الثورة نت:
2024-09-29@00:42:25 GMT

كيف عاش اليمنيون فرحة عيد الأضحى؟

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

كيف عاش اليمنيون فرحة عيد الأضحى؟

 

المختار:
زيَّنت الابتسامة وجوه اليمنيين رغم مآسي العدوان والحصار شرف الدين:
يحيي اليمنيون عيد الأضحى المبارك منذ سنوات تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا” عجلان:
في العيد اليمنيون ملأوا الشوارع والحدائق وتبادلوا التهاني والتبريكات رغم الحرب والحصار

أحيا اليمنيون عيد الأضحى المبارك منذ سنوات في أجواء فرائحية فريدة وطقوس عيدية يمنية تعبِّر عن أصالة الشعب اليمني وتقاليده الدينية والأخلاقية، ويتميز العيد في اليمن عن بقية الدول والبلدان العربية والإسلامية بارتباطه بواقع الأمة وفرحة وسعادة الشعب الفلسطيني ويفوق ذلك بإحياء المسؤولية الجهادية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الأمة لمواجهة المستكبرين تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا”.

الثورة / هاشم الأهنومي

أحيا اليمنيون عيد الأضحى المبارك منذ سنوات في أجواء فرائحية فريدة وطقوس عيدية يمنية تعبِّر عن أصالة الشعب اليمني وتقاليده الدينية والأخلاقية، ويتميز العيد في اليمن عن بقية الدول والبلدان العربية والإسلامية بارتباطه بواقع الأمة وفرحة وسعادة الشعب الفلسطيني ويفوق ذلك بإحياء المسؤولية الجهادية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الأمة لمواجهة المستكبرين تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا”.
في البداية تحدث الدكتور/ عبدالرحمن المختار -عضو مجلس الشورى- بالقول: يأتي احتفال شعبنا بعيد الأضحى المبارك هذا العام رغم المآسي والمحن التي صنعها تحالف الإجرام والعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي خلال عشر سنوات من القتل والدمار والحصار، واليوم ومنذ أكثر من ثمانية أشهر تقترف قوى تحالف الإجرام الصهيوغربي، أفعال إبادة جماعية بحق إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم ذلك ورغم الألم والحزن الذي يملأ قلوب أبناء شعبنا، لكنهم وفي إصرار منقطع النظير يعطون كل مناسبة حقها من التعظيم والإجلال والابتهاج بفضل الله تعالى وتوفيقه، وتعبيراً عن الاستعداد للاستمرار في مواجهة قوى الإجرام والاستكبار التي تصر على إحلال البؤس في حياة الناس.
وقال الدكتور المختار: إن أبناء شعبنا اليمني وفي احتفالاتهم بأضحاهم المبارك والفرحة والابتسامة تعلو وترتسم على محياهم، يقولون لتحالفات الشر والإجرام قديمها وحديثها: لن تثنونا بوحشيتكم وببشاعة جرائمكم عن حقنا في الحياة كرماء أعزاء، وعن حقنا في إدخال الفرحة والسرور إلى نفوس أطفالنا، ولن يثنينا إجرامكم وطغيانكم عن الاستمرار في مواجهتكم ومقارعتكم، حتى يكتب الله سبحانه وتعالى النصر لشعبنا الصابر الصامد على مدى عقد من الزمن في مواجهة أدوات القوى الاستعمارية الإجرامية في المنطقة العربية، وقرابة عام في مواجهة القوى الإجرامية ذاتها، والتي سيكون مصيرها بإذن الله تعالى مصير أدواتها الإجرامية.
ونبه المختار القوى الاستعمارية الإجرامية إلى أن تدرك وتعي جيداً أن احتفالات شعبنا بمناسباته الدينية والوطنية تعد تعبيراً وتجسيداً لعزمه وإصراره على مواجهة مخططاتها الإجرامية، التي ترمي إلى جعل واقع الحياة وواقع الطفولة بائساً حزيناً، ولن تتحقق تلك المخططات الإجرامية في تغيير واقع شعبنا وصرفه عن إحياء مناسباته الدينية، مهما كان تأثير الحصار والعدوان مؤلماً، وسيظل واقع شعبنا مفعماً بالحياة، ومسيرته ترفع عالياً مشاعل الحرية في مواجهة مخططات الإذلال والاستعباد التي تهدف قوى الإجرام الصهيوغربية إلى تكريسها في واقع حياته.
وأضاف: لقد أظهر شعبنا في احتفالاته بعيد الأضحى المبارك رغم الألم، ما يليق بهذه المناسبة من التعظيم والابتهاج بفضل الله سبحانه وتعالى، فإنه سيكون بذات العزيمة والإصرار في مواجهة قوى الإجرام بكل قوة واقتدار، حتى تنكسر تلك القوى الإجرامية، وتتجرع مرارة الهزيمة والخسران المبين، وتجر أذيال الخيبة والندامة، بسبب جرأتها في العدوان على شعبنا، وجريمتها بحق إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
“أعيادنا جبهاتنا”
من جانبه قال حسن حمود شرف الدين -مدير عام مكتب رئيس مجلس الإدارة بمؤسسة “الثورة” للصحافة-: يحيي اليمنيون عيد الأضحى المبارك منذ سنوات تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا” انطلاقاً من المسؤولية الجهادية التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا لمواجهة أولياء الشيطان من الأمريكان والإسرائيليين.
وأضاف شرف الدين: بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الحكيمة، أتى العيد هذا العام والشعب اليمني يقاسم إخوانه الفلسطينيين في غزة أوجاعهم وآلامهم، ولم يعد للعيد ذلك الطابع الفرائحي، بل طغى على أيام العيد أجواء التضامن المفتوح بالصواريخ والمسيَّرات تضامناً مع الفلسطينيين حتى إيقاف العدوان على إخواننا في غزة.
وقال: كيف نفرح بالعيد وهناك من يقتل أطفال ونساءً فلسطين في غزة؟، كيف نفرح بالعيد وهناك آلاف الأطفال والنساء يتزاحمون للحصول على كميات قليلة من المياه الصالحة للشرب ليحافظوا على بقائهم؟.
وختم شرف الدين بالقول: كل المشاهد التي نشاهدها في غزة عبر القنوات الفضائية من أطفال عالقين تحت الأنقاض وغيرها من المشاهد المؤلمة، كل تلك المشاهد تعبر عن مدى الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدو الصهيوني على أطفال ونساء غزة، ما يحتم علينا دينيا وإنسانياً وأخلاقياً أن نقف إلى جانبهم وألا نفارقهم مهما كانت الصعوبات والخسائر جراء موقفنا في نصرة القضية العادلة مع أبناء غزة حتى إيقاف الجرائم والانتهاكات التي ترتكب في حقهم تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفي ظل صمت عربي مخزٍ.
ذو طابع ديني وأخلاقي
بينما تحدث الشيخ/ صلاح صالح مجمل –مدير عام مديرية كحلان الشرف بحجة-: في الحقيقة وبالفعل إن للعيد نكهته الخاصة في اليمن رغم الحصار والحرب، ويعود ذلك لسبب رئيسي هو أن الشعب اليمني لم يعد يتعامل مع الأحداث والمناسبات تعاملاً روتينياً تقليدياً أو متوارثاً ومتعارفاً عليه كما هو الحال في أغلب الدول العربية لا.. لكن الشعب اليمني بهويته الإيمانية وبثقافته القرآنية يتعامل مع الأحداث والمناسبات بدلالاتها وبمضمونها وبجوهرها بما تتضمنه من دروس تربوية يعود أثرها على واقع المجتمع وهذا ما يميز الشعب اليمني فعلا وواقعا في كل المناسبات في ظل مسيرته القرآنية.
وأكد الشيخ مجمل أنه في الوقت الذي تغيب فيه مضامين مدلولات العيد مثلا في الوطن العربي، تجد العيد في اليمن ذا طابع خاص، فعيدنا في اليمن الفرحة والسعادة فيه مرتبطة بواقع أمتنا بواقع إخوتنا في فلسطين وما يعانوه من ظلم وتكون سعادتنا بضرب العدو الصهيوني وضرب السفن المتجهة إليه وهو ما تسطره قواتنا المسلحة اليمنية فعلاً.
وأضاف مجمل: أما العيد على المستوى الداخلي فما نلاحظه هو حالة الوئام والتلاحم والاهتمام والترابط الأسري وزيارة الأرحام والتزاور وغيرها من مظاهر العيد ذا بعد قيمي والتزام أخلاقي يشيع روح المحبة والإخاء والتلاحم بشكل عام، ونبه إلى أن هناك عبارة عيدية صارت ثقافة لدى المجتمع اليمني وتميز بها عن بقية البلدان وهي (أعيادنا جبهاتنا) وذلك للأهمية القصوى للجهاد ومواجهة الأعداء وهي نعمة جعلت اليمن يتبوأ الصدارة في نصرة المظلومين وتجسيد الإسلام المحمدي.
أجواء عيدية بمعنويات عالية
وفي المناسبة قال محمد إسماعيل عجلان -أستاذ اللغة العربية بمدرسة الإمام علي بالقزعة بمحافظة حجة: إن اليمنيين معروفون منذ القدم بأنهم أصحاب شموخ وعزة وإباء لا يقبلون الاستسلام، لذا نجد القرآن الكريم أشار إلى ذلك في قول الله سبحانه: (نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ)، والذي جعلهم يعدون أنفسهم لذلك هو عزة نفوسهم حتى يقال: إن عبادتهم للشمس قبل الإسلام تدل على ذلك في حين كان غيرهم يعبد الأصنام وجاء الإسلام وعزز ذلك فيهم ونمت فيهم النخوة والحمية، حيث كان أجدادهم من الأوس والخزرج من السباقين إلى الإسلام والمدافعين عنه والباذلين أنفسهم وأموالهم في سبيل الله وإعلاء دينه وإحسانهم إلى الآخرين رغم الفاقة ويخبرنا الله عنهم في قوله سبحانه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، فهم لا يظهرون العوز والحاجة ولا يذلون أنفسهم لغير الله، ولا يزالون على تلك الطريقة لأنهم آمنوا بالله ورسوله وتولوا أعلام الهدى وارتبطوا بهم وهذا ما نلاحظه في الأعياد والمناسبات في اليمن .
واختتم عجلان حديثه قائلاً: اليوم في عيد الأضحى المبارك ورغم الظروف المعيشية الصعبة بسبب العدوان والحصار على بلدنا العزيز على مدى أكثر من تسع سنوات لكن تجد اليمنيين يملأون الشوارع والحدائق يضحكون ويتبادلون التهاني والتبريكات ويحسنون إلى بعضهم ولو بالبسمة، إذا لم يجد الواحد منهم ما ينفقه، ولا يظهرون لعدوهم ما بهم، وربما البعض منهم يحتاج إلى أبسط مقومات الحياة، لكن نفوسهم عزيزة أبية جعلتهم يتحدَّون المصاعب، ويحطمون كبرياء عدوهم، والفضل بعد الله إلى المسيرة القرآنية والسيد العلم عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- الذي عزز في نفوسهم الثقة بالله سبحانه، وحسن التوكل عليه، وأحيا فيهم روح الإخاء والتسامح وبث الوعي في أوساطهم فعلت نفوسهم وصارت معنوياتهم تناطح الجوزاء وهذا أيضاً يدل على طيب معدنهم وكرم أصلهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اللؤلؤ والمسك والعنبر والفرج القريب

#سواليف

#اللؤلؤ و #المسك و #العنبر و #الفرج_القريب

#الشيخ_كمال_الخطيب

لا تعرف قيمة الشيء إلا عند غيابه وفقدانه وعند صعوبة الحصول عليه. فلا تعرف قيمة الطعام إلا عند الجوع، ولا قيمة الماء إلا عند العطش، ولا تعرف قيمة الدواء إلا عند الداء والألم، ولا تعرف قيمة البيت إلا عندما يسكن الإنسان في خيمة مهترئة بل ولعلّه يفترش الأرض ويلتحف السماء، ولا تعرف قيمة الأمن إلا عند الخوف وقصف الطائرات وأزيز الرصاص ودويّ المدافع.

مقالات ذات صلة رسالة من النائب المستقيل والمفصول محمد عناد الفايز ،،، إلى المعتقل الصحفي احمد حسن الزعبي 2024/09/27

ولقد رأيناهم أبناء شعبنا في غزة يُقتلون وهم يسعون للحصول على كسرة خبز، وقد اختلطت دماؤهم بطحين حصلوا عليه بعد معاناة. وقد تناثرت أشلاؤهم على قماش خيمة قد قُصفت كانوا قد انتظروا أسابيع حتى يحصلون عليها، فكانت لهم قبر بعد أن كانوا يريدونها سكنًا وأمنًا.

ولأننا على يقين أن هذا الحال لن يدوم، وأن لهذه المحنة ستكون نهاية، ولهذا الليل فجر ساطع، إلا أن ذلك سيكون بعد مخاض عسير يعيشه أهلنا هناك وبعد ابتلاء عظيم ما تزال فصوله تتوالى.

وقد يقول قائل: وكيف سيكون بعد كل ما حصل خير وفرج، ومن أين يأتي الفرج وغزة دُمرت، وأهلها شُردوا والعرب قد خذلوهم والمسلمون يتفرجون عليهم؟ وكيف ستكون المنحة بعد المحنة، والأمل بعد الألم؟ وللجواب على هذا السؤال فإنها وقفات مع بعض مخلوقات الله تعالى ندرك معها أن الله على كل شيء قدير.

اللّبن

لو أنك كنت بين جماعة من الناس وجئت بقربة من جلد مملوءة بمادتين فرث ودم، والفرث هو خليط الطعام الذي يكون في كرش الحيوان، ثم أغلقت القربة جيدًا وخضضتها مرارًا وتكرارًا ثم قلت لمن حولك سأثقب قربة الجلد ثقبًا صغيرًا فماذا تتوقعون أن يسيل من القربة؟! لا شك أن الجواب الطبيعي سيكون أنه ما دام الخليط في القربة هو الفرث والدم فلن يسيل منها إلا سائل داكن اللون، منتن الرائحة، مقرف الطعم ولن تجد عاقلًا يقول غير ذلك، فهذا هو التحليل المنطقي وهكذا تقول الفيزياء في نتيجة خلط الفرث مع الدم.

ولكن خالق الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء البيولوجيا له جواب آخر، ولكن الله القادر على كل شيء والبديع سينتج من هذا المزيج من الرفث والدم شرابًا هو ألذّ شراب وله أجمل لون، إنه سيُخرج من هذا المزيج لبنًا حليبًا أبيض اللون خالصًا سائغًا للشاربين، قال الله الخالق سبحانه: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلْأَنْعَٰمِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيْنِ فَرْثٍۢ وَدَمٍۢ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِّلشَّٰرِبِينَ} آية 66 سورة النحل.

سبحان الله من بين الفرث الذي هو خليط الطعام في الكرش، فإذا خرج من الكرش سمي روثًا أو زبلًا، وإذا بالمصنع الإلهي داخل المعدة يحول الفرث إلى دم يذهب إلى العروق، وبول يذهب إلى المثانة، وروث يذهب إلى المخرج، ولبن يذهب إلى الضرع، إنه حليب أبيض نقي صافي من رائحة الروث ومن لون الدم، فماذا عساك أن تقول سوى سبحان الله، إن ربي على كل شيء قدير.

المسك

قال سبحانه: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ*عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ*تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ*يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ*خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} آية 22-26 سورة المطففين. وقال رسول الله ﷺ: “والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”.

فما هو هذا العطر الذي اسمه المسك؟ ومن أي أنواع الزهور تم استخلاصه؟ وأي رائحة نفّاذة وأي شذى للمسك حتى جعله الله عطر أهل الجنة؟

إنه ليس رحيق زهور ولا غيرها، وإنما هو غدة تكون في جسم نوع من الغزلان يسمى غزال المسك وفي الذكور فقط ولا يوجد في الإناث. فإذا أكل الغزال أنواع الأعشاب والثمار فاختلطت في كرشه، فيتحول قسم منه إلى الدم ويفرز هذا الدم عصارة ومادة تتجمع في غدة في بطن الغزال عند سرته تسمى النافجة.

فإذا وقع الغزال في شباك الصياد أو وُجد ميتًا، فإن أول ما يبحث عنه أصحاب الخبرة هي تلك الغدة “الكيس عند السرة” فإذا فجّروها وإذا بتلك الرائحة المذهلة النفّاذة التي هي عطر المسك ولروعة رائحتها فإن الله سبحانه قد جعلها عطر أهل الجنة.

فإذا كانت الفيزياء تقول إن نتاج ما أكله الظبي من الأعشاب والثمار البرية سيكون ذلك الفرث الذي يمتلئ به كرشه، فإذا أخرجه كان الروث والزبل. هكذا هي النتيجة عند كل الحيوانات وكل الغزلان إلا غزالًا واحدًا جعلته العناية الإلهية يفرز من بين ذلك الفرث مادة لا تسيل من الشرايين مع الدم ولا تخرج مع الروث وإنما تجتمع في غدة وكيس عند السرة هي أطيب وأزكى عطر يمكن أن يشمه الإنسان. فماذا عساك أن تقول سوى سبحان الله، إن الله على كل شيء قدير.

العنبر

إنه ذلك الحوت العظيم الذي يصل وزنه إلى ستين طنًا وطوله 20 مترًا ويعيش قريبًا من 70 سنة ويغوص في أعماق المحيطات إلى عمق ثلاثة آلاف متر. إنه ذلك الحوت الذي يبتلع ويأكل في اليوم الواحد مئات الكيلو جرامات من الأسماك وخاصة من الحبارى، وإذا تعسّر عليه هضم بعض هذا الطعام فإن كبد الحوت يقوم بإفراز مادة شمعية حول ذلك الجسم الذي لم يهضمه فتغلّفه وتغطيه ثم يقوم الحوت بقذف والتخلص من ذلك الجسم والمادة التي أفرزها إلى الماء، فما أن يلمسها الماء والهواء وأشعة الشمس فتمر بحالة الأكسدة فتتحول إلى ما يشبه الحجارة يبحث عنها الناس عند الشواطئ واسمها العنبر أو الكهرمان له رائحة عطرية جذّابة تستعمل في صناعة أجود وأندر أنواع العطور يقدّر سعر الكيلو الخام منها بـ أربعين ألف دولار.

إنه حوت عظيم في أعماق المحيط يأكل طعامه، وما لا يهضمه فإن كبد الحوت يفرز مادة ثم يقذفها إلى الماء وإذا بها تتحول من مادة لها رائحة منتنة تسمى “قيء الحوت” إلى عطر ثمين هو عطر العنبر. فماذا عساك أن تقول عند ذلك إلا سبحان الله العظيم، إن ربي على كل شيء قدير.

اللؤلؤ

قال الله تبارك وتعالى: {وَحُورٌ عِينٌ*كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} آية 23 سورة الواقعة. فقد وصف سبحانه جمال حوريات الجنة باللؤلؤ، وكذلك وصف الولدان الذين يقومون على خدمة أهل الجنة بقوله: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا} آية 19 سورة الإنسان. ووصف سبحانه الزينة التي يزين بها أهل الجنة فقال: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} آية 23 سورة فاطر.

فما هو هذا اللؤلؤ وما هو سرّ جماله الأخّاذ، حتى إذا أراد سبحانه أن يقرب لأهل الدنيا صورة مخلوقاته في الجنة من الولدان والحور العين، فإنه يشبههم باللؤلؤ الذي عرفه أهل الدنيا بأنه لا أجمل منه، فما هو اللؤلؤ وما هو مصدره؟

فاللؤلؤ هو من أثمن أنواع المجوهرات، وتصنف اللآلئ أنها من أغلى وأثمن أنواع الحجارة الكريمة مع أنها ليست إلا مادة لزجة تفرزها بعض أنواع الصدف والرخويات عندما يدخل عليها جسم غريب، قد يكون قطعة غبار صغيرة جدًا داخل الماء فتهاجمها تلك المحارة بإفراز مادة تغطيها وتتكلس عليها. هذه المادة التي تكلّست حول ذلك الجسم الغريب تتحول إلى لؤلؤة جميلة مبهرة ثمينة، فإذا أراد أحد الأثرياء أن يقدم لزوجته أثمن هدية، فليس أثمن من عقد اللؤلؤ تتزين به نحور النساء.

والغريب أنه في موسم صيد المحار فإنه يتم استخراج اللؤلؤة من داخل الصدفة بينما يُرمى المحار في الماء لأنه لا قيمة له.

محارة تُلقى في الماء وهي التي أنتجت لؤلؤة سعر الواحدة منها بعيار قيراط واحد أي ما يعادل سبعين ألف دولار، والقيراط يساوي 200 ميلغرام، أي أن كل خمسة قراريط تساوي غرامًا واحدًا.

ولأن اللؤلؤة الثمينة تكون محفوظة ومستورة ومحجوبة داخل صدفة، فقد شبّه الشعراء المرأة المسلمة المحجبة مثل اللؤلؤة المحفوظة في الصدفة، فقال الشاعر اللبناني أمين ناصر الدين:

قل لمن بعد حجاب سفرت أبهذا يأمر الغيد الشرف

أسفورًا والحيا يحظره وتقى الله وآداب السلف

ليست المرأة إلا درة أيكون الدرّ إلا في الصدف

ترتقي الأمجاد تبقى حرّة لا تجاري الغرب في غير هدف

فماذا عساك أن تقول وأنت ترى محارة لا تساوي شيئًا تفرز مادة تتحول إلى لؤلؤة هي من أثمن أنواع الحجارة الكريمة، إنك لن تقول إلا سبحان الله، إن ربي على كل شيء قدير.

الفرج القريب

فإذا كان الله تبارك وتعالى له قوانينه الخاصة وله إرادته ومشيئته التي لا تشبهها ولا تساويها أبدًا إرادة البشر ومشيئتهم، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد صنع وأخرج من الفرث والدم حليبًا نقيًا صافيًا ناصعًا شهيًا، وإذا كان سبحانه قد أنتج وفرز من بين فرث الظبي والغزال أشهر أنواع الطيب والعطر إنه المسك طيب أهل الجنة، وإذا كان الله سبحانه قد أخرج من أعماق المحيطات وعتمتها وحلكتها ذلك القيء الذي يقيئه الحوت إذ يحوله إلى مادة العنبر يُصنع منها أرقى وأندر وأثمن أنواع العطور، وإذا كان الله سبحانه من خلال محارة ضعيفة رخوة تختبئ داخل صدفة قد صنع وأخرج لؤلؤة لها جمال وبريق أخّاذ يشد الناظرين،

فإذا كان الله سبحانه قادرًا على كل هذا وأكثر منه، فكيف ولماذا ومن أين تأتي للناس تلك الحيرة والقلق بل والشك بأن الله سبحانه لن يغيّر هذا الحال الصعب الذي نعيشه ولن يهلك الظالمين والطواغيت؟ فإذا كان سبحانه من بين الفرث والدم قد أخرج حليبًا، فكيف لا يصنع من الدم والدموع والألم أملًا فجرًا وقريبًا؟ وإذا كان سبحانه قد صنع في عتمة وقعر المحيطات ومن قيء الحوت عنبرًا وعطرًا، فكيف أنه لن يصنع من ظلمة واقعنا وسواد ليلنا فجرًا وإشراقًا ونورًا؟ وإذا كان سبحانه قد مكّن محارة مختبئة داخل صدفة أن تخرج لؤلؤة، فكيف لا يستطيع سبحانه لأمهات مختبئات في خيام التشرد والتهجير أن يلدن ويصنعن ويربين لآلئ وأقمارًا هم جيل الغد وعنوان المرحلة؟

فبمثل يقيننا وهو ما أكده الواقع والتجربة، أن من بين الفرث والدم يكون الحليب، ومن غدة في بطن غزال ميت يكون المسك، وفي قيء حوت يكون العنبر، وفي إفراز محارة يكون اللؤلؤ، فبنفس اليقين بإذن الله سيكون بعد الليل فجر وبعد العسر يسر وبعد الكرب فرج.

أليس هو رسول الله ﷺ الذي قال: “واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا” فكما أن المقصود بالنصر يتولد خلال الصبر وكذا الفرج وكذلك اليسر بإذن الله تعالى.

وإذا كان الحليب الصافي يُفرز من بين الفرث والدم، وإذا كان المسك يُفرز من فرث الغزال، وإذا كان العنبر يُفرز من قيء الحوت، وإذا كان اللؤلؤ هو من لُعاب محارة وكل هذه أُنتجت في مصانع العناية الإلهية التي لها قوانينها ونواميسها التي لا يفهمها البشر، فكذلك الفرج فإن له نواميس وقوانين إلهية قد لا يفهمها البشر بل ولعلهم لا يرونها ولا يراها إلا أصحاب الفراسات الإيمانية الصادقة .

ولأن الفرج هو من صنع الله ووعد الله، فإننا واثقون مطمئنون بأنه آت وأنه قريب قريب.

لأنك الله لا خوف ولا قلق ولا غروب ولا ليل ولا شفق

لأنك الله قلبي كله أمل لأنك الله روحي ملؤها الألق.

لا عزاء للمحبطين والمتشائمين واليائسين.

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

مقالات مشابهة

  • كيف تفاعل اليمنيون لمقتل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله؟
  • ”فرحة في شوارع محافظة يمنية: حلويات احتفالاً بسقوط زعيم حزب الله تحت نيران إسرائيل”
  • ضمن الحملة التي أطلقها محافظ ميسان الاستاذ “حبيب ظاهر الفرطوسي” لإغاثة الشعب اللبناني الصابر المجاهد
  • الأزهر للفتوى يحذِّر من التَّعصب الرِّياضي
  • اعتقال مراهق خلال نقله إلى المستشفى بعد العثور على ‘‘العلم اليمني’’ في السيارة التي كان عليها.. وتلفيق تهمة غير أخلاقية ضده
  • اللؤلؤ والمسك والعنبر والفرج القريب
  • سنواجه التصعيد بالتصعيد.. قائد الثورة يوجه دعوة هامة إلى كافة أبناء الشعب اليمني للقيام بهذا الأمر (تفاصيل+فيديو)
  • “الصحفيين العرب” يدين الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في لبنان
  • نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح يهنئ أبناء الشعب اليمني بالعيد الثاني والستين لثورة 26 سبتمبر الخالدة (النص)
  • كيف تفاعل اليمنيون مع الذكرى 62 لثورة سبتمبر؟