(الصهيونية الوهابية) ودورها في تدمير العرب والمسلمين..! 1-2
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
بعد قيام ثورة يوليو في مصر عام 1952م تعرض نظام آل سعود لصدمة كبيرة فقد كان نظام فاروق في مصر حليفا استراتيجيا لي آل سعود وبعد فشل أمريكا وبريطانيا في احتوى ثورة يوليو والزعيم عبد الناصر الذي دشن نضاله القومي بإسقاط حلف بغداد ونظام نوري السعيد الملكي وقيام الثورة في العراق والوحدة المصرية -السورية عام 1958م أصيب النظام السعودي بالهلع وأنخرط بكل قوة وحماس في معترك التآمر على نظام عبد الناصر ومشروعه القومي فراح يتعاون ويمول انتهازيي النخب في سوريا والعراق فعمل على تغذية خلاف عبد الكريم قاسم في العراق مع التيار القومي ومع عبد الناصر، كما عمل على تغذية وتمويل تيار الانفصال في سوريا ومن أجل مصالحه وحقده على عبد الناصر ومشروعه القومي المناهض للصهاينة والإمبريالية تعاون النظام السعودي مع (الشيوعيين) في العراق ومع الانفصاليين في سوريا، واحتضن جماعة الإخوان المسلمين الفارين من مصر ومع انتصار الثورة الجزائرية وخروج الاستعمار الفرنسي مهزوما، وتفجر الثورة اليمنية سبتمبر عام 1962م أكتوبر عام 1963م وتزامنها مع أحداث أخرى في المنطقة أدت جميعها إلى تعزيز التحالف السعودي -الصهيوني- الأردني- الإيراني، وبرعاية أمريكية- بريطانية، ليخوض النظام السعودي بمساعدة حلفائه حربا ضد الثورة اليمنية ليس حبا بالنظام الأمامي بل خوفا من سقوطه الذي كان مرتقب حينها.
كانت مصر عبد الناصر تشهد تحولات تنموية واقتصادية جبارة وكانت قد بدأت مرحلة التحول الاشتراكي عام 1961م فيما كانت مكانتها تتصاعد دوليا في قارات العالم وخاصة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتحولت القاهرة إلى قبلة لكل حركات التحرر الوطنية في العالم، داخلياً كانت مصر تشهد تطورات اقتصادية وتنموية وبلغ معدل التنمية عام النكسة 7.6 ٪ حسب تقارير البنك الدولي الذي علق حينها بأن هذا المعدل لم تتوصل إليه الولايات المتحدة الأمريكية في عصر العمران.
في ديسمبر 1966م وجه الملك السعودي فيصل رسالة للرئيس الأمريكي جونسون طلب منه التدخل لإقناع (إسرائيل) بالقيام بعملية عسكرية خاطفة ضد مصر على أن تحتل غزة والضفة وسيناء، لأن خطورة عبد الناصر ونظامه وما تبثه إذاعة صوت العرب من تحريض الشعوب امر مقلق ويهدد باستقرار دول المنطقة والدول الحليفة ومصادر الطاقة، وأشار إليه بضرورة احتلال مرتفعات الجولان السورية لما وصفه (تربية العصابة القومية في دمشق) التي تحذو (حذو عبد الناصر ونظامه رغم كل تداخلاتنا لتفرقة بينهما إلا أنهم ينتمون لذات المسار القومي)..!
وأكد فيصل في رسالته استعداد بلاده لتمويل هذه العملية، منوها في رسالته إنه وبعد هذه العملية التي ستقوم بها (إسرائيل) سيتكفل بتطويع عبد الناصر ونظامه وسيقوم بتقديم الدعم له (من باب أعينوا عزيز قوم ذل) وبعدها يمكن البدء بحوار سلام بين مصر و(إسرائيل)..!
بعد ستة أشهر وعشرين يوما بالتحديد من عمر رسالة فيصل للرئيس الأمريكي جونسون شنت (إسرائيل) عدوان حزيران 1967م وكانت النكسة التي حدثت بفعل خيانة تعرض لها عبد الناصر ومشروعه من الداخل والخارج، ومع ذلك كأنت قمة الخرطوم التي رفض فيها ناصر كل مخططات فيصل وأمريكا والصهاينة فكانت اللاءات الثلاث لا صلح، لا مفاوضات، لا اعتراف إلا بعد إزالة آثار العدوان وكانت حرب الاستنزاف التي وصفها القادة الصهاينة في مذكراتهم بأنها اسوي ما واجهته (إسرائيل) منذ قيامها..!
أعاد عبد الناصر بناء القوات المسلحة في مصر وتجهيزها لحرب مع الصهاينة كان مخطط لها أن تشن في 10 أكتوبر 1975م.
في فبراير وجه الملك فيصل رسالة للملك حسين ملك الأردن طالبه فيها بضرورة طرد المنظمات الفدائية الفلسطينية من الأردن لأنها تشكل خطرا على النظام الأردني وعلى الأمن السعودي، في سبتمبر من ذات العام شن النظام الأردني حرباً على المنظمات الفلسطينية بدعم سعودي- أمريكي- صهيوني، وكانت مجزرة أيلول الأسود التي أنهاها عبد الناصر ليلاقي ربه بعدها في 28 سبتمبر 1970م..!!
برحيله تنفس آل سعود والصهاينة وأمريكا والقوي الرجعية العربية الصعداء بغياب أخطر أعدائهم ليس عن السلطة بل عن الدنيا بكلها، لتبدأ ماكينة الإعلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي العربي حملة تشويه وشيطنة عبدالناصر وعهده ومشروعه ومواقفه وصورته..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
(105) أعوام على ميلاد "مزمار التلاوة"
ما بين نعته بـ"الصوت الباكي"، أو "مزمار التلاوة"، تمر في العشرين من يناير الجاري الذكرى الـ(105) لميلاد فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أشهر حراس دولة تلاوة القرآن الكريم مع الجيل العظيم الذي ضم كبار القراء مثل الشيوخ: مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمود خليل الحصري، وغيرهم.
وقد خص الله المنشاوي بصوت عذب مملوء بالشجن والسكينة، فكان تأثيره طاغيًا في نفوس "السميعة" عبر إتقانه الشديد لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني، والألفاظ القرآنية، فبلغت شهرته الآفاق بمصر، وكافة أنحاء العالم الإسلامي.
في عام 1920م، ولد المنشاوي بقرية المنشاة (محافظة سوهاج) في أسرة كريمة حملت رسالة القرآن حيث كان جده "تايب المنشاوي"، ووالده "صديق"، وأخواه: أحمد، ومحمود، فضلاً عن عمه "أحمد السيد المنشاوي".. جميعهم من مقرئي الذكر الحكيم، وإن كان شيخنا الجليل هو الأبرز من بينهم لمزاياه الكبيرة في حقل التلاوة.
أتم المنشاوي حفظ كتاب الله بكتّاب القرية، وهو في الثامنة من عمره، وبعدها بعدة سنوات انطلق إلى عالم القراءة بعد أن صاحب والده، وعمه في إحدى الحفلات (مأتم) بسوهاج، فاستمع له الناس لأول مرة، وانبهروا به أكثر من انبهارهم بتلاوة والده وعمه، فبدأ صيته في الانتشار، لا سيما مع تلك التلاوة التي تجلى فيها في مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري في إحدى ليالي عام 1952م.
أتت الإذاعة المصرية إليه أثناء قراءته في أحد المآتم بمدينة إسنا عام 1953م، حيث تم اعتماده قارئًا بالإذاعة، وتوالت تسجيلاته الإذاعية التي تخطت الـ(1500) تسجيل.
وقد تلى المنشاوي القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. كما زار، وقرأ بالعديد من الدول الاسلامية كالعراق، وإندونيسيا، وسوريا، والكويت، وليبيا.
ومن أشهر القصص المروية عن الشيخ أن شهرته قد وصلت- بالصدفة- إلى الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وهي الصدفة التي صنعت نقلة في حياة المنشاوي، حيث دُعي الشيخ للمشاركة في السرادق المقام لإحياء مأتم والد عبد الناصر بالإسكندرية. وبعد انتهاء الليلة، طُلب منه أن يبيت بالحجرة المجاورة له، وفي الصباح طلب منه عبد الناصر سماع فن الترتيل.. وبعد عشر دقائق، بكى عبد الناصر متأثرًا من عذوبة التلاوة، وأصدر قرارًا للشيخ بتسجيل المصحف المرتل للإذاعة.
ويكاد يجمع كبار القُراء، وشيوخ معلمي القراءات أن "المصحف المرتل" للشيخ محمد صديق المنشاوي يعد أعظم مصحف في تاريخ دولة التلاوة على الإطلاق، كما أشادوا أيضًا بمصحفه المُجوَّد، وقراءته في مدينة القدس، التي اعتبروها في تاريخ المنشاوي"درة التلاوة".
ومن ناحية أخرى، حصل المنشاوي على وسام الاستحقاق من سوريا في منتصف الستينيات، وكرمته مصر بـ "وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى" أثناء الاحتفال بليلة القدر عام 1992م، كما أطلق اسمه على أحد شوارع محافظة الجيزة.
وقد اشتهر الشيخ المنشاوي بالتواضع الشديد، ولين الجانب، وشدة العطف على الفقراء والمساكين، وحب الخير، حيث تركت مواقفه في بلدته "المنشاة" أثرًا لدى أسرته الصغيرة والكبيرة، فيقال:" إن مواليد القرية كانت تسجل لدى المنشاوي قبل أن تسجل في سجل الحكومة". يُذكر أن المنشاوي قد انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1969م، ولم يكن عمره قد تجاوز التاسعة والأربعي