النيابة الإدارية تعاين حريق مبنى وزارة الأوقاف
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أجرى المكتب الفني لرئيس هيئة النيابة الإدارية للتحقيقات برئاسة المستشار عبد الله قنديل، صباح اليوم، معاينة لموقع حريق مبنى وزارة الأوقاف بالقاهرة، بناءً على توجيهات المستشار حافظ عباس رئيس هيئة النيابة الإدارية.
قام المستشار عبد الله قنديل مدير المكتب الفني لرئيس الهيئة للتحقيقات، بالانتقال لموقع حريق مبنى وزارة الأوقاف على رأس فريق من أعضاء المكتب الفني لرئيس الهيئة للتحقيقات ضم كلًا من المستشار محمد حامد وكيل المكتب، والمستشار محمد الشناوي، والمستشار محمود إبراهيم سالم، والمستشار خالد أبو الوفا، والمستشار أحمد عبد الحفيظ، والمستشار شادي حامد، أعضاء المكتب الفني لرئيس الهيئة للتحقيقات، وبصحبتهم المستشار ابن الوليد إكرام مدير النيابة الإدارية للأوقاف، وفريق من النيابة ضم كلًا من المستشار محمود دسوقي، و أحمد عزت رئيس النيابة، أحمد الإمام رئيس النيابة، وسعيد مصطفى رئيس النيابة.
وتبين من المعاينة: أنه بحلول الساعة التاسعة والنصف تقريبًا من صباح أمس السبت الموافق 5 / 8 / 2023
شبَّ حريق بغرفة الخوادم بالطابق الأول فوق الأرضي صعودًا إلى أعلى المبنى، مما أسفر عن الاحتراق الكامل لبعض حجرات الدور الأول فوق الأرضي، والسطح الخاص بالمبنى، مسببًا عددًا من التلفيات الجاري حصرها.
هذا وقد باشرت النيابة الإدارية التحقيقات بموقع الحادث، حيث استمع فريق التحقيق لأقوال مدير عام البنية الأساسية وتأمين المعلومات مكتشف الواقعة محل التحقيق، ومدير عام الشئون الإدارية، ومدير عام الأمن، و مشرف الأمن، وفني صيانة بإدارة شئون المقر بوزارة الأوقاف، وعدد من المختصين بمخازن الوزارة، كما تم سؤال المهندسين المختصين بالإدارة الهندسية بالوزارة وأعضاء اللجنة المشكلة من السيد وزير الأوقاف لحصر التلفيات والخسائر الناجمة عن الحريق.
قرارات النيابة الإدارية في حريق مبنى وزارة الأوقاف1 - تكليف جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء بوزارة الإسكان بإجراء المعاينة اللازمة لمبنى وزارة الأوقاف، لبيان مدى تأثره بالحريق من حيث السلامة الإنشائية والأضرار التي ترتبت على ذلك، وإيضاح مدى القابلية للإصلاح والتكاليف المادية اللازمة.
2 - طلب بيان رسمي مفصل بكافة الموجودات ومحتويات الحجرات التي امتدت إليها النيران.
3 - تشكيل لجنة من قسم المخازن بهيئة الخدمات الحكومية، للوقوف على صحة جرد العهدة في ضوء البيان السابق لتحديد الأضرار والمفقودات.
وجاري استكمال التحقيقات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النيابة الإدارية المستشار حافظ عباس حريق مبنى وزارة الأوقاف مبنى وزارة الأوقاف حریق مبنى وزارة الأوقاف النیابة الإداریة
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تحدد خطبة الجمعة القادمة
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة توعية جمهور المسجد بأهمية التعايش السلمي باعتباره من أهم أسباب استقرار المجتمع.
رئيس هيئة الأوقاف: حماية الوقف وحسن استثماره أولى اهتماماتنا وزير الأوقاف يلقي محاضرة ببرنامج «المعايشة المهنية» بمعهد البحوث الجنائية والتدريبوقالت وزارة الأوقاف: إن موضوع الخطبة الأولى موحد على مستوى الجمهورية، وإن موضوع خطبة الجمعة الثانية يستهدف معالجة مشكلة تنظيم الأسرة، بمحافظات: (قنا، وأسيوط، وسوهاج، والمنيا، والأقصر).
"وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ"
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ علَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَهَذِهِ كَلِمَاتٌ نُورَانِيَّةٌ خَرَجَتْ مِنْ لِسَانِ الجَنَابِ المُعَظَّمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، لِتُعَبِّرَ عَنْ دَعْوَتِهِ الشَّرِيفَةِ إِلَى التَّحَلِّي بِأَسْمَى آيَاتِ الإِحْسَانِ وَالبِشْرِ وَالبِرِّ وَالإِكْرَامِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ»، وَهَا هُوَ خَيْرُ الخَلْقِ وَحَبِيبُ الحَقِّ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَدْ وَسِعَتْ ابْتِسَامَتُهُ الصَّادِقَةُ وَأَخْلَاقُهُ السَّامِيَةُ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا، فِي مَزِيجٍ مُحَمَّدِيٍّ مُدْهِشٍ يَجْعَلُ القُلُوبَ تَأْرِزُ حُبًّا إِلَى حَضْرَتِهِ وَتَسْتَبْشِرُ بِدَعْوَتِه.
فَيَا أَيُّهَا المُحَمَّدِيُّونَ، إِنَّ هَذَا السِّرَّ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ هُوَ الَّذِي جَذَبَ القُلُوبَ وَالأَرْوَاحَ وَالعُقُولَ، لِيُؤَسِّسَ فَلْسَفَةَ الحُبِّ بَيْنَ البَشَرِ جَمِيعًا، فَاعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ لَنْ تَصِلُوا إِلَى القُلُوبِ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَا بِعَوَارِضِ دُنْيَاكُمْ، وإِنَّمَا تَسَعُونَ قُلُوبَ البَشَرِ بِالأَخْلَاقِ الَّتِي أَتَمَّ الجَنَابُ الأَنْوَرُ بِنَاءَهَا، وَرَفَعَ قَدْرَهَا، حِينَ قَالَ عَنْ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ».
فَقِفْ أَيُّهَا العَقْلُ عِنْدَ مُنْتَهَاكَ، وَأَنْتَ تَرَى الأَخْلَاقَ المُحَمَّدِيَّةَ تَسْمُو فَوْقَ السَّمَاءِ بِرًّا وَبِشْرًا وَوَفَاءً وَلُطْفًا، حِينَ تَبْدُو نَوَاجِذُهُ الشَّرِيفَةُ، كَأَنَّ النُّورَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ، لِتَفْتَحَ ابْتِسَامَتُهُ الصَّافِيَةُ وَكَلِمَاتُهُ الطَّيِّبَةُ قُلُوبَ النَّاسِ إِجْلَالًا وَاحْتِرَامًا وَإِقْبَالًا علَىَ هَذَا الدِّينِ القَوِيمِ وَلِهَذا النَّبِيِّ المُصْطَفَى الأَمِينِ الَّذِي كَرَّمَهُ رَبُّهُ بِهَذَا الوَصْفِ المُقَدَّسِ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
أَيُّهَا المُحَمَّدِيُّ، أَلَمْ يَحْكِ التَّارِيخُ لَكَ عَنِ الرَّسَائِلِ وَالخِطَابَاتِ النَّبَوِيَّةِ لِلْأُمَرَاءِ وَالقَيَاصِرَةِ وَالأَكَاسِرَةِ وَقَدْ جَمَعَتْهَا لُغَةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ لُغَةُ الاحْتِرَامِ والتَّفْخِيمِ والبَهَاءِ وَبَذْلِ السَّلَامِ؟! أَلَمْ تَكْتُب الصَّفَحَاتُ عَنْ رُقِيِّ التَّعَامُلِ النَّبَوِيِّ مَعَ وَفْدِ نَجْرَانَ الَّذِي أَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يُصَلُّوا صَلَاتَهُمْ بِمَسْجِدِه الشَّرِيفِ فِي مَشْهَدٍ يُبْهِرُ الدُّنْيَا وَيَأْسِرُ القُلُوب؟!
أَيُّهَا النَّبِيلُ، اعْلَمْ أَنَّ هَذَا الحَالَ الشَّرِيفَ هُوَ بَابُ هِدَايَةِ الخَلْقِ، وَمِفْتَاحُ الإِقْبَالِ عَلَى الحَقَّ، فَحَبِيبُكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ هُوَ مَنْ أَبْهَرَ الدُّنْيَا بِأُصُولِ التَّعَامُلِ مَعَ النَّاسِ عَلَى اخْتِلَافِ عَقَائِدِهِمْ، وَهَذَا تِلْمِيذُهُ النَّجِيبُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعَدِّدُ مَحَاسِنَ الإِسْلَامِ وَمَفاخِرَهُ وَمَنَاقِبَهُ لِلنَّجَاشِيِّ فِي مَشْهَدٍ عَجِيبٍ، وَحِوَارٍ مَهِيبٍ دَرَسَ جَعْفَرُ أَدَواتِهِ، وَعَرَفَ كَيْفَ يُخَاطِبُ الأَدَبُ النَّبَوِيُّ قُلُوبَ المُلُوكِ لِيَسَعَهَا بِبَسْطِ الوَجْهِ وَحُسْنِ الخُلُقِ، حِينَ قَالَ لِلنَّجَاشِيِّ: «أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ، وَنَأْتِي الفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيئُ الجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَحْنُ نَعْبُدُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالكَفِّ عَنِ المَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ اليَتِيمِ، وَقَذْفِ المُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ»، فَمَا كَانَ مِنَ النَّجَاشِيِّ إِلَّا أَنِ انْفَتَحَ قَلْبُهُ، وَاسْتَبْشَرَ وَجْهُهُ وَوِجْدَانُهُ بِهَذَا الدِّينِ العَظِيمِ، فَبَكَى حِينَ تَذَكَّرَ أَخْلَاقَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى بَابَ بِرٍّ وَوَفَاءٍ وَحَنَانٍ وَرَحْمَةٍ وَعِلْمٍ، وَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى آيَةً فِي العَطَاءِ وَالتَّسَامُحِ وَالسَّلَامِ؛ لِيَنْطَلِقَ لِسَانُهُ قَائِلًا: «إنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشكَاةٍ وَاحِدَة».
أيها السَّادَةُ، لَقَدِ اسْتَقَى الشَّعْبُ المِصْرِيُّ هَذِهِ الأَنْوَارَ المُحَمَّدِيَّةَ وَتِلْكَ العَظَمَةَ المُصْطَفَوِيَّةَ، فَكَانَتِ اللُّحْمَةُ الوَطَنِيَّةُ حَاضِرَةً بِكُلِّ رُبُوعِ المَحْرُوسَةِ، وَكَانَ احْتِرَامُ شُرَكَاءِ الوَطَنِ مَنْهَجًا مَرْسُومًا، فَأَصْبَحَ الشَّعْبُ المَصْرِيُّ نَسِيجَ وَحْدِهِ بِجَمِيعِ طَوَائِفِهِ تَعَايُشًا وَتَكَامُلًا، تَغْمُرُهُ السَّكِينَةُ وَالطُّمَأْنِينَةُ، مَجْبُورًا مَسْتُورًا مَنْصُورًا.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ، مَا أَعْظَمَهُ مِنْ شُعُورٍ عِنْدَمَا نَتَصَفَّحُ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَنَرْفَعُ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلَى الوَهَّابِ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ الرَّقْرَاقِ {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، وَيَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهْنِ هُنَا سُؤَالٌ: مَا هِيَ الذُّرِّيَّةُ الَّتِي تَكُونُ سَبَبًا لِلسَّعَادَةِ وَالمَسَرَّةِ وَقُرَّةِ الأُعْيُنِ؟! إِنَّهَا الذُّرِّيَّةُ القَوِيَّةُ سَلِيمَةُ العَقْلِ والجَسَدِ، مُسْتَقِيمَةُ السُّلُوكِ، نَاضِجَةُ الفِكْرِ، البَصِيرَةُ بِشُئُونِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وإِنَّمَا يَتَحَقَّقُ ذَلِكَ بِمَنْحِهِمْ حُقُوقَهُمْ وَتَوْفِيرِ مُتَطَلَّبَاتِهِمْ.
أَيُّهَا الآبَاءُ: أَدْرِكُوا المَعْنَى الحَقِيقِيَّ لِقَوْلِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ): «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»، وَاعْلَمُوا أَنَّ المُبَاهَاةَ لَا تَكُونُ بِالكَثْرَةِ الضَّعِيفَةِ المُنْهَكَةِ، فَهَذِهِ كَثْرَةٌ سَلْبِيَّةٌ تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَإِنَّمَا تَكُونُ المُبَاهَاةُ وَالعِزَّةُ بِالذُّرِّيَّةِ القَوِيَّةِ المُؤْمِنَةِ الصَّالِحَةِ النَّافِعَةِ العَامِلَةِ المُنْتِجَةِ، وَإِلَّا فَإِنَّ الكَثْرَةَ الضَّعِيفَةَ المُنْهَكَةَ قَدْ وَصَفَهَا الجَنَابُ المُعَظَّمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِه: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ».
أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ الزِّيَادَةَ السُّكَّانِيَّةَ تَعُودُ عَلَى الأُسْرَةِ بِالضَّعْفِ وَالوَهنِ، وتَلْتَهِمُ مُقَدَّرَاتِ البِلَادِ، فَمَا أَحْوَجَنَا إِلَى تَنْظِيمٍ يَحْفَظُ لِبِلَادِنَا قُوَّتَهَا وَقُدْرَتَهَا وَطَاقَتَهَا.
اللَّهُمَّ انْشُرِ السَّلَامَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فِي رُبُوع مِصْرِنَا الحَبِيبَةِ
وَهَبْ لَنَا يَا رَبَّنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ