهرباء في سوريا قد تعرضت لأضرار في بُنيتها التحتية، وكذلك شبكات نقل الكهرباء، التي واجهت سرقة أبراج الجهد العالي والمتوسط، بهدف بيعها بصفتها مصدرًا للنحاس في السوق السوداء، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي ظل هذه الأزمة، يعتمد الميسورون على الطاقة الشمسية مصدرًا يوفر كهرباء نظيفة لهم، رغم عدم استمرارها، بينما يشتري المواطنون في بعض المدن مثل حلب ودمشق الكهرباء من محطات خاصة تعمل بالبنزين والديزل، أو محطات خاصة للطاقة الشمسية.
وتعدّ أزمة كهرباء سوريا غير محددة المعالم، إذ إن أوقات قطع التيار من المحطات الحكومية غير منتظمة، وقد تصل إلى 20 ساعة يوميًا، وبينما لا تخضع بعض المنشآت والخدمات لتخفيف الأحمال مثل المستشفيات ومحطات المياه، لم يشهد وضع التغذية للمنازل والمنشآت تحسنًا خلال العامين الماضيين.
أزمة الكهرباء في لبنان
يواجه لبنان أزمة كهرباء طاحنة منذ ما يزيد عن 3 عقود، ولكنّ حدّتها زادت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، في وقت تعتمد فيه البلاد على النفط، الذي يسهم بنصيب كبير من إجمالي إمدادات الكهرباء.
وتصل مدد انقطاع الكهرباء في لبنان إلى نحو 20 ساعة يوميًا، وقد تزيد في بعض المناطق، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لا سيما بعدما تقلّصت واردات وقود الديزل والمازوت منذ عام 2020.
وأسهم ذلك في زيادة معدلات اللجوء لمولدات الديزل الخاصة، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن لبنان يمتلك معامل لتوليد الكهرباء، تنقسم إلى نوعين، الحرارية والمائية، وكلاهما ينتج نحو 3016.6 ميغاواط، إذ تنتج المعامل الحرارية "العاملة بالوقود" الـ7 في البلاد نحو 2764 ميغاواط، بينما تنتج المعامل المائية "الكهرومائية" نحو 252.6 ميغاواط، بحسب موقع مؤسسة كهرباء لبنان.
السودان في منعطف حرج
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الطاقة والنفط السودانية، تشهد البلاد أزمة كهرباء عنيفة، سببها المعارك المستمرة بين الحكومة وقوات الدعم السريع، بما يؤدي إلى تدمير خطوط نقل الكهرباء وبعض المنشآت الحيوية المهمة للقطاع.
وفي 19 يونيو/حزيران الجاري، تعرّض قطاع الكهرباء في السودان إلى عطل جديد، بعدما طال الخط الناقل للكهرباء بين محطتي الجموعية وجبل أولياء قصف مدفعي، في حين كانت محطة المهدية التحويلية خارج الخدمة، ما أدى لخروج بعض الخطوط من الخدمة، وتسبب في إظلام كامل بجميع الولايات.
وتتواصل الحرب في السودان مسبّبة أزمة كهرباء عنيفة، إذ ينقطع التيار يوميًا لمدد تصل إلى نحو 14 ساعة يوميًا، على الرغم من محاولات الوزارة الحصول على إمدادات منتظمة من محطات الطاقة الكهرومائية الموجودة في البلاد.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: انقطاع الکهرباء تولید الکهرباء یونیو حزیران على الرغم من الکهرباء فی أزمة کهرباء ساعة یومی ا کهرباء فی انقطاع ا متر مکعب لا سیما
إقرأ أيضاً:
انقطاعات الكهرباء في إيران تدمر الصناعة وسط مخاوف من ضغوط ترمب
الاقتصاد نيوز - متابعة
اعتاد رجل الأعمال الإيراني أمين سميعي بور، طوال مسيرة حياته المهنية على حالات انقطاع التيار الكهربائي التي تمتد لثلاثة عقود، لكنه لا يتذكر وقتاً أسوأ من موجة انقطاعات الكهرباء الحالية التي شلّت مصنع أدوات المطبخ التابع له.
قال سميعي بور، البالغ من العمر 42 عاماً: "يُعد انقطاع الكهرباء على مدار ساعات العمل أمراً مروّعاً، ما يترك الموظفين بلا عمل". مضيفاً "الوضع الحالي في أسوأ حالاته على الإطلاق، ولن يتحسن بل سيزداد سوءاً في المستقبل القريب".
منذ نوفمبر، استمر انقطاع التيار الكهربائي عن المنتجين لمدة تصل إلى يومين أسبوعياً، مع تعطل الشبكة الكهربائية القديمة نتيجة العقوبات الدولية وغياب الاستثمارات الأجنبية. تستعد الحكومة الإيرانية لمواجهة طريق أكثر صعوبة مع استعداد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب لتشديد الضغط، وتحضير حزمة عقوبات جديدة تستهدف صناعة النفط.
تُعد سلسلة انقطاعات الكهرباء الأسوأ في إيران منذ عقود، حيث أصابت قطاعات واسعة من الاقتصاد بالشلل، ما أضر بالصناعات الرئيسية ودفع بلداً غنياً بموارد الطاقة إلى أزمة أعمق. يعاني المصنعون بالفعل من مزيج من العقوبات، وتضخم بنسبة 30%، وانهيار العملة الإيرانية.
تحديات إيران
قال عبدالكريم معصومي، 36 عاماً، الذي يدير شركة "سورن" للكيماويات: "لا أشعر بالتفاؤل تجاه المستقبل ضمن هذا المسار". مضيفاً "فكرت بجدية في تقليص حجم العمل، بل وحتى إغلاقه تماماً عدة مرات".
التحديات بالنسبة إلى إيران لا تتعلق باستمرار منتجي الطاقة والصلب والسيارات فحسب، بل أيضاً النظام الديني الذي يدعم البلاد منذ الثورة عام 1979.
واجه رجال الدين في الحكم خلال السنوات الأخيرة مستويات غير مسبوقة من عدم الشعبية، وتفاقم هذا الوضع الهش بفقدانهم السريع لنفوذهم الإقليمي في ظل حروب إسرائيل في غزة ولبنان، وتغيير النظام في سوريا.
حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يبقى الصراع المباشر مع إسرائيل احتمالاً قائماً. وإذا تعرضت إيران لضربة عسكرية استهدفت مواقع حيوية من شبكتها الكهربائية، أو منشآتها النووية، أو بنيتها التحتية الأخرى، ستعيق العقوبات عملية التعافي.
تقدر غرفة التجارة والصناعات والمناجم والزراعة الإيرانية أن انقطاعات الكهرباء تكلف الاقتصاد نحو 250 مليون دولار يومياً.
تعطيل إمدادات الغاز
حوالي 40% من القدرة الإنتاجية لصناعة الصلب معطلة، وتم تعليق إمدادات الغاز الطبيعي إلى ما لا يقل عن اثنتي عشرة منشأة بتروكيماوية، كما خُفضت تدفقات الغاز إلى قطاع الإسمنت بنسبة 80%، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
قال أمين سميعي بور: "الوضع هو الأسوأ الذي شهدتُه خلال الأعوام الـ25 الماضية".
أظهرت بيانات غرفة التجارة الإيرانية أن مؤشر مديري المشتريات انخفض على مدى تسعة أشهر متتالية، مشيرة إلى أن هذه التراجعات مرتبطة بانقطاعات الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن ينخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى النصف بحلول عام 2027، وفقاً لتوقعات البنك الدولي. كما يُتوقع أن يشهد نمو الصادرات انخفاضاً حاداً.
قال المحلل المستقل دانيا رحمت، المقيم في طهران: "أزمة الطاقة في إيران جزء من انهيار اقتصادي أوسع يشبه تأثير الدومينو، حيث يؤدي الفشل في قطاع واحد إلى تأثيرات متتالية في قطاعات أخرى".
ارتفع استهلاك الكهرباء بأكثر من الضعف منذ عام 2005، ويرى البعض أن الدعم الكبير للغاز يشجع على عادات استهلاكية مهدرة، مثل تشغيل أجهزة التكييف مع ترك النوافذ مفتوحة.
في الوقت نفسه، لم تواكب القدرة الإنتاجية الجديدة الطلب المتزايد، حيث يتجنب المستثمرون الأجانب المحتملون التعرض للعقوبات الأميركية.
حذر وزير الطاقة عباس علي آبادي هذا الشهر من أن العجز في الكهرباء يتوقع أن يرتفع إلى 25 ألف ميغاواط بحلول منتصف العام، مقارنة بـ20 ألف ميغاواط الصيف الماضي.
قال علي آبادي للنواب في الخامس من يناير، وفقاً لما نقلته وكالة "إرنا": "الحقيقة أن هناك اختلالات في الطاقة. تنويع الإنتاج جزء من خططنا، لكنه يتطلب وقتاً".
مشروعات قصيرة الأجل
أشار الوزير إلى أن الحكومة لديها 14 مشروعاً قصير الأجل مخططاً لفصل الصيف، بما في ذلك العمل على وحدات وقود النفط، وتخفيف قيود الشبكة، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة. ولم يكشف الوزير عن التكلفة المتوقعة لهذه المشاريع.
رغم أن إيران تمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم، إلا أنها تواجه صعوبات في استغلالها، مع عجز في الغاز لا يقل عن 200 مليون متر مكعب يومياً، بحسب رضا بديدار، نائب رئيس اتحاد صناعة النفط الإيراني. ويعادل هذا تقريباً متوسط الاستهلاك اليومي في ألمانيا.
قال بديدار: "الاستجابة للعقوبات الدولية غير المسبوقة كانت غير كافية. الطاقة، التي كانت يوماً ما محركاً للنمو الاقتصادي، أصبحت الآن عائقاً".
استغرق إنجاز مرحلة رئيسية من حقل "بارس" الجنوبي الضخم 18 عاماً بسبب الخلافات المالية والجولات المتكررة من العقوبات المتصاعدة.
حاولت شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية مرتين المساهمة في تطوير الموقع قبل أن تنسحب، ما دفع شركة محلية إلى استكمال المشروع باستخدام منصة مستعملة من منطقة أخرى في الحقل.
غياب الطاقة المتجددة
الطاقة المتجددة تكاد تكون غير موجودة في إيران، حيث يعتمد أكثر من 92% من إمدادات الطاقة على النفط والغاز، مقارنة بـ60% على مستوى العالم، وفقاً لما أوردته وكالة "شانا" الرسمية في 13 يناير.
يعمل مفاعل نووي بقدرة 1000 ميغاواط في بوشهر الساحلية، بينما يتوقع أن ينتج مفاعل آخر قيد الإنشاء في محافظة خوزستان 300 ميغاواط يومياً.
اتفاق 2015 مع الولايات المتحدة كان يهدف إلى منع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى الأسلحة النووية، مقابل تخفيف العقوبات.
لكن الرئيس دونالد ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018، معتبراً أنه غير شامل بما فيه الكفاية، وأعاد فرض العقوبات على قطاعات الطاقة والشحن والمصارف.
منذ ذلك الحين، تراجع الريال الإيراني بشكل كبير أمام الدولار، فاقداً نحو 90% من قيمته في السوق غير الرسمية.
شهد القطاع الصناعي إضرابات متزايدة، حيث نظم المتقاعدون والعاملون في القطاع الصحي والتجار في البازار الكبير بطهران، الذي يمتد عمره لقرون، احتجاجات وإضرابات خلال الأشهر الأخيرة.
محاولات الحكومة السابقة لرفع أسعار البنزين أدت إلى احتجاجات عنيفة، كان آخرها في نوفمبر 2019.
من دون تخفيف العقوبات، يرجح أن يتفاقم عجز الطاقة. وتحتاج البلاد إلى إنفاق حوالي 15 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2029 لمعالجة هذا النقص، وفقاً لمسؤول في وزارة النفط صرح بذلك في نوفمبر.
شهدت صادرات النفط الإيرانية، وهي عضو في منظمة "أوبك"، انتعاشاً في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث ارتفعت بنسبة 65% لتصل إلى متوسط حوالي 3.3 مليون برميل يومياً العام الماضي، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ".
لكن هذا الانتعاش قد لا يستمر طويلاً بعد تنصيب ترمب يوم الاثنين. وتشير التقارير إلى وجود توافق عام بين مستشاريه الرئيسيين لتشديد العقوبات على إيران عبر استهداف اللاعبين الرئيسيين في صناعة النفط، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ" في 16 يناير، وقد يتم الإعلان عن العقوبات الجديدة في وقت مبكر من الشهر المقبل.
إبرام صفقة جديدة مع ترمب يُعد أولوية بالنسبة للرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي يعتبرها حاسمة لبقاء الاقتصاد.
عقدت الحكومة هذا الشهر الجولة الثالثة من المحادثات مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بشأن القضية، حيث وصف نائب وزير الخارجية الجلسات في جنيف على منصة "إكس" بأنها "جادة وصريحة وبنّاءة".
هذا الاحتمال يمنح عبدالكريم معصومي، مورد الكيماويات، بصيصاً من الأمل.
قال معصومي: "مع البراغماتية الجديدة التي أظهرتها المنظومة الحاكمة، أعتقد أن الأمور يمكن أن تتحسن"، مضيفاً: "إلا إذا عرقلت القنابل أو الصواريخ الطريق إلى الأمام".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام