RT Arabic:
2025-02-01@11:39:48 GMT

حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟

تزعم إسرائيل أنها قاب قوسين من هزيمة حماس. وبعد مضي تسعة أشهر على هجوم 7 أكتوبر لا تبدو إسرائيل على وشك النصر، كما لم تظهر ملامح هزيمة حماس.  Robert A. Pape – Foreign Affairs

لقد تسببت الهجمات الإسرائيلية الفتاكة، بما لايقل عن 70 ألف طن من القنابل، على شمال غزة وجنوبها بسقوط 40 ألف جندي مقاتل وأكثر من 37 ألف مدني وتهجير 80% من السكان.

وحولت هذه الهجمات غزة إلى مدينة أشباح بعد أن حرمت سكانها من المياه والغذاء والكهرباء وتركت من بقي منهم على حافة المجاعة.

ولكن لماذا تتزايد قوة حماس وتستعصي المشكلة على إسرائيل؟

لقد تحولت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حرب عصابات عنيدة. ويكمن الخلل في استراتيجية إسرائيل العسكرية وليس في تكتيكاتها. ولم تدرك إسرائيل قوة حماس الحقيقية، كما لم تدرك أن المذابح والدمار لم تزد الحركة إلا قوة وتصميما.

ظنّت إسرائيل أنه كلما ازدادت أعداد قتلى حماس اقتربت هي من النصر. وزعمت أنها قتلت 14 ألفا من مقاتلي حماس من أصل 40 ألق مقاتل. أما حماس فتصر على أن عدد قتلاها لم يتجاوز 8 آلاف مقاتل. وتشير مصادر استخباراتية أمريكية أن العدد الحقيقي هو 10 آلاف.

ورغم خسائر حماس فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتتمتع بدعم السكان وإمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية والعودة مجددا للأماكن التي طهرتها إسرائيل. لا بل يشير تقرير إسرائيلي جديد إلى ازدياد أعداد المقاتلين في شمال غزة.

وتعتمد حماس على نصب الكمائن والألغام البدائية، مما قد يطيل أمد الحرب لنهاية عام 2024 وفق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. ولا تزال حماس قادرة على ضرب إسرائيل، كما لا تزال 80% من شبكة أنفاقها صالحة لتخزين الأسلحة والهروب من الإسرائيليين. وهي تكتسب المزيد من التأييد في صفوف المدنيين، رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي لعملياته في الجنوب.

مكامن القوة

تكمن قوة الحركة في قدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الجاهزين للموت في سبيل قضيتهم. وهذا التأييد المجتمعي اللافت يمكّن الحركة من تجديد صفوفها واكتساب الموارد وتجنب الكشف عنها.

وما يشجع الشباب على الانخراط في صفوف حماس هو غضبهم من فقدان أحبتهم، ومن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة. ولكن الأهم من كل ذلك هو ثقافة "التضحية بالنفس" وهي إيديولوجيا تعتمد عليها الحركة؛ حيث يتم تكريم المقاتلين الذي ضحوا بحياتهم من أجل القضية، وحثّ رفاقهم على السير في هذا الدرب لينالوا الشرف الكبير.

تبيّن استطلاعات للرأي (PSR) في يونيو 2024 أن الدعم السياسي لحماس مقارنة مع منافستها "فتح" ازداد بنسبة 40% للأولى مقابل 20% فقط للثانية.

ويعتقد 73% من الفلسطينيين أن حماس كانت عل حق في هجوم 7 أكتوبر. وهذا يفسر امتناعهم عن تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل حول قادة حماس أو الرهائن رغم الخسائر الهائلة في أرواح ذويهم.

الحملة الدعائية الناجحة

هناك مصدر قوة أخر مهم للحركة وهو قيامها بالحملة الدعائية المتطورة التي تعينها عى كسب المؤيدين. وتعمل هذه الدعاية على توجيه مواد غزيرة عبر الإنترنت لحشد االدعم الشعبي الفلسطيني للانتصار على إسرائيل.

وتركز المادة الدعائية على أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني خيارات سوى القتال للتخلص من فظائع إسرائيل. كما أنها تبث الأمل في نفوس الفلسطينيين بأن النصر مؤكد في ظل حماس، وتركز على أهمية التضحية في سبيل القضية.

أما المظالم التي تستند عليها الحركة لتأجيج المشاعر فهي الاضطهاد الطويل للشعب الفلسطيني وسلوك المستوطنين وتوسعهم وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، والحصار المفروض على الفلسطينيين لعقود طويلة، وسياسات الفصل العنصري وغير ذلك من مظالم.

كما تستعرض الحركة عبر الفيديوهات قدرتها على مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بأقوى الأسلحة الثقيلة والتكنولوجية. ويظهر مقاتلو الحركة بزيهم العسكري الكامل الذي يشير إلى جاهزيتهم، إضافة للخلفيات الدينية والآيات القرآنية التي تضفي الشرعية على قضيتهم.

وكل ما سبق يشير إلى فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ فحماس لم تهزم وليست على وشك الهزيمة، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبية. وسوف تستمر الحرب وأهوالها ضمن هذا المنظور.

المصدر: Foreign Affairs

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الإنترنت أسلحة ومعدات عسكرية الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة مواقع التواصل الإجتماعي هجمات إسرائيلية

إقرأ أيضاً:

حماس: الحركة ستواصل حكم غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني

قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو، الجمعة، إن الحركة ستواصل حكم قطاع غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني.
وفي تصريحات لوكالة أسوشييتد برس اتهم النونو حركة فتح برفض خيارين قدمتهما مصر في مقترحها للطرفين لإدارة القطاع بعد الحرب.

وأشار إلى أن المقترحين هما بين تسليم إدارة غزة إلى لجنة دعم مجتمعية مكونة من فلسطينيين تكنوقراط مستقلين، أو القبول بإنشاء حكومة توافق وطني تدير الضفة الغربية وقطاع غزة معا.

وفي وقت سابق،  وجه مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، انتقادات لاذعة لحركة حماس، محملا إياها مسؤولية الفشل في إدارة قطاع غزة خلال السنوات الـ17 الماضية.

وقال الهباش في تصريحات صحفية: "على حماس أن تعترف بأنها فشلت في حكم قطاع غزة، وأن تعيد الأمور إلى نصابها. سيطرت على القطاع بالقوة، وخاضت ستة حروب دمرت غزة وأحرقت مستقبلها".

وأضاف: "إسرائيل استغلت حماس لإفشال الوحدة الفلسطينية".

وتصاعدت حدة الخطاب بين الطرفين في الأيام الأخيرة، حيث أكدت السلطة الفلسطينية أن حماس تعرقل أي جهد لتوحيد الصف الفلسطيني. ووفقا للهباش، فإن الحركة تتماهى مع أجندات خارجية تعيق إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة.

وأضاف: "إسرائيل رعت وساعدت حكم حماس لغزة، لأنه يخدم مشروعها في منع قيام دولة فلسطينية مستقلة. هناك أطراف عربية ودولية ساعدت حماس بناء على طلب إسرائيلي وأميركي، لضمان استمرار الانقسام بين غزة والضفة".

على الجانب الآخر، ترفض حماس هذه الاتهامات وتعتبرها محاولة لإبعاد السلطة الفلسطينية عن تحمل مسؤولياتها تجاه غزة.

وتتهم الحركة السلطة الفلسطينية بإفشال أي مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاستئثار بالقرار السياسي الفلسطيني دون إشراك الفصائل الأخرى.

مقالات مشابهة

  • بعد الإفراج عن 3 رهائن..إسرائيل تستعد لإطلاق سراح دفعة جديدة من الفلسطينيين
  • محلل عسكري إسرائيلي: حماس تُسيطر على غزة بشكلٍ كامل و إسرائيل لا تملك أي نفوذ على الحركة
  • إسرائيل تسلم قائمة الأسري الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم إلى حماس
  • حماس: الحركة ستواصل حكم غزة حتى يتم العثور على بديل فلسطيني
  • حماس: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل الخامسة مساء
  • ‏مصدر فلسطيني: الصليب الأحمر الدولي أبلغ حماس أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الفلسطينيين اليوم
  • ‏"يديعوت أحرونوت": تعليمات إسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاهد التي جرت خلال تسليم الأسيرين الإسرائيليين في خان يونس
  • إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • «خارجية النواب»: مصر تقف بكل قوتها ضد مخططات تهجير الفلسطينيين
  • 1200 من الحركة..إسرائيل تتهم أونروا بتوظيف عناصر من حماس