تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس برس بغزة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
رجح تحقيق أجرته وكالة فرانس برس مع وسائل إعلام دولية عدة ونُشرت نتائجه، الثلاثاء، أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب الوكالة في غزة الذي لحقت به أضرار جسيمة في الثاني من نوفمبر الماضي.
وكان الجيش الإسرائيلي نفى في نوفمبر الماضي أن يكون استهدف المبنى الذي يقع فيه مكتب وكالة فرانس برس بمدينة غزة، وأعاد تأكيد هذا الموقف خلال يونيو، مشيرا إلى أن تحقيقا داخليا يجرى بشأن الحادث.
واستند التحقيق والخبرات على لقطات وتسجيلات صوتية رصدتها مباشرة كاميرا تابعة لوكالة فرانس برس كانت تقوم ببث مباشر.
ولم يؤدِ هذا القصف إلى وقوع ضحايا، إذ أن فريق وكالة فرانس برس غادر المدينة حينها، إلا انه أتى على قاعة الخواديم في المكتب.
واستند التحقيق أيضا إلى صور للشظايا التي أخذت غداة القصف وكذلك بعد أشهر على ذلك فضلا عن تحليل للقطات عبر الأقمار الاصطناعية.
ورجح خمسة خبراء طلبوا جميعا عدم ذكر اسمهم، مع نسبة يقين جيدة أن يكون المكتب أصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية، وهو سلاح لا تمتلكه الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.
ولم يكن خبراء آخرون تمت استشارتهم، على هذه الدرجة من اليقين، لكنهم استبعدوا حصول ضربة جوية أو بواسطة مسيّرات نظرا إلى الأضرار اللاحقة.
واستبعد خبراء عدة بدرجة جيدة من اليقين فرضية الصاروخ أو القذيفة الصاروخية المضادة للدروع، وهي ذخائر تملكها حركة حماس.
وأجرى التحقيق 50 صحفيا من 13 مؤسسة بينها "الغادريان" و"دير شبيغل" و"لوموند" وشبكة "أريج" العربية للصحافة الاستقصائية، على مدى 4 أشهر تحت إشراف شبكة "فوربدين ستوريز" الدولية للصحفيين المتخصصين بالتحقيقات الاستقصائية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فرانس برس فی غزة
إقرأ أيضاً:
آلاف الأشخاص مهدّدون بالجوع في السودان بعد تجميد المساعدات الأميركية
للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل عامين، تعجز مطابخ الغذاء في السودان عن تقديم الطعام إلى أشخاص يعانون الجوع بعد تجميد المساعدات الإنسانية الأميركية التي يعتمد عليها كثر مصدراً رئيسياً للدعم، وقالت متطوعة في جمع التبرعات تحاول الاستحصال على المال لإطعام عشرات الآلاف من الأشخاص في الخرطوم: "سيموت كثير من الناس بسبب هذا القرار". وأضافت متطوعة سودانية أخرى لوكالة فرانس برس: "لدينا 40 مطبخاً في كل أنحاء البلاد تطعم ما بين 30 ألفاً و35 ألف شخص يومياً"، مشيرة إلى أن كل هذه المطابخ أُغلقت بعد تجميد المساعدات الخارجية الأميركية بقرار من الرئيس دونالد ترامب. وتابعت: "يُرفَض إطعام نساء وأطفال".
الملايين على حافة المجاعة في السودان
منذ إبريل/ نيسان 2023، تدور حرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدّت إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما الملايين على حافة المجاعة. ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقاً للأمم المتحدة.
وقال جاويد عبد المنعم، رئيس الفريق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة أم درمان لوكالة فرانس برس، إن "تأثير قرار وقف التمويل بهذه الطريقة الفورية له عواقب مميتة". وأضاف: "هذه كارثة إضافية للسودانيين الذين يعانون أصلاً تداعيات العنف والجوع وانهيار النظام الصحي واستجابة إنسانية دولية مزرية".
الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة للمساعدات و70% من المتأثرين بالصراع نساء
وفي السياق، حذّر نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان إدمور توندلانا من أن الوضع في البلاد يزداد سوءا مع استمرار الصراع ونزوح مزيد من الناس وازدياد الاحتياجات الإنسانية. ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة اليوم الخميس عنه القول: "الوضع في السودان ليس جيدا. إنه يزداد سوءا يوما بعد يوم. لدى السودان بعض من أعلى الاحتياجات الإنسانية في العالم. حوالى 30 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وهذا في الواقع يعني خمسة ملايين شخص إضافي مقارنة بالعام السابق".
وتحدث عن تداعيات الصراع على النساء والفتيات بشكل خاص، وقال إن "حوالى 70% من الأشخاص المتأثرين فعليا بالصراع بما في ذلك النازحون داخليا هم في الواقع من النساء والفتيات". ودعا إلى توفير التمويل الإنساني اللازم، وأشار في هذا الصدد إلى النداء الإنساني للسودان لجمع 4.2 مليارات دولار.
"كل الاتصالات الرسمية مقطوعة"
وأعلن دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية، مع استثناءات قليلة تعد حيوية مثل تلك المتعلقة بالحيلولة دون وقوع مجاعة في السودان، لكن المنظمات الإنسانية هناك اضطرت إلى تعليق عملياتها الأساسية المرتبطة بتوفير الغذاء والمأوى والصحة. وقال منسق مساعدات سوداني آخر لوكالة فرانس برس: "كل الاتصالات الرسمية مقطوعة"، بعدما وُضع موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إجازة هذا الأسبوع. وأفادت أطباء بلا حدود، وهي إحدى المنظمات المستقلة القليلة التي ما زالت موجودة في السودان، بأنها تلقت طلبات من الجهات المعنية المحلية للتدخل السريع. لكن "منظمة أطباء بلا حدود لا تستطيع ملء الفراغ الذي تركه سحب التمويل الأميركي"، وفق عبد المنعم.
وكانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للسودان العام الماضي مع تقديمها ما يصل إلى 45% من الأموال لخطة الاستجابة للأمم المتحدة. ويواجه أكثر من ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة في السودان، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة. وتضرب المجاعة خمس مناطق سودانية، فيما يتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو/أيار، قبل حلول موسم الأمطار المقبل الذي سيؤدي إلى عدم وصول الغذاء لملايين الأشخاص في كل أنحاء البلاد.
الأموال تنفد
وقال منسق المساعدات الذي لم يرغب في كشف اسمه: "الأمر الأكثر تدميراً هو أنه قطعت وعود كثيرة". وبحسب الكثير من المتطوعين، عندما قرر دونالد ترامب خفض المساعدات الخارجية، كانت المنظمات الإنسانية قد قدمت ملايين الدولارات من المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى بناءً على وعود التمويل الأميركية. وأوضح منسق المساعدات، قائلاً: "لقد دُفعت بعض النفقات. لكن الخوف هو ما سيحدث بعد ذلك. لديها (المنظمات) المال الآن، لكن ماذا عن الشهر المقبل؟ كم من الأشخاص سيجوعون؟".
في كل أنحاء البلاد، يستنفد متطوعو مطابخ الغذاء ما تبقى لديهم من تمويل يكفي لبضعة أسابيع. وقالت متطوعة في جمع التبرعات لوكالة فرانس برس: "ليس هناك ما يكفي، لكن على الأقل هناك شيء يصل إلى الناس. الوضع من سيّئ إلى أسوأ"، مضيفة: "الناس يعانون سوء تغذية، النساء الحوامل يمتن بسبب عدم وجود دعم صحي. هناك انعدام للحياة حرفياً". وسيزداد الوضع سوءاً. فقد أوقف عمل "فيوز نت" FEWS Net، وهي منظمة لمراقبة الأمن الغذائي تموَّل بتعاون أميركي، ما أثار مخاوف من أن مراقبة المجاعة في السودان ستصبح أكثر صعوبة.
(فرانس برس، رويترز)