تزعم إسرائيل أنها قاب قوسين من هزيمة حماس. وبعد مضي تسعة أشهر على هجوم 7 أكتوبر لا تبدو إسرائيل على وشك النصر، كما لم تظهر ملامح هزيمة حماس. Robert A. Pape – Foreign Affairs
لقد تسببت الهجمات الإسرائيلية الفتاكة، بما لايقل عن 70 ألف طن من القنابل، على شمال غزة وجنوبها بسقوط 40 ألف جندي مقاتل وأكثر من 37 ألف مدني وتهجير 80% من السكان.
ولكن لماذا تتزايد قوة حماس وتستعصي المشكلة على إسرائيل؟
لقد تحولت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حرب عصابات عنيدة. ويكمن الخلل في استراتيجية إسرائيل العسكرية وليس في تكتيكاتها. ولم تدرك إسرائيل قوة حماس الحقيقية، كما لم تدرك أن المذابح والدمار لم تزد الحركة إلا قوة وتصميما.
ظنّت إسرائيل أنه كلما ازدادت أعداد قتلى حماس اقتربت هي من النصر. وزعمت أنها قتلت 14 ألفا من مقاتلي حماس من أصل 40 ألق مقاتل. أما حماس فتصر على أن عدد قتلاها لم يتجاوز 8 آلاف مقاتل. وتشير مصادر استخباراتية أمريكية أن العدد الحقيقي هو 10 آلاف.
ورغم خسائر حماس فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتتمتع بدعم السكان وإمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية والعودة مجددا للأماكن التي طهرتها إسرائيل. لا بل يشير تقرير إسرائيلي جديد إلى ازدياد أعداد المقاتلين في شمال غزة.
وتعتمد حماس على نصب الكمائن والألغام البدائية، مما قد يطيل أمد الحرب لنهاية عام 2024 وفق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. ولا تزال حماس قادرة على ضرب إسرائيل، كما لا تزال 80% من شبكة أنفاقها صالحة لتخزين الأسلحة والهروب من الإسرائيليين. وهي تكتسب المزيد من التأييد في صفوف المدنيين، رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي لعملياته في الجنوب.
مكامن القوة
تكمن قوة الحركة في قدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الجاهزين للموت في سبيل قضيتهم. وهذا التأييد المجتمعي اللافت يمكّن الحركة من تجديد صفوفها واكتساب الموارد وتجنب الكشف عنها.
وما يشجع الشباب على الانخراط في صفوف حماس هو غضبهم من فقدان أحبتهم، ومن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة. ولكن الأهم من كل ذلك هو ثقافة "التضحية بالنفس" وهي إيديولوجيا تعتمد عليها الحركة؛ حيث يتم تكريم المقاتلين الذي ضحوا بحياتهم من أجل القضية، وحثّ رفاقهم على السير في هذا الدرب لينالوا الشرف الكبير.
تبيّن استطلاعات للرأي (PSR) في يونيو 2024 أن الدعم السياسي لحماس مقارنة مع منافستها "فتح" ازداد بنسبة 40% للأولى مقابل 20% فقط للثانية.
ويعتقد 73% من الفلسطينيين أن حماس كانت عل حق في هجوم 7 أكتوبر. وهذا يفسر امتناعهم عن تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل حول قادة حماس أو الرهائن رغم الخسائر الهائلة في أرواح ذويهم.
الحملة الدعائية الناجحة
هناك مصدر قوة أخر مهم للحركة وهو قيامها بالحملة الدعائية المتطورة التي تعينها عى كسب المؤيدين. وتعمل هذه الدعاية على توجيه مواد غزيرة عبر الإنترنت لحشد االدعم الشعبي الفلسطيني للانتصار على إسرائيل.
وتركز المادة الدعائية على أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني خيارات سوى القتال للتخلص من فظائع إسرائيل. كما أنها تبث الأمل في نفوس الفلسطينيين بأن النصر مؤكد في ظل حماس، وتركز على أهمية التضحية في سبيل القضية.
أما المظالم التي تستند عليها الحركة لتأجيج المشاعر فهي الاضطهاد الطويل للشعب الفلسطيني وسلوك المستوطنين وتوسعهم وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، والحصار المفروض على الفلسطينيين لعقود طويلة، وسياسات الفصل العنصري وغير ذلك من مظالم.
كما تستعرض الحركة عبر الفيديوهات قدرتها على مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بأقوى الأسلحة الثقيلة والتكنولوجية. ويظهر مقاتلو الحركة بزيهم العسكري الكامل الذي يشير إلى جاهزيتهم، إضافة للخلفيات الدينية والآيات القرآنية التي تضفي الشرعية على قضيتهم.
وكل ما سبق يشير إلى فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ فحماس لم تهزم وليست على وشك الهزيمة، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبية. وسوف تستمر الحرب وأهوالها ضمن هذا المنظور.
المصدر: Foreign Affairs
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الإنترنت أسلحة ومعدات عسكرية الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة مواقع التواصل الإجتماعي هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
أردوغان: إسرائيل تعمل على إلغاء حل الدولتين ومنع عودة الفلسطينيين لبلدهم
سرايا - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن "إسرائيل" تعمل على إلغاء حل الدولتين ومنع عودة الفلسطينيين لبلدهم.
وأضاف أردوغان في كلمة له خلال افتتاح القمة العربية الإسلامية في الرياض، أن حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على التصعيد ولا تسمح بإيصال المساعدات.
وشدد الرئيس التركي في معرض حديثه على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتوصيل المساعدات إلى غزة.
واتهم أردوغان "إسرائيل" بتدمير الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، القمة العربية الإسلامية. وافتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعمال القمة.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن القمة تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشدداً على أن "المملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، كما ترفض انتقاص دور السلطة الفلسطيني".
وأضاف أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة.
وفي وقت سابق، وصل قادة الدول العربية والإسلامية وممثلوهم إلى مقر انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض من أجل حضور القمة، لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، والتي تأتي امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها السعودية في نفس اليوم من العام الماضي.
وقد عقدت، الأحد، أعمال الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، وذلك للتوافق حول مشروع البيان الختامي للقمة الذي من المتوقع أن يدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق سكان قطاع غزة ولبنان.
ويرتقب إقرار توصيات تصوغ موقفاً عربياً إسلامياً موحداً في مواجهة التداعيات المستمرة للتصعيد الإسرائيلي، فضلاً عن التأكيد على أهمية حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والتشديد على ضرورة استقرار لبنان والوصول إلى حلول لتهدئة الأوضاع في بيروت.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
وسوم: #فلسطين#لبنان#السعودية#اليوم#القمة#غزة#السيسي#الرياض#ابو#حلول#محمد#الرئيس
طباعة المشاهدات: 680
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-11-2024 04:36 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...