وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جاء فيه: "بكل محبة واحترام، تعلمنا من رسالة الرب أن عون المظلوم والمحروم والمعذب والضعيف دين المسيح ومحمد، وأن الأنبياء وبيوت السماء تقوم بخدمة الضعيف والمظلوم والمنكوب وتتألم لألمه وتكافح لعونه، وأنه لا يمكن لروحية المسيح ومحمد أن تكون مع ظالم أو طاغية أو تتملق المواقف التي تصب بصالح القتلة والمجرمين وأباطرة الإبادة والمذابح كما هي حال الطاغية نتنياهو وكيانه الإرهابي، إلا أن بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهابا  ممقوتا لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عمليا تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسم الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح عن المظلوم والمحروم والمنكوب والمعذب بهذه الناحية من الأرض، وقد تعلمنا من المسيح ومحمد أن صوت الحق لا يصب إلا بأهله، لا عند جنازير الدبابات الصهيونية، وأن المطوب بالحق لا يدعو لموقف ينتفع منه الجلاد ويقوم به المجرم القاتل، ولا يرفع شعار الحياد فوق ركام مخيف من المذابح الصهيونية التي تلتهم صوت الأنبياء وتبالغ بافتراس أشلاء الأطفال والنساء دون انقطاع، وهذا ما يتعارض مع صميم الحق المعمد بأنين المسيح ومحمد، ولا حياد عن حق ولا انحياز لباطل، ولا تضامن مع إرهابي مجرم، ولا دينونة لمن يدعو لنزع سلاح من تعمد بالقرابين لحماية الكنيسة والمسجد ونهض بتاريخ من العناء والأشلاء ليمنع الفظاعات الصهيونية بوطن المسيح ومحمد وهو نفسه من استعاد هذا الوطن المعمد بالطقوس السماوية، رغم أن هذا البلد كان يوما ضحية سهلة للجنازير الصهيونية، ولم يعد وطنا إلا ببحر من دماء وتضحيات يشهد لها كل مظلوم ومنصف رغم اختلاف ديانته وطائفته، ولذلك ودليلي صميم روحية الإنجيل والقرآن".

تابع: "تعلمنا أن الحق لا يؤخذ من باطل، ولا يتقرب إلى الرحمن بشيطان، ولا حياد لصالح طاغية، والقداسة دليلها فعلها، وصوت الكنيسة مأخوذ فيه الحق وأهله لا الباطل وأهله، ولبنان بلد الشراكة الروحية والسياسية، ونحن المسلمون نتلهف للشراكة الأهلية والروحية بخلفية تعاليم المسيح التي تحق الحق وتبطل الباطل وتقيم قداديس الإغاثة وتمنع زيف الشياطين وتأويل الفاسدين، والمقاومة بهذا المجال بيرق المظلوم وترياق المحروم وغوث المعذب وصوت الكنيسة ونجدتها في سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من بقاع الأرض، ويكفي ما قدمته  في سوريا ولبنان للدفاع عن الكنيسة وأهلها يوم لم يكن للكنيسة وأهلها من ناصر إلا مناحر من قدموا أنفسهم في سبيل الرب وبيوت عبادته، وقد أغاثتهم المقاومة بوجه داعش والنصرة وكل مجاميع القتلة والمجرمين المدعومين مباشرة من واشنطن وتل أبيب وبروكسل وحلفائهم، وهو نفسه ما قامت به المقاومة في لبنان يوم استنقذت الكنيسة من رجس الصهاينة وداعش وطوقتها بأكرم دماء مقاومة لتبقى وصلا على المسيح ودليلا على مجد محبته وقداسته، ولا نريد ثمنا لحق ولا مدحا لقربان بل صونا لصوت السماء، وفضحا للطغاة المجرمين، ورجما فكريا للباطل ونسخته الصهيونية، وليس الحق بعالم النضال إلا كفالة مظلوم وعون محروم وإغاثة معذب واستنقاذ مضطهد وهذا دين المقاومة الذي تغذى من روح تعاليم المسيح ومحمد، وما يصلح للكنيسة من الجهة الوطنية والأخلاقية يصلح للمسجد وأهله، وليس بديننا أن المسجد عدو الكنيسة بل شريكها بوطن ووريد إغاثتها وذراع نجدتها وقربان حمايتها، وهذه غزة أشلاء ودماء ومذابح ومظالم وفظاعات تستغيث حقا وترجو قديسا وتستصرخ يدا تنقذها وقلبا يحن عليها، لا صوتا يصف من يبذل القرابين المقدسة من أجل الكنائس والمعابد في سوريا ولبنان وفلسطين بالإرهاب، ولا حق فوق حق المقاومة وقداسة تضحياتها الأخلاقية، ولا إرهاب إقليمي أكبر من إسرائيل وداعميها، ولا إثم عند الرب أكبر من اتهام محرري هذا البلد وضمانة سيادته بالإرهاب، وإذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد وإغاثة مسيحيي سوريا ولبنان وفلسطين وطحن أنياب الجيش الصهيوني إرهابا فنحن أهل الإرهاب وأسياده، ولن نسكت بعد اليوم ولن نسمح للصهيونية بموطئ قدم بهذا البلد على الإطلاق". وقال: "صاحب النيافة، إنا نحب المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الإنتقام أو التنكر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الإبن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفا على كنيسة أو يمقت صوتا للرب، أو يعادي على الطائفة لكننا لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد". ختم: "في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيسا مسيحيا للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين، وشكرا لكم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: سوریا ولبنان هذا البلد

إقرأ أيضاً:

روسيا: نريد المساعدة في إحلال سلام دائم بأفغانستان

موسكو - رويترز

 ذكرت وكالات أنباء روسية أن سيرجي شويجو سكرتير مجلس الأمن الروسي أبلغ زعماء حركة طالبان الأفغانية بأن موسكو تريد المساعدة في تحقيق سلام دائم في البلاد.

كما قال شويجو، وهو وزير دفاع سابق، في تصريحاته أمس الاثنين إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضطلع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان في ضوء التدخل العسكري الأمريكي في البلاد الذي استمر سنوات عديدة.

وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن زعماء طالبان طلبوا من شويجو المساعدة في تخفيف الضغوط الناجمة عن العقوبات التي فرضتها واشنطن على حكومة كابول.

وترأس شويجو وفدا روسيا رفيع المستوى أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في كابول.

ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله "اسمحوا لي أن أؤكد استعدادنا لإجراء حوار سياسي بناء بين بلدينا ومن بين الأهداف توفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان".

وقال شويجو إن الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها على عجل من أفغانستان في عام 2021 بعد 20 عاما من غزو البلاد، يجب تلتزم بالمساعدة في إعادة الإعمار.

وأضاف "مرة أخرى نتطرق لموضوع الولايات المتحدة، التي تسرق كل من حولها".

وتابع "نتحدث عن إعادة الأصول والأموال التي تخص الأفغان والتي يبدو أنها لن تعود قريبا، كما حدث مع العديد من البلدان الأخرى مثل ليبيا وسوريا. من وجهة نظري، ينبغي للولايات المتحدة أن تكون الكيان الرئيسي الذي يستثمر في إعادة بناء أفغانستان".

وقال عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية لشويجو إن إدارة طالبان تحتاج إلى مساعدة موسكو لتخفيف عبء العقوبات الغربية.

ونقلت الوكالات عنه قوله "نحاول تهيئة الظروف اللازمة لنمو صادرات السلع الأفغانية والاستثمار الأجنبي".

وأضاف أن الولايات المتحدة والدول الغربية مارست ضغوطا على حركة طالبان بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان في عام 2021، في إشارة إلى تجميد الأصول وحظر السفر الذي يستهدف قادة الحركة.

وأردف قائلا "لذلك فإننا ننتظر من روسيا الاتحادية أن تساعدنا في تحييد هذه الضغوط".

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الشهر الماضي اتخاذ قرار برفع طالبان من قائمة للمنظمات الإرهابية.

وأشار شويجو إلى التعاون في استخراج المعادن باعتباره مثالا رئيسيا على تعاون اقتصادي مقترح بين البلدين.

كما قال أليكسي أوفرتشوك نائب رئيس الوزراء الروسي لمسؤولي طالبان إن موسكو تريد المشاركة في مشروع لإنشاء خط للسكك الحديدية عبر أفغانستان.

مقالات مشابهة

  • الفورتية: نريد حكومة مصغرة تقودنا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • روسيا: نريد المساعدة في إحلال سلام دائم بأفغانستان
  • شولتس بعد ترشيحه: نريد أن نتصدر المشهد ونصبح الحزب الأقوى
  • أي شرق نريد؟
  • السيد الخامنئي: العدو لن ينتصر في غزة ولبنان
  • المفتي قبلان: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل
  • المسيرة المليونية تجسيدٌ للأمل في مواجهة الاحتلال ودفاعٌ عن الحق
  • جيش الاحتلال يعترف بإصابة 11 جنديًا في معارك بـ غزة ولبنان 
  • الكنيسة تبدأ صوم الميلاد غدا.. يمثل تذكار لميلاد السيد المسيح
  • في زمن آل سعود.. “الكعبة المشرفة” من قبلة للمسلمين إلى قبلة للعاريات