ظاهرة انقطاع الكهرباء المتكرر ليست ظاهرة مصرية فقط، إنها ظاهرة عالمية، ورغم عالمية الظاهرة، إلا أننا لا نسمع إلا صراخ مصري بسبب انقطاع الكهرباء، بينما في دول العالم لا نجد حتى حديثًا عن الأمر.
أسباب انقطاع التيار الكهربائي في العالم بسبب الموجة الحرارية العالية التى تضرب العالم بقسوة، أسبابها: ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وغيرها، مما يؤدي إلى موجات حرارية أكثر تواترًا وشدة، وتأثيرات ظواهر المناخ الطبيعية مثل ظاهرة النينيو وحالات الجفاف الإقليمية المطولة تساهم في تفاقم الموجات الحارة.
من المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة حتى نهاية الصيف في 2024، على الأقل. ومع استمرار التغير المناخي، من المرجح أن تصبح مثل هذه الموجات الحارة أكثر شيوعًا وشدة في السنوات القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز قدرات التكيف.
الأمر الذي كان له تأثير كبير على البنية التحتية للطاقة وإمدادات الكهرباء في العديد من البلدان ما تسبب في حدوث انقطاعات كهربائية متكررة في مناطق مختلفة من العالم، وليس مصر فقط.
وقد شهدت العديد من المناطق في الولايات المتحدة ودول أخرى موجات حرارة قياسية، مما أدى إلى ارتفاع هائل في استهلاك الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف. في كاليفورنيا وتكساس، و لقد تسبب الطلب المفرط على الكهرباء في حدوث انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.
وليس فقط الطلب المتزايد على الكهرباء أثناء موجات الحرارة هو المشكلة، ولكن ارتفاع درجات الحرارة أيضًا له تأثير مباشر على البنية التحتية للطاقة نفسها، وعلى سبيل المثال:
خطوط نقل الكهرباء: ترتفع درجة حرارة الأسلاك مما يؤدي إلى تقليل قدرتها على نقل الطاقة بشكل آمن، وقد يتسبب في انقطاعات.
محطات توليد الطاقة: ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبًا على كفاءة توليد الكهرباء، خاصة في محطات الطاقة التي تعتمد على المياه للتبريد.
محطات الطاقة الشمسية: ارتفاع درجات الحرارة يقلل من كفاءة الألواح الشمسية في توليد الكهرباء.
وهذه أمثلة دون حصر لانقطاعات كبيرة ومستمرة في الكهرباء في دول مختلفة، إذ شهدت دول مثل الهند وباكستان وأجزاء من الولايات المتحدة انقطاعات كهربائية واسعة النطاق بسبب الطلب المفرط على الطاقة لأغراض التبريد أثناء موجات الحرارة القياسية.
وأدت موجة الحر الشديدة في كندا إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل في بريتش كولومبيا، تسببت موجة الحر في كاليفورنيا في انقطاعات كهربائية طالت آلاف المنازل والأعمال.
ففي الهند انقطاعات متكررة في أماكن مختلفة أهمها شمال الهند الذي يتأثر به 300 مليون شخص ويستمر لمدة 12 ساعة، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي اليومي في العديد من المدن الرئيسية في الهند جراء الطلب المتزايد على التبريد بسبب الموجة الحارة.
وفي باكستان تنقطع الكهرباء بشكل واسع النطاق ودوري على باكستان كلها يستمر لأكثر من يوم كامل، مع تكرار انقطاع الكهرباء في مناطق عديدة بسبب الأحمال الزائدة على الشبكة خلال الموجة الحارة.
لم تسلم الولايات المتحدة من هذه الأمر، إذ حدث انقطاع كهرباء واسع النطاق في ولايات الساحل الشرقي لمدة أكثر من 24 ساعة بسبب تأثير إعصار قوي، كما تشهد ولايات الغرب الأوسط انقطاعات متكررة للكهرباء بسبب الطلب المرتفع على الطاقة.
وفي أوروبا تنقطع الكهرباء في العديد من المناطق في جنوب أوروبا لعدة ساعات بسبب الحرائق والأحمال الزائدة، كما تأثرت بعض المناطق في شمال أوروبا بانقطاعات كهربائية بسبب الأعطال الفنية في محطات التوليد بسبب درجات الحرارية العالية.
و على الرغم من عالمية الظاهر، فإن الضجيج الاعلى يصدر ممن يدعون أنهم وكلاء عن الشعب المصري، هذه الحفنة من الأشرار، التى تأب أن يعيش الشعب المصرى فى حالة الاستقرار و الطمئنية، بل يريد للغوغاء و أتباع كل ناعق أن يخربون بيوتهم بأيديهم، هذا هو الهدف من الضجيج، العودة إلى المربع صفر، بعد أن بدأت البلاد فى التحرر و التقدم.
فهل يسمح العقلاء، للغوغاء أن يقودوا المشهد بضجيجهم؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: درجات الحرارة الکهرباء فی العدید من
إقرأ أيضاً:
مصر والسعودية تبحثان مشروعات تخزين الكهرباء وتنفيذ مشروع ربط التيار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي بالعاصمة السعودية الرياض لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون والشراكة فى مجالات الطاقة وفتح آفاق جديدة فى مجالات تخزين الكهرباء والطاقات المتجددة والوقوف على مستجدات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وتناول اللقاء أوجه التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مجال الكهرباء والاستفادة من الخبرات السعودية فى مشروعات تخزين الكهرباء بتقنية البطاريات المستقلة وما حققته من استقرار للشبكة الكهربائية ودورها فى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحقيق مرونة فى النظام الكهربائي داخل المملكة، وتم التطرق إلى العدادات الذكية وأنظمتها التقنية ووسائل الاتصال الخاصة بها والتحول الرقمي على طريق تحويل الشبكة من نمطية إلى شبكة ذكية تكون قادرة على استيعاب القدرات الهائلة من الطاقات المتجددة، وكذلك مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء فى البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة فى إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال فى الدولتين، لتعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.
وشمل اللقاء التباحث حول فتح آفاق جديدة وزيادة الاستثمارات الخاصة فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والجهود المشتركة للاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فى إطار سياسة الدولتين وخطط العمل التى تستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم التعاون فى مجال نقل وتبادل الخبرات الفنية والتقنيات الحديثة في مجالات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء.
وفى هذا الإطار، قام الدكتور محمود عصمت بجولة ميدانية تفقد خلالها العديد من مشروعات بطاريات التخزين المستقلة، واستمع إلى شرح تفصيلي حول القدرات التخزينية الحالية والمستقبلية ودورها فى استقرار الشبكة والتغذية الكهربائية وضمان استمرارية التيار الكهربائي فى ظل التوجه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة وتم التوافق حول التعاون وسبل دعم وتسهيل تنفيذ التوجه المشترك بإقامة مشروعات الطاقة وتعزيز البنية التحتية الكهربائية.
وأشاد الدكتور محمود عصمت بالتعاون بين الدولتين والجهود المبذولة لتعزيز سبل الشراكة فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والتى تعد نموذجا لتحقيق الفائدة المشتركة وتعظيم العوائد من الموارد الطبيعية المتاحة خاصة فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، مشيرا إلى خطط المملكة لتنفيذ مشروعات لتخزين الكهرباء بقدرات تصل إلى 26 جيجاوات و48 جيجاوات بحلول عام 2030، وكذلك الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية لتحقيق أمن الطاقة والتوجه نحو الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة، موضحًا أن هناك جهود كبيرة من قبل جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصرى السعودى وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة مطلع الصيف المقبل وفى سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله ويواصل عمله لتذليل كافة العقبات لضمان الالتزام بالجدول الزمنى لإنهاء أعمال المشروع، وان تشغيل هذا المشروع العملاق سيفتح المجال أمام مشروعات عديدة أخرى خلال المرحلة المقبلة فى إطار سياسة التوسع فى مشروعات الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون والحد من استخدام الوقود الأحفوري.
ويأتى ذلك في إطار استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وبرنامج عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتنويع مصادر الطاقة وزيادة مساهمة الطاقات المتجددة فى مزيج الطاقة، وإدخال مشروعات تخزين الكهرباء بتقنية البطاريات لتعزيز استقرار الشبكة وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق المرونة للشبكة الموحدة، وفى ضوء تحسين جودة التشغيل والارتقاء بمعدلات الأداء والحد من الفقد الفنى وخفض استهلاك الوقود وتحسين جودة التغذية الكهربائية والحفاظ على استقرار واستدامة التيار الكهربائي، والحرص على التحول إلى شبكة ذكية ومراقبة الاستهلاك وطبيعته ومتابعة التغير فى الأحمال وتوفير المعلومات لمشغل الشبكة القومية للكهرباء لتحقيق الكفاءة العامة للتشغيل.