الثورة نت:
2025-03-17@00:01:19 GMT

لا يمكن القضاء على حركة حماس

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

 

 

لا يمكن الانتصار على غزة، ولا يمكن القضاء على حركة حماس، لأن حماس فكرة، ولا يمكن القضاء على فكرة، هذا التصريح الصادر عن الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي لا يعكس الخلاف البائن بين مؤسسة الجيش الإسرائيلي، والمستوى السياسي، وإنما يعكس مشهد الهزيمة، التي حطت على ظهر الجيش الإسرائيلي، بعد فشله الذريع في تحقيق أهداف الحرب التي أعلن عنها المستوى السياسي في دولة العدو الإسرائيلي.


تصريح الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي يؤكد أن الحرب على غزة قد انتهت عملياً، وأن الطريق الوحيد لإخراج الجيش الإسرائيلي من وحل غزة، هو التوقيع على صفقة تبادل أسرى، ووفق شروط المقاومة؛ التي حددتها بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، ووقف إطلاق النار النهائي، مع تنفيذ صفقة تبادل أسرى، شرط البدء في إعمار غزة، مع ضمانة دولية وإقليمية لاتفاقية وقف إطلاق النار.
ورغم الاعتراف الجلي للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وحديثه عن استحالة القضاء على حركة حماس، لما يزل المستوى السياسي في دولة الكيان الصهيوني يطالب الجيش بالقضاء على حركة حماس، وتحقيق الانتصار الحاسم، وهذه الأهداف عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيقها بعد تسعة أشهر من الإبادة الجماعية، ومن تدمير غزة بالكامل، وبعد ذبح أكثر من مائة ألف مدني من أهل غزة، تركهم الصهاينة يئنون بين شهيد وجريح ومفقود.
لقد أدرك الجيش الإسرائيلي أن القضاء على حركة حماس يعني القضاء على الشعب الفلسطيني، لأن حركة حماس جزء من حركات المقاومة، والمقاومة الفلسطينية للعدو الإسرائيلي عقيدة بالنسبة للشعب الفلسطيني، وانتماء صادق للوطن، والمقاومة هي الطريق الوحيد الذي يفضي إلى القضاء على المحتلين، وتحرير أرض فلسطين، ولاسيما بعد أن اصطدمت القيادة الفلسطينية في رام الله بحائط الصد الإسرائيلي، الذي يرفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني من خلال المفاوضات، وحتى أنه يرفض تطبيق ما تم التوصل إليه من اتفاقيات، تم التوقيع عليها منذ ثلاثين سنة.
اعتراف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالحقائق العنيدة التي فرضها ميدان القتال، هذا الاعتراف لا يفضح عجز الجيش الإسرائيلي فقط، وإنما يفضح الحالة الأمنية المتدهورة للمجتمع الإسرائيلي، ويفضح حالة الترهل والضعف لدى المؤسسات الأمنية، ويفضح الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ويعمق الصراع بين الدولة العميقة والحكومة الإسرائيلية، وسيرتد هذا الاعتراف ـ في الوقت القريب ـ على مجمل السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الشرق الأوسط بشكل عام، حيث لم تعد دولة العدو هي صاحبة اليد الطولى في الشرق الأوسط، ولم تعد دولة الاحتلال قادرة على إملاء سياستها على الأرض الفلسطينية، ولا سيما على أرض الضفة الغربية والقدس، والتي تشكل محور المواجهة والمقاومة في المرحلة القادمة، وهذا الذي يحتم على القيادة السياسية الفلسطينية، وعلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أن تلتقط لحظة الانتصار هذه، لتتعاون مع رجال المقاومة في الخروج من مأزق الانقسام، ومأزق غياب جزء ليس بالقليل من الشعب الفلسطيني عن ساحة القتال ضد العدو، وهذه خطوة سياسية ينتظرها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قبل غزة، لحظة وطنية فارقة، تعزز مضامين النصر على العدو، وتؤكد أن أرض الضفة الغربية لا تتحرر من خلال المفاوضات، واللقاءات العبثية، وإنما من خلال التضحيات والمواجهات الميدانية، التي ستوصل العدو الإسرائيلي إلى الحقيقة العنيدة، بأن المقاومة فكرة، فكرة رفض الاحتلال، وفكرة التخلص من المحتلين، وهي فكرة العيش بكرامة بعيداً عن التنسيق والتعاون الأمني مع العدو.
* كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 

#سواليف

كتب .. #يتسحاق_بريك

يبدو أن المستويَين الأمني والسياسي أغلقا آذانهما، ولم يتعلّما بعد شيئاً ممّا حدث لـ”شعب إسرائيل” خلال العام ونصف العام الماضيَين. لم يفهما حتى اللحظة أن ” #الجيش ” لا يستطيع، بوضعه الحالي، #تفكيك ” #حماس “. ألم يفهما حتى الآن أن “جيشنا” لا يستطيع البقاء وقتاً طويلاً في المناطق التي احتلها، ولا يملك القوة الكافية من أجل تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق؟ بكلمات أُخرى: إنه لا يستطيع، بوضعه الحالي، #حسم_المعركة مع “حماس”.

إن أيّ جولة أُخرى من الحرب في غزة ستضع حياة المخطوفين في خطر، وتزيد في الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط الغزّيين الأبرياء. هذا بالإضافة إلى أن العالم كلّه سيعلن أننا مجرمو حرب؛ نعم – العالم العربي برمّته سيتوحّد ضدنا، ويفكّك حصانتنا القومية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التراجع، وبالتالي سيتراجع الجيش. سنبقى وحدنا في العالم مع [الرئيس الأميركي دونالد] ترامب غير المتوقّع، الذي يمكن أن يتركنا وحدنا في أيّ لحظة.

مقالات ذات صلة دوي انفجار في مخيم نور شمس بطولكرم 2025/03/15

الأمر المفاجئ أكثر هو أن القيادة العليا الجديدة للجيش وقعت أسيرة فخ #نتنياهو وتابعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتنفّذ كلّ ما يريدانه. وبدلاً من ترميم “جيشنا” وتجهيزه للتهديدات المستقبلية على حدودنا الشرقية، وحدودنا مع مصر، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، حيث لم نُخضع حزب الله؛ وبدلاً من إقامة حرس قومي ضد المجرمين المتطرفين في بلدنا- يقوم المستويان العسكري والسياسي ببثّ الشعارات بشأن تفكيك “حماس” بشكل مطلق.

لم يفهم المسؤولون عندنا بعد أنه من أجل تفكيك “حماس”، عليهم أن يزيدوا في حجم “الجيش”، وفي حجم القوات لكي تستطيع تفجير الأنفاق، وبعدها فقط، يمكن الحسم. إن هدم المنازل في قطاع غزة وتفكيك بنى “حماس” فوق الأرض لم يساعدانا على التقدّم نحو هدف تفكيك الحركة التي تقيم بمدينة مساحتها مئات الكيلومترات تحت الأرض. وتخرج من حصنها هذا لتقتل المئات، وتُصيب الآلاف. وعلى الرغم من ذلك، فإن القيادة العسكرية، وبتوجيهات من القيادة السياسية، تريد جرّنا إلى مسلسل آخر من القتل والعزاء، من دون أيّ إنجاز واضح.

أيها القرّاء الأعزاء، قولوا لي: على مَن يُمكن الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا مزيد من حرّاس التخوم في “الدولة”؟ كان يجب على رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، الجنرال إيال زمير، أن يدافع عن موقفه، ويعرض أمام المستوى السياسي وضع “الجيش” الحقيقي، حسبما توقّعنا جميعاً منه، وأن يعرض الحقيقة عارية، من دون أيّ تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدّم إلى المرحلة (ب) من الصفقة لتحرير المخطوفين وإنقاذ الأحياء منهم، من دون تخوّف – حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس هيئة الأركان. وأكثر من ذلك، كان يجب على رئيس هيئة الأركان أن يمنع المستوى السياسي من الاستمرار في وهم أن “الجيش” قادر على هزيمة “حماس” والإيرانيين، كما أرادوا أن يسمعوا.

إن أقوال رئيس هيئة الأركان الموجّهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير المخطوفين كأولوية، يبدو أنها من دون رصيد – أقوال ليست سوى واجب يجب أن يقال. أقواله تتناقض كلياً مع موافقته على تجديد الحرب في غزة.

هل اختار رئيس هيئة الأركان الجديد الخضوع منذ بداية طريقه؟ إذا كان الجواب نعم، فماذا سيحدث مستقبلاً؟ أنا دعمت تعيين إيال زمير بكل قوتي، لكنني لم أتخيّل أنه سيخضع أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأنهما يريدان الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة، على حساب حياة المخطوفين وأمن مواطني دولة إسرائيل.

الطريق الصائبة والصحيحة في هذا الوقت هي الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة (ب)، بحسب الاتفاق، وتحرير جميع المخطوفين، الذين يختنقون في ظلام الأنفاق، دفعة واحدة، وانتهاء الحرب. وبعدها، علينا أن نشمّر عن سواعدنا ونُعيد ترميم “الدولة والجيش” في جميع المجالات، لكي يستطيع الدفاع عن حدود “إسرائيل”، بما معناه أن على “الجيش” أن يتجهّز لحرب كبيرة يستطيع الضرب والحسم فيها.

في نهاية المطاف، إذا مات المخطوفون في الأنفاق المظلمة، فإن التهمة ستقع على كاهل المستويَين السياسي والعسكري، إلى الأبد، وهما اللذان اختارا الاستمرار في حرب من دون هدف، لن تحقّق أيّ إنجاز. هذا الخيار سيدفع إلى موت المخطوفين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم. إن كلّ يوم يمرّ يؤجّل فيه الحديث عن المرحلة (ب) من الصفقة، يضع حياة المخطوفين في خطر، أكثر فأكثر، إذ إن ثمة خطوة فقط تفصلهم عن الموت.

مقالات مشابهة

  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • وهْم القضاء على حكم حركة حماس في غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق يُشيد بـ "حماس"!  
  • حركة الجهاد الإسلامي تحمل العدو الإسرائيلي تداعيات مجزرة بيت لاهيا
  • حركة حماس تدين مجزرة العدو شمال غزة وتؤكد أنها انتهاك فاضح لوقف النار
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • حركة حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الصهيوني عيدان ألكسندر وجثامين أربعة آخرين
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر