ما هي تداعيات الموجة الحارة على أفريقيا؟.. مخاطر اقتصادية غير متوقعة
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
لاتزال الموجة الحارة تلقي بظلالها على عدد من دول العالم، فمن حرائق الغابات بالولايات المتحدة وكندا في أمريكا الشمالية، إلى درجات حرارة قياسية في إسبانيا وإيطاليا بالقارة الأوروبية، وفيضانات ودرجات حرارة غير مسبوقة بكوريا واليابان والصين في شرق آسيا، لم تكن القارة الأفريقية بعيدة عن هذه التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، التي تدفع القارة السمراء ثمناً باهظاً بسبب الأضرار التي لحقت بها، إذ أن الموجة الحارة تسببت في مزيد من الارتفاع بدرجات الحرارة، فضلاً عن تزايد حدة ومعدلات موجات الجفاف.
فبعد الإعلان عن أن شهر يوليو هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قبل انتهاء الشهر بنحو 4 أيام، بأنه ما لم يمر الكوكب بمعجزة بوجود موجة باردة في غضون أيام، فسيكون الشهر الأكثر سخونة في التاريخ، ويبدو أن توقعه كان صحيحاً، حين حذر قائلاً إن «تغير المناخ هنا، وهذه ليست سوى البداية»، وفقًا لموقع لما أورد الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
شوارع مهجورة خلال ساعات النهاروتُعد القارة الأفريقية ضمن المناطق الأكثر تضرراً نتيجة الموجة الحارة، كونها تقع في وسط خريطة العالم، خاصةً أن مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، لتصل إلى في دول مثل الكويت والعراق والبحرين والمملكة العربية السعودية وغيرها، حيث بدت الشوارع مهجورة خلال ساعات النهار، كما اختفى العمال إلى حد كبير في كثير من مواقع العمل بمختلف دول المنطقة، وفق ما أورد موقع «ذا ستريت» الأمريكي المختص بشؤون الاقتصاد.
ويعتقد أن انخفاض الإنتاج نتيجة الموجة الحارة، سيكون له تأثيرات خطيرة على مستقبل القارة الأفريقية كجزء من العالم، حيث يدفع مؤشر الحرارة تحديد بقاء الإنسان لسنوات من الآن، بعد حساب الأضرار الاقتصادية طويلة المدى من الحرارة الشديدة، وفقاً للموقع الاقتصادي.
وأشار خبراء اقتصاديون إلى أنه من الصعب حساب التأثيرات الاقتصادية الكاملة في أفريقيا، نتيجة موجات الحرارة القياسية هذا الصيف، نظراً لأن الاحترار العالمي له تأثيرات متتالية، وهذا يعني أن الظروف الحارة في جميع أنحاء الكوكب تجعله مناسباً لظروف أكثر سخونة في المستقبل، ويمكن أن يتسبب أحد أنماط الطقس في تأثير الدومينو، مما يؤدي إلى المزيد من الكوارث بالمستقبل.
اضطرابات بالطيران وإصابات بالإجهاد الحراريفبعض الآثار، مثل الزيادة في اضطرابات الطيران، هي تفاصيل لم تتمكن الشركات من التنبؤ بها، خاصةً وأن الحرارة المحبوسة في الغلاف الجوي تعمل على تكوين «جيوب هوائية»، مما يجعل رحلات الخطوط الجوية بشكل عام، أكثر احتمالية أن تكون وعرة بالمستقبل، بحسب موقع «ذا ستريت».
ويعد الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس أحد العوامل الصامتة الرئيسية للحرارة المشعة وغير المتوقعة على الاقتصاد، ومن المحتمل أن تجعل العامل العادي أقل إنتاجية، وفي كثير من الحالات يتسبب في الإصابة أو المرض، فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتكبد ما يقرب من 100 مليار دولار سنوياً، نتيجة إصابة الأفراد بأمراض لها علاقة بارتفاع درجات الحرارة.
السياحة والصيدوعلى الرغم من أن اقتصاديات القارة الأفريقية، خاصةً قطاعي الصيد والسياحة المحلية على طول سواحل القارة، كانت أبرز القطاعات المتأثرة بارتفاع درجات الحرارة، لما تسببه من ارتفاع مستويات سطح البحر، وارتفاع درجة حرارة المياه، وزيادة حموضة المحيطات، في أضرار متزايدة لأسواق الصيد والسياحة، غير أنها لم تتفاقم إلا بسبب درجات الحرارة القياسية هذا العام.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، أكدت أن موجات الجفاف، التي ضربت أنحاء القارة الأفريقية على مدار الـ50 عاماً الماضية، بسبب الاحتباس الحراري، قد كبدت القارة السمراء ما يقدر بنحو 70 مليار دولار، ولفتت المنظمة العالمية إلى أن هذه الإحصائيات متوقعة بالزيادة خلال الفترة المقبلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الموجة الحارة ارتفاع درجات الحرارة أفريقيا الشرق الأوسط الاحتباس الحراري التغيرات المناخية القارة الأفریقیة الموجة الحارة درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من تداعيات العملية الإسرائيلية في الضفة ومنع وصول المساعدات لغزة
حذرت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال الضفة الغربية ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري بالفعل للنازحين الفلسطينيين.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بأن السلطات الإسرائيلية بدأت في هدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس للاجئين بطولكرم، بعد تدمير أكثر من عشرين منزلا خلال الأسبوع الماضي في الضفة الغربية المحتلة، وفقا لبيان نشرته الأمم المتحدة.
كما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في تقييم جديد له - أن النازحين يقيمون في ملاجئ عامة في جنين وطولكرم تفتقر إلى العديد منها إلى الضروريات الأساسية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات صحفية إن أقل من نصف الأشخاص الذين قابلتهم فرق الأمم المتحدة قالوا إنهم يستطيعون تحمل تكاليف الطعام، مع تقليص العديد منهم لكميات الطعام أو تخطي وجبات الطعام، كما أن الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية في يناير، كان الشركاء الإنسانيون يقدمون مساعدات منقذة للحياة، ويوزعون الطرود الغذائية والوجبات اليومية، وقد تلقت أكثر من خمسة آلاف أسرة مساعدات نقدية لتلبية احتياجاتها الأساسية، وشملت جهود الإغاثة توفير الفراش ومستلزمات النظافة الشخصية وخزانات المياه والمراحيض المتنقلة في جنين وطولكرم وطوباس.
وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن إغلاق حاجز تياسير منذ شهر فبراير أعاق بشدة حركة أكثر من 60 ألف فلسطيني، وفي أول جمعة من شهر رمضان منعت هذه القيود آلاف المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة.
وبينما سمحت السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول إلى القدس الشرقية، فقد أقامت مئات الحواجز المعدنية وفرضت القيود، واشترطت أن يكون المصلون حاصلين على تصاريح.
وقد نشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فرقا لتحديد المخاطر المحتملة والتدابير الممكنة التي يمكن للفلسطينيين عبورها، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر ضعفا.
وفي غزة، حذرت المنظمات الإنسانية من أن إغلاق جميع المعابر لمدة أسبوع تقريبا أدى إلى توقف المساعدات الحيوية، مما أدى إلى تفاقم المعاناة بين المدنيين.
وقال دوجاريك من الضروري السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة دون تأخير.
وأكدت الأمم المتحدة أنه بموجب القانون الإنساني الدولي فإن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة ملزمة بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للناس وتسهيل وصول المساعدات إلى غزة.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: فرار 80 ألف شخص من الكونغو الديمقراطية بسبب القتال
الأمم المتحدة: إغلاق المعابر ومنع المساعدات له عواقب مدمرة على أهل غزة
الأمم المتحدة: 51 مليون طن من الركام مخلفات حرب إسرائيل على غزة