صحيفة البلاد:
2025-04-29@18:08:40 GMT

سلوك الغربان والشجرة والجن

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

سلوك الغربان والشجرة والجن

أحيانا تحاول أن تبحث عن الاثارة والحقيقة والأحلام ونسيج الخيال لترتقي من الواقع الي اللا واقع ومشاهد لتشدّ الانتباه الي ماتكتب محاولا أن تغير من التقليدية إلى الخيال ،وحديث نفس هاجس لصاحبها لاينساها من قرأها ، ويتناساها من شاهدها حقيقة وهي كذا الأمنيات بحفظها الخيال، أمّا الأقوال فتحفظها الذكراة وتعزَّزها المثيرات ،ولكن بعض الروايات حقيقة وخيال ،وهذا ماحدث بين الحقيقة والخيال والإثارة والقصة وأحداثها المثيرة وهي كذا وبتصرف مثير.

وكما قال الراوي في سالف الأيام والليالي ،كان من وقعت عليه هذه القصة ،يعشق الخيال وحديث النفس وعبادة التفكُّر، من أجل ذلك كان يخرج الي البريّة بعيداً عن ضوضاء المدينة وضجيجها وأنوارها وناسها ،وذلك لممارسة رياضة المشي بين الرمال والأودية والجبال ،وهو في هذا الفعل وأثناء ممارسة رياضة المشي وعبادة التفكُّر في مخلوقات الله ،لاحظ مجموعة من الغربان بأحجام مختلفة بصدرن أصواتا غريبة فوق شجرة ضخمة في مكان منخفض ، فاستغرب الرواي من ذلك ! ولماذا أحد الغربان واقفا على الشجرة لايتحرك ! فظن أنه عالق بالشجرة فذهب لمساعدته ، لكن لما وصل الي الشجرة ،أقشعر بدنه، فشعر أن هناك قد يكون جن وأجسام غريبة يشعر بها ولايشاهدها من خلال أصوات وحركة الأشجار، لكنه استمر في الـتأمل والتفكُّر في مخلوقات الله وسلوك الغربان، فلاحظ تحت الشجرة حفرة ، ووجد فيها مجموعة من الغربان الميتة فاسترجع الراوي معلومة كان قد علمها سابقا وقرأها :أن الغربان تحاكم بعضها وتحكم بالإعدام أو غيره على من أخطأ، عندها ظن أن هذه الشجرة هي شجرة الإعدام ومقبرة الغربان .

عندها ذكر الله وخرج من المكان ، ولكنه يلاحظ من بعيد حركة الغربان وخاصة الضخمة تجوب المكان وتحوم فوق الشجرة كل خميس وليلة جمعة ويعرف من حديث نفسه ووسوستها أن هناك محاكمة غربان . ويستمر الراوي في فضوله بخصوص هذه الشجرة القريبه الغريبة فيغيب ويذهب إليها مرة أخرى ويقترب منها ولكن هذه المرة ظهر له كائن غريب على شكل كلب أذا أقبل وحمار أذا أدبر وأبتعد فتعجب من ذلك وقال لعلها أضغاث أحلام يقظة وزغللة عين . ولكنه مازال بين خيال وحقيقة وحديث نفس واستمر في ذلك ،إلّا أنه في يوم من الأيام خرج معه إبنه الصغير فسار معه ممارسا رياضة المشي حتى اقترب من موقع شجرة الغربان ،فظهر له هذا الكائن، ولما شاهده إبنه الصغير قال هذا حمار القايلة ولما سمع هذه الكلمة من إبنه الصغير قال في نفسه : هذه براءة طفل وبدون رتوش ،فمن علمه هذا؟

عندها قرر الراوي الابتعاد عن هذا المكان نهائيا ، ولكنه لما رجع إلى منزله ،يكتشف أن ماقاله إبنه عبارة نقلها من مسلسل كرتوني خاص بالأطفال و يعرض في بعض قنوات الاطفال ،عندها أدرك الراوي حقيقة الجن والخيال ،وأن الارض ليست لنا لوحدنا فشركاؤنا فيها كُثر.
وختمها الراوي بقوله: إن التفكير عباده يغفل عنها الكثير وهي من أفضل العبادات وأولها ، فسبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه ومداد كلماته .
دع الخلق للخالق فالله أعلم وأحصى لخلقه سبحانه وتعالى.

lewefe@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

عَميدُ الشُهَداء

 

 

إلى الشهيد المجاهد
العميد مهندس/ السيد محمد طه عبداللطيف الجنيد:

تَرَجَّلَ عن صَهْواتِها أم تَدَفَّقا
إلى اللهِ تَحليقاً وللحُجْبِ مَزَّقا
تواثَبَ مثلَ الصبحِ يطوي الدُّنىٰ وفي
تواثُبِهِ قلبانِ بالبِشرِ صَفَّقا
وحققَ ما لم يَحوِهِ الوَصفُ، لم يزلْ
خفايا، وطَيَّ الكَتمِ كم ذا تَحَقَّقا
أهندسَ قدسَ اثنينِ أم صاغ قُبلَةً
ل(يافا) ب(يافا)*؟! لستُ أدري من انتقىٰ!!
أخَطَّ طريقاً في السماءِ خَفيَّةً
تراوغُ حشداً ليسَ يدري من التقىٰ؟!!
فهل يلتقي جُندَ اليمانيِّ طاوياً
جَناحَيْهِ، أم جِنّاً بهِ اليومَ أحدَقا؟!!
لكَ الفخرُ يا (طٰهَ)** وأنجبتَ خالداً
هِزَبراً هَصُوراً من معانيكَ أشرقا
ترقّىٰ إلى عليائها غيرَ عابئٍ
بغيرِ ارتقاءِ النفسِ عَمّا تعلّقا
وعَلّقَ نَصبَ العينِ وهجَ انتمائهِ
إلى يَمَنِ الإيمانِ عَهداً ومَوثِقا
وعَتَّقَ بالسِّرِّيَّةِ الأمرَ وهو في
غِمارِ الوغىٰ يَصلي العِدى النارَ مُغدِقا
يُشيرُ فتطوي الطائراتُ المَدىٰ ضُحَىً
وفجراً وليلاً، والمدىٰ منهُ أشفقا
ويَكبِسُ زِرّاً والصواريخُ ترتميْ
على حاملاتٍ أفرغتْ حِملَها شَقا
تَشققَ وجهُ الغزوِ، لاحتْ حقيقةٌ
لمضمونِ أشقىٰ الخلقِ غرباً ومَشرِقا
رأى العالمُ الكُلّيُّ أظلَمَ صورةٍ
لوجهٍ من الغربِ امتطىٰ القُبحَ مُرتَقىٰ
تَبدَّتْ لهُ الأخرىٰ كما هيَ جيفةً
أبادتْ من الأطفالِ عشرينَ فَيلَقا
ولم تلتقِ الأحرارَ يوماً لأنها
تخافُ لقاءَ الويلِ ما الحُرًُ أشرَقا
ولكنها بادَتْ بأعيُنِ من رأىٰ
جرائمَها في الناسِ ما إن تحقّقا
رأتها شعوبُ الأرضِ غُولاً تلطختْ
يداها دَمَاً.. مَن يا تُرىٰ الحَقَّ أنطَقا؟!!
أرىٰ العَزمَ بالإيمانَ مَن أنطقَ الدُجىٰ
وأخرَسَ أبواقَ العَدُوِّ وأغلَقا
تَجَسَّدَ في جُندِ (المَسيرةِ).. هل رأىٰ
زمانٌ مثالاً للرجالِ تَخَلُّقا
رأيتُ بهم كَرّارَها وحُسامَهُ
رأيتُ حسينَ الطفِّ بالنفسِ أغدَقا
رأيتُ بهم نَصراً عظيماً تدفقت
بَشائرُهُ عَدلاً وصِدقاً ومَنطِقا
رأيتُ المَدىٰ ناراً، رأيتُ السما دماً
لتُمطِرَ سِجّينَاً على لهذمِ الشقا
على أمَريكا أمطري يا جَهنّماً
يَمانيّةَ التأويلِ شَرقيّةَ النَقا
على دُمَّلٍ في وجهِ أشرفِ أمةٍ
سيُجتَثُّ ما إن وجهُها قد تَعَرَّقا
على قادةٍ أدجَوا صباحاتِ أُمتي
وكلٌ على شَعبٍ تَعدّىٰ وفَرَّقا
على عُلَماءِ الجهلِ يا نارُ أطبقي
ذراعَيكِ، ضُمّي مَن بديني تَزَندَقا
على عُمَلاءٍ جوّعونا ليَشبَعوا
أباحوا دمانا كي يَعيشوا تَمَلُّقا
على كل أزلامِ الوقيعةِ منذُ أن
تَعَدَّوا إلى يومِ اللقا فيمن التقىٰ
ستمحو صَداهُمْ يا دَمَاً طاهراً جرىٰ
على وَجهِ هَذِيْ الأرضِ بَرقاً وبَيرَقاً
ستجتثُهُم كي تَفتحَ الأرضَ بانياً
شُموخاً ومَجداً صَرحُهُ خالدُ البَقا
(محمدُ) في الدربِ المُحَمّدِ كم طوىٰ
دروباً، إليها كَمْ صَبَونا تَشَوُّقَا
تَمَنّىٰ فأفضىٰ ما تَمَنّىٰ ليلتقي
بأحبابِهِ في جَنةِ الوَصلِ واللقا
وقد حققَ الفوزَ العظيمَ فمن إلى
مَداراتِهِ يَسمو وما قد تَذَوّقا
نَما في روابي الذكرِ والبِرِّ والتُّقىٰ
فأصبحَ نبراساً لمن فيهِ حَقّقا
تَولّىٰ معَ اللهِ النبيَّ وآلَهُ
وأعلامَ هَديِ اللهِ حُبّاً تَعَلّقا
فكانَ مِثالاً للذينَ غَذَتْهُمُ
يَدُ اللهِ أخلاقاً تَفي مَن تَخَلّقا
شهيدَ طريقِ القُدسِ يا مَن تَجَوْهَرَتْ
بكَ الكلماتُ العِطرُ عُلوِيّةُ الرُقَىٰ
بَذَلتَ الدمَ الغاليْ وشَرَّفتَ أنفُساً
غدت في مسارِ الفَقدِ شِلواً مُمَزَّقا
ولكنها تَحسو بِذِكراكَ عِزَّةً
وذِكراً وتثبيتاً وحَمداً ورَونَقا
هنيئاً أبا طهٰ المَعِيَّةَ مُنْعَمَاً
هنيئاً لكَ الفوزَ العظيمَ المُوَفَّقا
هنيئاً لكَ القربَ المُخَلَّدَ يا ضُحَىً
وفَجراً لنصرٍ بالبشارةِ أشرَقا
على العهدِ مازلنا، على دربِ قائدٍ
عظيمٍ توليناهُ غُصناً وبُنْدُقا
وصلى الذي صلى بكل صلاتِهِ
على خيرِ خلقِ الله ما النورَ أطلَقا
وآلٍ كرامٍ منهُمُ قادةُ الوَرىٰ
أئمَّتُنا الأبرارُ أرقىٰ من ارتقىٰ
* يافا الأولى: مدينة فلسطينية، اتخذها المحتل عاصمة له، وغير اسمها.
ويافا الثانية: إسم طائرة بدون طيار، يمنية الصنع، هي أول سلاح يمني يضرب هدفاً في عاصمة المحتل.
** والد الشهيد.
صنعاء. الخميس. 22 شعبان 1446هـ
20 فبراير 2025م

مقالات مشابهة

  • «زيتون غزة».. هكذا تدمر إسرائيل الشجرة المباركة رمز الهوية الفلسطينية!
  • يغطي 14 ألف أسرة.. إطلاق مسح صحي لرصد سلوك المجتمع والكشف عن الأمراض
  • كوب ماء على الريق.. سلوك بسيط يحميك من أخطر المشكلات الصحية
  • عَميدُ الشُهَداء
  • تغريم بختاكور بسبب سلوك جماهيره في مباراة الهلال
  • رامز جلال يعود بـ “بيغ رامي”.. ومحمد أنور أحدث المُنضمين للفيلم
  • التكبالي: حادث الدهس بطرابلس ينم عن سلوك ميليشياوي فوضوي لا يخشى العقاب
  • تأثير الدراما على تشكيل سلوك الأطفال والنشء.. استشاري يوضح
  • عمرو سعد بإطلالة مختلفة بعد انتهاء تصوير “الغربان” (صور)
  • تعز اليمنية تتحرك لإنقاذ شجرة الغريب المعمرة بعد تعرضها لانشقاق خطير