موقع النيلين:
2025-03-06@13:26:02 GMT

استبيان تلفزيون السودان

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

الوسائط الحديثة تمنح إمكانيات رائعة لإنجاز مهام تساعد على دفع الأفكار وتشجيع الرأي المبني على المعلومات.. في الأيام الماضية استخدمت صفحتي في “فيسبوك” و “اكس” لاستبيان حول نفاذية تلفزيون السودان على فضاءات المتلقي السوداني، أي قدرته على الوصول إلى المستهدفين برسالته الاعلامية، قبل أن نغوص أكثر و نحاول جس نبض الرسالة الاعلامية للتلفزيون – ان وجدت- وتأثيرها على المتلقي.

.
النتيجة كانت متقاربة في المنصتين الأشهر في الوسائط الحديثة:

“فيسبوك” 81% قالوا أنهم لا يشاهدون تلفزيون السودان مطلقا، و 9% يشاهدونه نادرا، أي أن 90% تقريبا لا يشاهدون تلفزيون السودان. وفي منصة “اكس” الأرقام قريبة ربما بفارق طفيف.

هذه الأرقام لم تكن مفاجأة بالنسبة لي خاصة أني من المجموعة التي لا تشاهد تلفزيون السودان، والسبب بالطبع ضعف المادة الإعلامية التي يقدمها بمختلف ضروبها، الخبر والتحليل والرأي وحتى المنوعات.

هذا الاستنتاج العلمي لا يعني بحال من الأحوال تشكيل رآي عام ضد التلفزيون السوداني، بالعكس هي تشخيص يساعد في اصلاح حاله لو كانت هناك إرادة لتطويره.
بالضرورة المسؤولية في عاتق طرفين:

الأول: السلطة العليا التي في يدها الحل والعقد وتعين وتفصل وتأمر وتنهي بمحددات قد تؤدي لإضعاف أو تقوية الدور الذي يؤديه التلفزيون، وفي حالتنا هذه بالضرورة السلطات بمختلف مستوياتها أحد أهم كوابح الانطلاق والابداع و ترفيع دور التلفزيون.

السلطة، أية سلطة، لا تفضل سماع أو رؤية الآخرين يسمعون الصوت الحر الذي قد ينتقد أو حتى يهاجم الجهات الرسمية. بل أكثر من ذلك لا تحب مبدأ النصيحة مهما كانت ناعمة تتزين برقيق القول و التلميح لا التصريح.

الثاني: طباخو المادة الإعلامية من كوادر إعلامية في التلفزيون، بالضرورة هم يعلمون جيدا أن (لسانك حصانك، ان صنته صانك) فيلجمون ألسنتهم وعقولهم معها، ويحافظون على برامج ومواد تعجب “صاحب الزبدة” الذي ان طلب ان تكون مشوية فلا مانع.

الذين يديرون الاعلام وينتجون البرامج يدركون أن رضاء “الجماعة الفوق” هو غاية الرجاء حتى ولو كانت نتيجة الاستبيان 99.9% لا يشاهدون التلفزيون.أول خطوة في ادارة مؤسسة اعلامية أن تحدد بصورة صريحة ومباشرة من هو المتلقي؟ الذي تستهدفه برامجها وسياستها التحريرية، هل هو المسؤول ودوائره المحيطة به؟ هل هو المواطن؟ هل هو الأجنبي الذي يتيح له الفضاء المفتوح ان يتابع الاعلام السوداني؟ أم هل هو صانع القرار في الخارج الذي تؤثر عليه الرسائل الإعلامية السودانية؟
بالتأكيد الإجابة، كل هؤلاء بل أكثر..
التلفزيون يخاطب الجميع ويتطلب أن يدرك لغة الخطاب المناسب لكل هذه الجهات المستهدفة. وهذا يعني أن تكون الحاكمية فيه لسياسة إعلامية ناضجة لا تجامل أو تنافق أو تسترضي صاحب السلطة.

في حالة تلفزيون السودان هذه المطلوبات غائبة بل و مغيبة مع سبق الإصرار والترصد، لأسباب كثيرة على رأسها عقلية “الأفندية” التي تشوي الزبدة ان أمر بذلك صاحب السلطة.
ليس من الممكن لتلفزيون السودان أن يكون ذراعا نافذا قويا للدولة أو السلطة ، طالما أن عقيدته الاعلامية لا تنهض على سياسة اعلامية علمية لها أهداف واضحة ومقاييس تضمن ضبط السير في الاتجاه الصاعد لتحقيقها.

عثمان ميرغني
#حديث_المدينة 24 يونيو 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: تلفزیون السودان

إقرأ أيضاً:

نشر ظاهرة التفكك الأسري و مسلسلات تسقط في فخ الإستنساخ.. انتقادات لاذعة تلاحق برامج رمضان على التلفزيون المغربي

زنقة 20 | الرباط

انتقد الباحث و الأستاذ الجامعي محمد جبرون ، تمرير التلفزة المغربية لعبارات و قيم مثيرة للإشمئزاز خلال شهر رمضان.

وكتب جبرون على صفحته الفايسبوكية : “مما يحز في النفس من الأمور المثيرة للاشمئزاز أن تطرق مسامعنا بعد تناول وجبة الإفطار عبارة “شفت أمك بغا طول معنا”، ينطق بها زوج مخاطبا زوجته في حوار/ سيناريو أحد المسلسلات.”

و اضاف : “للأسف مثل هذه العبارات والقيم التي تشير إليها غريبة عن المجتمع المغربي وتنم عن بلادة الحس الأخلاقي لدى الكثير من كتاب السيناريو وفقدان البوصلة. المغاربة نساء ورجالا كانوا ولا زالوا يحضنون أباءهم وأمهاتهم ولا يضجرون من زيارتهم ومقامهم بينهم”.

من جهة أخرى، كشف الاعلامي المغربي محمد واموسي ، أن “مسلسل الدم المشروك الذي تبثه القناة الثانية طوال شهر رمضان على أساس أنه عمل مغربي، هو في الواقع دراما مصرية صعيدية بامتياز، من السيناريو المحبوك بطريقة احترافية إلى الأزياء، مرورا بالملصق الرسمي، كل شيء فيه يصرخ صعيدي يا جدع” .

و كتب واموسي : “السيناريو مستورد بالكامل من مصر و هو من تأليف كاتبة مصرية تدعى هاجر إسماعيل، سافروا إليها في مصر و طلبوا منها ثلاثة سيناريوهات لمسلسلات درامية و اختاروا واحدا منها لإعادة تدويره. عادوا به إلى المغرب ، و شكلوا له لجنة ل”مغربته” و محاولة طمس هويته،فكانت النتيجة، دراما مصرية بنكهة مغربية مصطنعة،من الأزياء السوداء القاتمة إلى اللون الأسود الذي يملأ الشاشة كما لو أننا في مأتم درامي صعيدي”.

و اعتبر الاعلامي المغربي ، أنه “رغم كل المحاولات لإلباسه جلبابا مغربيا، المسلسل لم ينجُ من الهوية الملتبسة”، متسائلا : “هل وصل بنا العجز عن الإبداع حد استيراد الهوية الفنية أيضًا؟ هل أصبحنا نستورد القصص، والملابس، وحتى طريقة الحزن؟ أم أن أزمة السيناريو لدينا وصلت حد العجز عن خلق دراما محلية حقيقية ؟”.

و قال واموسي ، أن “أزمة السيناريو عندنا في المغرب وصلت إلى مرحلة التبني الفني، و أصبحنا نستورد الدراما كما نستورد السلع المستعملة، مع محاولة يائسة لإعادة تغليفها بملصق مغربي.الدم المشروك ليس سوى دراما تهريب بهوية مزورة، عبرت الحدود بجواز سفر مصري، ثم حاولت تغيير لهجتها عند الجمارك لتبدو مغربية، انتظرها المستورد (المنتج) عند بوابة الخروج، و مررها للناس على أنها عمل فني محلي”.

مقالات مشابهة

  • السلطة للمقاومة والدراعة والبراؤون!!
  • حكاية غنوة.. المسحراتي من الإذاعة لـ طبلة سيد مكاوي على التلفزيون
  • الدستور الانتقالي 2025 .. السودان الجديد يولد من رماد الحرب
  • الوطنية للإعلام: تميز التلفزيون المصري في تغطية القمة العربية خطوة جديدة في إطار عودة ماسبيرو
  • فرعية الادارة المكلفة درس اقتراح قانون الاعلام تابعت مناقشة بعض المواد المتعلقة بالمؤسسات الاعلامية
  • شرق النيل كانت بمثابة أرض ميعاد الدعم السريع
  • تعاون بين الهيئات الاقتصادية ووزير الإعلام لتفعيل تلفزيون لبنان
  • نشر ظاهرة التفكك الأسري و مسلسلات تسقط في فخ الإستنساخ.. انتقادات لاذعة تلاحق برامج رمضان على التلفزيون المغربي
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • تلفزيون لبنان يعود بزخم درامي متجدد في رمضان