الوسائط الحديثة تمنح إمكانيات رائعة لإنجاز مهام تساعد على دفع الأفكار وتشجيع الرأي المبني على المعلومات.. في الأيام الماضية استخدمت صفحتي في “فيسبوك” و “اكس” لاستبيان حول نفاذية تلفزيون السودان على فضاءات المتلقي السوداني، أي قدرته على الوصول إلى المستهدفين برسالته الاعلامية، قبل أن نغوص أكثر و نحاول جس نبض الرسالة الاعلامية للتلفزيون – ان وجدت- وتأثيرها على المتلقي.
النتيجة كانت متقاربة في المنصتين الأشهر في الوسائط الحديثة:
“فيسبوك” 81% قالوا أنهم لا يشاهدون تلفزيون السودان مطلقا، و 9% يشاهدونه نادرا، أي أن 90% تقريبا لا يشاهدون تلفزيون السودان. وفي منصة “اكس” الأرقام قريبة ربما بفارق طفيف.
هذه الأرقام لم تكن مفاجأة بالنسبة لي خاصة أني من المجموعة التي لا تشاهد تلفزيون السودان، والسبب بالطبع ضعف المادة الإعلامية التي يقدمها بمختلف ضروبها، الخبر والتحليل والرأي وحتى المنوعات.
هذا الاستنتاج العلمي لا يعني بحال من الأحوال تشكيل رآي عام ضد التلفزيون السوداني، بالعكس هي تشخيص يساعد في اصلاح حاله لو كانت هناك إرادة لتطويره.
بالضرورة المسؤولية في عاتق طرفين:
الأول: السلطة العليا التي في يدها الحل والعقد وتعين وتفصل وتأمر وتنهي بمحددات قد تؤدي لإضعاف أو تقوية الدور الذي يؤديه التلفزيون، وفي حالتنا هذه بالضرورة السلطات بمختلف مستوياتها أحد أهم كوابح الانطلاق والابداع و ترفيع دور التلفزيون.
السلطة، أية سلطة، لا تفضل سماع أو رؤية الآخرين يسمعون الصوت الحر الذي قد ينتقد أو حتى يهاجم الجهات الرسمية. بل أكثر من ذلك لا تحب مبدأ النصيحة مهما كانت ناعمة تتزين برقيق القول و التلميح لا التصريح.
الثاني: طباخو المادة الإعلامية من كوادر إعلامية في التلفزيون، بالضرورة هم يعلمون جيدا أن (لسانك حصانك، ان صنته صانك) فيلجمون ألسنتهم وعقولهم معها، ويحافظون على برامج ومواد تعجب “صاحب الزبدة” الذي ان طلب ان تكون مشوية فلا مانع.
الذين يديرون الاعلام وينتجون البرامج يدركون أن رضاء “الجماعة الفوق” هو غاية الرجاء حتى ولو كانت نتيجة الاستبيان 99.9% لا يشاهدون التلفزيون.أول خطوة في ادارة مؤسسة اعلامية أن تحدد بصورة صريحة ومباشرة من هو المتلقي؟ الذي تستهدفه برامجها وسياستها التحريرية، هل هو المسؤول ودوائره المحيطة به؟ هل هو المواطن؟ هل هو الأجنبي الذي يتيح له الفضاء المفتوح ان يتابع الاعلام السوداني؟ أم هل هو صانع القرار في الخارج الذي تؤثر عليه الرسائل الإعلامية السودانية؟
بالتأكيد الإجابة، كل هؤلاء بل أكثر..
التلفزيون يخاطب الجميع ويتطلب أن يدرك لغة الخطاب المناسب لكل هذه الجهات المستهدفة. وهذا يعني أن تكون الحاكمية فيه لسياسة إعلامية ناضجة لا تجامل أو تنافق أو تسترضي صاحب السلطة.
في حالة تلفزيون السودان هذه المطلوبات غائبة بل و مغيبة مع سبق الإصرار والترصد، لأسباب كثيرة على رأسها عقلية “الأفندية” التي تشوي الزبدة ان أمر بذلك صاحب السلطة.
ليس من الممكن لتلفزيون السودان أن يكون ذراعا نافذا قويا للدولة أو السلطة ، طالما أن عقيدته الاعلامية لا تنهض على سياسة اعلامية علمية لها أهداف واضحة ومقاييس تضمن ضبط السير في الاتجاه الصاعد لتحقيقها.
عثمان ميرغني
#حديث_المدينة 24 يونيو 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تلفزیون السودان
إقرأ أيضاً:
مشروع درامي ضخم و80 ممثلا.. القطرية للإعلام تعلن عن قرب عرض “سيوف العرب” على تلفزيون قطر
أعلنت المؤسسة القطرية للإعلام عن قرب عرض المسلسل التاريخي “سيوف العرب”، على تلفزيون قطر .
ويعد “سيوف العرب” أضخم مشروع درامي يجمع أكثر من 80 ممثلاً من مختلف أنحاء العالم العربي، ويقدم رؤية مبتكرة تجمع بين الدراما السينمائية والطابع الوثائقي، ليكون العمل الأول من نوعه في صناعة الدراما العربية.
ويترقب المشاهدون حالياً، المسلسل التاريخي “سيوف العرب”، والذي أعلنت المؤسسة القطرية للإعلام، عبر منصاتها الرقمية، عن عرضه قريباً على شاشة تلفزيون قطر، المعروف بتقديمه محتوى إعلامياً يعكس الهوية الثقافية العربية والإسلامية.
ويسلط “سيوف العرب” الضوء على تاريخ السيف العربي، مستعرضاً المراحل التي مر بها عبر العصور.
ويسعى المسلسل إلى تقديم محتوى عربي يعزز الوعي بتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، ويبرز عمقها وتأثيرها بأسلوب يليق بالمشاهدين في العصر الحديث.
المسلسل من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام، ويشارك في بطولته نخبة من أبرز نجوم الدراما العربية، من بينهم جمال سليمان، سلوم حداد، باسم ياخور، منذر رياحنة، عاكف نجم، نضال نجم، محمد المفتاح، وناصر عبد الرضا، بالإضافة إلى غازي حسين، محمد خويي، عز العرب الكغاط وعبدالكريم القواسمي، ريهام القصار، محمد الإبراهيمي، خالد نجم وسميرة مقرون.
الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب