شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن "استقرار سوريا ووحدتها سيعززان مكافحة الإرهاب ويمكن أن يساعدا في عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد"، مشيرا إلى أن أنقرة تريد من النظام السوري استغلال حالة الهدوء في البلاد من أجل حل المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته قناة "خبر تورك" التركية مساء الاثنين مع وزير الخارجية التركي، بالتزامن مع تقارير عن استئناف مسار التطبيع بين الجانبين بوساطة من العراق.



وقال فيدان، إن "أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة"، مشيرا إلى أن استقرار سوريا ووحدتها سيعززان "مكافحة الإرهـاب" ويمكن أن يساعدا في عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد.

وأضاف أن ما تريده أنقرة "هو أن يقيّم النظام السوري هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء بعقلانية، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه".


ولفت إلى ضرورة أن يستغل النظام السوري فترة الهدوء هذه أيضا من أجل "إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها".

واستدرك وزير الخارجية التركي بالقول: "إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية"، وفقا لوكالة الأناضول.

وقبل أيام، نقلت صحيفة "آيدن ليك" (Aydınlık) التركية، عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولين عسكريين من تركيا اجتمعوا مع النظام السوري على الأراضي السورية لأول مرة منذ انقطاع العلاقات بين الجانبين في أعقاب انطلاق الثورة عام 2011،  مشيرة إلى وجود مساع لعقد لقاء ثان بين الطرفين في العاصمة العراقية بغداد.

في المقابل، نفت مصادر مقربة من النظام السوري، صحة لقاء وفد من النظام مع مسؤولين من تركيا في قاعدة حميميم التي تتخذها روسيا مقرا لها في محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط،  مشددة على شروط دمشق المسبوقة لإعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر مقربة من نظام بشار الأسد، قولها إنه "لم يطرأ أي تغيير في الموقف السوري تجاه شروط التقارب مع أنقرة، لا سيما ما يخص إبداء الاستعداد للانسحاب من الأراضي السوري، وما يخص توصيف الجماعات المسلحة المنتشرة في مناطق شمال شرق البلاد من جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) وغيرها بوضوح على أنها إرهابية".

وأضافت المصادر أن "عدم صدور أي رد سوري رسمي حول ما أثير مؤخرا في وسائل الإعلام التركية (حول اللقاء مع وفد أنقرة على الأراضي السورية)، يأتي في سياق سياسة دمشق المعروفة بعدم الرد على تقارير صحفية".

مسار التطبيع
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن العام الماضي عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك ضمن مسار بدأته أنقرة قبيل الانتخابات العامة منتصف العام الماضي من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق عقب انقطاعها إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.


وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ"الصيغة الرباعية". 

وجاء هذا الاجتماع تتويجا للعديد من اللقاءات التي جمعت رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فضلا عن لقاء وزير الدفاع التركي بنظيره في حكومة الأسد بموسكو في كانون الثاني/ ديسمبر عام 2022، حيث اتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات.

لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما اعتبر الأسد أن "هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية"، ومطالبا بسحب القوات التركية بشكل كامل من شمال غرب البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية فيدان النظام السوري تركيا أردوغان تركيا أردوغان النظام السوري فيدان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

ضابط بارز في نظام الأسد يتبرأ من الفلول.. من هم المتورطون بأحداث الساحل؟

ظهر الضابط السابق في قوات النظام السوري المخلوع ياسر سلهب في فيديو، ينفي فيه صلته تماما بـ"فلول" النظام، وأحداث الساحل.

سلهب، وهو ضابط برتبة عميد في معضمية الشام بريف دمشق، وكان تحت إمرة ماهر الأسد في الفرقة الرابعة، أطل في فيديو قال فيه؛ إنه لا صلة له تماما بأي تكتل أو مجلس عسكري جرى تشكيله لقيادة عمليات "فلول" النظام المخلوع في الساحل.

وبعد ورود اسمه في تقارير أشارت إلى أنه يعمل رفقة غياث دلا وآخرين، قال سلهب: "لا علاقة لي بمثل هذا البيان، وأنا خارج القطر (خارج سوريا) منذ نحو شهرين".

وأضاف: "لم أتواصل مع أحد من القيادة العسكرية المسؤولة، وأنا ضد ما يحصل، وليس لي علاقة بالأحداث الجارية".

وتابع: "أؤكد ضرورة السلم الأهلي، وأن الدم السوري على السوري حرام، وأنا عملت على ملف المصالحات في ريف دمشق ودرعا، وأنا مع الحكومة التي تحقق العدل والعدالة للسوريين".

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.

ووثقت تقارير وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.

إظهار أخبار متعلقة


#سوريا :
العـ.ـميد السابق في قـ.ـوات النظـ.ـام السوري المخـ.ـلوع ، ياسر سلهب ينـ.ـفي أي صلة له بما يُعرف بقـ.ـيادة المنطقة الساحلية، مؤكداً أنه غادر سوريا منذ شهرين ، وأوضح سلهب أنه يؤمن بالسلم الأهلي ويدعم قيام حكومة تحقق العدالة لجميع مكونات المجتمع pic.twitter.com/J9DkhawyT4

— همام (@HamamIssa7) March 10, 2025

في غضون ذلك، برزت أسماء عدد من الضباط السابقين في النظام المخلوع وسط اتهامات بتورطهم في إشعال الأوضاع في منطقة الساحل من خلال الهجوم على قوات جهاز الأمن العام.

سهيل الحسن
يعتبر سهيل الحسن، المعروف بلقب "النمر"، واحد من أبرز القيادات في جيش النظام المخلوع، حيث لعب دورا محوريا في الحملات العسكرية ضد المعارضة خلال سنوات الثورة.

يتحدر الحسن من قرية بيت عانا التابعة لمنطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. بدأ مسيرته العسكرية كضابط في القوات الجوية، وتحديدًا في فرع المخابرات الجوية.

برز اسم الحسن بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 وانتهاج النظام العنف المفرط في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، حيث شكل فصيلا مسلحا تحت مسمى "قوات النمر" في جهاز المخابرات الجوية عام 2012.

عرف الحسن قبل سقوط نظام الأسد بأنه رجل روسيا الأول في سوريا إثر حصوله على دعم واسع من موسكو وتكريمه أكثر من مرة من قبل القوات الروسية ما بين عامي 2016 و2018. وقد ظهر في أحد اللقاءات التي جمعت رئيس النظام المخلوع بشار الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الحسن الذي استخدم "البراميل المتفجرة" أينما حل في سوريا قام بتدريب وإرسال الكثير من المرتزقة للمشاركة بالحرب الروسية على أوكرانيا.

ومؤخرا، عاد اسم الحسن للواجهة مجددا حيث أشارت تقارير إلى أنه يقود تحركات عسكرية تهدف إلى استعادة السيطرة على الساحل السوري، معتمدا على فلول القوات الخاصة التي كانت تحت قيادته.

إبراهيم حويجة
إبراهيم حويجة هو أحد أبرز الشخصيات الأمنية التي أدّت دورا رئيسيًا في الملفات الاستخباراتية داخل سوريا ولبنان خلال فترة حكم آل الأسد.

تولى رئاسة إدارة المخابرات الجوية عام 1987، بعد أن كان أحد كبار ضباط الاستخبارات خلال عهد حافظ الأسد. 

اشتهر بتنفيذ حملات قمع واعتقالات واسعة ضد المعارضين، كما ارتبط اسمه بعمليات اغتيال استهدفت شخصيات سياسية لبنانية خلال فترة الوجود العسكري السوري في لبنان.


ويعدّ حويجة من المقربين لرفعت الأسد، الذي قاد مجزرة حماة عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف. 

كما ارتبط اسم حويجة باغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1977، حيث كان حينها ضابطا في المخابرات الجوية، وهو الأمر الذي أكده وليد جنبلاط في شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2015.

بعد إقالته عام 2002 ضمن محاولات الأسد الابن لإضعاف نفوذ الحرس القديم، ابتعد حويجة عن المشهد السياسي، لكنه عاد مؤخرا بعد سقوط نظام الأسد إلى الواجهة مجددا إثر اعتقاله من قبل السلطات بتهم تتعلق بزعزعة الاستقرار في الساحل السوري.

غياث دلا
يُعتبر غياث دلا من أكثر القادة العسكريين في نظام المخلوع بشار الأسد ولاءً لإيران وحزب الله اللبناني، حيث قاد "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.

لعب دلا دورا محوريا في معارك دارت خلال سنوات الثورة في مناطق المليحة والزبداني وأحياء دمشق.

تعاون دلا حينها مع الميليشيات الإيرانية التي قاتلت إلى جانب نظام الأسد، كما دمج بعض عناصرهم داخل قواته مانحا إياهم الزي العسكري السوري للتمويه.

عام 2018، أُرسل إلى منطقة القنيطرة في الجنوب السوري ليقود العمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة.

لكن بعد انهيار النظام، عاد دلا إلى الظهور مجددا وسط تقارير تفيد بأنه يقود مجموعة مسلحة جديدة تحت مسمى "المجلس العسكري لتحرير سوريا".

مقالات مشابهة

  • المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدعو لتحقيق مستقل في أحداث الساحل السوري
  • كيف تنظر أنقرة إلى الاتفاق بين دمشق وقسد؟.. جولة في الصحف التركية
  • منى واصف تلتقي بنجلها بعد سنوات من الغياب بسبب معارضته لنظام الأسد (شاهد)
  • أنقرة ومصالحها في شمال العراق.. الأسباب الحقيقية لبقاء القوات التركية
  • ضابط بارز في نظام الأسد يتبرأ من الفلول.. من هم المتورطون بأحداث الساحل؟
  • كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
  • اقتربت من دمشق.. اتساع المواجهات بين قوات الأمن السوري وفلول النظام السابق
  • هل ينهي حل حزب العمال الوجود التركي في العراق؟
  • رامي مخلوف يحمّل أحد ضباط الأسد مسؤولية أحداث الساحل
  • حزب الله ينفي ضلوعه في أحداث الساحل السوري