الأسبوع:
2025-01-17@20:38:36 GMT

توشكى.. رهان الحاضر.. وحلم المستقبل

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

توشكى.. رهان الحاضر.. وحلم المستقبل

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى أسافر فيها إلى توشكى، سافرت قبل ذلك مع نهاية التسعينيات، كان الحلم لا يزال يراود الكثيرين بعد أن أقنع د.الجنزوري الرئيس مبارك بأهمية وجدوى هذا المشروع.

تعرض المشروع لحملات عديدة، شككت فى جدواه، ومنذ هذا الوقت أغلق الملف.

مضت الأيام، ظل الفشل هو عنوان الحديث عن توشكى، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، قرأ التقارير التى كلف بها الخبراء والمختصين، وكان القرار: إسناد المشروع إلى القوات المسلحة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لاستغلال مساحات الأراضى الشاسعة فى توشكى.

فى عام 2017 كانت المساحة المنزرعة لا تزيد على 400 فدان فقط، وصلت الآن إلى أكثر من 480 ألف فدان أو يزيد قليلا، وأصبح المستهدف خلال العام الحالي، زراعة نحو 150 ألف فدان لتصل المساحة من 600-650 ألف فدان.

يوم الأحد الماضى وجهت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة دعوة إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين وبعض رموز المجتمع المدنى لزيارة جديدة إلى توشكى الخير، كانت تلك هى الزيارة التى ننتظرها منذ فترة من الوقت لمعرفة تطورات المشروع الذى افتتحه الرئيس السيسى - مشروع محطات رفع المياه العملاقة - بالفيديو كونفرانس فى 25 مايو الماضى.

هبطت بنا الطائرة فى مطار أبوسنبل ومن هناك مضينا إلى أرض المشروع المتوغل فى قلب الصحراء، حيث يقع جنوب أسوان بحوالى 225 كم، ويقع على مساحة 485 ألف فدان.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

تحدث اللواء توفيق سامي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، حكى فصولا من الملحمة التى صُنعت بعرق الرجال وجهدهم، قال: منذ ان وجه السيد رئيس الجمهورية بإعادة إحياء هذا المشروع فى عام 2014، ونحن نسعى بكل ما نملك لإنجاز المراحل المتعددة وصولا إلى تحقيق الهدف، وقال أيضًا: إن السيد الرئيس يتابع المشروع أولا بأول وقد وفر كافة الإماكنيات المطلوبة لإنجازه فى أسرع وقت ممكن.

كان الهدف منذ البداية التغلب على الفجوة الغذائية بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى 500 ألف فدان، تصل إلى مليون فدان فى فترة زمنية محددة.

مضينا برفقة المسئول الأول عن المشروع، نتجول فى المناطق الزراعية المختلفة، تحت درجة حرارة مرتفعة للغاية، كان العاملون المدنيون الذين يبلغ عددهم نحو أربعة آلاف شخص يتابعون الزراعات المختلفة، لقد تابعنا أشجار النخيل، حيث يوجد فى توشكى الخير أكبر مزرعة تمور فى الشرق الأوسط من حيث عدد النخيل وأجود أنواع التمور، أقيمت المزرعة على مساحة 38 ألف فدان وتضم 2.5 مليون نخلة، لتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كواحدة من أكبر المزارع حول العالم.

كانت «الباصات» تمضى بنا متوغلة فى الصحراء التى تحولت إلى رقعة زراعية مزدهرة، وكانت كلمات اللواء توفيق سامي رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، حول العقبات التى اعترضت المشروع منذ البداية محل تأمل، كان التحدي الأول وصول مياه النيل إلى أراضي ذات منسوب أعلى، وكان التحدي الثاني هو التربة شديدة الملوحة غير حائط من الجرانيت بطول 9 كم وعرض 20 مترًا.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

لقد قال لنا اللواء توفيق سامي: إنه تم استخدام حوالي 8 آلاف طن من المفرقعات للتغلب على الحائط الجرانيتي وإجراء أعمال التسوية وإنشاء الترع والطرق الرئيسية، حيث كان جبل الجرانيت هو العائق أمام ترعة زايد الممتدة بطول 50 كم مربع، من بحيرة ناصر فى السد العالى إلى مشروع توشكى، وقد تم تشغيل محطتي الرفع الأولى والثانية اللتان تنقلان المياه إلى أراضي توشكى، وذلك بإجمالى طاقة 11.300 مليون متر مكعب.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تنفيذ 1500 طريق بإجمالي 1608 كم متر مربع، كما سيتم ربط مشروع توشكى الخير بشبكة القطار الكهربائي السريع، مما يدعم مشاريع عملية النقل اللوجستية، وتنفيذ تسويات لـ1403 قطع أراضي للري بمساحة 140 ألف فدان وشق الترع بإجمالي 135 كم مربع، وبإجمالي كميات حفر تساوي 40 مليون متر مكعب بالإضافة إلى 109 أعمال صناعية.

تجولنا فى حقول المانجو والعنب وتلك المساحات الشاسعة من القمح والتى بلغت 310 ألف فدان تم زراعتها فى الفترة الماضية بهدف البدء فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.

زيارة الكاتب الصحفي مصطفى بكري لتوشكى

لقد وضعت الشركة المنفذة للمشروع قضية التصنيع الزراعي بإنشاء مصانع ألواح الأخشاب بطاقة إنتاجية 400 م مكعب يوميًا كمرحلة أولى وكذلك مصنع لتغليف وتعبئة التمور.

بعد جولة استمرت عدة ساعات اصطحبنا فيها اللواء توفيق سامي وعدد من ضباط الشئون المعنوية عايشنا الحقيقة على أرض الواقع، هنا تُصنع حضارة مصر الجديدة من الجنوب، ومن هذه المناطق الوعرة يعود الأمل من جديد فى السعي الدؤوب للمضي في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية لسد الفجوة القائمة ووقف الاستيراد من الخارج.

هذا المشروع العملاق كلف الدولة حتى الآن أكثر من 600 مليار جنيه، هذا واحد من المشروعات العملاقة التي تمضي قدمًا إلى الأمام جنبًا إلى جنب مع مشروع مستقبل مصر الذى تبلغ مساحته نحو مليون وخمسين ألف فدان، وقس على ذلك.

من حقنا أن نفخر وأن ندرك أن نظرة القيادة إلى المستقبل باتت هى الأساس والعنوان، وأن من يسعى إلى تأمين حياة ومستقبل الأجيال القادمة ينظر إلى الأمام ولا يبحث عن شعبية قد تستمر لبعض الوقت، لكن هذا النهج قد يقود إلى كارثة حقيقية وعجز عن مواجهة التحديات، ومن بينها تحدي الزيادة السكانية والأفواه المفتوحة، فقط يمكن القول أن سكان مصر قد زادوا منذ 2011 وحتى الآن بما يتجاوز 25 مليونًا من السكان.

هل أدركتم الآن، لماذا تُصرف المليارات على المشروعات ذات الطابع الاستراتيجي، من البنية التحتية إلى سد الفجوة الغذائية.. وهلم جرا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اللواء توفیق سامی ألف فدان

إقرأ أيضاً:

إزالة تعدٍ على 2000 فدان بالظهير الصحراوى الغربي في المنيا

تمكنت الأجهزة المعنية بمحافظة المنيا، من إزالة تعدٍ في المهد على 2000 فدان على مدار خمسة أيام متتالية، ضمن حملات مكثفة لإزالة التعديات على أراضٍ بالظهير الصحراوي الغربي الموازي لقريتي تونا الجبل وإبشادات بمركز ومدينة ملوي جنوب المنيا .

 

تبين أثناء حملات الإزالة، أن المتعدين استولوا على الأراضي، بزعم استزراعها دون تراخيص، أو أى سند قانوني و قاموا ببناء عدد من العشش بالبلوك الأبيض بمساحات مختلفة، ومد مواسير والشروع فى حفر آبار مياه، مدعين أنهم يعملون تحت مظلة إحدى الشركات الإستثمارية بالقاهرة، وتم تحرير المحاضر اللازمة لهؤلاء المتعدين، وإحالتهم إلى جهات التحقيق المختصة.

 

تأتي هذه الجهود، في إطار التصدي الحازم لأي محاولات تعدٍ على أراضي الدولة في مهدها، وأن الحملات متواصلة على هذه الأماكن ومتابعتها، لمنع تكرار التعدى عليها مرة أخرى، لردع هذه التجاوزات، وعدم الرضوخ لسياسة فرض الأمر الواقع، حفاظًا على حق الشعب وهيبة الدولة .

 

وكان اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، قد أعلن مواصلة أعمال حملات الإزالة التعديات بجميع المراكز والمدن، وبمختلف جهات الولاية، والتنسيق مع الجهات الأمنية لتنفيذ حالات الإزالة، والتصدي لأي محاولات للتعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة أو البناء المخالف.

 

وتابع المحافظ، جهود الوحدات المحلية بمراكز المحافظة التسعة وقًراها، ففى مركز المنيا، نفذت الوحدة المحلية إزالة فورية لـ 23 حالة تعدِِ بقرى: (بني أحمد الغربية -بنى محمد سلطان- صفط الخمار- دمشير - تلة - طوخ الخيل)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين، كما واصلت الوحدات المحلية لمراكز:  (سمالوط - بني مزار- ملوي ) جهودها فى رفع الإزالات والتعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة، ففي مركز سمالوط  شمال المنيا، تم إزالة عدد 8 حالات تعدِِ بأرض الريف المصرى بمساحة 440.14 فدانا وتم استردادها.

مقالات مشابهة

  • إزالة تعدٍ على 2000 فدان بحملات على أراضٍ بالظهير الصحراوى الغربى بالمنيا
  • باستثمارات 90 مليون ريال.. إطلاق مشروع عقاري مصري بسلطنة عمان
  • إزالة تعدٍ على 2000 فدان بالظهير الصحراوى الغربي في المنيا
  • 8 مليون جنيه.. ضبط مرتكبى جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى
  • محافظ سوهاج: يشهد توقيع عقد حق الانتفاع لمشروع إنتاج الدواجن بقيمه 15 مليون
  • هدنة غزة.. بايدن وترامب يكسران عداء الماضي لإنهاء أزمة الحاضر
  • اليمن: رهانُ القائد الواثق بالله أعجز أمريكا وكسر شوكةَ “إسرائيل”
  • وزير الثقافة: التحول الرقمي للمحتوى الثقافي العربي رهان المستقبل
  • وزير الثقافة: التحول الرقمي للمحتوى الثقافي العربي رهان المستقبل... ومصر مستعدة لمد الدول الشقيقة بخبرتها
  • 52 مليون ريال لتطوير منظومة مياه زمزم وتحسين تجربة ضيوف الرحمن