أنجيليك بوشارد تكتب: «باربى».. «بطلة الكفاح المناخى» وسفيرة بارزة للوعى!
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
حقق فيلم جريتا جيرويج «باربى» أكبر إطلاق فى عام ٢٠٢٣ فى شباك التذاكر فى أمريكا الشمالية، بإيرادات تصل لحوالى ١٥٥ مليون دولار فى أول يومين من العرض ومن المرجح أن تسمح هذه الأرقام للمسارح فى الولايات المتحدة وكندا بتحصيل أفضل عائدات لها (حوالى ٣٠٠ مليون دولار) فى عطلة نهاية الأسبوع منذ جائحة COVID-١٩، التى أثرت سلبًا على اقتصاد السينما الأمريكية.
ويثير فيلم «باربى» جدلًا كبيرًا فى الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الفيلم يُنظر إليه على أنه مثال على «الحركة الناشطة»، والتى يُنظر إليها على أنها حركة سياسية تهدف إلى الترويج للعدالة الاجتماعية والتنوع والشمول ويعتقد بعض الناس أن «الحركة الناشطة» تحاول فرض قيمها على المجتمع، بينما يعتقد البعض الآخر أنها ضرورية لخلق مجتمع أكثر عدلًا وعلى الرغم من الجدل، فإن فيلم «باربى» حقق نجاحًا كبيرًا فى شباك التذاكر، ومن المرجح أن يستمر فى إثارة الجدل فى الأشهر والسنوات القادمة.
كما ذكر مات فليجنهايمر ومارك تريسى فى صحيفة نيويورك تايمز يوم ٢٤ يوليو، أن الجمهورى المحافظ، عضو الكونجرس عن فلوريدا مات جايتز وزوجته شاركا قبل أسبوعين فى حفل استقبال فى واشنطن لإطلاق فيلم «باربي»، وكلاهما يبتسم أمام الكاميرات فى لعبة المصورين المعهودة، على سجادة وردية، ويتبادلان الأحاديث مع الضيوف الذين كانوا يحتسون الكوكتيلات الوردية ثم يغادران القاعة ومعهم عدد قليل من الخراطيش السياسية! كتبت السيدة جايتس على تويتر: «كانت باربى التى نشأت معها تمثل إمكانيات غير محدودة، وتنوع مهنى، وقبل كل شيء تمكين المرأة». «فيلم ٢٠٢٣ باربى لا يتناول أى فكرة عن العقيدة أو الأسرة ويحاول تطبيع فكرة أن الرجال والنساء لا يمكن أن يتعاونوا بشكل إيجابي».
كما انتقد مات جايتس على شبكة اجتماعية أخرى، اختيار ممثل متحول جنسيًا فى دور طبيب باربى، فإن ذلك يعد تدميرا حضاريا وثقافيا مزدوجا وقال: «إذا تركت الأشخاص المتحولين يمنعونك من رؤية مارجو روبى» فإن «الإرهابيون يفوزون»!
«بطل العمل المناخي»
قال بن شابيرو، أشهر المعلقين الأمريكيين وأكثرهم تحفظًا، فى تعليق فيديو مطول على موقع يوتيوب فى ٢٢ يوليو: «لدى صفحات وصفحات من الملاحظات» بعد أن أعلن أن منتجى الفيلم هم من دفعوه للكتابة عن السينما! وأشعل كاتب العمود النار فعليًا فى دمى «باربى وكين» للتعبير عن رأيه والاحتجاج على فيلم جريتا جيرويج. «إنه أحد أسوأ الأفلام التى شاهدتها على الإطلاق، كما يقول لأنه أحد أكثر الأفلام التى شاهدتها استيقاظًا!» «بينما قال إيلون ماس «كنت احتسى التكيلا فى كل مرة تحدثت فيها باربى عن النظام الأبوي"!. كما هو الحال دائمًا، فى الطبقة السياسية الأمريكية، فإن التميز الأدائى هو الأفضل ويبدو أن «باربى» تثير الكثير من الغضب مثل الدعوات للاحتفال التدريجى.. إليكم الطرق الأربع التى تجسد بها «باربى» قيم كاليفورنيا التى كتب فيها جافين نيوسوم، الحاكم الديمقراطى للولاية، فى موضوعه، مشيدًا بباربى باعتبارها «بطلة للنشاط المناخي»، و«تنزل إلى الشوارع فى سيارتها الكهربائية» كما «تزيل وصمة العار عن رعاية الصحة العقلية».
وماذا عن رأى جريتشن ويتمير النائبة الديمقراطية عن ولاية ميتشيجان، التى نشرت على إنستجرام صورة باربى وإلى جانبها كتبت «هيا يا باربى.. حان الوقت لأن نحكم!»
وفى الماضى كانت الأفلام الرائجة والتى تعرض فى فصل الصيف تسعى لتوحيد الهوية الوطنية وكان الجميع يتابعها بشغف ويتناقش الجمهور الأمريكى حولها ولكن هذه الفترة تلاشت تماما مثلما يرى العديد من الخبراء والمحللين.
السياسة نتاج للثقافة
يقول السيناتور الجمهورى عن ولاية تكساس، تيد كروز، إن فيلم «باربى» يعمل من أجل المصالح الصينية حيث رسم الصينيون هذا «الخط المكون من ٩ شرطات» فى عام ١٩٤٧ وهو يحدد حدود المطالبات البحرية لبكين فى بحر الصين الجنوبى.
على هذا النحو، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الفيتنامية أن الحكومة حظرت توزيع الفيلم لأنه يتضمن «نشر خريطة تظهر مطالبات الصين الإقليمية المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبي». وقال تيد كروز لشبكة فوكس نيوز: «من الواضح أن الفتيات الصغيرات اللائى يرون باربى لن يكن لديهن أى فكرة عما تعنيه تلك الشرطات». «إنه مصمم حقًا لإرضاء آراء الرقباء الصينيين وهم يحاولون احتضان مصالح الحزب الشيوعى الصينى لأنهم يريدون كسب المال من بيع الفيلم ورد فعل اليمين المحافظ الأمريكى ليس منعزلًا، مرة أخرى وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز فى ٢٤ يوليو. جيل كامل من المعلقين السياسيين ورجال الأعمال فى أمريكا الشمالية، يتغذون من مقولة أندرو بريتبارت، رجل الأعمال المتشدد ومطور Huffington Post، وتقرير Drudge وموقع الأخبار والرأى Breitbart.com، السياسة هى «اتجاه الثقافة»، وبالتالى من «القوة الناعمة».
«استيقظ، أفلس»
لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن التباهى بالقيم التقدمية بعيد كل البعد عن كونه عملًا جيدًا للاستوديوهات؛ حيث حقق فيلم Top Gun: Maverick العام الماضى نجاحًا ساحقًا، بأرقام مذهلة (١٦٠ مليون دولار فى أربعة أيام، بإجمالى أكثر من ١.٩ مليار دولار فى جميع أنحاء العالم)، حيث لعبت شخصية العنوان الممثلة الأمريكية الأفريقية هالى بيلى، وهى ممثلة فاشلة للغاية! وفى الصين، المشروع الأقل ربحًا فى عام ٢٠٢٣، فيلم «الحركة الحية» الذى حقق فى افتتاح عطلة نهاية الأسبوع بإجمالى ٢.٦٣ مليون دولار.
فكيف نفسر نجاح باربي؟ كما اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز: لأن الفيلم بالتأكيد سياسى أكثر منه ترفيهي! أيضا يشرح كايل سميث من وول ستريت جورنال، فى مقالته الافتتاحية فى ١٨ يوليو، أن وصفة النجاح تعود لعدة أشياء: «الفيلم يشبه ندوة دراسة للنساء الأكثر غرابة! وتمزج جيرويج كلًا من التبجيل مع السخرية دون أن تبدو وكأنها صوت صاخب وهى تستعرض ماضى باربى والعالم الذى تم إنشاؤه للدمى والآثار المترتبة على مجتمع تهيمن فيه النساء على جميع الصناعات وحيث يكون الرجال فى المرتبة الثانية فقط. (بعد كل شيء، تم تصميم كين وتسويقه فى عام ١٩٦١ على وجه التحديد ليكون صديق باربي). وكل ذلك يظهر النظام الأبوى وكأنه موجز مباشر على Twitter أو ندوة جامعية، خاصة أنه يتعامل بأريحية وسهولة مع العديد من القضايا الجوهرية! لا يزال فيلم باربى يتعارض مع النظام الأبوى، ويغمره بجو «جنوب كاليفورنيا!»..مع هذا النجاح، ستتمكن شركة ماتيل Mattel من التفكير فى مغامرات أخرى للدمية. لكن قبل ذلك، تعمل الشركة على إطلاق أفلام أخرى، أربعة عشر فيلما تقريبا من علاماتها التجارية المختلفة.
معلومات عن الكاتبة:
أنجيليك بوشارد، صحفية فرنسية، أجرت الكثير من الحوارات الصحفية لموقع «لوديالوج» مع العديد من الشخصيات الفرنسية.. تكتب عن فيلم «باربى».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ملیون دولار ا کبیر ا فى عام
إقرأ أيضاً:
القطاع العقاري المصري يشهد تطورات بارزة خلال 2024
اختتم عام 2024 بتحولات جذرية في السوق العقاري المصري، حيث تمكنت شركات ومؤسسات بارزة من تحقيق إنجازات ملموسة رغم التحديات الاقتصادية التي شملت التضخم وتقلبات سعر الصرف.
وأشار تقرير عن السوق العقارى خلال عام 2024 إلى أنه تمثلت هذه الإنجازات في تطوير مشروعات مبتكرة، وإعادة هيكلة الأصول، وتعزيز قيمة الاستثمار عبر قطاعات متنوعة.
وفقًا لكاتسبي لانجر باجيت، الخبير في المجال العقاري، "شهد هذا العام تقدمًا ملحوظًا في قدراتنا الاستشارية، حيث قمنا بدور محوري في مشروعات أسهمت في إعادة تشكيل السوق وترسيخ استراتيجيات مستدامة".
ولفت التقرير من بين النجاحات البارزة، إلى أنه تم إعادة هيكلة مشروع عقاري متعدد الاستخدامات خلال سلفز مصر ، ما أسفر عن رفع معدل الإشغال من 54٪ إلى 92٪، وزيادة عدد الزوار بنسبة 35٪ سنويًا، مع تحقيق نمو في مبيعات المستأجرين بنسبة 100٪.
ولفت إلى أن التعاون البناء أثمر عن تحسينات ملموسة في عمليات المشروع وزيادة في الربحية".
كما حققت عدة مشروعات وطنية نتائج متميزة، من بينها إعادة استخدام الأراضي غير المستغلة لتحقيق تدفقات نقدية مستدامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030.
وأسهمت هذه الجهود في تطوير البنية التحتية الحضرية وتعزيز الإمكانات الاقتصادية في مختلف المناطق.
على صعيد آخر، أشار مانوجي توماس، مدير سلسلة التوريد في إحدى الشركات العالمية، إلى أن تنفيذ مقر جديد في مصر تم بنجاح لافت، مع الالتزام بالجدول الزمني والميزانية المحددة.
ووصف التجربة بأنها "مثال على الكفاءة والدقة التي تميز هذه المشروعات المعقدة".
وعن عام 2025 يتوقع أن يشهد استمرار التركيز على تطوير القطاعات الناشئة، مثل الفندقة والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى التوسع في المشروعات التجارية المرنة التي تتكيف مع احتياجات السوق المتغيرة. يُتوقع أيضًا أن تظل الوجهات السياحية، مثل الساحل الشمالي، محط اهتمام كبير نتيجة للمشروعات الكبرى التي تعزز من مكانتها بين المستثمرين والعملاء المحليين والدوليين.
وتستعد السوق العقارية المصرية لعام جديد مليء بالتحديات والفرص، مع التركيز على الابتكار، والاستدامة، والنمو، بما يضمن استمرارها في المنافسة على المستوى الإقليمي والدولي.