لبنان ٢٤:
2024-06-29@16:48:14 GMT

جنبلاط يستشرف الحرب ويتحرّك عربياً لتجنّبها

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

جنبلاط يستشرف الحرب ويتحرّك عربياً لتجنّبها

كتبت سابين عويس في" النهار": بعد الدوحة وباريس كانت للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط محطة في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو لا يزال هناك، حيث التقى الملك عبد الله الثاني، وكانت لهما جولة محادثات تركزت على الوضع في غزة وانعكاساته على لبنان. بعد الاجتماع كشف جنبلاط أن البحث تناول جهود العاهل الأردني الذي يحاول عبر اتصالاته العربية والدولية التوصل إلى وقف النار في غزة، لافتاً إلى الاتصالات التي أجراها لهذه الغاية بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.



ويعول جنبلاط على هذه الاتصالات لأنها إذا نجحت، ستنسحب على لبنان، ويمكن عندها تجنيبه الحرب الموسعة.
ليس جنبلاط واثقاً من استمرار الارتباط بين غزة والجبهة الجنوبية. ولذلك لا يخفي خشيته احتمالات توسع الحرب، عازيًا ذلك إلى عدم جدية الولايات المتحدة الأميركية في وقف النار في غزة، خصوصا أن المرحلة الآن للانتخابات الرئاسية.
لا تقف خشية جنبلاط عند عدم الجدية الأميركية التي برزت في اهتمام كلي لدى المرشحين للرئاسة في استقطاب اللوبي اليهودي لمصلحته، بل أيضاً عند تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتحدى العالم في حربه على غزة، ويستمر في ذلك في لبنان. وينتظر جنبلاط أن يكرر مسرحيته أمام الكونغرس الأسبوع المقبل حيث يتوقع منه أن يقوم باستعراض أمام إدارة منتهية الولاية، ليس أكيداً بالنسبة إليه أنها ستكون قادرة على لجم جموحه. من هنا، خشيته واستشرافه لتوسع الحرب.

لا يخفي الزعيم الدرزي انزعاجه أيضاً مما وصفه بـ"الصحافة الموتورة" التي اختارت هذا التوقيت لإطلاق أخبار حول مطار رفيق الحريري الدولي، وهي تعكس بذلك رغبة في الحرب ولا مبالاة بمصير اللبنانيين والبلد. ينفي جنبلاط أن يكون يوجّه أي اتهامات إلى أي فريق، خصوصا أن من يريد الحرب هو نتنياهو نفسه. أما "حزب الله"، فيكشف أن التواصل معه ليس مقطوعا، علما أن جنبلاط كان واضحاً في رفضه تهديد الحزب لقبرص. يدرك كذلك أن قرار الحرب هو لدى نتنياهو كما حصل عام ٢٠٠٦، مذكراً بأن الاحتلال الإسرائيلي يومها فشل، ولكن دُمّر لبنان.
لا يكشف جنبلاط ما إذا كان يملك أي معلومات عن احتمالات توسع الحرب، لكنه ينطلق في توقعاته من أن قواعد الاشتباك الأولى قد تغيرت، وتتوسع، فيما هناك مواقع محلية وخارجية تروّج للحرب، وكأن ثمة من يريد لهذه الحرب أن تقع، بقطع النظر عن انعكاساتها الخطيرة.

لا يكشف جنبلاط عن تحركه المقبل، لكنه يعوّل على الإيجابية والتفهم اللذين يلقاهما في تحركه الخارجي، في عمان كما في الدوحة حيث كان التفهم والتجاوب كبيراً في دعم لبنان ومساعدته. حتما يبقى هذا غير كاف ما لم يقترن بمزيد من الضغوط المحلية والدولية لتجنب الانزلاق إلى الحرب.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي

يقف الوضع بجنوب لبنان حالياً في منتصف الطريق بين تدحرجه نحو توسعة الحرب والسيطرة عليه، وصولاً إلى وقف المواجهة المشتعلة الدائرة على امتداد الجبهة الشمالية التي أخذت تمتد إلى العمقين اللبناني والإسرائيلي، وهذا ما يبقي الأنظار مشدودة إلى واشنطن في ضغطها المتواصل على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إصراراً منها على ترجيح كفة الخيار الدبلوماسي على أي خيار يضع لبنان والمنطقة على مشارف الدخول في حرب تؤدي حكماً إلى زعزعة الاستقرار وتهديد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية لا يبدو، في ظل الظروف الراهنة، أنها في متناول اليد ما لم تتبدل بتغليب الحل الدبلوماسي، بدءاً بوقف النار على الجبهة الغزاوية الذي يُفترض بأن ينسحب على الجبهة اللبنانية، ويوقف مساندة «حزب الله» لـ«حماس»

وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": مع أن الوضع في جنوب لبنان لا يزال يتأرجح مناصفةً بين توسعة الحرب، وبقرار إسرائيلي، فيما «حزب الله» لا يريدها لكنه يستعد لها، ونزع فتيل التفجير، فإن مصدراً سياسياً وثيق الصلة بالاتصالات الجارية على المستويين الدولي والعربي لديه انطباع بأن هناك صعوبة أمام توسعتها؛ لما في حوزته من معطيات ليست متوافرة للذين هم ليسوا في موقع القرار، وإن لم يُسقط من حسابه لجوء نتنياهو للتفلت من الضغوط الأميركية، وهذا ما يُقلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين بتفويض من «حزب الله» للتوصل إلى تهدئة مستدامة في جنوب لبنان تبدأ بوقف النار في غزة.
ولفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستعدادات على جانبَي الحدود بين البلدين؛ أكانت من قبل «حزب الله» أو إسرائيل، لم تبلغ حتى الساعة مرحلة الاستنفار القصوى، وما زالت في نطاقها الدفاعي، وأن ما يحجبها عن الأنظار تصاعد وتيرة تبادلهما للتهديدات التي تأتي بهدف رفع السقوف لتحسين شروطهما في التسوية التي سيعاود الوسيط الأميركي تسويقها في اليوم التالي لوقف النار في غزة؛ فهل يرى الحل الدبلوماسي الأميركي النور؟
وكشف أن لبنان يضع حالياً أوراقه السياسية في السلة الأميركية لرفع منسوب الضغوط التي تمارسها واشنطن على نتنياهو، وبدعم من دول الاتحاد الأوروبي، التي لا تنقطع، على لسان موفديها إلى بيروت وتل أبيب، عن التحذير من توسعة الحرب، خصوصاً أن قيادة القوات الدولية (يونيفيل) كانت أُعلمت من قيادة «حزب الله» بأن لا نية لديها بتوسعتها، وأنها تضطر من حين لآخر لاستهداف العمق الإسرائيلي رداً على استهداف العمق اللبناني في البقاع ومناطق جنوبية تقع خارج جنوب الليطاني.
ورأى المصدر نفسه أن واشنطن تتحسب لما تبلغته من طهران بأنها لن تقف مكتوفة اليدين، في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب، وهذا ما يكمن وراء تحذيرها نتنياهو من أنها قد تمتد إلى الإقليم، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال إن الإدارة الأميركية في استقبالها لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تحرص على التحذير من الانجرار إلى الحرب، لما يترتب عليها من تداعيات عسكرية تمتد إلى المنطقة.
واعتبر أن تبادل الضغوط والتهديدات بين «حزب الله» وإسرائيل يشكل حافزاً لواشنطن للتدخل سعياً وراء التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى جنوب لبنان، وحذَّر من أن تل أبيب بدأت تنفيذ خطة عسكرية متكاملة تتوخى منها تحويل منطقة جنوب الليطاني أرضاً محروقة غير مأهولة بالسكان، ويستحيل على «قوة الرضوان» التموضع فيها، وقد تضطر لأن تعيد النظر في تموضعها فيها، وهذا ما يتناقله عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي.
لكن «حزب الله»، بحسب مصادره لـ«الشرق الأوسط»، يقلق من الترويج لمثل هذه المعلومات، وتحديداً بالنسبة إلى ما يتناقله بعض هؤلاء السفراء لجهة أن إسرائيل تمكَّنت من تدمير أكثر من 60 في المائة من البنى التحتية العسكرية التابعة لها، ويتعامل معها على أنها تأتي في سياق الحرب النفسية التي تلجأ لها بهدف إحباط عزيمة المقاومين.
وفي المقابل، فإن مصادر سياسية لبنانية مواكبة للاتصالات التي يتناوب عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بالتنسيق مع الرئيس بري؛ تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المهلة التي حددها هوكستين للتوصل إلى تسوية للعودة بالجنوب إلى ما كان عليه قبل أن يقرر «حزب الله» الدخول في مواجهة لمساندة «حماس»، ما زالت سارية ولم ينتهِ مفعولها حتى الساعة.
وأكدت المصادر السياسية أن هذه المهلة معطوفة على المدة الزمنية التي حددتها إسرائيل لإنهاء اجتياحها لرفح، وقالت إن الآمال ما زالت معقودة على الضغط الأميركي على إسرائيل، وتحديداً نتنياهو، بعد أن تمكنت من استمالة معظم فريق حربه؛ بترجيحهم للحل الدبلوماسي على توسعة الحرب، وسألت: هل يستبق زيارته لواشنطن بوضعها أمام أمر واقع يتمثل بتوسعتها؟ وماذا سيكون رد فعلها في ضوء إحجامها حتى الساعة عن تزويده بقنابل من العيار الثقيل التي تُستخدم لتدمير التحصينات التي أقامها «حزب الله»، أو لإحداث تفجيرات غير مسبوقة تستهدف بنيته التحتية وما لديه من منشآت حيوية؟
 

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: نحن في حالة حرب في الجنوب  
  • قرب لبنان.. منطقة ستبقى مهجورة لسنوات!
  • لتجنّب تدميره.. تصنيف منزل مارلين مونرو كمعلم تاريخي
  • ضغوط اعلامية وسياسية وديبلوماسية.. لا حرب واسعة
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • مرحلة ترقّب وحذر خوفا من الحرب:أيّ كلفة اقتصادية ؟
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • دريان التقى وفدا من اللقاء الديمقراطي
  • سباق محموم بين الجهود الدولية والتصعيد